التطويبات.. هي طريق السعادة الحقيقية
السعادة.. يا لها من كلمة جميلة. من منا لا يرغب من صميم حياته في التمتع بالسعادة في هذه الحياة ؟ لكن ما معنى هذه الكلمة ؟ وكيف هو طريق الوصول إليها؟ إنها أمور تختلف
باختلاف الأشخاص والعمر والظروف.. فالسعادة عند الكثيرين تكمن في اقتنائهم ما يشتهونه من أمور مادية ودنيوية ،وعند بعضهم في تحصيل العلم والمعرفة،أو الحصول على مناصب عالية في المجتمع.
ولكن يسوع يدعونا إلى السعادة الحقيقية من خلال العظة على الجبل وهي مختصر لكل التعاليم فقد تتناول علاقات الإنسان الأساسية بالله وبالآخرين وبنفسه وبالأشياء التي من حوله.
فيها أعطانا شريعة العهد الجديد التي تكمل شريعة العهد القديم ،كلمات قليلة لكنها لا تزال نورًا لكل الذين تبعوا يسوع ويحبونه على مدى الأجيال.
التطويبات هي أكبر جواب من يسوع عن ما نبحث عنه (السعادة الحقيقية).
نردد دائماً أننا جميعاً خلقنا لنعيش سعداء في هذه الدنيا كما في الآخرة ،وان كل واحد منا يشعر بحاجة إلى أن يكون سعيداً،ولكن سرعان ما تتحول هذه الحالة إلى شعور باليأس عندما تتبدد أحلام السعادة التي نبغيها .
وكلما تخيلنا إننا وصلنا إلى السعادة نراها تفر من أيدينا وننظر إلى الأبعد .
فالسعادة التي نحصل عليها من خلال الأشياء التي من حولنا ليست إلا سعادة وهمية ومؤقتة ،فكم من أشياء نتمناها وعندما تتحقق يتلاشى الحلم ولكن حلماً آخر يسرع فيأخذ مكانه .
السعادة الحقيقية هي حالة السلام الداخلي التي يعيشها المؤمن الذي يعيش بحسب مشيئة الله،هي في راحة الضمير ، وفي العيش مع الله وفي الله وبالله ،السعادة هي أن نرى اسم الله ممجداً .
أما النقطة الأخرى المهمة هي إن السعادة تأتي من قبل المحبة للآخرين . و لكي نحقق هذه المحبة يجب أن نقبل أنفسنا كما نحن ، نتساءل ماذا علينا أن نعمل لنحقق ذواتنا ؟ ومن نحن وما يريده الله من كل شخص منا؟
أيضاً تقبل الآخر كما هو وليس كما نريده نحن أن يكون أي بكل عيوبه وأخطائه ,فهذه هي المحبة الحقيقية .
هي حقيقية لأنها على مثال محبة الله لنا,فهو يقبلنا رغم ضعفنا وهفواتنا ,ولكي نبلغ السعادة الحقيقية ,علينا أن نجعل حياتنا كلها حب لاينتهي. آمين