تفسير قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداء كموطئا لقدميك (مت 44:22)
***********************
هذه العبارة قالها داود النبي بالروح وهو يتكلم عن المسيا في المزامير.
والمعروف أن المسيح هو ابن داود فكيف يكون المسيح رب داود وهو ابن داود في ذلك الوقت؟
وقد وجه المسيح هذا السؤال لليهود ليفهم اليهود ويلفت نظرهم إليه على أنه المسيا المنتظر، فالمسيح هو رب داود من جهة اللاهوت وابن داود من جهة الناسوت.
يتحدث السيد المسيح عن نفسه ليعلن الآتي:
- أنه المسيا ابن داود وفي نفس الوقت ربه. تعرف عليه داود منذ أجيال طويلة، لا من ذاته وإنما بالروح القدس إنه موضوع النبوات ومشتهى الآباء.
- إن كانت القوى قد تكاتفت لا لمحاورته فحسب، وإنما أيضا لقتله صلبا، فإنهم يقاومون الآب أيضا الذي يضع الأعداء تحت قدمي الابن، ليس عن ضعف في الابن، وإنما عن وحدة العمل بين الآب والابن. وكأن السيد يطالبهم قبل الدخول في أحداث الطريق أن يراجع كل إنسان نفسه لئلا تسحبه الأحداث ليصير مقاوما للحق ومعاندا لله.
أما قوله " اجلس عن يميني " فيعني أنه يحمل قوته، ولا يعني تفاوتا في الكرامة.
فإن كان الآب يخضع الأعداء تحت قدمي الابن، فالابن أيضا يخضع الأعداء تحت قدمي الآب،
إذ يمجد أباه على الأرض (يو 15 : 4).
*****
"اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك"،
وفي المزمور الثاني يتنبأ عن المسيح قائلا: "قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (مز 7 : 2).
ونسأل مرة أخرى: من هو الذي قال له يهوه " أنت ابني أنا اليوم ولدتك " ؟
والإجابة هي، يقول الكتاب المقدس أنه الرب يسوع المسيح:
"إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (أع 33:13).
† " تعرفون ألحق والحق يحرركم " †