زائر زائر
| موضوع: تأمل في ساعة الموت السبت يناير 11, 2014 4:57 pm | |
| للقديس يوحنا الدمشقي .
الدمشقيات
================
اي نعيم في الدنيا ثبت لم يخالطه حزن؟
ام اي مجد استقام على الارض من غير انتقال،
الكل اضعف من الظل ،الكل اخدع من المنام ،
في لحظة ٍواحدةٍ جميع هذه الاشياء يعقبَها الموت ،
لذلك ايها المسيح ارح الذي اخترته ومتّعهُ بنور وجهك ،
وحلاوة بهاءك بما انك محب للبشر.
ويلي ايُّما جهادٍ يصيرُللنفسِ عندما تنفصل من الجسد ،
ويحي كم ذا تبكي حينئذٍ وليس لها مَن يرحمُها…
تحدّقُ ناظرة الى الملائكةِ ضارعة .
وليس لها من يغيثها ، تبسط يديها الى البشر وليس لها من يعينها .
من اجل هذا يا اخوتي الاحباء …
تفطنوا، في سرعة زوال حياتنا .
ملتَمسينَ من المسيحِ الرحمة والارتياح للمنتقل، ولنفوسنا الرحمة العظمى.
كلُّ الاشياءِ البشريةِ التي لا توَجدُ بعد الموتِ هي باطلة ،
لا يثبت غنىً ولا يصحَبُ مجدٌ بصاحبه ،
لأنه اذا اتى الموت هذا كله يَفنى ويُباد ،
من اجل ذلك نصرخ نحو المسيح الملكِ الذي لا يموت،
أرِح المنتقل عنا حيث مسكن جميع الفرحين.
اين هي التولّعات بالعالم ؟ اين هي الخيالاتُ الوقتية؟
اين الذهبُ والفضه؟ اين العبيد الكثيرو الجري ؟
والقلق والاضطراب.
الكل كالغبار والكل كالرماد الكل كالفي والظل ،
لكن تعالوا نهتف للملك الذي لا يموت يا رب اهل المنتقلَ عنّا الى خيراتك الابدية .
حيث السعادة التي لا تسيح والغبطة التي لا تفنى .
انا في الارض غريب..
اجول فيها طرِبا لوقع خطواتي متوهما ان بيني وبينها ميثاق معرفه.
او انني اسجي على اديمها شيئا من ذاكرة .
فاذا بها تنبذني وتجهلني . وتقابل اقبالي بادبار وبروده……
يبسم لي الحظ ، فاحرز شيئا من مال او ممتلكات.
وانصّب نفسي سيدا لي الكلمة ولي القرار ولي التصرف،
فإذا انا صفر اليدين !
خلت يداي الا من الهباء.
لأن كل ما املكه فاسد، يأكله السوس وينقب عليه السارقون..
واجول بين اترابي مستجديا كلمة اطراء ،
وكأن في مديحهم لي تأكيدا لوجودي !
واتمادى في طلب المجد.
فتتعاظم فيّ الأنا فإذا مجدي كمجد زهرة في الحقل..
اسكرها زهوها فنسيت انها،
على بعد خطوة من الذبول والسقوط واذا كل ما بنيته وهم تبدد في الهواء
واتبع نداء اللذائذ كمن يتبع السراب، فلا انا ارتوي ولا اعرف استقرارا،
ويقتلني ظمأ الى ماء الدنيا يصرفني عن ظمأي الى ماء الحياة.
لكنني مذ عرفتك يا يسوع.
ودعوتني الى وطن ليس من هذا العالم صارت غربتي وطنا لي ،
لأنك مستحها بحضورك.
ورحت اقتفي آثار خطواتك ساجدا ومهللا ،
وايقنت ان ما في حوزتي يجب ان يوزع ،
لكي يكون لي والا فهو يستعبدني ويجذبني الى الهاويه.
وآمنت ان المجد الحقيقي يكون بالانتصار على الموت،
وقد انتصرت عليه لانه لم يجد فيك خطيئة ،
فعرفت ان علي ان اجاهد ضد خطاياي ، منذئذ يا يسوع الحلو،
فهمت انك وحدك الطريق والحق والحياه،
وبتُّ لا اجوع ولا اعطش الاّ الى ملكوتك وبرك .
فصار الموت لي ربحا لانه باب الانتقال من الفساد الى عدم الفساد
والمعبر الذي يفضي الى جنانك الفسيحه.
تذكرت النبي الهاتف ، انا ارض ورماد،
فعدتُ ايضا متفرساً في القبور ونظرتُ الى العظام المجرّده فقلت :
يا ليت شِعري ايّما هو الملكُ او الجنديُّ وايُّما هو الغنيُّ او الفقير؟
وايّما هو الصدّيق او الخاطيء.
لكن يا رب ، ارح نفس عبدك مع الصديقين ، بما انك محب للبشر.
ان مبدأ ابداع قِوامي كان بامركَ الخالق،
لأنكَ لما شئتَ أن تتقنّي حَيوانا مركب الطبيعه،
من منظور وغير منظور اما جسمي ،
فجبلته من الارض واما نفسي فوهبتَنيها من نفختك الالهيةِ المحيية،
لذلك َايّها المسيح ارح عبدكَ في بلدةِ الاحياءِفي مساكن قديسيك.
على صورتكَ ومثالك، جبلتَ الانسانَ مُنذُ البَدء،
ووضعتَه في الفردوس، وسلّطَته على سائر براياك ومخلوقاتك ،
فلما ُغوي بحسب المحال صار مخالفاً وصيتك ،
من اجل هذا حكمت عليه يا رب،
بأن يعود الى الارض التي منها اُخذ ويطلب الراحةً والارتياح.
انوحُ وأنتحبْ، اذا ما تفطنتُ في الموتْ،
ونظرتُ الى جمالكَ مخلوق، على صورة الله، موضوعاً في القبورْ،
لا صورةَ له ولا شرفَ ولا منظرْ، فيا له من عجبٍ،
ما وهبتنًا أيُّها المسيح الصائرُ بنا.
كيف اُسلمنا الى الفساد وكيف ازدوجَ الموتُ بنا .
فحقاً انهُ بأمرِ الله كما امرَ كما كُتب،
الذي يمنح المنتقل الرحمة والارتياح.
افشين يقال في سبت الاموات .
-------------------
يا اله الارواح والاجساد كلها ، يا من وطئت الموت واخزيتَ الشيطان ،
واهبا عالمك الحياة.أعط ِ يا رب الراحة لنفوس عبيدك الراقدين :
البطاركة الكليي القداسة والمطارنة الكليي الوقار.
ورؤساء الاساقفة والاساقفة والكهنة.
واولئك الذين خدموك في الكنيسة وفي الحياة الرهبانية.
الاجداد والآباء والاخوة والاخوات الارثوذوكسيين،
الذين بذلوا حياتهم من اجل الإيمان والوطن.
ومن اجل المؤمنين الذين قتلوا في الحروب الاهلية.
والذين أٌغرقواواحرقوا او ماتوا من الجليد ، او هشموا من الوحوش الضارية.
والذين انهوا شوط حياتهم دون توبة ،
ولم تسنح لهم الفرصة للمصالحة مع الكنيسة ومع اعدائهم.
ارح نفوس المنتحرين وهم بحالة فقدان الصواب.
وجميع الذين عهدوا الينا وطلبوا منا ان نصلي من اجلهم.
والذين يفتقرون الى مؤمن يصلي من اجلهم.
والذين لم يحظوا بجنازة مسيحية.
وارح جميع الراقدين في مكان نير في مكان راحة ،
حيث لا مرض ولا اسى ولا تنهد.
اغفر لهم كل خطيئة اقترفوها بالقول ، بالفعل او بالفكر
.بما انك اله صالح ومحب للبشر.
اذ ليس من انسان يحيا ولا يخطئ،
الا انت وحدك المنزه ُعن الخطأ، وعدلك عدل ابدي وكلامك حق
لأنك القيامة والحياة والراحة، لعبيدك الراقدين،
أيها المسيح الهنا ولك نرسل المجد مع ابيك الذي لا بدء له ،
ومع روحك الكلي قدسه الصالح والمعطي الحياة ،
الآن وكل اوان والى دهر الداهرين آمين.
متى شاهدتموني ايها الاخوة ملقى ً عادم الصوت فاقداً النسمة
فابكوا عليَّ جميعكم ، لاني كنت في الأمس اتكلم معكم
فداهمتني بغتة ساعة الموت المخوفه.
لكن تعالوا يا جميع محبيّ وقبلوني القبلة الاخيرة
لاني ماعدت فيما بعد اذهب معكم ولا اخاطبكم.
بل انا ماضٍ الى الديان الذي ليس عنده محاباه.
حيث يقف العبد والسيد والملك والجندي والغني والفقيرمعا في رتبة متساوية .
فيتمجد كل واحد اويخزى حسب اعماله الشخصية …
لذلك اطلب اليكم جميعا متوسلا ان تبتهلوا بلا فتور الى المسيح الاله
من اجلي كي لا يرتبني بسبب خطاياي
في مكان العذاب بل يرتبني حيث نور الحياة
|
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: تأمل في ساعة الموت الإثنين يناير 13, 2014 12:42 pm | |
| شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
ربنا يبارك خدماتك | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: تأمل في ساعة الموت الإثنين يناير 13, 2014 6:15 pm | |
| |
|
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: تأمل في ساعة الموت السبت أغسطس 30, 2014 4:56 am | |
| | |
|