أما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بأصبعه على الأرض . يو 8: 6
ً
لماذا يكتب بأصبعه ؟ ولماذا على الأرض ؟
تذكر معي ، ألم يكتب الله الوصايا العشر بأصبعه (خر 31: 18) .. وعلى ماذا؟ على لوحين من الحجر الذي هو أيضاً من الأرض
ماذا حدث وقتها
عندما نزل موسى من الجيل ومعه اللوحين الأولين اللذين كتب عليهما الله وصاياه ، رأى الشعب وقد كسر الوصية الأولى وعبد العجل الذهبي .. غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما ؟؟ كسرهما لأن الشعب كان قد كسرهما بالفعل واستحق الموت
لقد كتب يسوع ليؤكد تمسكه بالناموس ، وأن المرأة قد كسرته بالفعل.. ولكن المرأة ليست وحدها هي التي كسرته .. لقد كتب الرب على الأرض ليقول لكل من أتوا بها له : إن الناموس (الوصايا) يدينكم أنتم أيضاً كما يُدينها .. يحكم عليكم كما يحكم عليها .. يطلب موتكم تماماً كما يطلب موتها .. لأن " من عثر في (وصية) واحدة فقد صار مجرماً في الكل .يع 2: 10
لكنهم لم يفهموا وأستمروا يسألونه
هنا أنتصب الرب يسوع وقال لهم " من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر ".. موضحاً أن الناموس يدين الجميع " الكتاب (الناموس) أغلق على الكل تحت الخطية " غلا 3: 22
لكن القصة لم تنته ..قلب الرب مملوء بحب غير عادي نحو كل خاطئ مُدان .. كيف ؟ .. كيف يترك المرأة تهلك.. يقول الكتاب أن الرب " انحنى أيضاً إلى أسفل وكان يكتب على الأرض ".. ما أروع هذه الإنحناءة..
لقد كتب مرة ثانية ليعلن للمرأة أعظم بشارة.. أن هناك غفراناً للخطايا.. ولكن كيف ؟
تأمل ما حدث مع الشعب في العهد القديم ، لقد كتب الرب له الوصايا مرة ثانية وأيضاً على لوحين من الحجر الذي من الأرض (تث 10: 2) .. ولكن في هذه المرة أمر الله بوضعهما داخل تابوت العهد أسفل غطائه الذي كان يسمى كرسي الرحمة
تث 10: 5
لماذا وضعها داخل التابوت ؟
لأن غطاء التابوت كانت ترش عليه الدماء .. إنها دماء حيوانات ذُبحت بدلاً من الشعب الذي يستحق الموت بسبب خطاياه
دماء الحيوانات صارت فاصلاً بين الوصايا المخبأة أسفل الغطاء وبين الشعب المدان بالموت لأنه عصاها .. لن يموت الشعب .. لقد ندم على ما فعل .. وقد اعترف به محتمياً بالدماء فنجا من الموت
آه ، لقد انحنى الرب يسوع ليكتب مرة ثانية على الأرض
في المرة الأولى أراد أن يؤكد أن حكم الوصايا لابد أن يُنفذ .. لابد أن تُرجم الزانية .. آه، لابد أن أموت أنا بسبب ما ارتكبت من خطايا
لكن شكراً شكراً له ، فقد كتب مرة ثانية ليقول أن دماء شخص بديل عن الزانية قد صارت فاصلة بينها وبين الحكم برجمها
تُرى هل لمست هذه الحقيقة قلبك ؟ .. إنها دماؤه هو .. لقد انهالت عليه الحجارة بدلاً منها .. وقد انهالت عليه أيضاً بدلاً منك
لقد صار الرب يسوع غطاء التابوت ، كرسي الرحمة الحقيقي المخضب بالدماء الثمينة جداً جداً الذى يفصلنا متى أردنا عن قضاء الموت الواقع علينا
تأمل فيه الرسول بولس وهو مرفوع من أجله ومن أجلنا على خشبة العار وترك يده تسجل لنا كلمات الوحي التي لم ولن تموت
" متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه .. من أجل الصفح عن الخطايا السالفة .رو 3: 24 ، 25
تأمل معي إن كلمة كفارة التي في هذه الآية هي
hilastērion
" وهي ، تعني حرفياً " كرسي الرحمة
أُنظر أيضاً ماذا حدث عندما كتب الرب يسوع للمرة الثانية .. يا لروعة التأمل هنا، لقد انسحب من المشهد كل الذين اشتكوا على الزانية فلم يقدروا أن يطلبوا موتها
أيها القاريء ، أنظر إلى إبليس وقل له لن تستطيع أن تشتكي عليّ .. لن تستطيع أن توجه اتهاماً ضدي .. الرب يسوع بدمائه المسفوكة صار ليّ غطاءً يحميني .. مات بدلاً مني .. أنا محمي فيه .. أنا محمي في الرب يسوع .. محمي في الرب يسوع
دع كلمات القديس يوحنا دائماً ترن في أذنيك " أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه