أسباب الشك والإلحاد:
*************
يوضح الكتاب المقدس أسباب الشك فى وجود الله، فيذكر:
1- الجهل:
----------
يقول المرنم في المزمور: "قال الجاهل في قلبه ليس إله ..." (مز 14: 1).
فالجهل هو أهم أسباب الإلحاد ونكران وجود الله. وليس المقصود بالجهل هو الأمية، إنما المقصود هو عدم الدراية وعدم المعرفة الروحية. إذ يوجد أناس متعلمين بعلوم الدنيا وينكرون وجود الله. وهي التي قال عنها الكتاب:
"الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة." (1 كو 2: 14)
2- الخطية والكبرياء:
--------------------
وهذه ثغرة أخرى من ثغرات الشك في وجود الله، إذ يقول الكتاب:
"الشرير حسب تشامخ أنفه يقول لا يطالب (أي لا يطلب الله) كل أفكاره أنه لا إله"
(مز 10: 4)
فالشر يطمس عين الإنسان الروحية، فلا يستطيع أن يبصر نور الرب، كما أن الكبرياء يسبب تضخما في الذات، فتحجب رؤية الله، لذا قال الفيلسوف الوجودي الملحد برتراندرسل:
(أنا موجود إذن فالله لا بد أن يكون غير موجود)
فالشرير هنا يشبه النعامة التي تضع رأسها فى التراب متوهمة أنه لا صياد، فيأتي الصياد ويقتنصها فريسة سهلة.
لذا فالخطية والكبرياء هما سر من أسرار إنكار وجود الله، كما قال القديس أغسطينوس:
"إن الملحدين ينكرون وجود الله بسبب شهواتهم، وإنهم على كل حال نفر يسير لا يعتد به"
3- عبادة المال:
---------------
يقول سليمان الحكيم الذي كان لديه الغنى بوفرة لم تكن لشخص قبله ولا بعده:
"لا تعطني فقرا ولا غنى لئلا أشبع وأكفر وأقول من هو الرب، أو لئلا أفتقر وأسرق وأتخذ إسم إلهى باطلا" (أم 30: 9)
فعندما يشعر الإنسان أنه في غنى عن الله تساوره الأفكار بأنه ليس هناك داعي لوجود الله، فيتصور أن كل ما يريده يمكنه أن يحصل عليه بالمال.
قال أحد الحكماء:
المال يشتري الطعام، ولكنه لا يأتي لي بالصحة،
ويشتري الدواء، ولكنه لا يأتي بالشفاء،
ويشتري الملابس ولكنه لا يعطي عمرا لألبسها،
وهو يأتي لي بما أحتاج، لكنه لا يهب سعادة القلب التي لا يمنحها إلا الرب يسوع رئيس السلام ومكمله ...
4- المقاييس العقلية:
----------------------
وهو جانب هام إذ يحاول البعض أن يقيس الله ويدركه بعقله، والكتاب حذرنا من ذلك بقوله: "إلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي، هو أعلى من السموات فماذا عساك أن
تفعل أعمق من الهاوية فماذا تدري، أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر"(أي 11: 7 9).
فالعلم يخبرنا أنه إن أردت أن ترى الأجسام الدقيقة الميكروبات فلا بد أن تستخدم الميكروسكوب، أما إذا أردت أن ترى الأجرام السماوية والأفلاك الكونية، فأنت تحتاج إلى تليسكوب، وإذ فعلت العكس فلن ترى شيئا. هكذا الله لا يمكن أن يقاس بالعقل إنما يرى بالإيمان.
*****
قصة: قيل أن ملحدا تمادى في تشكيك الناس في وجود الله معتمدا على المقاييس العقلية، فأرسل له الرب ملاكا فى هيئة طفل يلعب على شاطئ بحر كبير، فاقترب منه الرجل وسأله عما يفعل، فأجاب الطفل قائلا:
أنا أحفر هذه الحفرة، وأريد أن أضع هذا البحر فيها. فتعجب منه الرجل الملحد جدا وقال:
يا لك من طفل مسكين، أتريد أن تضع هذا البحر الكبير في هذه الحفرة الصغيرة، يا للعجب! هنا قال له الملاك: وأنت هل تريد أن تضع الله غير المحدود في عقلك المحدود؟
إثبات وجود الله لا يحتاج لدليل مادي لأن وجود الله هو بالايمان.
"فمن المستحيل ارضاء الله بدون ايمان، اذ ان من يتقرب الى الله لا بد له أن يؤمن بأنه موجود وبأنه يكافئ الذين يسعون اليه" (عبرانيين 6:11).
إذا اراد الله، فانه بامكانه الظهور والاثبات للعالم كله بأنه موجود. ولكنه ان فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان.
"فقال يسوع لتومى الأنك رأيتني أمنت؟ طوبي للذين يؤمنون دون أن يروا " (يوحنا 29:20).
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †