*** جوهرة السماء ومنارة الرهبنة - تماف ايرينى "1" ***
اسرة بارة وثمرة مختارة .. امنا ايرينى ..
" لآنك انت اقتنيت كليتى نسجتنى فى بطن امى - مز 139 : 13 "
ولدت الطفلة فوزية " تماف ايرينى " فى اليوم الثانى من شهر امشير عام 1652 للشهداء الاطهار الموافق اليوم التاسع من شهر فبراير عام 1936 ميلادية .. من ابوين تقيين , الاب يسى خله والام جنيفياف متى الفيزى , عرفا بقداستهما وعمق حياتهما مع الله , وشكركتهما الحياه مع القديسين , وتسربلهما بفضائل عديدة خاصة عمل الرحمة , كما اتسما بأتساع مداركهما وحكمتهما المستنيرة فى تربية اولادهما فكانا :
" بارين امام الله سالكين فى جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم " ...
فنمت فى هذا المناخ الروحى هذه الثمرة المباركة التى كانت الهدية المختارة من السماء منذ لحظة ميلادها لتكون سفيرة لعالم السمائيين ..
تعثرت الام فى ولادة طفلتها البكر وكانت رغم الامها المبرحة ترفض الذهاب الى الطبيب . تأثر والدها الخواجة متى لالامها , فتوجه الى كنيسة الشهيد مارجرجس فى طهطا وظل يصلى ويبكى لكى يتحنن الله على ابنته بصلوات الشهيد وتضع مولودها بيسر وتقوم بسلام ...
فى نفس الوقت كانت الابنة جينفياف تصلى بدموع كثيرة وتطلب معونة القديسة العذراء مريم , وفى شدة الامها شاهدت الحجرة وقد اضاءت بنور سمائى بهى جدا وظهرت والدة الاله ويقف خلفها الشهيد العظيم مارجرجس ...
فتقدم الشهيد وخبط بيده بخفة على ظهرها ثلاثة خبطات , وفى الحال نزلت طفلة جميلة تلقتها السيدة العذراء على يديها ورشمتها بعلامة الصليب وقدمتها لامها قائلة : " دى مش بتاعتكم دى بتاعتنا .. لكن اهتموا بتربيتها " ...
ولكن على الرغم من فرحة الاسرة بهذه المولودة الجميلة , الا ان القلق كان ينتاب الوالدان لاعتقداهما انها ستموت سريعا بسبب كلام والدة الاله , وصار هذا الشعور ملازما لهما فى كل تصرفاتهما معها لذا حرصا على تربيتها بكل الرعاية والحب والحنان الزائد ...
فى حفل عائلى بهيج نالت الطفلة المباركة سر المعمودية المقدس على يد الانبا بطرس اسقف اخميم وسوهاج " 1920م - 1951م " فى دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين , واخبرهم نيافته برؤيته لقديس القدير العظيم وهو يباركها عند خروجها من جرن المعمودية .. وبالفعل كانت الاسرة تلاحظ ان العناية الالهية تحيط بأبنتهما البكر وتؤازرها ...
ذات يوم كان الوالدان فى منزل الجد - والد الام - ومعهما طفلتهما التى كانت لا تزال تحبو اذ كان عمرها يتراوح مابين 8 اشهر وسنة , ... وعند المساء صعدوا جميعا الى سطح المنزل وكانت الام تحمل ابنتها .. وعندما ابدت رغبتها فى اللعب والنزول على الارض , اخذت الطفلة تصرخ وصار جسمها كقطعة الثلج وفقدت الوعى .. فظنوا انها ماتت بالفعل , فأسرع الجد لاستدعاء الطبيب .. وعرفت الام ان ابنتها قد لدغها عقربا لانها رأته .. فصرخت الام " ارصده يأانبا شنوده " رئيس المتوحدين الذى عادة ما يطلبه كل من يلدغ من حية او عقرب .. ففى الحال رأوا القديس طائرا فى الجو ثم اخذ الطفلة من حجر والدتها ونفخ فى وجهها ورشم على جبهتها علامة الصليب وقال للآم " ماتخافيش عليها دى بتاعتنا " .. وعلى الفور استردت الابنة الوعى , وعادت الى الحياة ..
** مدرسة الصلاة **
ترعرت تماف الحبيبة فى هذا الجو الروحى وكانت شديدة الالتصاق بوالدتها البارة , وقد سجلت لنا الكثير من المواقف التى علقت بذهنها فتقول :
" تعلمت الصلاة وضرب الميطانيات من والدتى التى كانت تصلى نصف الليل والسواعى كلها وتقسمهم حسب وقتها .. كنت وانا طفلة صغيرة جدا كلما رأيتها تدخل حجرة الصلاة وتغلق الباب اتسحب وادخل بهدوء واقف بجوارها . واول مرة شفتها تضرب ميطانيات , اخذت ابكى واصرخ لانى وجدتها تقوم وتقعد , فتوقفت عن صلاتها واخذتنى فى حضنها وقالت لى انا بسجد لبابا يسوع لربنا .. فقلت لها طيب ليه بتعملى كده ؟؟؟ فردت ... انا بأسجد فأعملى زى .. وفعلا بقيت اسجد زيها .. وبعد ذلك اعتدت ان الازمها طوال صلواتها الطويلة ودموعها الغزيرة .. فحفرت فى اعماقى من طفولتى المبكرة كيف يكون الخشوع فى الصلاة والانسحاق فى الميطانيات ...
وتذكر ايضا انها يوم رأت والدتها تقف امام الشباك فى الشتاء وكان يطل على كنيسة مارجرجس فى جرجا فأحضرت كرسى ووقفت بجوارها وسألتها لماذا انتى وافقة فى الشباك ياماما فقالت لها ...
انت سامعة الصلاة .. وسمعنا قداس جميل جدا من اوله لاخره من الشباك وتكرر سماعنا لمثل هذه القداسات المعزية فى اوقات متأخرة من الليل , وذات مرة سألت والدتى كاهن الكنيسة عن سبب اقامة القداسات ليلا , فأخبرها بأنه لم يقيم قداسات ولا صلاة فى الكنيسة بالليل .. وقال لها " يامبروكة , يابختك .. دا يبقى السواح هم اللى بيصلوا وربنا اعطاكم بركة انكم تسمعوهم " ...
والموضوع له باقية .....
جوهرة السماء ... ومنارة الرهبة ... تماف ايرينى