الكنيسة من الداخل :
يمتد حول الكنيسة ممر يسمى قينى مهاليطا Qene Mahaleta وهذا الممر يبلغ عرضة 2.5 مترا ( 8 أقدام ) وله سقف منخفض لا يزيد ارتفاعه عن 1.5 متر (5 قدم ) وفى هذا الممر يجلس الموعوظون والذين لن يسمح لهم بالاشتراك في الافخارستيا، وهذا الممر مزين بكثير من الرسوم والزخارف ، بينما تغطى الأرضية بالحصر أو الأسل و في أسفل الممر توجد مدافن يسمح بدفن الكهنة فيها فقط .
والقسم الثانى من الكنيسة ويسمى مقدس Maqdos وهو مخصص للكهنة والشمامسة ولا يدخله العلمانيون إلاّ بإذن خاص عند التناول وفى حجرة مخصصة في هذا القسم توجد الطبول التى تستخدم في التسبيح وكذلك تعلق بعض الحقائب القطنية والتى تحوى بعض رفات القديسين .
ا للكهنة للخدمة فقط ، وفى الداخل يوجد مذبح
وأما القسم الثالث : وهو عبارة عن حجرة مربعة في وسط صحن الكنيسة وتسمى قدس الأقداس Qedus Qudusa ، وتغطى حوائطها بالرسوم والأيقونات وبها ستائر من الجوخ ولها باب خشبى صغير يظل مفتوحا أثناء الخدمة في حين يسدل حجاب أثناء ذلك ، و لا يسمح بالد*** إ
ل
مستطيل مبنى أو مصنوع من الخشب يعلوه لوح حجرى ، وقد وجدت عدة مذابح مغطاة بكمية لا بأس بها من الذهب .
وفى داخل قدس الأقداس توجد أدوات وكتب الخدمة وملحقات أهمها التابوت الذى يستقر فوق المذبح مثل الخيمة المتوجة بمظلة ، والتابوت عبارة عن صندوق خشبى مستطيل صغير له فتحه دائرية أعلاه لوضع الكأس فيها يشبه كرسى الكأس في الكنائس القبطية ( لمزيد من المعلومات عن التابوت راجع باب العقيدة في الحبشة).
ويعتبر التابوت من الملامح المميزة لكل كنيسة ، يكرس بيد (أبونا ) الحبشة ، وتتوقف قدسية الكنيسة على وجود التابوت حيث لا يمكن أن تقام الذبيحة بدونه ، فاذا ما لمسة أحد العلمانيين ، يعاد تطهيره وتدشينه من قبل ( أبونا ) وعند ذلك يعمل له موكبا . مثل الموكب الذى يحدث في عيد الغطاس ( راجع باب الأعياد الحبشية /تيمكات ) ويحجب التابوت بستر من الجوخ بينما يسجد له كل من يمر به . وفيما مضى كان الأحباش يحملون التابوت يتقدمهم في الحرب ، كما كان يفعل بنو إسرائيل .
ويروي بعض الرحّالة فيقولون أنه أتيح لهم أن يطلعوا على قدس الأقداس والذى لا يسمح بالد*** إلية إلاّ للكهنة والشمامسة فقط(1) . كان الموضع مظلماً سوى من بعض شمعات خافتة، وقد رأوا المذبح حيث رفع الكاهن الستار عنه بشئ من الرهبة تحسبا لوجود أى شخص وثنى قد يختلس منه نظرة ! وكان التابوت عبارة عن صندوق خشبي صغير ملفوف في عدة لفائف منقوش عليها بعض آيات من العهد القديم ، ثم بدا الخوف على الحراس لشعورهم بأنهم إنما يرتكبون خطأً بذلك وطلبوا إلى السياح الابتعاد بضع خطوات ثم طلبوا منهم الانصراف ، وقد شاهدوا على المذبح قبل انصرافهم صينية يعلوها قبة بصليب .
وعند الشروع في بناء الكنيسة يجب اختيار المكان بعناية ، حيث يقام سور مؤقت حول الكنيسة كنوع من التكريس أولاً، وبعد ذلك يتم البناء ولكن تدشين الكنيسة متوقف على وصول الصندوق الخشبي (التابوت ) في البداية يستشار أولئك المتخصصون أولاً في بناء الكنائس وبعد ذلك يحشد عمال البناء وتورد الأحجار والأخشاب وعادة ما يكون خشب الأرز ، ويستغرق العمل في بناء الكنيسة ما بين بضعة أسابيع إلى العام و النصف ، وعندئذ يستبدل السور المؤقت بآخر من الحجارة . بعض ملحقات الكنيسة
لأديرة ، و أحياناً يكون مثل تلك المرافق مثل سوق يؤمه الناس يبيعون و يشترون فيه ، و هو كما قلنا مستقل عن الكنيسة بمرافقها . البيجانة ( القيثارة ) : وهي آلة موسيقية جميلة من آلات العالم القديم ، مثل القيثارة الرومانية القديمة ، ويكون لها ستر متحرك أو غطاء مثل السلحفاة ، يوضع عليها بواسطة قطعة مستديرة قوية من الخشب ، و يكون لها قرون
يلحق بالكنيسة وداخل السور الخارجي مبان لسكن الكهنة ، وحجرة لعمل القربان تسمى بيت لحم ( مثل التي عندنا في مصر) ، وفي بعض الأحيان تكون البوابة ليست مجرد مدخل بل تكون على هيئة مضيفة حيث يتم استقبال عابري السبيل منها فيقدم لهم الطعام و يتوفر لهم فيها المبيت ، كما توجد لكل كنيسة منارة مركب فيها الجرس لتنبيه المؤمنين إلى مواعيد الصلاة . و في بعض الكنائس مثل كنيسة " مخلص العالم " في أدوا يكون هناك مبنى خاص لتلك المرافق و المنافع و هو الأمر المعمول به في
اتخرج من الستر المتحرك ، ويعزف عليها بواسطة ريشة عاجية أو معدنية ، وهي ليست سباعية الأوتار، ولكنها تحتوي على أحد عشر خيطاً مربوطاً في القنطرة في الناحية المقابلة لغطاء ظهر السلحفاة ، فيما عدا هذه الاختلافات فإنها تشبه القيثارة الرومانية القديمة . ويطلق الأحباش عليها أسم البيجانة ، ويقولون أن الذي اخترعها هو الملك داود، وأيقوناتهم الموجودة في الكنائس ُتظهر الملك داود و هو يعزف على آلة طبق الأصل من البيجانة ! . الأمبليتا (1) :
وهي آلة موسيقية عبارة عن خمسة أو ستة أنابيب مصنوعة من نوع من بوص البامبو المجوف و يسمى ( شامبوكو ) وهذه الآلة تنفخ كما تنفخ الصفارة ، مع ملاحظة أن كل عازف ينفخ واحدة فقط ، حيث أن كل أنبوبة لها صوت مميز أو نغم مختلف يتوقف على طول وسمك الآلة وتعزف تباعاً فيصدر عنها ما يشبه جرس كنائس القرى ، وكثيراً ما يستمتع المارة المسافرين بأصواتها الشجيّة.