كيف علي ان اتصرف في ظروفي الصعبة
مَنْ سوى المسيح تنطبق عليه هذه الآيات تمامًا؟! ومَن يستطيع أن يقول عبارة «كل حين» في مزمور16: 8 غير المسيح القدوس المكتوب عنه «ولذّته تكون في مخافة الرب»، وقد قال هو له المجد بفمه الكريم «لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه» ( يو 8: 29 ).
صحيح أن كل مؤمن تقي يرغب أن يضع الرب أمامه في كل حين، ولكن هل الواقع يبين ويُظهر ذلك؟ هل داود ـ كاتب هذا المزمور ـ كان الرب أمامه في كل حين؟ ألَم يحدث في أوقات معينة في حياته أن الرب لم يكن أمامه؟ عندما قال مرة: «إني سأهلك يومًا بيد شاول» ( 1صم 27: 1 )، هل في ذلك الوقت كان الرب أمامه أم شاول؟
وعندما خاف إيليا وهرب طالبًا الموت لنفسه، هل كان الرب أمامه، أم إيزابل؟ فكثيرًا ما نضع أمامنا أفكارًا أو أشخاصًا، مشاكل أو صعوبات، لكن المسيح كان لسان حاله دائمًا: «جعلت الرب أمامي في كل حين».
ولأن المسيح هو التقي الفريد، كان من المنطقي أن يكون هو الواثق الفريد «في مخافة الرب ثقة شديدة» ( أم 14: 26 )، «الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟» ( مز 27: 1 ). فلأنه جعل الرب أمامه في كل حين، لذلك فرح قلبه وابتهجت روحه (ع9). والذي هذه حياته، بوسعه أن يعيش مطمئنًا في مواجهة الحياة، أو في مواجهة الموت.
عجبًا! إننا في هذه الآيات نرى بهجة المسيح وطمأنينته وهو يواجه ملك الأهوال، أعني به الموت. ونحن أيضًا بوسعنا على حساب مَن انتصر على الموت، وقام ناقضًا أوجاع الموت ( أع 2: 24 ) أن نعتبر الموت ربحًا ( في 1: 21 ).
وليس مَنْ يرقد من المؤمنين هو فقط الذي يواجه الموت بثقة، بل أيضًا أحباؤه المؤمنون إذ لا يحزنون كالباقين. فنحن اليوم عندما ندفن أحباءنا نوقن أنه سيتبع ذلك قيامة. فالمؤمنون الذين يؤمنون بقيامة الأموات، يعلمون عن يقين أن مَنْ ندفنهم في ظلمة القبر لن يظلوا هناك بلا نهاية، بل لا بد أن تُسترد الوديعة، لا بد أن تقوم الأجساد، وموقفنا اليوم بعد موت المسيح وقيامته، هو أفضل جدًا من موقف مؤمني العهد القديم، فلقد أبطل الله الموت، وأنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ( 2تي 1: 10 )
.