القيامة كلمة جميلة فيها تعزية للقلوب
***************************
ولا شك أن قيامة المسيح كانت معزية لتلاميذه وكانت لازمة لهم لتثبيت إيمانهم ولبناء الكنيسة
وقد كان هذا وفى قيامة السيد المسيح عزى تلاميذه وفرحوا بقيامته وآمنوا بالقيامة وبأنها ممكنة وآمنوا أنهم أيضا سيقومون بعد الموت فمنحهم كل هذا عزاء فى حياتهم وعدم خوف من الموت
على أنى أريد اليوم أن أطرق موضوع القيامة من ناحية أخرى وهى
القيامة كرمز القيامة هى رمز للتوبة
************************
أو أن التوبة تشبه بالقيامة فنحن نعتبر أن الخطية هى حالة من الموت وأقصد الموت الروحي وقال القديس أو غسطينوس إن موت الجسد هو انفصال الجسد عن الروح أما موت الروح فهو انفصال الروح عن اللة فاللة هو ينبوع الحياة أو هو الحياة الكلية كما قال فى الإنجيل أنا هو الطريق والحق والحياة {يو 14 : 6} أنا هو القيامة والحياة {يو 11 : 25}
من يثبت فى اللة يكون بالحقيقة حيا ومن ينفصل عن اللة يعتبر ميتا
والخطيئة هى انفصال عن اللة لأنه لا شركة بين النور والظلمة {2 كو 6 : 14}
فالخاطئ إذن هو ميت روحيا مهما كانت له أنفاس تتحرك وقلب ينبض قد يكون جسده حيا ولكن روحه ميته ميته وهكذا فى مثل الأبن الضال الذى شرد بعيدا عن أبيه ثم عاد إليه وقال عنه أبوه فى هذه التوبة
ابنى هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد {لو 15 : 24}
وقيل فى الكتاب عن الأرملة المتنعمة إنها ماتت وهى حية {1 تى 5 : 6} وقال القديس بولس الرسول لأهل أفسس إذ كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا التى سلكتم فيها قبلا { اف 2 : 1 } وقال أيضا ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح وأقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات { أف 2 : 5 } وقال السيد المسيح موبخا راعى كنيسة ساردس
إن لك إسما إنك حى وأنت ميت {رؤ 3 : 1 }
فحياته الظاهرية حياة حقيقية لأن الحياة الحقيقية هى الحياة مع اللة
أو الحياة فى اللة هى الحياة فى الحق وفى النور والبر أما ذلك الخاطئ فان
له اسما أنه حى وهو ميت
لذلك كنت أقول فى معنى الحياة الحقيقية
أحقا نحن أحياء ان الحياة لا تقاس بالسنين والأيام وإنما بالفترات الروحية الحلوة التى نقضيها مع اللة هى وحدها التى تحسب لنا والتى يقاس بها عمرنا الروحى وبها يكون تقرير مصيرنا فى القيامة لذلك أيها الأخ بماذا تجيب حينما يسألك الملائكة كم هى أيام عمرك على الأرض ؟
هل ستحسبها بالجسد أم بالروح ؟
ومع ذلك فان الخاطئ المعتبر ميتا إذا تاب تعتبر قيامة
وعن هذا المعنى يقول القديس بولس الرسول للخاطئ الغافل عن نفس استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح {أف 5 : 14} مشبها التوبة هنا بأنها يقظة روحية وأنها قيامة من الأموات
وقد ذكر الإنجيل للسيد المسيح ثلاث معجزات أقام فيها أمواتا ويمكن اعتبار كل منها رمزا لحالة من التوبة
أقام ابنه يايرس وهى ميتة فى بيت أبيها {مر 5}
وأقام ابن أرملة ناين من نعشه فى الطريق {لو 7}
وأقام لعازر وهو مدفون فى القبر من أربعة أيام وكانت كل إقامة هذه الأحداث الثلاثة تحمل رمزا خاصا فى حالات التوبة
1+ ابنه يايرس وهى فى البيت ترمز إلأى الذى يخطئ وهو لا يزال فى بيت اللة فى الكنيسة لم يخرج منها ولم يخرج عنها ولذلك قال السيدعن ابنة يايرس إنها لم تمت ولكنها نائمة {مر 5 : 39} ولما أقامها أوصاهم أن يعطوها لتأكل {مر 5 : 43} لأن هذه النفس تحتاج إلى غذاء روح يقويها حتى لا تعود فتنام مرة أخرى
2+ أما ابن أرملة نايين وهو ميت محمول فى نعش فهذا ميت خرج من البيت ترك بيت اللة وأمه تبكى عليه أى تبكى عليه الكنيسة أو جماعة المؤمنين
هذا أقامه المسيح ثم دفعه إلى أمه {لو 7 : 15} أرجعه إلى جماعة
المؤمنين مرة أخرى
3+ لعازر المدفون فى القبر يرمز إلى الحالات الميئوس منها
حتى أن أخته مرثا لم تكن تتخيل مطلقا أنه سيقوم وقالت للسيد أنتن لأنه
له أربعة أيام {يو 11 : 39} إنه يرمز للذين ماتوا بالخطية وتركوا بيت اللة بل تركوا الطريق كله ومرت عليهم مدة طويلة فى الضياع ويئس من رجوعهم
حتى أقرب الناس إليهم ومع ذلك أقامه المسيح وأمر أن يحلوه من الرباطات التى حوله { يو 11 : 44 } فمثل هذا الإنسان يحتاج أن يتخلص من رباطاته التى كانت له فى القبر
كل هذه أمثلة تدعونا إلى عدم اليأس من عودة الخاطئ فلابد أن له قيامة
إننى أقول لكل خاطئ يسعى إلى التوبة وانا مثلة بعد خاطيء
قام المسيح الحى هل مثل المسيح نراك قمت
أم لا تزال فى القبر ترقد حيث أنت
اذكروني في صلواتكم