++ مِن بستانِ الرُّهبان ++
- إحذَرْ مِن أن تَعتَبِرَ نفسَكَ شيئًا، في أَيِّ أمرٍ مِنَ الأُمور، فإنَّ ذلك يُفقِدُكَ النَّوحَ على خَطاياك.
- لا تَضَعْ في نَفسِكَ أنَّكَ حكيمٌ، فَتَقَعَ في أيدِي أعدائِك.
- إنَّ أصلَ الإدانةِ هو عدمُ المحبّة، لأنّ المحبّةَ تُغَطّي كُلَّ عيب. أمّا القدّيسونُ
فإنّهم لا يَدينُونَ الأخ، لكنّهم يتألّمون معه كَعُضوٍ منهم، ويُشفِقونَ عليه
ويَعضُدُونَه، ويتحايلون في سبيلِ خلاصِه، حتّى ينتشلوه
كالصّيّادِينَ الّذين يُرخُونَ الحبلَ للسَّمكةِ قليلًا حتّى لا تخرق الشبكة وتضيع، فإذا توقّفت ثورةُ
حركتِها حينئذٍ يجرّونها قليلًا قليلًا. هكذا يفعلُ القدّيسون،
فإنّهم بِطُولِ الرّوحِ، والمحبّة، يجتذبون الأخ الساقطَ حتّى يُقيموه.
- لا تَسمح لذاتِكَ بأن تدينَ أحدًا، لأنَّ الدّينونةَ، والكَذِبَ، واللَّعنَ، والشَّرَّ، والشَّتمَ،
والضَّحِكَ، كُلّ هذه غريبةٌ عَنِ الرّاهب. وأمّا الّذي يُكرَمُ أكثرَ مِمّا يستحقّ، فإنّه يَخسرُ كثيرًا.
- إيّاكَ أن تقولَ في قلبِكَ مِن جهة إنسانٍ أنَّكَ أَحرَصُ مِنهُ أو أكثرُ معرفةً أو بِرًّا،
بَلِ اخضَعْ لِنِعمةِ الله ولروحِ الحكمة، والمحبّةِ الّتي بِلا غِشّ، لئلّا تنطفئ بالعَظَمة،
وَتُضِيعَ تَعبَك. فإنّه مكتوب:
"يا أيّها الّذي تظنّ أنّك قائمٌ، احذَرْ لئلّا تسقط".