نافذة صغيرة
في بيت بعيدْ
شرّعت قلبها،
على الضفّة الجليلة
من الكون الرّحيبْ
تغرّد على أهدابها
أسراب العصافيرْ
تهجع إليها
أبيات الشّعر عند المغيبْ
مرتحلةً في أخضان يمّها
هائمةً في أكفّها الحريرْ.
نافذة صغيرة
في بيت قريبْ
أسدلت حبّها
على مسرح العالم الغريبْ
ترنو إليها
خيوط الشّمس من فضائها العجيبْ
تشفّ لبسمها
قيثارة القمر الرّقيقْ
تعزف الوجد على أوتارها
مصغية لصوتها الرّخيمْ.
نافذة صغيرة
في بيت قريبٍ بعيدْ
ذابت عطراً في حنايا الياسمينْ
وانسكبت طيباً على جفون اللّحن الأليمْ
تطلّ على أنغام نايٍ حزينْ
إلى عناق الجذع الحبيبْ
يتوق، ويثمل من شدّة اللّهيبْ.
نافذة صغيرة
تستقي الدّمع من قلب سكينْ
تقتات من نبضه الرّحيمْ
ومن فيض الوريدْ
تعبّ الدفء وتستزيدْ.