المحبة ترفق وتتأنى
قالت لي، انه قال أنه لن يتوقف عن حبها مهما تغير حالها، شكلها وستعيش حياة رغيدة، سعيدة معه ولن يخذلها ابدًا... تعجبت وتساءلت فهذا زمان يكثر فيه الكلام عن الحب
بمفاهيمه العديدة، فهل سيبقى على عهده هذا؟؟؟ ...
رأيتها صدفة بعد سنوات، تجلس في مقهى مع صديقة لها. سلمت عليها ورأيت في أصبعها خاتم زواج ففهمت من حديثها أنها تزوجته، وقد كانت ابتسامتها تعلو وجنتيها. لم
استطع أن افهمها، هل هي سعيدة؟ هل هي تحاول ان تذكرني بما شاركته معي؟ فقد ازداد فعلا وزنها بشكل واضح. لم تقف من مكانها فلم ارها تمامًا ولكنها حتمًا تغيرت.
وصلتها مكالمة منه وأنا معها، قالت له: انتظرك، لا تتأخر أريد أن أصعد للطابق الثاني. لم أفهم هذه المكالمة، فقد عهدتها مستقلة تمامًا في تفكيرها وفي تنقلها. رأيت مفاتيح
السيارة بيدها. فلِما تنتظره؟ هل هو مسيطر عليها لهذه الدرجة حتى لا يسمح لها أن تتصرف لوحدها، فقلت في داخلي: يظهر ان هذا كان مجرد كلام مخطوبين. فالدنيا
تتغير والحال يتغير..
بعدها بدقائق رأيته يأتي، وأذهلني ما رأيت... فقد إقترب اليها قبلها على خدها وقال لها: هيا يا حبيبتي، سأساعدك لتنتلقي الى كرسي العجلات... !
ودعتني وتركتني مذهولة عما حدث... فحدثتني صديقتها: أصيبت بحادث، وزوجها يأخذها حيث تريد، ولا يريدها أن تبقى على كرسي العجلات وهي في مقهى حتى لا
تُحرج فتشعر بالاختلاف..فيأخذها، يجلسها ويرجع ليأخذها حينما وحيثما تريد.. يحبها رغم كل ما حدث من تغيير... يحبها حب غير مشروط، يتعلق بالمحب وليس
المحبوب... فالمحبوب يبقى محبوبًا... رغم تغير حاله وظرفه. يحبه كما هو ومهما حصل..
يذكر الكتاب المقدس كلمة حب بثلاث معانٍ... فيلو باليونان وتعني الحب الأخوي، و الحب الشهوة ايروس ومنه الحب غير المشروط... أغابي. هذه محبة الله للبشر، فقد
أحبنا ونحن خطاة فأرسل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به.
يحتفل العالم اليوم بعيد الحب، يحتفل المحبون به... فيجلبون الورود ويتبادلون الهدايا... ويبقى السؤال هل الحب عيد نحتفل به، أم مجرد شعور نشعر به، أم مشاعر تترجم
بعمل نقوم به... حب بكل الظروف والأحوال!