يسوع الراعي الصالح:
**********
الحق الحق أقول لكم أن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارق ولص. وأما الذي يدخل من الباب، فهو راعي الخراف. هذا المثل قاله لهم يسوع، أما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به. فقال لهم يسوع أيضا: الحق الحق أقول لكم إني أنا باب الخراف.
...
أنا هو الباب، إن دخل بي أحد، فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. السارق لا يأتي إلا
ليسرق ويذبح ويهلك. وأما أنا فقد أتيت لتكون لكم حياة، وليكون لكم أفضل.
... أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. وأما الذي هو أجير وليس راعيا، الذي ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب. فيخطف الذئب الخراف ويبددها. والأجير يهرب لأنه أجير ولا يبالي بالخراف. أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني. كما أن الآب يعرفني، وأنا أعرف الآب.
وأنا أضع نفسي عن الخراف لهذا يحبني الآب. لأني أضع نفسي لآخذها أيضا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضا. هذه الوصية قبلتها من أبي.
أنا هو الراعي الصالح .. خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها، فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية،
ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي.
*****
لقد دعى يسوع نفسه ''باب الخراف''. وهذا يعني أن يسوع يعتني بكل هؤلاء الذين يتبعونه. وهذا يعني أيضا، أنك قبل أن تصبح جزء من''قطيع'' الله، لا بد لك وأن تأتي عن طريق يسوع.
كل من يريد أن يخلص من فخاخ الشيطان، ومن عقوبة الخطية، ومن قوة الموت، وعقاب جهنم الأبدي، لا بد له وأن يمر من خلال يسوع. فهو وحده الباب الذي يدخل الخطاة إلى الحياة الأبدية. ولهذا تقول كلمة الله:
''وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص.'' (أع 12:4)
يسوع هو الباب الوحيد للخلاص!
أما الاسم الثاني الذي دعى به يسوع نفسه، فهو يشبه كثيرا الاسم الأول. فيسوع ليس فقط هو ''باب الخراف''، بل أيضا هو ''الراعي الصالح''. فهو الراعي الصالح لأنه هو الذي أحبنا وبذل حياته من أجلنا.
حقا، يا له من راع عجيب لنا! فقد كتب عنه النبي داود في المزمور الثالث والعشرين يقول:
''الرب راعي، فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني. يرد نفسي، يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه. أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرا لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني. ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا. إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي. وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام.'' (مزمور 23)
ما نحتاج أن ندركه، هو المسيا نفسه "الراعي الصالح" الذي كتب عنه داود.
ولهذا قال يسوع عن نفسه:
'' أنا هو الراعي الصالح''، و'' أنا و (الله) الآب واحد'' (يو 11:10، 30)
إلا أنه عندما أعلن يسوع أنه'' واحد مع الآب''، اتهمه اليهود بالتجديف، والتقطوا حجارة ليرجموه. إذ لم يستطيعوا أن يتقبلوا فكرة أن يسوع هو الله في جسد إنسان. وحتى هذا اليوم، معظم نسل آدم يتعثر في كلمات يسوع هذه. فالبعض يعتقدون خطأ، أنه عندما يقول يسوع أنه واحد مع الله، فلا بد أن هذا يعني أن هناك إلهين. ولكن ليس هذا هو المعنى لأن كتب الأنبياء تعلن بوضوح وحدانية الله. إذ تقول: '' الرب إلهنا رب واحد'' (تث 4:6)
ولكن بالرغم من أن'' الله واحد''، إلا أن هذا لا يمنع الله من أن يظهر نفسه على الأرض كإنسان.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †