الحياة بالروح
يقول الرب يسوع في إنجيل يوحنا: " وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون
لهم أفضل".
هذه، إخوتي، هي الحياة التي يكلمنا عليها الرب يسوع إنها حياة الروح. الحياة التي يسود فيها الروح القدس على حياتنا ويمتلكها، على أفكارنا ومشاريعنا ورغباتنا. وهكذا نثق بالله وندع كل شيء جانباً وننقاد إلى الإستسلام لله ومشيئاته.
أحبائي
إن الله يعرف كل شيء، ويستطيع كل شيء، هو الأب وهو المحبة، يحبكم اكثرمما تحبون أنفسكم، ويهتم بكم بدرجة أعلى مما تهتمون أنتم بشؤونكم. وإذا كان الله الآب كذلك فهو يستطيع أن يحقق مصلحتكم وهو أفضل من يمكنه قيادة سفينة حياتكم إلى الأسمى والأرفع في المحبة والرجاء والإيمان.
وإذا كان الله كذلك، وهو كذلك، فلماذا لا نفكر بحكمة الله ومعرفته وقدرته ومحبته لنا...
لماذا لا نترك كلّ هذا وننقاد بروح الله إلى حياة الإنفتاح والحب والقداسة والإيمان لنتعرف إلى الله حقيقة ونسير في دربه العلوي للوصول إلى الحقيقة ونسير في دربه العلوي للوصول إلى الحقيقة الأزلية والتمتع بالغنى الإلهي.
أيها الأحباء
إن الرغبة والحرارة للإنقياد لروح الله دفعت بطرس إلى الطلب من ربه أن يسير على الماء فاستجيب لطلبه بينما الأحد عشر تلميذاً بقوا في السفينة لأنهم لم يطلبوا.
فلنطلب جميعاً بثقة وايمان بالله وكلمته أن تفعل مشيئة السماء فعْلها فينا ولنترك دفّة القيادة للروح القدس كما فعل قديسنا بطرس الذي قال فيه الكتاب " فنزل من القارب ومشى" عندها ندرك مسيحيتنا الحقيقية فلا نكون كآلات محركّة أو شرائح معلبة من مواقف وردود فعل إنما نصبح قلوبا مملوءة بمحبة الله ومحبة الإنسان، قلوباً منفتحة لله الحاضر كل لحظة معنا، قلوباً يا احبائي خاضعة لإرادة الله السامية والتي تعيش الروح القدس كل لحظة من حياتها وإلى ابد الآبدين، آمين.
الأب ماريوس خيرالله
كاهن رعية القديسة خرستينا