كما الغيمات تتأرجح وتتهادى تخبّئ دموعها مع طيّاتها الحالمة ...
كما القمر متثاقلا ... متنهدا ينشر نوره الخجول على السّهول النّائمة ....
كما النّجوم تتلألأ مشّعة تارة وتارة أخرى في غياهب أخرى هائمة ...
كذلك أفكاري استعارت من أمواج البحر تلاطما وصعّدتها الى فوق ...
بنهدات برسالات بأمنيات أعرف أنا أنّها خائبة ...
فلقد جاءتني اليوم رسالة منها تقول : كفى ... عودي إنّها معابر زائلة
ولكنّني لم آبه لها سدَدْتُ عنها كل الآذان وما عادت لسكوتي بصاغية ....
مجرمة أنا ... قاتلة ... ارتكبْتُ بحقّي كلّ الجرائم ... وما كنت انظر
إلّا من خلال تلك الهلالات تصل أنوارها إليّ خجلة واهية ....
أصدرْتُ على نفسي أحكاما عرفيّة وكنت الجلاد والقاضية ...
عذراً منك أبي ... الآن فهمت فحوى ومضمون تلك الرسالة الحانية ....
عذرا منك لو يعيدني الزّمان مرّة الى الوراء ... لا بل مرّات متوالية ....
لكنت فعلتها وفعلتها وأصررْتُ عليها ولن أكون أبدا بنادمة أو متوانية ....
فمن كان مثلي رفيقه الليل وبضعة حروف هي الدنيا هي سماء صافية ....
لا يعرف للدروب رجوعا ولا استسلاما ولا تسليم سلاح لأيدٍ من العطاء خاوية ....