خسارةٌ أن تربح الجميع وتخسر نفسك ...
والخسارة الأكبر أن تخسر الجميع لظنٍ منك أنك ستربح نفسك...
عندما تقرأون هذا الكلام ، سوف يردكم في الذهن القول المقدس
والذي نبني عليه ونستخرج من ينابيعه الصافية عذوبة التأملات والكلام
:"ماذا ينفع الإنسان اذا ربح العالم وخسر نفسه".
وفي كل الأحوال وعند التوقف على كل محاور الكلام
تستوقفنا الحقيقة المقصودة وهي التالية :
- الحياة مبنية على الإيمان بالله أولاً وبالآخر
ثانياً وبالذات الشخصية
ثالثاً وهذا ما يُحتم علينا بحرية تامة كيفية
ادراك النسج العلائقي بين ثالوث الحياة
(الله الثالوث، الآخر وأنا) ...
إذاً لكي يربح الإنسان نفسه فهذا يؤول
إلى إيمانه المُنتعش بالذكاء لخلق المعادلة
والتوازن بتحكيم العلاقات وبطريقة
متجانسة وذلك بوضع سُلّم أوليات الحياة.
هذه الأوليات تنطلق بالعلاقة الأولى مع الله
والتي تُحتم عيش المُصالحة مع الذات والآخر
إذا ما كانت مبنيّة على أُسس اليقين الإيماني
الذي لا شك فيه والذي يُدخل طبعنا البشري
بحتميّة العلاقة وأهميتها وبفرضية التواصل السليم
وتداعيّاته، مع أقانيم الثالوث الحياتي الذي ذكرناه آنفاً...
إذاً من يريد يربح نفسه لا يمكنه أن يعيش بعزلة وانفراد
(وهنا لا نقصد النُسك والإستحباس الروحي إنما الهروب والإختلاء الفردي)
انما المطلوب واحد ، أن نشترك بمشروع الحياة
الإجتماعي ونسعى لحب الحياة والنجاح والتطور
دون الخوف من الأحكام والبشر والشرائع .
هذه القوة بالعيش لا يُمكن استمدادها إلاّ من قوة من وهبنا الحياة .
وضمانة الإستمرارية بفرح العيش لا يمكن إنجاحها
بدون "الآخر" في حياتي ، سواء كان حبيباً أم صديقاً أم مُشجعاً
أو حتى مع الذين يتناقضون ويتنافسون وإيانا
بالتفكير والرؤية والمشاريع والأعمال...
لهذا نُشدّد ونقول : "كُن ذاتك في كل الظروف" وسلّم حياتك
لمانح الحياة ولا تخف من كل أنواع اختبارات الحياة مع أخيك الإنسان...
بهذا فقط تربح نفسك والآخر ويكون نصيبك
العيش الرغيد في الدنيا والآخرة مع الله وفي قلب الله.