لوحة مار انطونيوس
رموز اللّوحة
العصا :
_ لقد استعمل الانسان العصا في البدء كسلاح و كوسيلة للدّفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة في البرية.
_ مع تطور الحياة الانسانية أصبحت العصا ترمز الى رعاية القطعان والمواشي، هي وسيلة لقيادة الخراف الى المراعي الخصبة. كان القديس أنطونيوس على مثال الراعي الصالح يرعى تلاميذه ويسهرعلى تلقينهم التعليم الصحيح ويحرص على عيشهم للمشورات الانجيلية.
_ ترمز العصا الى رَزانة وحكمة الشيوخ الذين يستعملون العصا كمعين على السير والمشي خاصة في الطرقات الوعرة.
_ ترمز العصا في بُعدها العمودي الى العلاقة بين السماء والأرض، بين الانسان والله. كان القديس انطونيوس يقضي أيامه ولياليه متكئًا على عصاه يناجي ربّه بخشوع واتضاع.
الحيّة:
_ ترمز الحيّة الى الحيلة والتجربة " وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات الحقول التي صنعها الرب الإله" (تك ٣:١).
_ إن الحيّة بموازاة العصا ترمز الى سحر الفراعنة. كما انتصر موسى على سحر الفراعنة كذلك كان القديس أنطونيوس يهاجم السحرة والوثنيين. قال الرب لموسى"خذ عصاك وألقها أمام فرعون، فتصير حيّة." (خروج ٧:٨)
_ إن الحيّة في بعدها الأفقي ترمز الى العالم وشهواته الفانية، الى المنحى الترابي. "فأنتِ ملعونة من بين جميع البهائم وجميع وحوش الحقل. على بطنك تسلكين وترابًا تأكلين، طوال أيّام حياتك" (تك٣: ١٤)
الجرس
_ يرمز الجرس الى اليقظة والسهر. لقد وضع القديس انطونيوس جرسًا على عصاه وذلك مخافة أن يغلبه النعاس. كان يتمّم وصية سيّده يسوع المسيح لتلاميذه في بستان الزيتون "صلّوا لئلاّ تقعوا في التجربة"( لوقا ٢٢: ٤٠).
_ يعكس صوت الجرس في تلك الصحراء الخالية الخاوية صدى الحوار الداخلي العميق بين الله والانسان.
الخنزير
_ الخنزير بحسب الشريعة اليهودية حيوان نجس. (سفر الأحبار ١١: ٧) يرمز الى الوحشية والى الانغماس في في شتّى أنواع الرذائل والرذائل.
_ قد يرمز الخنزير الى الأشكال الحيوانية المخيفة التي كان يتّخذها الشّيطان لمهاجمة القديس أنطونيوس.
_ يذكر القديس متى في إنجيله كيف أن الشياطين طلبت من يسوع أن يرسلها الى الخنازير عندما طردها من الممسوسان. فلعلّ الخنزير هنا يرمز الى موهبة القديس أنطونيوس في تمييز الأرواح النجسة وطردها باسم يسوع باسم يسوع المسيح.
الجمجمة
_ ترمز الجمجمة الى الموت. الحقيقة التي لم تغب عن فكر القديس يومًا ان الانسان من التراب والى التراب يعود.
_ ترمز الى شهوات الجسد المتنوعة من أكل وشرب ورغبة جنسية، التي تعلّم القديس كيف يخمدها في ذاته عن طريق النسك والتقشق .
الثوب الرهباني
_ يتميّز الثوب الرهباني باللّون الأسود. يرمز الأسود الى الحداد والموت. كان القديس أنطونويس في حياته النّسكية يموت كل يوم عن شهوات هذا العالم الفاني على رجاء القيامة في الحياة الأبدية مع المسيح.
_ لم يكن يغيب عن بال القديس أنطونويس ان اللّون الأسود للثّوب الرهباني يجب أن يعكس نقاوة فكر وقلب النّاسك المتعبّد. مردّدًا قول المزمور "قلبًا نقيًا اخلق فيّ يا الله وروحًا ثابتًا جدّد في أحشائي".
_ يرمز الزنّار المشدود حول الكليتين الى التغلّب على الشهوات الجنسية والأفكار السيّئة. إذ إن الكِلى في العهد القديم هي مركز أفكار والنوايا تمامًا مثل القلب.
_ يرمز الزّنار المشدود الى التأهب والاستعداد للانطلاق. كان القديس أنطونيوس دائم الاستعداد لانطلاق لمساعدة الاخوة النسّاك عندما كانت تدعو الحاجة غير عابئ بسنّه الكبير.
هالة النور
_ ترمز الهالة حول رأسه الى قداسته. رغم كون القديس أنطونيوس لم ينل إكليل الشهادة مع صفوف الشهداء القديسين إلا أن عبير وشذا قداسته بلغ المسكونة كلها.
_ وترمز أيضًا الى الاستنارة بأنوار الروح القدس.
الصليب
_ في تلك البرية القاحلة الخالية لم يغب الصليب لحظة واحدة عن عين وفكر القديس أنطونيوس طيلة فترة تنسكّه. كان المصلوب حاضر دائمًا. لم يذهب القديس انطونويس الى البرية إلاّ ليلتقي بحبيبه الأوحد يسوع المسيح.
الشمعتان
_ ترمز الشمعة المضاءة أمام الصليب الى وقفة العابد امام المعبود. إنها صورة حيّة عن القديس أنطونيوس الواقف في الحضرة اللإلهية.
_ ترمز الشمعة الى النور؛ "أنتم نور العالم ... هكذا فليضئ نوركم للناس، ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجّدوا أباكم الذي في السماوات" (متى ٥:١٢). لقد كان القديس أنطونويس بسيرته النسكية نورًا يضيء في عالم خيّمت عليه ظُلمة الاضطهادات وجهالة البدع.
الملائكة الثلاث
_ ترمز الملائكة الى الحضور الالهي، ويرمز الرقم ثلاثة الى الثالوث الأقدس.
_ ترمز الملائكة الى التعزية. لقد أقام القديس انطونيوس في الصحراء وتعرّض للتجارب تمامًا من يسوع المسيح. "فأقام فيها أربعين يومًا يجرّبه الشيطان وكان مع الوحوش، وكان الملائكة يخدمونه" (مرقس ١: ١٢)