العائلة والله
الزواج أو البيت هو أهم مؤسسة على الأرض، فهو نواة المجتمع، وعليه تقوم الدولة.
ومعنى هذا أنه كما يكون البيت هكذا يكون المجتمع، فالمجتمع الصالح هو برهان البيت الصالح، والمجتمع الفاسد هو برهان البيت الفاسد والمفكك.
أخذ الكثيرون مفاهيمهم عن الزواج والعائلة من مصادر غلط ومبادئ وفلسفات ملتوية، فقد أخذها بعضهم من الأفلام السينمائية، وبعضهم الآخر من التلفزيون وبعضهم الثالث من المجلات والكتب والمطبوعات الرخيصة لا أخلاقية أما المصدر الصحيح فهو كلمة الله كما جائت في الكتاب المقدس.
الزواج هو بترتيب من الله.
هو الذي رسمه وقدَّمه للإنسان لخيره وسعادته.
الله هو مهندس الزواج وواضعه ومصدره فالزواج ليس صفقة تجارية، ولا اتفاقية تأجيرية، بل هو رباط مقدس أمام الله والناس يدوم مدى الحياة.
لهذا نقرأ في الكتاب المقدس أن المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً.
ونقرأ أيضاً أن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته.
وهذا الالتصاق يدوم إلى أن يفرقهما الموت.
الزواج هو بين رجل واحد وامرأة واحدة، لا بين رجل واحد وعدة نساء، ولا بين رجل وآخر، أو بين إمرأة وأخرى.
فهذه البدائل هي شر فظيع لأنها خروج على قاعدته.
فالله خلق في البدء رجلاً واحداً هو آدم، ومن آدم صنع امرأة واحدة هي حواء.
ولهذا تقول كلمة الله إن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته، لا بصاحبته، ولا بزوجة جاره أو زميلته في العمل.
ومن يخالف هذا الترتيب يخالف ترتيب الله، ويعرض نفسه لدينونة الله وغضبه، لأن العاهرين والزناة سيدينهم الله.
وهذا الانفصال عن الوالدين والأهل هو في الأساس في حيز العاطفة والفكر، وقد يكون أحياناً انفصالاً جغرافياً جسدياً غير أن هذا الترك أو الانفصال لا يعني نسيان الأهل أو عدم إكرامهم ومساندتهم، بل هو تحرر واستقلال في المسؤولية والإدارة.
فالعروسان وحدهما هما المسؤولان عن إدارة بيتهما الجديد، ومن الخطأ بمكان كبير أن يتدخل الأحماء والحموات في شؤونهما.
فالانفصال ضروري ولو بدا صعباً ومصحوباً بالدموع في يوم العرس.