رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر السبت يناير 11, 2014 5:31 pm | |
|
سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن
****************************
وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر
**********************
بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا { متى 5 : 38 ، 39 }
في القديم منع اللة شعبه من مقاومة الشر بشر أعظم سامحا لهم بذلك
من أجل قسوة قلوبهم أما وقد دخلنا العهد الجديد فقد ارتفع بنا إلى مقابلة الشر لا بشر مماثل أو أقل أو حتى بالصمت وإنما نقابله بالخير مرتقبا بنا إلى أعلى درجات الكمال
يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح قد دخل بنا إلى درجة الكمال المسيحي كأعلى درجات الحب التي تربط الإنسان بأخيه إذ يرى العلاقة التي تقوم بين البشر تأخذ ست درجات
الدرجة الأولى
**********
تظهر في الإنسان البدائي الذي يبدأ بالاعتداء على أخيه
الدرجة الثانية
*********
فيها يرتفع الإنسان على المستوى السابق فلا يبدأ بالظلم لكنه
إذا أصابه شر يقابله بشر أعظم
الدرجة الثالثة
*********
وهي درجة الشريعة الموسوية التي ترتفع بالمؤمن عن الدرجتين السابقتين فلا تسمح له بمقاومة الشر بشر أعظم إنما تسمح له أن يقابل الشر بشر مساو أنها لا تأمر بمقابلة الشر بالشر إنما تمنع أن يرد الإنسان الشر بشر أعظم لكنه يستطيع أن يواجه الشر بشر أقل أو بالصمت أو حتى بالخير إن أمكنه ذلك
الدرجة الرابعة
**********
مواجهة الشر بشر أقل
الدرجة الخامسة
************
يقابل الشر بالصمت أي لا يقابله بأي شر أي عدم مقاومته
الدرجة السادسة
************
التي رفعنا إليها السيد وهي مقابلة الشر بالخير ناظرين إلى الشرير
كمريض يحتاج إلى علاج يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على مقاومة
الشر بالخير قائلًا
لا تطفأ النار بنار أخرى وإنما بالماء ليس ما يصد صانعي الشر عن شرهم
مثل مقابلة المضرور ما يصيبه من ضرر برقة فإن هذا التصرف ليس فقط يمنعهم عن الاندفاع أكثر وإنما يعمل فيهم بالتوبة عما سبق أن ارتكبوه
فإنهم إذ يندهشون بهذا الاحتمال يرتدون عما هم فيه هذا يجعلهم يرتبطون بك بالأكثر فلا يصيروا أصدقاء لك فحسب
بل وعبيدا عوض كونهم مبغضين وأعداء
ماذا يقصد بالخد الأيمن والآخر
*********************
قدم لنا السيد أمثلة لمقابلة الشر بالخير في مقدمتها إنه إذا لطمنا شخص على خدنا الأيمن نحول له الآخر أيضا ولقد أوضح الآباء أن السيد في تقديمه الوصية لم يقصد مفهومها بطريقة حرفية لأن الإنسان لا يلطم على خده الأيمن بل الأيسر اللهم إلا إذ كان الضارب أشولا إنما الخد الأيمن يشير إلى الكرامة الروحية أو المجد الروحي فإن كان إنسان يسيء إلينا ليحطم كرامتنا الروحية فبالحب نقدم له الخد الأيسر أيضا أي الكرامة والأمجاد الزمنية والمادية
ويحذر من تنفيذ الوصية حرفيا بينما لا يحمل القلب حبا حقيقيا نحو الضارب خاصة وأن البعض يعملون على إثارة الآخرين ليضربوهم الأمر الذي يسيء إلى الوصية الإلهية ويختم حديثه بقوله
إن كان خدك الأيمن الخارجي يستقبل لطمة من الضارب فليقبل الإنسان الداخلي بتواضع أن يتقبل الضربة على خده الأيمن بهذا يحتمل الإنسان الخارجي بلطف ويخضع الجسد لمضايقات الضارب فلا يضرب الإنسان الداخلي
كثيرون تعلموا كيف يقدمون الخد الآخر ولكنهم لم يتعلموا كيف يحبون ضاربهم المسيح رب المجد واضع الوصية ومنفذها الأول عندما لطم على خده بواسطة عبد رئيس الكهنة رد قائلا
إن كنت قد تكلَمت رديًا فاشهد على الردي وإن حسنا فلماذا تضربني
{يو حنا 18: 23} فهو لم يقدم الخد الآخر ومع ذلك فقد كان قلبه مستعدا لخلاص الجميع لا بضرب خده الآخر فقط من ذلك العبد بل وصلب جسده كله
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر الأربعاء يناير 15, 2014 1:32 am | |
| |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر الأربعاء يناير 15, 2014 3:02 pm | |
| | |
|