منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... ننتظر انضمامـكــم لأسرة منتدانا لنخدم معاً كلمة الرب ... منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات


 

 مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:07 pm



مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام





حياة الايمان
1



[center][rtl]النقطة الأولى: هى الفرق في الإدراك بين الايمان والعقل و الحواس. الإيمان هو مستوى أعلى من مستوى العقل والحواس.[/rtl]






[rtl]فالحواس تدرك الماديات فقط والمرئيات. أما الإيمان فيتسع نطاقه إلى الإيمان بما لا يُرى.[/rtl]






[rtl]فالله مثلًا هو فوق مستوى المرئيات و[/rtl]






[rtl] الحواس[/rtl]






[rtl] . ولكنا ندرك وجوده بالإيمان، على الرغم من أننا لا نراه... وكذلك الملائكة: لا نراهم بعيوننا، ولكننا نؤمن بوجودهم. وبنفس الوضع نتكلم عن الأرواح. إننا لا نرى الروح، ولكننا بالإيمان نؤمن بوجودها. أيضًا العالم الآخر بكل أوصافه: لم يره أحد قط، ولكننا نؤمن بوجوده. كذلك نؤمن بالابدية وبكل وعود الله الخاصة بها.[/rtl]






[rtl]وهنا يبدو الفارق بين رجال الايمان ، ورجال البحوث العلمية.[/rtl]






[rtl]أصحاب البحوث العلمية لا تدخل في نطاق عملهم كل تلك الأمور التي لا تُرى. وهم لا يكونون في حالة يقين من شيء، إلا إذا فحصوه تمامًا بكل أجهزتهم ومقاييسهم العلمية. وعلى نفس هذا المنهج كل أصحاب المذاهب المادية.[/rtl]












[rtl]الإيمان لا يتعارض مع [/rtl]






[rtl] الحواس[/rtl]






[rtl]. لكن نطاقه اوسع منها بكثير.. إنه قدرة أعلى من قدرة الحواس التي لها نطاق محدود لا تتعداه. فالحواس المادية تدرك الأشياء المادية فقط. وحتى قدرتها بالنسبة إلى الأشياء المادية هى قدرة محدودة أيضًا. وكثيرًا ما تستعين[/rtl]






[rtl] الحواس[/rtl]






[rtl] بالعديد من الأجهزة لمعرفة اشياء مادية أدق من أن تدركها حواسنا الضعيفة. فكم بالحرى إذن الأمور غير المادية!![/rtl]






[rtl]فالروح مثلًا لا تدركها [/rtl]






[rtl] الحواس[/rtl]






[rtl] المادية، سواء كانت روح بشر أو روح ملاك. وعدم إدراك الحواس لها، لا يعنى عدم وجودها. إنما يعنى أن قدرة الحواس محدودة، لا تصل إلى مستوى رؤية الروح.[/rtl]








[rtl]وكما أن الحواس البشرية محدودة في قدرتها، كذلك العقل البشرى محدود في معرفته. ولا يدرك سوى الأمور المحدودة...[/rtl]






[rtl]العقل قد يوصّل الانسان إلى بداية الطريق في إدراك وجود الله وبعض صفاته. ولكن الايمان يوصّل إلى نهاية الطريق..[/rtl]






[rtl]الإيمان لا يتعارض مع العقل، لكنه يتجاوزه إلى مراحل أبعد بما لا يقاس لا يستطيع العقل، بمفرده أن يصل إليها...[/rtl]






[rtl]فمثلًا خلق الكائنات من العدم، مسألة يعرضها الإيمان. والباحث العلمى لا يستطيع أن يدركها. والعقل مع ذلك يتسلمها من الإيمان ويدركها. ذلك لأن العقل قد يقبل أشياء كثيرة حتى لو كان لم يدركها.[/rtl]








[rtl]وليس من طبيعة العقل أن يرفض كل ما لا يدركه.[/rtl]






[rtl]حتى في نطاق الأمور المادية في العالم الذي نعيش فيه: توجد مخترعات كثيرة لا يدركها الا المتخصصون، ومع ذلك فالعقل العادى يقبلها ويتعامل معها، دون أن يدرك كيف تعمل وكيف تحدث؟![/rtl]






[rtl]والموت يقبله العقل ويتحدث عنه. ومع ذلك فهو لا يدركه، ولا يعرف كيف يحدث!! فإن كان العقل يقبل أمورًا كثيرة في عالمنا وهو لا يدركها، فطبيعى أنه لا يوجد ما يمنعه من قبول أمور أخرى أعلى من مستوى هذا العالم...[/rtl]








[rtl]العقل مثلًا لا يدرك (المعجزة) وكيف تتم، ولكنه يقبلها ويطلبها، ويفرح بها...[/rtl]






[rtl]ولقد سُميت المعجزة معجزة، لأن العقل يعجز عن إدراكها وعن تفسيرها. . ولكنه يقبلها بالإيمان، إذ يؤمن بوجود قوة غير محدودة أعلى من مستواه، يمكنها أن تعمل ما يعجز هو عن أدراكها. وهذه القوة هى قدرة الله القادر على كل شيء.[/rtl]






[rtl]إننا نحترم العقل. ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه. ولا نوافق العقل في طموحه حينما يريد أن يستوعب كل شيء، رافضًا ما هو فوق مستوى إدراكه![/rtl]








[rtl]النقطة الثانية في موضوعنا، أنه يوجد. نوعان من الايمان : إيمان نظرى، وإيمان عملى:[/rtl]






[rtl]الإيمان النظرى، هو إيمان فكرى فلسفى: مجرد الاقتناع العقلى بوجود الله، وبوجود الأمور التي لا تُرى، دون أن يكون لذلك أي تأثير على الحياة! وهو إيمان سهل. فما أسهل اثبات وجود الله بالأدلة العقلية والبراهين العديدة.[/rtl]






[rtl]أما الإيمان العملى، فتظهر علاماته في الحياة العملية. فما هى؟[/rtl]








[rtl]* العلامة الأولى هى ارتباط الإيمان بالفضيلة و نقاوة القلب.[/rtl]






[rtl]فمثلًا: لاشك أنك لا تخطئ أمام إنسان بار تحترمه. وقد تكون في حضرته في منتهى الحرص، تستحى أن ترتكب شيئًا مشينًا أمامه. إذ لا تحب أن يأخذ عنك فكرة سيئة أو أن تسقط من نظره. بل قد تحترس أيضًا أمام أحد مرؤوسيك أو خدمك، لئلا يحتقرك في داخله أو يقل احترامه لك. لذلك فغالبية الخطايا تُعمل في الخفاء. أما بسبب الخوف أو الاستحياء...[/rtl]






[rtl]فإن كنت تخجل أو تخاف من إنسان يراك، فكم بالأولى الله؟![/rtl]






[rtl]إذن إن آمنت تمامًا بأن الله موجود في كل مكان أنت فيه، يراك ويسمعك ويرقبك، فلاشك سوف تخجل أو تخاف من أن ترتكب أي خطأ امام الله[/rtl]






[rtl]فهل عندك هذا الشعور؟ هل يكون أمامك في كل خطية تُحارب بارتكابها؟ لو عرفت هذا ستخجل وتخاف، وتمتنع عن الخطية. لأن خوف الله سيكون أمام عينيك باستمرار في كل مرة تحاول أن تخطئ.[/rtl]








[rtl]بل إنك تشعر بالاستحياء من ارواح الملائكة والقديسين:[/rtl]






[rtl]هؤلاء الذين لا يحتملون منظرك في الخطيئة. بل إنك قد تخجل أيضًا من ارواح اصدقائك ومعارفك الذين انتقلوا من هذا العالم، وكانوا يأخذون فكرة طيبة عنك...[/rtl]






[rtl]وإن كنت تؤمن أن الله فاحص القلوب وقارئ الأفكار.[/rtl]






[rtl]فلاشك إنك سوف تستحى من كل فكر ردى يمرّ بذهنك، ومن كل شهوة رديئة تكون في قلبك.[/rtl]






[rtl]لذلك كله، فالذى يؤمن بأهمية علاقته بالله، يخشى ارتكاب الخطية، لأنها تفصل عن الحياة مع الله.[/rtl]








[rtl]* النقطة الثانية: أن حياة الايمان ترتبط بسلام القلب وعدم الخوف:[/rtl]






[rtl]من صفات المؤمن أن قلبه يكون باستمرار مملوءًا بالسلام و الهدو ء، لا يضطرب مطلقًا، ولا يقلق ولا يخاف. لأنه يؤمن بحماية الله له. وهو يحتفظ بسلاه الداخلي ، مهما كانت الظروف المحيطة تبدو مزعجة. إنما يخاف الشخص الذى يشعر أنه واقف وحده. أما الذي يؤمن ان الله فلا يخاف.[/rtl]






[rtl]إن المؤمن لا يستمد سلامه الداخلي من تحسن الظروف الخارجية من حوله، إنما يستمد السلام من عمل الله فيه ومعه.[/rtl]






[rtl]في وسط الضيقة أيًا كانت، ترى الإيمان يعطى سلامًا[/rtl]






[rtl]ضيقة يتعرض لها اثنان: أحدهما مؤمن والآخر غير مؤمن. فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق، ويتصور أسوأ النتائج، وتزعجه الأفكار أما المؤمن فيلاقيها بكل اطمئنان وبسلام قلبى عجيب، واثقًا أن الله سيتدخل ويحلها، وأنها ستؤول إلى الخير، ويقول في ثقة إن الله المهتم بالكل سوف يهتم بى... حقًا إنى لا اعرف كيف ستحل المشكلة، لكنى أعرف الله الذي سيحلها...[/rtl]








[rtl]النقطة الثالثة أن الإيمان يمنح صاحبه قوة[/rtl]






[rtl]إن المؤمن إنسان قوى، يؤمن بقوة الله العاملة فيه. فشعورنا بوجود الله معنا، يمنحنا قوة الهية ترافقنا وتحفظنا.[/rtl]






[rtl]إن الايمان – أيًا كان نوعه – هو قوة. يكفى أن يؤمن الانسان بفكرة، فتراه يعمل بقوة لكي ينفذها. فالإيمان يمنحه عزيمة وإرادة وجرأة ما كانت له من قبل... هكذا كان المصلحون في كل زمان ومكان. آمنوا بفكرة، فجاهدوا بكل قوة لتنفيذها. وبسبب ايمانهم، احتملوا الكثير من الضيق حتى أكملوا عملهم. المهاتما غاندى مثلًا، آمن بحقالانسان في الحرية، وآمن بسياسة عدم العنف. فمنحه هذا الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يحرر الهند، وأن يعطى للمنبوذين حقوقًا في مساواة مع مواطنيهم...[/rtl]






[rtl]الإيمان أيضًا بنظرية علمية يكون مصدر قوة في نطاقها:[/rtl]






[rtl]مثال ذلك روّاد الفضاء، في إيمانهم بما قيل لهم عن منطقة إنعدام الوزن. وكيف أن الانسان يمكن فيهم أن يمشى في الجو دون أن يسقط! مَن مِن الناس يمكنه أن يجرؤ أن يمشى في الجو دون أن يخاف؟! أما الذي جعل الروّاد ينفذون ذلك، فهو إيمانهم الأكيد بصحة بحوث العلماء الذين أعلنوا هذا. فالإيمان بهذا منحهم قوة وشجاعة. فكم بالأكثر الايمان بالله...[/rtl]








[rtl]إن الإيمان ليس هو مجرد عقيدة، بل هو عقيدة وحياة.[/rtl]






[rtl]بقى الحديث عن بساطة الإيمان، وما يقوّى الايمان وما يضعفه، وأيضًا الشكوك التي تحارب الإيمان. وكل هذه وغيرها، مما لا يتسع له هذا المقال لهذا نكتفى الآن بما ذكرناه.[/rtl]



يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:08 pm





2_القيم والمبادئ.. بين مسميات ومفاهيم


[rtl]إن القيم التي يقتنع بها الانسان ويمارسها في حياته، هى التي تحكم طباعه وسلوكه وتعامله مع الآخرين. وكلما كانت هذه القيم سليمة، يكون سلوكه سليمًا. فإن انحرفت القيم التي يؤمن بها، انحرفت حياته كلها. فما هى اذن مصادر هذه القيم في حياة الانسان؟[/rtl]










[rtl]أول مصدر للقيم هو الضمير. ثم يتلقاها الطفل في الاسرة، ليس فقط عن طريق التعليم، بل بالأكثر عن طريق القدوة الصالحة والتدريب العملى. وهنا نتذكر قول الشاعر:[/rtl]










[rtl]وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوهُ[/rtl]








[rtl]بعد ذلك يأتى دور المدرسة. وحينما يخرج الطفل من بيته إلى المدرسة، يجد نفسه في مجتمع أوسع وفي حرية أكثر. والمدرسة ليست هى مجرد المناهج والمقررات، إنما تشمل أيضًا المدرسين وارشاداتهم وكذلك الزملاء. ولكل هؤلاء واولئك تأثيراتهم على قيم الطفل، الذي ينتقل بعد ذلك في مراحل التعليم إلى مجتمع أكثر اتساعًا تختلف فيه القيم، ولا شك سيكون له تأثيره عليه، وبخاصة القراءة ووسائل الاعلام. فهل ستبقى قيمه كما هى أم تتطور أم تتغير؟[/rtl]


















































[rtl]فعلينا أذن أن نهتم بكل مصادر هذه القيم ووضعها تحت إشراف، لكي تكون أكثر نقاوة وأكثر ملائمة...[/rtl]













[rtl]ومن القيم الثابتة الأساسية التي تلزم لكل إنسان: محبة الوطن والدفاع عنه، والتضحية من أجله بالدم، إذا احتاج الأمر.[/rtl]










[rtl]ومن القيم الثابتة أيضًا الصدق الامانة والعفة، والحرص على نقاوة القلب، ومحبة العطاءوالبذل وإجمالًا محبة الخير ومحبة الغير، مع التطبيق العلمى السليم لكل هذا...[/rtl]










[rtl]وكلما نما الشخص في السن و المعرفة، يجد أن هذه المبادئ الاساسية لها تفرعات كثيرة. فالعفة مثلًا تشمل عفة الجسد، وعفة اليد، وعفة اللسان. والأمانة أيضًا لها تفرعات منها الامانة في اداء الواجب، والامانة في حفظ اسرار الناس ، والحرص على حقوقهم، والأمانة في معناها الأصلى، بحيث لا يأخذ الشخص ما ليس من حقه، ولا يأخذ أزيد من حقه إلا إذا وُهب ذلك.[/rtl]













[rtl]على أن هذه المبادئ والقيم قد تصادفها بعض المشكل والعقبات، ينبغي للشخص أن ينتصر عليها: فمن جهة قول الصدق: ماذا يفعل إن كان قول الصدق يسبب له حرجًا، أو يوقع غيره في مسئولية؟ من الخير في هذه الحالة أن يمتنع عن الأجابة، ولا يقول ما هو غير الحق، أو يحاول أن يجد وسيلة سليمة للتخلص[/rtl]










[rtl]كذلك ماذا يفعل من جهة تأثير الوسَط عليه، ومحاولة شده إلى نطاق آخر بعيد عن القيم التي تعوّدها؟! هنا ينبغي عليه أن يقاوم، ويحتفظ بالقيم دون أن يكسرها، مجاهدًا في سبيل ذلك. وبقدر جهاده وثباته يكافئه الله، وتثبت شخصيته بدون انحراف[/rtl]













[rtl]والقيم ليست مجرد مسميات، إنما لها مفهومها السليم لمن يترك الشكليات ويدخل إلى العمق...[/rtl]










[rtl]فلا ندرب إنسانًا على الحكمة، دون أن نشرح له ما هى الحكمة؟ وكيف يسلك بها في شتى ظروف الحياة... كذلك لا ندربه على الشهامة، دون أن نشرح له محتواها ومجالات استخدامها، والبعد بها عن التطرف...[/rtl]










[rtl]أيضًا الحرية. فكل إنسان يحب الحرية من صغره وبخاصة في مرحلة الشباب، ولكن عليه أن يفهمها بمعناها السليم. فليس معنى الحرية أن يسلك الشخص حسب هواه بدون ضوابط. فنحن نؤمن بالحرية المنضبطة، التي يكون فيها الشخص حرًا في سلوكه، بحيث لا يعتدى على حقوق وحريات الآخر، وبحيث لا يخرج عن نطاق النظام العام، ولا عن القانون، ولا عن وصايا الله. وهذه مجرد ضوابط للحرية وليست منعًا لها. مثال ذلك شاطئًا النهر. إنهما لا يمنعان مياهه من السير في مجراه، ولكنهما يضبطان هذه المسيرة بحيث لا تتدفق المياة من الجوانب وتتحول إلى مستنقعات!![/rtl]













[rtl]نلاحظ أن البعض قد يحاول التخلص من هذه المبادئ والقيم، في اتباع مبدأ آخر هو المتعة... أمثال هؤلاء يجعلون المتعة هدفهم، الذي يسعون اليه بكل جهدهم!! على أن الله _تبارك اسمه_ لم يمنع عن الانسان المتعة، ولكن في حدود العفة، وعدم السلوك بما لا يليق. كذلك لا يجوز أن يركز كل شخص على متعة الجسد و الحواس، ويتجاهل الاهتمام بمتعة الروح. فالروح تجد متعتها في محبة الله وفي محبة الفضيلة، وفي التامل والصلاة، و القراءة الروحية والتسبيح.. فهل كل إنسان يهتم بهذا كله؟![/rtl]













[rtl]موضوع آخر، يبدو عند البعض عائقًا في تنفيذ ما تستلزمه المبادئ والقيم هو (الذات) الEgo وما تتطلبه هذه الذات في بنائها واستمرار تقدمها وعلوها[/rtl]










[rtl]على أن بناء الذات ليس خطيئة. إنما الخطيئة هى في الأساليب الخاطئة التى بها يبنى الانسان ذاته. فالبعض قد يجعل ذاته هى الهدف، وفي سبيل بنائها لا مانع عنده من أن يخرج على بعض القيم إذا ظن أن ذلك يلزمه.[/rtl]










[rtl]وفى الحقيقة. أن اتباع المبادئ والقيم هو الطريق السليم لبناء الذات على أساس ثابت. لكن ذلك قد يحتاج إلى بعض الجهاد وإلى الصبر. أما الوسائل الأخرى فقد تبدو سهلة وتوصل إلى الغرض بسرعة!! ولكنه وصول زائف على غير أساس.[/rtl]













[rtl]النقطة الأخيرة هى أن موضوع المبادئ أو القيم ينبغي أن ينال الأهتمام به من الصحف ووسائل الإعلام، ومن المناهج الدراسية، ومن نشاط مراكز الشباب أيضًا، فهذا واجب على الدولة تقوم به، لتبنى جيلًا سليم المبادئ.[/rtl]



يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:10 pm


انصاف الحقائق


[rtl]ليس في أنصاف الحقائق أي إنصاف للحقائق. فهى على الرغم من ظاهر صدقها! لا تعطى مفهومًا كاملًا للحقيقة كما هى... ولذلك حسنًا أنه في الشهادة أمام المحكمة، ينصّ القَسَم الذي يقول الشاهد على أنه يقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق . وعبارة (كل الحق) لها معناها بلا شك...[/rtl]



[rtl]وكمثال انصاف الحقائقأننى في بدء رهبنتى – وأنا أتامل فى حياة الاتضاع – كتبت هذه الابيات :[/rtl]



[rtl]يا تراب الارض يا جَدّى وجَدّ الناس طُرا[/rtl]



[rtl]أنت أصلى أنت يا أقدم من آدمعُمرا[/rtl]



[rtl]ومصيرى أنت فى القبر إذا وُسّدتُ قبرا[/rtl]



[rtl]فلما تقدمت في حياة الروح، غيرّت رأيى وقلت:[/rtl]



[rtl]ما أنا طين ولكن أنا في الطين سكنتُ[/rtl]



[rtl]لست طينًا أنا روح من فم الله خرجتُ[/rtl]



[rtl]وسأمضى راجعًا لله أحيا حيث كنتُ[/rtl]




























[rtl]وفى مجموعتى الأبيات هاتين تظهر أنصاف الحقائق. فالإنسان ليس مجرد إنسان مخلوق من تراب الارض وحده، ولا هو مجرد روح من عند الله، إنما هو مكوّن من الجسد والروح كليهما معًا...[/rtl]




[rtl]موضوع ( انصاف الحقائق) كما ينطبق على الكلام، كذلك ينطبق على الحياة العملية أيضًا. وسنقدم. لذلك الكثير من الأمثلة:[/rtl]



[rtl]ففى محيط الأسرة، يحدث الطلاق احيانًا. وكل من الزوج والزوجة يلقى السبب في ذلك على الطرف الآخر. فالزوجة تقول إن سوء معاملته لي هى السبب. بينما يقول هو إن تصرفاتها الخاطئة كانت تثيرنى باستمرار. على أن هذه الاتهامات المتبادلة بين الطرفين تمثل نصف الحقيقة. أما النصف الثانى الأساسى، فهو أن المحبة المتبادلة. التي كانت بينهما والتي كانت هى الدافع إلى الزواج قد فترت ثم ظلت تقل بالتدريج إلى أن زالت وحال محلها شعور بالضيق والرغبة في الانفصال...[/rtl]




[rtl]هناك في الحياة العملية أيضًا نصفان من الحقيقة يجب أن نذكرهما معًا، وهما الحق والواجب، أي الذي لك، والذي عليك. فأنت مثلًا لك حق في الموضوع الفلانى، ولكن من الناحية الأخرى عليك واجب أو واجبات... وبنفس المنطق نتحدث عن الفعل وما يقابله من رد الفعل..[/rtl]



[rtl]فأنت تقول من حقنا أن نضرب عدو وطننا. ونجيب بأن هذا أمر لا يجادل فيه أحد. ولكن أن النصف الثانى من الحقيقة هو أن العدو لن يظل صامتًا أمام ضربتنا، بل سيقابلها من جانبه بضربات ربما تكون أشد. فما نتائج ذلك؟ وهل ستكون في صالحنا أم ضدنا؟! إن كل شيء ينبغي أن يُحسب له حساب. والحماس للحرب ينبغي أن يوضع إلى جواره خطورة الحرب وتكاليفها ونتائجها من تخريب وتدمير وقتل...[/rtl]




[rtl]شخص يقول: لقد ضاقت بى الحياة هنا. والأصلح لي أن أهاجر لأخذ في الخارج حياة أفضل. ويقف أمام هذا الشخص النصف الآخر من الحقيقة وهو: كيف يسافر؟ وهل إجراءات الهجرة سهلة؟ ثم إذا سافرت إلى الخارج، هل ستجد وظيفة تليق بها، وهل شهادتك العلمية معتمدة هناك؟ وهل ستجد سكنًا؟ وهل الوسط هناك يناسبك ويناسب أولادك وتربيتهم؟ وهل إذا ضاقت بك الحياة هناك أيضًا وفكرت أن ترجع إلى وطنك، هل ستجد عملك ومسكنك؟[/rtl]



[rtl]فلا يصح إذن أن يركز أحد على نصف واحد من الحقيقة، ويتجاهل النصف الآخر وما يشمل من نتائج...[/rtl]




[rtl]نلاحظ في المشتغلين بالصحافة أنه كثيرًا ما يركز الصحفى على حرية الكتابة والنشر، على النصف الثانى من الحقيقة أن حرية التعبير ينبغي إلى جوارها نزاهة التعبير وصدقه. اما إذا تطورت حرية التعبير إلى حرية في التشهير، فهذا أمر لا يقبله أحد.[/rtl]



[rtl]وعلى العموم ان الحرية بوجه عام هى محبوبة ولازمة. ولكن هذا هو نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فهو لزوم أنضباط الحرية. فالحرية غير المنضبطة لها خطورتها وأخطاؤها....[/rtl]




[rtl]يدعو كثيرون إلى السلوك المثالى ووجوبه. وهذا حسن جدًا. ولكن النصف الآخر من الحقيقة هو العقبات والموانع التي تقف في طريق ذلك. فعلى الداعين الى المثاليات ، أن يسهلوا الطريق إليها، وأن يبحثوا عن العقبات التى تعترض طريقها، ويحاولوا أن يجدوا لها حلًا. فهناك فرق كبير بين التفكير النظرى والتفكير العملى...[/rtl]




[rtl]يتحدثون عن الغواية، فيذكرون باستمرار أن سبب سقوط الرجل هو المرأة. وينسون النصف الآخر من الحقيقة وهو نوعية أخلاق الرجل! فالرجل ذو الخلق المستقيم تكون لديه حصانة داخلية ضد كل إغراءات المرأة أيًا كانت. فنقاوة قلبه تمنعه من الخطيئة.[/rtl]



[rtl]أما إن فسدت أخلاق الرجل، وزادت شهوته، وضعفت ارادته، فلا يلقى سبب سقوطه على المرأة...[/rtl]




[rtl]في الدراسة يركز غالبية الناس على واجب التلميذ ومذاكرته واجتهاده... أما النصف الآخر من الحقيقة، فهو أيضًا المدرسة والمدرسون: فماذا عن اهتمام المدرس، ومدى كفاءته في الشرح والتفهيم؟ وماذا عن المدرسة والفصل الدراسى فيها يضم ستين طالبًا أو أكثر مما لا يعطى فرصة للمعلم أن يهتم بكل طالب![/rtl]



[rtl]فهل نلقى اللوم كله على التلميذ إذا لم يفهم ولم يستوعب! وبالتالى يكون عرضة للرسوب! فاذا اضفنا إلى هذا عدم عناية الأسرة به في الدراسة، فما ذنبه؟[/rtl]



[rtl]إن التركيز على سبب واحد في رسوب التلميذ أو ضعف تحصيله، أمر غير عملى، انما يجب الاهتمام أيضًا بباقى الأسباب...[/rtl]




[rtl]هناك بعض امثلة اخرى، نذكرها باختصار وتركيز في فقرات[/rtl]



[rtl]* محبة الوطن هى واجب مقدس من جهة جميع ابنائه. والنصف الآخر من الحقيقة هو واجب الوطن نحو أبنائه. وهذا أمر على الدولة أن تقوم به، بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والشعبية[/rtl]



[rtl]* النظام أمر لازم جدًا ومطلوب. أما النصف الآخر من الحقيقة، فهو من الذي يرتب النظام ويشرف عليه. وأيضًا شعب يؤمن بالنظام، ويرضى بالخضوع له.[/rtl]



[rtl]* كل أمور الاصلاح يلزمها اقتراحات بناءة ومفيدة. ولكن من ذا الذي يضع المقترحات؟ ومن ينفذها؟[/rtl]




[rtl]* يرى رجال الاقتصاد أن المال هو العصب الأساسى لكل مشروع. ولكن إلى جوار المال لابد من وجود اليد التي تديره وتحسن أنفاقه بأمانة وحكمة.[/rtl]

يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:12 pm


[rtl]مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام(جسد ,وروح ,وعقل)[/rtl]



[rtl] الانسان مكوّن من عناصر كثيرة أهمها الجسد والروح والعقل. وهو محتاج إلى أن يحفظ التوازن بينهما، فلا يسود عنصر منها على الآخر ويلغى كيانه... فإن ساد الجسد تمامًا، لتحول إلى شخص مادي شهواني. وإن سادت الروح تمامًا، يتحول إلى إلى عابد أو الانسان ناسك. أما إن ساد العقل -وكان سليمًا- فإنه يتحول إلى فيلسوف... ولكن إن حفظ التوازن بين عناصره، فإنه يكون إنسانًا طبيعيًا...[/rtl]







[rtl]لكل من هذه العناصر الثلاثة مجاله وأسلحته وغذاؤه. وعلينا أن نهتم بها جميعًا بعناية وحكمة... الجسد له عمله الظاهر في النشاط والحركة، وعمله الباطن من جهة كل أجهزته الداخلية التي تعمل باستمرار في نظام دقيق وفي تعاون مع بعضها البعض. والعقل له عمله الظاهر في التفكير وفي الفهم والاستنتاج والذاكرة وفي الخيال أحيانًا. وعمله الخفي في العقل الباطن وما يخزنه من أفكار ومشاعر وشهوات، تظهر أحيانًا في الاحلام. أما الروح فهي عنصر الحياة للإنسان، تمنح الحياة للجسد والعقل معًا...[/rtl]






[rtl]سلاح الجسد هو الحواس المنضبطة. وسلاح العقل هو المعرفة السليمة. وسلاح الروح هو الضمير الصالح[/rtl]












































[rtl]ولكل من هذه العناصر الثلاثة حروبه. فحروب الجسد تكمن في شهواته. وحروب الروح هي الخطية. وحروب العقل هي الجهالة، وأسوأ منها سوء الفهم.[/rtl]







[rtl] الانسان في صورته المثالية -عقلًا وجسدًا وروحًا- هو الوضع الذي يشتهيه الكل، وهو ما يسمونه سوبرمان Super Man. ولعله هو الذي يقصده ديوجين الفيلسوف الذي شوهد وهو يجول بمصباحه في النهار باحثًا عن شيء. فلما سألوه "عن أي شيء تبحث؟" أجاب "أبحث عن إنسان"...!![/rtl]






[rtl]وقد تحدث برنارد شو Bernard Shaw الكاتب المشهور عن السوبرمان، فجاءته مغنية أيرلندية جميلة جدًا. وقالت له: ما رأيك في أن نتزوج وتنجب ابنًا يكون هو السوبرمان في عقليته وجماله؟ فرفض ذلك الأديب الساخر هذا الاقتراح. وأجابها: ما يدريني ذلك الابن كيف يكون؟ ربما يأخذ جماله منى، وعقله منك. فيصبح لا شيء..!![/rtl]







[rtl]إن كان الانسان المثالي غير موجود فرضًا، أليس من الممكن للإنسان العادي أن ينمو؟ نعم، إن جسد الانسان ينمو، ولكن إلى سن معينة وفي حدود معينة، ثم يقف نموه. غير أنه يمكن تنمية حواس الجسد.[/rtl]






[rtl]ولكن العقل لا ينمو. له مستوى معين، كما خلقه الله في نوعية خاصة. إنما يمكن تنمية قدراته، في الحدود التي يحتملها مستوى العقل...[/rtl]






[rtl]كذلك الروح نفسها لا تنمو. ولكن يمكن تنمية محبتها للخير والفضيلة، وتنمية مقدار مقاومتها للخطية.[/rtl]







[rtl]كلً من الجسد والعقل والروح له غذاء، علينا أن نقدمه له: غذاء الجسد هو الطعام، وغذاء العقل هو المعرفة، وغذاء الروح في محبة الله و التامل و التسبيح. وغذاؤها أيضا حب الخير.[/rtl]






[rtl]أما الجسد فنحن مواظبون على إعطائه الغذاء الكافي. فهل نعطى العقل أيضًا غذاءه؟ وهل نعطى الروح غذاءها؟[/rtl]






[rtl]الجسد نعطيه الغذاء كل يوم، وفي وجبات. ونعطيه في الغذاء كل أنواع العناصر التي تلزمه. فهل نفعل هكذا مع كلٍ من العقل والروح؟! أم نهملهما؟! وإن منحناهما غذاءً، لا يكون ذلك بمواظبة ولا بحرص..![/rtl]






[rtl]الجسد إن لم يأخذ غذاءه، يضعف وربما يمرض. كذلك العقل والروح: إن لم يأخذا غذاءهما، تضعف قدراتهما، أو على الأقل لا تنمو...[/rtl]






[rtl]هناك من يقوى جسده فقط، دون الاهتمام بتقوية قدرات عقله وروحه، فتجده مجرد مظهر من الخارج. وكما قال الشاعر العربي:[/rtl]






[rtl]ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل![/rtl]





[rtl]إذا حدث تعاون بين عمل كلٍ من الجسد والعقل والروح، يبلغ الانسان أرقى ما يمكنه أن يصل إليه. ولكن يحدث أحيانًا أن يسيطر أحدهما على غيره، وحينئذ لا يكون هناك. اتزان في تصرفات الانسان:[/rtl]






[rtl]مثال ذلك قد تسيطر أعصاب الجسد، وتوقف عمل العقل، فيتصرف الانسان تصرفات غير لائقة، وكأنه بلا عقل!! العقل موجود، ولكن الأعصاب هي التي تولت قيادة التصرفات، وبطياشة!![/rtl]






[rtl]وفى أوقات كثيرة يكون العقل مجرد خادم مطيع لرغبات الجسد: فإن أراد الجسد تنفيذ شهوة معينة له، نجد العقل يدبر له كل شيء وينفذه. وبالأكثر يلتمس أدلة وبراهين لتبرير شهوة الجسد هذه!! وهنا يتحول الانسان إلى شخص شهواني، وكأنه أيضًا بلا عقل!![/rtl]






[rtl]إذن ليس العقل في كل وقت، يكون هو الحكم الذي يسيطر على شهوات الجسد أو على أعصابه، وإلا لكان يعمل على منع الخطأ قبل وقوعه... وبخاصة لو كان يخضع لقيادة الروح...[/rtl]







[rtl]الروح أيضًا لها رغبات واشتياقات تريد من العقل أن ينفذها. والمهم أن يقتنع العقل بذلك... ويرغب هو أيضًا في أن يشترك مع الروح. وهكذا نرى أن التامل هو مزيج من عمل العقل والروح معًا. فهي تأملات روحية، ولكن العقل عنصر فيها. وكذلك كل ما يلفظه اللسان من عبارات الصلاة، والتي تخرج أصلًا من القلب...[/rtl]






[rtl]إذن حينما يسجد الانسان ثم يقف مصليًا، ومخاطبًا الله سبحانه: أليس في صلاته يكون الجسد والعقل والروح مشتركة كلها معًا في عمل العبادة. وهذا هو عمق مفهومها. يشترك فيها الانسان كله...[/rtl]







[rtl]وفى كثير من الأحيان يقف العقل وحده، واثقًا من كيانه الخاص، ومستقلًا عن سيطرة الجسد وضغوطه، لكي يقدم بذاته إنتاجًا فكريًا دسمًا، يثرى به العالم كله أو على الأقل مواطنيه.[/rtl]






[rtl]من أمثلة ذلك ما قدمه اينشتين Albert Einstein في مجال العلم، وأمثاله من العلماء، وما قدمه دانتي Dante Alighieri وبرناردشو في مجال الروايات. وأيضًا شكسبير Shakespeare في الشعر، وبتهوفن Beethoven في الموسيقى ، وطه حسين وتوفيق الحكيم في الأدب... كل أولئك الذين سجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور...[/rtl]


يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:13 pm


[rtl]مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام(جسد ,وروح ,وعقل)[/rtl]



[rtl] الانسان مكوّن من عناصر كثيرة أهمها الجسد والروح والعقل. وهو محتاج إلى أن يحفظ التوازن بينهما، فلا يسود عنصر منها على الآخر ويلغى كيانه... فإن ساد الجسد تمامًا، لتحول إلى شخص مادي شهواني. وإن سادت الروح تمامًا، يتحول إلى إلى عابد أو الانسان ناسك. أما إن ساد العقل -وكان سليمًا- فإنه يتحول إلى فيلسوف... ولكن إن حفظ التوازن بين عناصره، فإنه يكون إنسانًا طبيعيًا...[/rtl]







[rtl]لكل من هذه العناصر الثلاثة مجاله وأسلحته وغذاؤه. وعلينا أن نهتم بها جميعًا بعناية وحكمة... الجسد له عمله الظاهر في النشاط والحركة، وعمله الباطن من جهة كل أجهزته الداخلية التي تعمل باستمرار في نظام دقيق وفي تعاون مع بعضها البعض. والعقل له عمله الظاهر في التفكير وفي الفهم والاستنتاج والذاكرة وفي الخيال أحيانًا. وعمله الخفي في العقل الباطن وما يخزنه من أفكار ومشاعر وشهوات، تظهر أحيانًا في الاحلام. أما الروح فهي عنصر الحياة للإنسان، تمنح الحياة للجسد والعقل معًا...[/rtl]






[rtl]سلاح الجسد هو الحواس المنضبطة. وسلاح العقل هو المعرفة السليمة. وسلاح الروح هو الضمير الصالح[/rtl]












































[rtl]ولكل من هذه العناصر الثلاثة حروبه. فحروب الجسد تكمن في شهواته. وحروب الروح هي الخطية. وحروب العقل هي الجهالة، وأسوأ منها سوء الفهم.[/rtl]







[rtl] الانسان في صورته المثالية -عقلًا وجسدًا وروحًا- هو الوضع الذي يشتهيه الكل، وهو ما يسمونه سوبرمان Super Man. ولعله هو الذي يقصده ديوجين الفيلسوف الذي شوهد وهو يجول بمصباحه في النهار باحثًا عن شيء. فلما سألوه "عن أي شيء تبحث؟" أجاب "أبحث عن إنسان"...!![/rtl]






[rtl]وقد تحدث برنارد شو Bernard Shaw الكاتب المشهور عن السوبرمان، فجاءته مغنية أيرلندية جميلة جدًا. وقالت له: ما رأيك في أن نتزوج وتنجب ابنًا يكون هو السوبرمان في عقليته وجماله؟ فرفض ذلك الأديب الساخر هذا الاقتراح. وأجابها: ما يدريني ذلك الابن كيف يكون؟ ربما يأخذ جماله منى، وعقله منك. فيصبح لا شيء..!![/rtl]







[rtl]إن كان الانسان المثالي غير موجود فرضًا، أليس من الممكن للإنسان العادي أن ينمو؟ نعم، إن جسد الانسان ينمو، ولكن إلى سن معينة وفي حدود معينة، ثم يقف نموه. غير أنه يمكن تنمية حواس الجسد.[/rtl]






[rtl]ولكن العقل لا ينمو. له مستوى معين، كما خلقه الله في نوعية خاصة. إنما يمكن تنمية قدراته، في الحدود التي يحتملها مستوى العقل...[/rtl]






[rtl]كذلك الروح نفسها لا تنمو. ولكن يمكن تنمية محبتها للخير والفضيلة، وتنمية مقدار مقاومتها للخطية.[/rtl]







[rtl]كلً من الجسد والعقل والروح له غذاء، علينا أن نقدمه له: غذاء الجسد هو الطعام، وغذاء العقل هو المعرفة، وغذاء الروح في محبة الله و التامل و التسبيح. وغذاؤها أيضا حب الخير.[/rtl]






[rtl]أما الجسد فنحن مواظبون على إعطائه الغذاء الكافي. فهل نعطى العقل أيضًا غذاءه؟ وهل نعطى الروح غذاءها؟[/rtl]






[rtl]الجسد نعطيه الغذاء كل يوم، وفي وجبات. ونعطيه في الغذاء كل أنواع العناصر التي تلزمه. فهل نفعل هكذا مع كلٍ من العقل والروح؟! أم نهملهما؟! وإن منحناهما غذاءً، لا يكون ذلك بمواظبة ولا بحرص..![/rtl]






[rtl]الجسد إن لم يأخذ غذاءه، يضعف وربما يمرض. كذلك العقل والروح: إن لم يأخذا غذاءهما، تضعف قدراتهما، أو على الأقل لا تنمو...[/rtl]






[rtl]هناك من يقوى جسده فقط، دون الاهتمام بتقوية قدرات عقله وروحه، فتجده مجرد مظهر من الخارج. وكما قال الشاعر العربي:[/rtl]






[rtl]ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل![/rtl]





[rtl]إذا حدث تعاون بين عمل كلٍ من الجسد والعقل والروح، يبلغ الانسان أرقى ما يمكنه أن يصل إليه. ولكن يحدث أحيانًا أن يسيطر أحدهما على غيره، وحينئذ لا يكون هناك. اتزان في تصرفات الانسان:[/rtl]






[rtl]مثال ذلك قد تسيطر أعصاب الجسد، وتوقف عمل العقل، فيتصرف الانسان تصرفات غير لائقة، وكأنه بلا عقل!! العقل موجود، ولكن الأعصاب هي التي تولت قيادة التصرفات، وبطياشة!![/rtl]






[rtl]وفى أوقات كثيرة يكون العقل مجرد خادم مطيع لرغبات الجسد: فإن أراد الجسد تنفيذ شهوة معينة له، نجد العقل يدبر له كل شيء وينفذه. وبالأكثر يلتمس أدلة وبراهين لتبرير شهوة الجسد هذه!! وهنا يتحول الانسان إلى شخص شهواني، وكأنه أيضًا بلا عقل!![/rtl]






[rtl]إذن ليس العقل في كل وقت، يكون هو الحكم الذي يسيطر على شهوات الجسد أو على أعصابه، وإلا لكان يعمل على منع الخطأ قبل وقوعه... وبخاصة لو كان يخضع لقيادة الروح...[/rtl]







[rtl]الروح أيضًا لها رغبات واشتياقات تريد من العقل أن ينفذها. والمهم أن يقتنع العقل بذلك... ويرغب هو أيضًا في أن يشترك مع الروح. وهكذا نرى أن التامل هو مزيج من عمل العقل والروح معًا. فهي تأملات روحية، ولكن العقل عنصر فيها. وكذلك كل ما يلفظه اللسان من عبارات الصلاة، والتي تخرج أصلًا من القلب...[/rtl]






[rtl]إذن حينما يسجد الانسان ثم يقف مصليًا، ومخاطبًا الله سبحانه: أليس في صلاته يكون الجسد والعقل والروح مشتركة كلها معًا في عمل العبادة. وهذا هو عمق مفهومها. يشترك فيها الانسان كله...[/rtl]







[rtl]وفى كثير من الأحيان يقف العقل وحده، واثقًا من كيانه الخاص، ومستقلًا عن سيطرة الجسد وضغوطه، لكي يقدم بذاته إنتاجًا فكريًا دسمًا، يثرى به العالم كله أو على الأقل مواطنيه.[/rtl]






[rtl]من أمثلة ذلك ما قدمه اينشتين Albert Einstein في مجال العلم، وأمثاله من العلماء، وما قدمه دانتي Dante Alighieri وبرناردشو في مجال الروايات. وأيضًا شكسبير Shakespeare في الشعر، وبتهوفن Beethoven في الموسيقى ، وطه حسين وتوفيق الحكيم في الأدب... كل أولئك الذين سجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور...[/rtl]


يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:15 pm


[rtl]مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام(جسد ,وروح ,وعقل)[/rtl]



[rtl] الانسان مكوّن من عناصر كثيرة أهمها الجسد والروح والعقل. وهو محتاج إلى أن يحفظ التوازن بينهما، فلا يسود عنصر منها على الآخر ويلغى كيانه... فإن ساد الجسد تمامًا، لتحول إلى شخص مادي شهواني. وإن سادت الروح تمامًا، يتحول إلى إلى عابد أو الانسان ناسك. أما إن ساد العقل -وكان سليمًا- فإنه يتحول إلى فيلسوف... ولكن إن حفظ التوازن بين عناصره، فإنه يكون إنسانًا طبيعيًا...[/rtl]







[rtl]لكل من هذه العناصر الثلاثة مجاله وأسلحته وغذاؤه. وعلينا أن نهتم بها جميعًا بعناية وحكمة... الجسد له عمله الظاهر في النشاط والحركة، وعمله الباطن من جهة كل أجهزته الداخلية التي تعمل باستمرار في نظام دقيق وفي تعاون مع بعضها البعض. والعقل له عمله الظاهر في التفكير وفي الفهم والاستنتاج والذاكرة وفي الخيال أحيانًا. وعمله الخفي في العقل الباطن وما يخزنه من أفكار ومشاعر وشهوات، تظهر أحيانًا في الاحلام. أما الروح فهي عنصر الحياة للإنسان، تمنح الحياة للجسد والعقل معًا...[/rtl]






[rtl]سلاح الجسد هو الحواس المنضبطة. وسلاح العقل هو المعرفة السليمة. وسلاح الروح هو الضمير الصالح[/rtl]












































[rtl]ولكل من هذه العناصر الثلاثة حروبه. فحروب الجسد تكمن في شهواته. وحروب الروح هي الخطية. وحروب العقل هي الجهالة، وأسوأ منها سوء الفهم.[/rtl]







[rtl] الانسان في صورته المثالية -عقلًا وجسدًا وروحًا- هو الوضع الذي يشتهيه الكل، وهو ما يسمونه سوبرمان Super Man. ولعله هو الذي يقصده ديوجين الفيلسوف الذي شوهد وهو يجول بمصباحه في النهار باحثًا عن شيء. فلما سألوه "عن أي شيء تبحث؟" أجاب "أبحث عن إنسان"...!![/rtl]






[rtl]وقد تحدث برنارد شو Bernard Shaw الكاتب المشهور عن السوبرمان، فجاءته مغنية أيرلندية جميلة جدًا. وقالت له: ما رأيك في أن نتزوج وتنجب ابنًا يكون هو السوبرمان في عقليته وجماله؟ فرفض ذلك الأديب الساخر هذا الاقتراح. وأجابها: ما يدريني ذلك الابن كيف يكون؟ ربما يأخذ جماله منى، وعقله منك. فيصبح لا شيء..!![/rtl]







[rtl]إن كان الانسان المثالي غير موجود فرضًا، أليس من الممكن للإنسان العادي أن ينمو؟ نعم، إن جسد الانسان ينمو، ولكن إلى سن معينة وفي حدود معينة، ثم يقف نموه. غير أنه يمكن تنمية حواس الجسد.[/rtl]






[rtl]ولكن العقل لا ينمو. له مستوى معين، كما خلقه الله في نوعية خاصة. إنما يمكن تنمية قدراته، في الحدود التي يحتملها مستوى العقل...[/rtl]






[rtl]كذلك الروح نفسها لا تنمو. ولكن يمكن تنمية محبتها للخير والفضيلة، وتنمية مقدار مقاومتها للخطية.[/rtl]







[rtl]كلً من الجسد والعقل والروح له غذاء، علينا أن نقدمه له: غذاء الجسد هو الطعام، وغذاء العقل هو المعرفة، وغذاء الروح في محبة الله و التامل و التسبيح. وغذاؤها أيضا حب الخير.[/rtl]






[rtl]أما الجسد فنحن مواظبون على إعطائه الغذاء الكافي. فهل نعطى العقل أيضًا غذاءه؟ وهل نعطى الروح غذاءها؟[/rtl]






[rtl]الجسد نعطيه الغذاء كل يوم، وفي وجبات. ونعطيه في الغذاء كل أنواع العناصر التي تلزمه. فهل نفعل هكذا مع كلٍ من العقل والروح؟! أم نهملهما؟! وإن منحناهما غذاءً، لا يكون ذلك بمواظبة ولا بحرص..![/rtl]






[rtl]الجسد إن لم يأخذ غذاءه، يضعف وربما يمرض. كذلك العقل والروح: إن لم يأخذا غذاءهما، تضعف قدراتهما، أو على الأقل لا تنمو...[/rtl]






[rtl]هناك من يقوى جسده فقط، دون الاهتمام بتقوية قدرات عقله وروحه، فتجده مجرد مظهر من الخارج. وكما قال الشاعر العربي:[/rtl]






[rtl]ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل![/rtl]





[rtl]إذا حدث تعاون بين عمل كلٍ من الجسد والعقل والروح، يبلغ الانسان أرقى ما يمكنه أن يصل إليه. ولكن يحدث أحيانًا أن يسيطر أحدهما على غيره، وحينئذ لا يكون هناك. اتزان في تصرفات الانسان:[/rtl]






[rtl]مثال ذلك قد تسيطر أعصاب الجسد، وتوقف عمل العقل، فيتصرف الانسان تصرفات غير لائقة، وكأنه بلا عقل!! العقل موجود، ولكن الأعصاب هي التي تولت قيادة التصرفات، وبطياشة!![/rtl]






[rtl]وفى أوقات كثيرة يكون العقل مجرد خادم مطيع لرغبات الجسد: فإن أراد الجسد تنفيذ شهوة معينة له، نجد العقل يدبر له كل شيء وينفذه. وبالأكثر يلتمس أدلة وبراهين لتبرير شهوة الجسد هذه!! وهنا يتحول الانسان إلى شخص شهواني، وكأنه أيضًا بلا عقل!![/rtl]






[rtl]إذن ليس العقل في كل وقت، يكون هو الحكم الذي يسيطر على شهوات الجسد أو على أعصابه، وإلا لكان يعمل على منع الخطأ قبل وقوعه... وبخاصة لو كان يخضع لقيادة الروح...[/rtl]







[rtl]الروح أيضًا لها رغبات واشتياقات تريد من العقل أن ينفذها. والمهم أن يقتنع العقل بذلك... ويرغب هو أيضًا في أن يشترك مع الروح. وهكذا نرى أن التامل هو مزيج من عمل العقل والروح معًا. فهي تأملات روحية، ولكن العقل عنصر فيها. وكذلك كل ما يلفظه اللسان من عبارات الصلاة، والتي تخرج أصلًا من القلب...[/rtl]






[rtl]إذن حينما يسجد الانسان ثم يقف مصليًا، ومخاطبًا الله سبحانه: أليس في صلاته يكون الجسد والعقل والروح مشتركة كلها معًا في عمل العبادة. وهذا هو عمق مفهومها. يشترك فيها الانسان كله...[/rtl]







[rtl]وفى كثير من الأحيان يقف العقل وحده، واثقًا من كيانه الخاص، ومستقلًا عن سيطرة الجسد وضغوطه، لكي يقدم بذاته إنتاجًا فكريًا دسمًا، يثرى به العالم كله أو على الأقل مواطنيه.[/rtl]






[rtl]من أمثلة ذلك ما قدمه اينشتين Albert Einstein في مجال العلم، وأمثاله من العلماء، وما قدمه دانتي Dante Alighieri وبرناردشو في مجال الروايات. وأيضًا شكسبير Shakespeare في الشعر، وبتهوفن Beethoven في الموسيقى ، وطه حسين وتوفيق الحكيم في الأدب... كل أولئك الذين سجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور...[/rtl]


يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:16 pm


القلب ..واهمية عمله




[rtl]القلب هو مركز العواطف والمشاعر والحب، وهو مركز الحياة الروحيةكلها. فإن الحياة البارة المقبولة عند الله، ليست مجرد ممارسات خارجية في العبادة، أو فضائل ظاهرية. إنما هي حياة قلب طاهر، أرتبط في كل علاقاته بالله والناس برباط الحب الصادق. وكل فضائله وعبادته وممارساته تكون نابعة من قلبه، ومزينه بعلامة الحب... إذن الحياة الروحية -قبل كل شيء- هي حياة قلب مع الله، وبالتالي مع الناس.[/rtl]

[rtl] [/rtl]

[rtl]علاقة القلب بالمشاعر كلها:[/rtl]

[rtl]القلب فيه الحنو والطيبة، أو فيه القسوةوالشدة.[/rtl]

[rtl]فيه الايمان والثقة، أو فيه الشك وفقدان السلام.[/rtl]

[rtl] فضيلة التواضعمثلًا، ليست هي أن يقول الانسان كلام أتضاع بفمه. إنما التواضع الحقيقي هو تواضع القلب. و الكبرياءهو ارتفاع القلب.[/rtl]

























[rtl]القلب أيضًا فيه الخوف، كما فيه الاطمئنان. أمر واحد خطير يحدث لاثنين. أحدهما يخاف ويرتعش ويتخيل له نتائج مرعبة. بينما الآخر يقابله بكل سلام واطمئنان. وفي هدوء يفكر كيف يتلافى نتائجه السيئة. وهكذا حسب قلب كل واحد تكون مشاعره...[/rtl]


[rtl]علاقة القلب بالفضائل:[/rtl]

[rtl]إن القلب هو مصدر الفضائل كلها. كما أن الخطايا مصدرها القلب.[/rtl]

[rtl]فالإنسان الصالح، من قلبه الصالح تصدر الصالحات. والإنسان الشرير من قلبه الشرير تخرج الشرور...[/rtl]

[rtl]إن كان في قلبك حب، يظهر الحب في معاملاتك. وإن كانت في قلبك عداوة، تظهر هذه أيضًا في تصرفاتك، بل تظهر في لهجة صوتك وفي نظرات عينيك، لان مصدر كل هذا هو القلب. إلا لو كان في القلب رياء، وأظهر الانسان غير ما يبطن. على أن ذلك أيضًا ينكشف..[/rtl]


[rtl]علاقة القلب بالفكر:[/rtl]

[rtl]* القلب والفكر يعملان معًا. كل منهما يكون للآخر سببًا ونتيجة..[/rtl]

[rtl]مشاعر القلب تسبّب أفكارًا في العقل. وأيضًا الفكر الذي في العقل يسبّب مشاعر في القلب. إن أشتهى الانسان بقلبه خطية، فإن هذه الشهوة تسبب له أفكارًا من نوعها. ومن الناحية الأخرى إن فكرّ إنسان في خطية، فإن هذا الفكر يجلب له شهوات في قلبه.[/rtl]

[rtl]إن أردت إذن صلاحًا في قلبك، أصلح أفكارك... وابعد عن مصادر الفكر الخاطئ. حينئذ لا تضغط الأفكار على القلب.[/rtl]

[rtl]* الوجوديون الذين رفضوا الله بقلوبهم، دخلت افكار الالحاد إلى أذهانهم. إذن الإلحاد قد يكون من الفكر والقلب معًا.[/rtl]

[rtl]* ربما تكون بينك وبين إنسان محبة. ويأتي ثالث فيغيرّ فكرك من نحوه، تجد قلبك إذن قد تغيرّ وفقد محبته الأولى، وظهر ذلك في كل تصرفاتك، بل وفي معاملاتك وفي ملامحك...[/rtl]

[rtl]* وتجديد الذهن يجلب تجديد القلب معه.[/rtl]


[rtl]علاقة القلب بالإرادة:[/rtl]

[rtl]إذا ملأت محبة الله قلب إنسان، فإنه لا يستطيع أن يخطئ. لأن محبته لله هي التي تسيطر على تصرفاته . وهكذا تتجه إرادته نحو الله بالكلية. أما إذا كان القلب غير كامل في محبته للفضيلة، فإن إرادته تكون متزعزعة، تتصرف حسب التأثيرات الخارجية عليها إن خيرًا وإن شرًا...[/rtl]

[rtl]* أيضًا إن كان القلب يتميزبالجديةوالتدقيق والالتزامبالمبادئ والقيم فإنه حسب تمسكه بكل هذا تكون أرادته قوية.[/rtl]

[rtl]والقلب المنقلب، تكون إرادته متقلبة.[/rtl]

[rtl]* هناك ارتباط إذن بين القلب و الارادة، وبين القلب والفكر، وبين القلب والفضيلة، وبين القلب واللسان. فكيف ذلك؟[/rtl]


[rtl]القلب واللسان:[/rtl]

[rtl]من فيض القلب يتكلم اللسان. والقلب الطاهر تكون كل كلاماته طاهرة وصادقة. فإن تكلم إنسان كلامًا سيئًا، فهذا يدل على أن هناك مشاعر سيئة في قلبه كانت مصدرًا لكلامه.[/rtl]

[rtl]* والكلام الطيب وحده لا يأتي بنتيجة، إن لم يكن صادرًا عن مشاعر حقيقة في القلب. لذلك قد تعتذر أحيانًا إلى إنسان، فلا يقبل منك اعتذارك. لأنه لا يحس تمامًا أن كلمات الاعتذار صادرة من قلبك، وإنما هي مجرد كلام، وحتى نبرات صوتك لا تدل على أسفك، لأنها غير مختلطة بمشاعر القلب. فتبدو رخيصة غير مقبولة.[/rtl]

[rtl]* الانسان[/rtl]

[rtl] الّلماح الحساس يستطيع أن يكتشف حقيقة الكلام، وهل هو صادر من القلب أم لا. سواء كان كلام مديح، أو كلام اعتذار، أو كلام نصح. فالصوت يكشفه، وملامح الوجه تكشفه. وما هو داخل القلب، لا يمكن للألفاظ أن تخفيه...[/rtl]

[rtl]ونتابع في العدد القادم حديث القلب أهميته وعمله.[/rtl]


يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:18 pm




القلب:اهميته وعمله _2
[rtl]القلب والحياة مع الله:[/rtl]

[rtl]تبدأ حياتك مع الله من قلبك: تبدأ بالايمان، والإيمان من عمل القلب. وتكمل بعمل الفضيلة، والبعد عن الخطيئة. وكل ذلك من عمل القلب أيضًا. فالإنسان الذي يحب الفضيلة لا يخطئ. إن وصايا الله في قلبه وفي فكره لا يملك أن ينساها.[/rtl]

[rtl]فإن قال البعض إن هناك وصايا قد تبدو صعبة في تنفيذها، مثل الاحتمال ومغفرة الإساءة. نقول إن وصية الله تبدو صعبة علينا، إن كانت خارج قلوبنا، لم نمتزجها بعواطفنا، ولم نشعر بأهميتها... ولذلك إن أخطأنا، يكون السبب راجعًا إلى القلب أولًا وأخيرًا..[/rtl]

[rtl]* تقول: فلان قد أضاعني. أقول لك لم يضيعك سوى قلبك... لو كان قلبك قويًا غير قابل للضياع، ما استطاع أحد أن يضيعك. ثم أن عدوك هذا لا يستطيع أن يحاربك إلا من الخارج. فإن كان داخلك سليمًا، فلن يضرك في شيء... صدق ذلك الحكيم الذي قال :[/rtl]

[rtl]"لا يستطيع أحد أن يؤذى إنسانًا، ما لم يؤذِ هذا الانسان نفسه"..[/rtl]




[rtl]* [/rtl]





























































[rtl]أتقول: هذا الكلام الذي سمعته غيرّ أفكاري وشككّني؟![/rtl]

[rtl]أقول لك إن قلبك هو السبب، لأنه قابل للتشكيك، ويسمح للفكر أن يتغير... لو كان قلبك ثابتًا وقويًا، ما كان الشك يدخل إليه، مهما سمعت من كلام...[/rtl]

[rtl]* أتقول إن الضيقات قد زعزعتني..![/rtl]

[rtl]أقول لك: إنها ما كانت تزعزعك، لو كان قلبك صامدًا من النوع الذي لا يتزعزع... إن الضيقة تُسمى ضيقة، إن كان القلب يضيق بها. أما القلب الواسع فإنه لا يتضيّق من شيء... القلب الواسع يتناول المشكلة ويحللّها، ويحاول أن يبحث عن حلّ لها. فإن عجز عن ذلك يحيلها إلى الله حلاّل المشاكل كلها... ويستريح ولا يتزعزع، واثقًا بالإيمان انه لابد سيأتي الحل من عند الله[/rtl]


[rtl]القلب وعمله الروحي[/rtl]

[rtl]نتكلم هنا عن عمل القلب في التوبة، وعمله في الصلاة، وفي العبادة جملة، وصلة الانسان بالله,تبارك اسمه :[/rtl]

[rtl]فمن جهة التوبة:[/rtl]

[rtl]التوبة الحقيقة هي رجوع القلب إلى الله. هي تغيير القلب من الداخل، أي تغيير شهوات الانسان الداخلية. لأنه مادامت في القلب خطية محبوبة، لا يكون قد تاب توبة حقيقية، حتى لو كان لا يقترف هذه الخطية بالفعل!. فالله يريد أن يرجع الناس إليه بكل قلوبهم...[/rtl]

[rtl]فخطية الجسد أو خطايا الحواس هي الثانية في الترتيب الزمني، أما الخطية في الترتيب فهي خطية القلب. فإن تنَقى القلب، تتنقى الحواس، ويكون الجسد طاهرًا. وإن انتصر الانسان في الداخل على الخطايا التي تحاربه، فإنه بالتبعية ينتصر من الخارج أيضًا. وهكذا فإن التوبة التي من القلب، هي التوبة التي تتحكم في الحواس وفي كل المظاهر الخارجية...[/rtl]


[rtl]أتقول فلان أغضبني ونرفزني؟! كلا، بل الأوْلى أن تقول إنه أظهر لي الخطأ الموجود في قلبي. لأنه لو كان قلبي قويًا، ما كنت أقع في النرفزة..! و الانتصار على الخطايا بالضرورة يأتي من الداخل. وهذا ما يجب أن يركز عليه الوعاظ والمعلمون...[/rtl]

[rtl]فتاة تقول لها: ملابسك، زينتك، شكلك، مكياجك. أو شاب تقول: شعرك الطويل، بنطلونك الجينز، منظرك!! وتحاول أن تضغط من الخارج، أو تؤنب وتوبخ... تاركًا القلب كما هو!![/rtl]

[rtl]اعرف تمامًا أن هذا الأسلوب لا يجدي. فالمهم هو القلب، وما مدى اقتناعه الداخلي واتجاهه الفكري...[/rtl]

[rtl]إن التغيير الخارجي، لا يأتي إلا بالتجديد الداخلي، أي بذهن يفكر بطريقة جديدة ينفعل بها القلب ومشاعره . ومهمة الواعظ أن يتعامل مع قلوب الناس وأفكارهم، وليس مع آذانهم وحدها.. ولا يركز على المظاهر الخارجية وحسن السلوك من الخارج...[/rtl]


[rtl]القلب والصلاة:[/rtl]

[rtl] الصلاة المقبولة هي الصلاة التي من القلب، وليست هي مجرد كلمات نرددها أمام الله. إنما هي مشاعر قلب ينسكب أمام الله، حتى من غير كلام.. يقول داود النبي للرب في المزمور: "باسمك أرفع يديّ، فتشبع نفسي كأنها من شحم ودسم".. مجرد رفع اليدين![/rtl]

[rtl]الصلاة هي بالحقيقة رفع القلب إلى الله. أما صلاة الشفتين فقط -من غير مشاعر القلب- فهي ليست صلاة مقبولة![/rtl]

[rtl]إن كلمة (صلاة) مأخوذة من الصلة، أي صلة القلب بالله – فإن لم توجد هذه الصلة، لا تعتبر صلاة!![/rtl]


[rtl]القلب وفضيلة العطاء:[/rtl]


[rtl] العطاء الحقيقي هو أن تعطى من قلبك، فيما تعطى من جيبك! فقلبك أولًا يمتلئ بمحبة المحتاجين والإشفاق عليهم. وبهذه المشاعر تقدم لهم العطاء المادي، وأنت توقن تمامًا أن ما تعطيهم إياه هو حق من حقوقهم عليك. وأنه ليس من عندك، بل من عند الله الذي أعطاك ما تعطيه لهم... وهكذا تعطى بغير تعالٍ، وقلبك مملوء بالاتضاع، شاكر الله على عطائه لك ولهم... [/rtl]

يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:20 pm



العقل البشري..اهميته_انواعه_قوته او انحرافه
[rtl]كلمتكم من قبل عن أهم عناصر الانسان وهى الجسد والعقل والروح. وتحدثنا بشيء من التفصيل عن الضمير و الارادةوالقلب... ونود اليوم أن نتكلم عن العقل...[/rtl]

[rtl]العقل هو الذي يميز الانسان عن باقي المخلوقات الحية الأرضية.[/rtl]

[rtl]وهو أساس شخصية كل عالم ومخترع، وكل فيلسوف وأديب... وهو عماد كل نجاح وتفوق ونبوغ. وهو الأساس الذي يُبنى عليه كل مشروع وكل هيئة. وكثيرًا ما يوزن الانسانبمقدار قيمة عقله..[/rtl]

[rtl]والعقل هو الصلة بين الكاتب والقارئ: أحدهما يملى، والثاني يستوعب. والعقل هو عماد التعليم، وكل المعاهد العلمية على تنوع مستوياتها...[/rtl]


[rtl]العقل جهازه هو المخ، وإنتاجه هو الفكر، وخزانته هي الذاكرة.[/rtl]

[rtl]وحسب نوعية العقل، تكون نوعية فكره. فإن كان العقل ممتازًا، تكون أفكاره ممتازة. وإن كان عاديًا، تكون أفكاره عادية...[/rtl]
































[rtl]والمخ والقلب هما أهم عنصرين تعتمد عليهما [/rtl]



[rtl]حياة الانسان الجسدية. فإن ضعفت كل أجهزة الانسان ، وبقى مخه وقلبه سليمين، فإنهما يُبقيان عليه. لأنه ماذا يبقى من شخصية الانسان، إذا أصيب مثلا بالزهايمر، وفقد ذاكرته، وفقد معها علاقته بالماضي وكل ما ادّخره في ذاكرته من معلومات. وأصبح مخه ليس قادرًا على إنتاج جديد. وإن أنتج شيئًا، سوف ينساه!![/rtl]


[rtl]وللأسف، فإن (العقل) -على الرغم من كل أهميته- لا يوجد له قسم خاص بدراسته في كل كليات الجامعة. وهم يدخلونه تحت عنوان (علم النفس) في كلية الآداب. بالجامعة برغم وجود فارق كبير بين مفهوم النفس ومفهوم العقل، وإن كانوا يدمجونها معًا بالقول إن الانسان له نفس عاقلة...[/rtl]

[rtl]وأتذكر أنه في أيام دراستنا بالجامعة، فإن الدكتور وليم الخولي -إذ أراد أن يتخصص في دراسة العقل- فإنه بعد إتمام دراسته في كلية الطب، وتخرجه كطبيب، التحق كطالب بكلية الآداب قسم علم النفس، لكي يكون مؤهلًا لدراسة العقل دراسة علمية متكاملة. وهكذا صار فيما بعد مديرًا لمستشفى الأمراض العقلية بالخانكة[/rtl]


[rtl]والعقل أنواع ودرجات:[/rtl]

[rtl]فهناك العقل العبقري، والنابغة، والذكي، والحاد الذكاء. والعقل العادي، وما هو أقل من ذلك. ويوجد العقل البسيط، والعقل المفكر. والعقل العميق في تفكيره، والعقل الضحل في التفكير... والعقل الذي يتقبل المعلومات بالتسليم، وغيره الشكاك، والذي يود أن يفحص كل شيء. والعقل البحاثة، والذي يستقبل بحوث غيره. والعقل الذي يحب أن تنمو مواهبه وقدراته باستمرار، والى جواره المكتفى بما عنده.. ويوجد العقل الذي له حدود لتفكيره، وآخر يتجاوز كل حدود. ويوجد العقل المعتد بذاته، والعقل المتواضع الذي يقبل من غيره، ويكون مستعد أحيانًا أن يتنازل عن فكره. وهناك العقل العنيد، والآخر السهل في تعامله. والعقل السليم، والعقل المنحرف أو المريض. وأنواع أخرى..[/rtl]


[rtl]ونضيف إلى كل ما ذكرناه، أن العقل ليس منزهًا عن الخطأ[/rtl]

[rtl]فمن الممكن جدًا أنه يخطئ. ولعلنا نسأل: هل العقل هو الذي يخطئ أم أفكاره تخطئ؟ أم أنه لا يمكن الفصل بينهما؟[/rtl]

[rtl]لقد أخطأ كثير من الفلاسفة الوثنيين، وأنتجوا أفكارًا منحرفة. وأفكارهم كان لها تأثيرها على عقول غير الدراسين، فلوّثت أفكارهم، وشتّت عقولهم. فانحرفت تلك العقول، وانحرفت أفكارها. وانتشرت عدوى الاخطاءبين كثرين ..[/rtl]


[rtl]وهناك أمراض تصيب العقول، حتى عقول الكبار...[/rtl]

[rtl]مثل البارانويا (جنون العظمة، والشيزوفرينيا Schizophrenia انفصام الشخصية). وأحيانًا يندمج هذان المرضان معًا، فيصاب الشخص بـ(بارانويل شيزوفرينيا Paranoial Schizophrenia). وربما تندرج معهما عقدة الاضطهاد Persecution Complex. فيخيّل إليه أن كثيرين يريدون اضطهاده أو الإيقاع به![/rtl]

[rtl]هناك أيضًا مرض (الألزهايمر alzheimer's disease) أي فقدان الذاكرة. وهذا قد يزحف على الشخص تدريجيا. فيبدأ أن ينسى شيئًا فشيئًا، حتى ينسى كل معارفه وأقاربه. هذا المرض أصاب ريجين رئيس أمريكا، حتى نسى أنه كان رئيسًا للولايات المتحدة! وقد أصاب هذا المرض كثيرًا من الكبار، على الرغم من نبوغهم السابق...[/rtl]

[rtl]وأمراض العقول عديدة، يعرفها المتخصصون. ويعرفون طرق علاجها وأساليب التعامل معها...[/rtl]


[rtl]على أن هناك أسئلة حول العقل وأهميته وعمله، نذكر منها:[/rtl]

[rtl]* هل يمكن للعقل أن يتغير عن نوعيته أو درجته؟ وهل يمكن أن ينمو؟[/rtl]

[rtl]لا شك أن العقل يرتفع مستواه، إذا خالط عقولًا أعلى منه، وأراه – في اتضاع أن يستفيد منها... ويبقى السؤال قائمًا: هل العقل هو الذي يرتفع مستواه؟ أم أن أفكاره هي التي يرتفع مستواها؟[/rtl]

[rtl]ونفس الوضع بالنسبة إلى نمو العقل: هل هو الذي ينمو؟ أم درجة تفكيره هي التي تنمو؟ وهل ينمو العقل أم قدراته؟[/rtl]

[rtl]وبالنسبة إلى نضوج الطفل ونموه، يبقى السؤال قائمًا: هل عقل الطفل ينمو كلما تقدم به العمر؟ أم أن العقل تُكتشف فيه قدرات كانت كامنة غير معروفة، و مواهبكانت فيه لم تكن تُستخدم بعد..؟[/rtl]


[rtl]* هل يعيش الانسان بالعقل أم بالروح؟[/rtl]

[rtl]طبعًا بالروح يعيش كل أحد على الارض حياة عادية. أما بالعقل، فإلى جوار الحياة العادية، يعيش الخاصة التي تعتبر حياتهم حياة...، والذين يستمر إنتاجهم الفكري يحيا بعد موتهم..[/rtl]

[rtl]وأيضًا بالعقل يعيش المجتمع الحياة العادية. أما بالروح فيحيون حياة مقدسة منتسبة إلى الله...[/rtl]



[rtl]وبعد، هل قلنا ما يلزم قوله عن العقل؟ كلا، فمن العقل أن نقول إن الموضوع أطول من هذا بكثير...[/rtl]


يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:22 pm

ا

لجسد هل هو مصدر كل خطيئة؟


[rtl]كثير من النسّاك يرون أن الجسد هو مصدر الخطايا جملةَ! ويرون أن كل الخطايا ترجع إلى ثلاثة: الجسد والعالم و الشيطان ! وأن الشيطانيستخدم الجسد بالذات! بل يبالغ البعض ويقولون إن الجسد هو خطية في ذاته!![/rtl]
[rtl]ونحن نقول لهم: لو كان الجسد خطية في ذاته، ما كان الله قد خلق جسدًا على الإطلاق، وما كان قد أبدع في تكوين هذا الجسد...[/rtl]
[rtl]فلقد خلق الله أجسادًا للبشر و الحيوانات والاسماك والطيور ... ولكن أبدعها جميعًا في كثرة أجهزته وأدقها هو الجسد البشرى. فهل يُعقل أن يكون هذا الجسد مجرد وعاءٍ للخطيئة ؟! وهو أكمل جسد في الخليقة...[/rtl]

[rtl]يقولون إن جسد المرأة هو سبب سقوط الرجل!![/rtl]
[rtl]ونقول لهم أن سبب سقوط الرجل هو شهوته. كما أنه قادر على ممارسة شهوته بدون المرأة، على الأقل بفساد قلبه وبتصورات ذهنه التي تسبح في مجال أوسع من نطاق الواقع![/rtl]



































[rtl]إن الخطيئة تبدأ في العقل والقلب أولًا. وبعد ذلك تبحث لها عن سبب خارجي عملي لكي تتعلق به. وهنا تبدو المرأة باعتبارها الشماعة التي يعلّق الرجل عليها أخطاءه!![/rtl]

[rtl]لا ننسى أيضًا أن الروح لها أخطاؤها، والعقل أيضًا له أخطاؤه.[/rtl]
[rtl]وقد تكون أخطاء الروح والعقل أكثر. فلماذا التركيز إذن على الجسد وأخطائه ؟! ربما لأن غالبية أخطاء الجسد واضحة ومكشوفة، بينما أخطاء العقل -على الرغم من كثرتها وبشاعتها- غير مكشوفة،! لذلك فهي تختفي وراء الجسد، وتصدّره للمسئولية!![/rtl]
[rtl]بينما -في الكثير من الحالات- العقل هو الذي يتسبب في خطايا الجسد..[/rtl]
[rtl]هو الذي يفكر في الخطية وفي طريقها وفي توقيتها، ثم يدفع الجسد إلى ارتكابها... فعلى من تقع مسئولية الخطية إذن؟ على العقل أم على الجسد؟ على كليهما طبعًا. على العقل أولًا كمحرضٍ ومدبرّ. ثم على الجسد أخيرًا كمنفذ...[/rtl]

[rtl]إن غالبية ما يقال ضد الجسد، هو نتيجة المبالغة في إكرام الروح![/rtl]
[rtl]ولكن لا يجوز في إكرام الروح، أننا نهبط بمستوى الجسد حتى أننا نسلبه كل حقوقه! فالجسد له ماله، وعليه ما عليه، وكذلك الروح. كما أن الأخطاء المنسوبة إلى الجسد، هي منسوبة فقط إلى غرائزه إذا أسُى استخدامها... وما أسهل استخدام كل هذه الغرائز في طريق الخير..[/rtl]
[rtl]كما لا يصح في الحكم على الجسد، أننا نركز على السلبيات فقط، بينما نتجاهل الايجابيات وهى ذات تفاصيل عديدة...[/rtl]
[rtl]والمعروف أن غالبية النساك الحقيقيين، ما كانوا في كل تداريبهم الروحية، يهدفون إلى تعذيب الجسد، بل إلى توجيهه روحيًا.. والى تهذيب غرائزه وليس قتلها...[/rtl]

[rtl]إننا بالجسد يمكننا أن نخدم الله، وأن نخدم الناس، ونفعل الخير[/rtl]
[rtl]* بالجسد نركع ونسجد، ونعبد الله، ونرفع أيدينا في الصلاة، ونحنى هاماتنا أمام الله. ونعبّر عن خشوع الروح بواسطة خشوع الجسد. وبالجسد نصوم، ونقدم أجسادنا ذبيحة لله. وبالجسد ندخل إلى أماكن العبادة، ونستمع فيها إلى كلمة الله ووصاياه على أفواه الواعظين... وكل مشاعر العبادة التي هي داخل القلب، نعبّر عنها بالجسد...[/rtl]
[rtl]* وبالجسد أيضًا نفعل الخير، ونخدم الناس. به نمشي ونذهب إلى أماكن المرضى ونزورهم. وبه نمد أيدينا ونعطي للمحتاجين والفقراء . وبه نعقد كل الاجتماعات التي تبحث كل ما يؤول إلى خير المجتمع. وبه نجلس مع الفقراء ونبحث مشاكلهم. وبه نربت بأيدينا على الاطفال، ونقدم لهم عطفًا وحنانًا. وكل عواطف القلب نؤيدها بواسطة الجسد.[/rtl]

[rtl]ومن اهتمام البشر بالجسد، كل ما يبذلونه من جهد في علاجه من مرضه والعمل على إراحته من تعبه، والعمل على العناية بصحته، وعلى تقديم ألوان من الأنشطة له في النوادي وغيرها.[/rtl]
[rtl]ومن اهتمام الله بالجسد، قيامة الجسد بعد موته، وحفظه سالمًا إلى الأبد،[/rtl]
[rtl]وتهيئة مكان له في الابدية السعيدة... ولو كان الجسد مصدرًا لكل خطية، ما كان الله يقيمه في اليوم الأخير، ليحيا في الأبدية حياة لا خطية فيها...[/rtl]

[rtl]ومن اهتمامنا بالأجساد، احتفاظنا برفات الابرار والقديسين كذكرى باقية بعد موتهم، وللتبرك بها أيضًا.[/rtl]
[rtl]وكذلك ما نقيمه لهذه الأجساد من تماثيل تعمر بها الميادين، وكلها تخليد ذكرى أصحابها، ولاحتفاظ التاريخ بها، فلا تُنسى..[/rtl]
[rtl]وأيضًا ما يحتفظ به غالبية الناس من صور لأحبائهم، سواء منهم الأحياء أو الذين انتقلوا من هذا العالم. وكلها صور للأجساد وليس للأرواح..لكي بصورة الجسد يتذكرون حياتهم وسيرتهم. وكذلك الاحتفاظ بصور الشخصيات الشهيرة...[/rtl]
[rtl]أيضًا التحنيط.. أليس هو دليلًا آخر على الاهتمام بالأجساد، ولو لحفظها لرجوع الروح والاتحاد بها، حسب عقيدة قدماء المصريين.[/rtl]

[rtl]أما بدعة حرق الأجساد (التي لا نؤمن) فقد بدأت ببدعة أخرى هي (عودة التجسد) Reincarnation وبها يولد الانسانمرة أخرى في جسد جديد، ويظل ينتقل في ولادات متتابعة، وفي تجسدات متعددة، إلى أن ينحل من الجسد بإتحاد روحه في الملأ الأعلى، بما يعرف عند الهنود بحالة النرفانا Nirvana. والذين يعتقدون بهذا الأمر لا يهمه الجسد الحالي في شيء، مادام بعد موته ستحل روحه في جسد آخر. ولذلك كانوا يحرقون أجسادهم، ثم يحتفظون بجزء من رمادها في قارورة صغير، كتذكار.. وقد رأيت هذا بنفسي في إحدى مدن الشرق الأوسط. زعيم الهند المهاتما غاندي الذي كانوا يقدسونه للغاية، حرقوا جسده أيضًا وألقوا رماده في النهر ليباركه.[/rtl]

[rtl]بقيت نقطة أخيرة يلزم أن أقولها في أهمية الجسد وهى:-[/rtl]
[rtl]أهمية الجسد في التناسل، وتتابع الأجيال.[/rtl]
[rtl]فلولاه ما بقى أحد من البشر من أبناء آدم وحواء!![/rtl]

يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:24 pm


الفكر ..نقاوته وسقوطاته

[rtl] الانسان الطاهر النقي، ينبغي أن يكون طاهرًا في جسده وروحه، وأيضًا في أفكاره وحواسه ومشاعره، وحتى في أحلامه وظنونه.[/rtl]

[rtl]وهكذا عليه أن يحرص على نقاوة أفكاره، لأن فكره مِلك لله. أما الذي يترك فكره ينشغل بأمور خاطئة، إنما يدل على أن الله لا يملك قلبه، لأنه من داخل القلب تنبع الأفكار[/rtl]

[rtl]وإن كان القانون لا يحاسبك على أفكارك، فإن الله يحاسبك عليها وكذلك الضمير يبكتّك على الفكر الخاطئ، لأن الضميرأقوى من القانون، وأوسع مجالًا منه. لذلك فالذي يحترس ألاّ يخطئ بفكره، من الصعب عليه أن يخطئ بالعمل والفعل. ومن هنا كانت نقاوة الفكر سببًا في نقاوة الانسان كله...[/rtl]


[rtl]أما عن مصادر الفكر الخاطئ فهي كثيرة. وعلى الانسان أن يبعد عن كل ما يجلب له فكرًا خاطئًا، وعن كل الأمور التي تسبب نجاسة فكره...[/rtl]

[rtl]فقد تأتى الأفكار بسبب قراءات خاطئة، أو سماعات غير لائقة، أو بسبب الوسط الخارجي: من خُلطة أو عِشرة أو صداقة بطالة... وقد يتولد الفكر الرديء من فكر آخر رديء.[/rtl]

[rtl]لذلك ينبغي أن يبعد الانسان عن كل هذا، لكي يحتفظ بنقاوة فكره. وفي نفس الوقت يملأ ذهنه بأفكار نقية بديلة.[/rtl]




[rtl]وقد تتوالى الأفكار الخاطئة من رغبات أو شهوات رديئة داخل القلب. وفي الواقع إن الرغبات والأفكار يتعاونان معًا. يمكن لكل منهم أن يكون سببًا ونتيجة. فالفكر الرديء يمكن أن ينجب شهوة رديئة. وكذلك الشهوة الرديئة يمكن أن تلد أفكارًا رديئة. وفي أحيانًا كثيرة تكون الأفكار معبرة عن الشهوات. فالذي يعمل على تنقية قلبه من الرغبات الرديئة، حينئذ سوف تتنقى أفكاره تبعًا لذلك..[/rtl]


[rtl]والأفكار و الشهوات قد يلدن أحلامًا أو ظنونًا. فالشيء الذي تفكر فيه أو تشتهيه قد تحلم به. وبهذا تكون على إنسان مسئولية في بعض الأحيان تجاه أحلامه! وكلما يتنقى قلب الانسان وفكره، فعلى هذا القدر تتنقى أحلامه. أما إذا حلم بشيء ضد أفكاره ورغباته، فقد ينزعج بسبب ذلك ويصحو بسرعة. ولا يستمر الحلم طويلًا[/rtl]


[rtl]وقد تكون الأفكار الشريرة في بعض الأوقات مجرد حرب من الشيطان، يريد بها أن يعكر صفو القلب ويفقده سلامه الداخلي. ولكن ليست كل الأفكار الشريرة حروبًا من الشياطين. فهناك فرق واسع بين حروب الأفكار و السقوط بالفكر. فالفكر الشرير إذا كان مجرد حرب من الشيطان، يكون قلب الانسانرافضًا له، وتحاول الارادةبكل قوتها أن تطرده وتتخلص منه ولا تقبله على الإطلاق.[/rtl]

[rtl]أما سقطة الانسان بالفكر، فإنه يكون خلاله راضيًا به، أو ملتذًا به. وقد يحاول أن يستمر فيه ويستبقيه ويطيله. وقد يتضايق إن طرأ سبب يقطع حبل هذه الأفكار.[/rtl]

[rtl]لذلك إن خطرت هذه الأفكار الشريرة بذهنك، كن مقاومًا لها بصدق. أما إن استبقيتها، يكون هذه اختبارًا لنقاوة أفكارك![/rtl]


[rtl] نصيحتي لك أن تقاوم الأفكار الشريرة وتهرب منها. فإن حاربك فكر شرير، حاول أن تشغل ذهنك بشيء آخر، لكي تهرب منه. يمكنك أن تفكر في أمر يكون أكثر عمقًا من الفكر الشرير، فيغير مجرى تفكيرك[/rtl]

[rtl]أو اشغل نفسك بالقراءة في شيء ممتع، لكي تتحول أفكارك من ذلك الموضوع الرديء إلى موضوع القراءة. ويمكن أن تصلى سرًا وترفع قلبك إلى الله طالبًا أن يبعد الفكر عنك... وإن لم ينفعك كل هذا، انشغل بعمل يدوى، أو تكلم مع أي إنسان لكي تطرد عنك ذلك الفكر.[/rtl]


[rtl]واحذر من أن تستسلم للفكر الرديء، لأن هذه خيانة منك لله وانضمام منك لأعدائه. على أن هروبك من الفكر من بدء وروده على ذهنك، هو أسهل وأيسر من محاولتك الهروب بعد استبقائه فترة... لأن الفكر كلما استمر معك فترة، فإنه يمارس سلطة عليك، ويُخضع إرادتك إلى جاذبيته، حتى تصبح عبدًا له تنفذ مشيئته.. وإذا استمر معك الفكر، قد يتحول إلى انفعال، أو إلى رغبة أو شهوة... وقد يتطور إلى محاولة التنفيذ. وبهذا تنتقل من خطيئة الفكر إلى خطيئة العمل![/rtl]


[rtl]وقد يأتي الفكر الشرير من الفراغ. وكما يقول المثل "فكر الكسلان معمل للشيطان... فالإنسان المنشغل العماّل، يتحكم في أفكاره، ويوجهها حسب نوع مشغوليته. فالتلميذ المجتهد يوجه أفكاره نحو دروسه. والعالم المنشغل أفكاره في العلم. والصانع المنشغل تنحصر أفكاره في صناعته.. وأي واحد من هؤلاء وأمثالهم، إن أتاه فكر شرير، لا يجد له مكانًا من ذهنه...[/rtl]

[rtl]أما الذي يقضى وقته في فراغ، فإن ذهنه يتعرض للأفكار الشريرة. لأنه لا يوجه أفكاره، بل الأفكار هي التي توجهه. أما أنت فابدأ بالمبادرة. قم إذن بتوجيه أفكارك. ولا تترك الأفكار تعبث بك وتوجّهك...[/rtl]


[rtl]إن الفكر يمكن أن يكون سلاحًا في يدك، أو يكون سلاحًا ضدك. فاتخذه صديقًا لك لا عدوًا. واعرف أن أعظم المشروعات النافعة بدأت بفكرة، وكل الأعمال الإنسانية العظيمة بدأت بفكرة. ونحن في احتياج إلى خبراء في شتى العلوم والصناعات، نستقدمهم من بلاد بعيدة أو قريبة لكي نحصل من كل منهم على أفكار تحوى علمه وخبرته... . فلتكن إذن أفكارك كنزًا لك ولغيرك. ولتكن أفكارك بركة للمجتمع الذي تعيش فيه... فإن لم تستطع أن تجعل أفكارك مصدر نفع لك وللناس، فعلى الأقل لا تجعلها سبب ضياع لك تفقدك مصيرك الأبدي، وتفقدك نقاوة قلبك...[/rtl]


[rtl]لا تنتظر حتى يحاربك الفكر الشرير ثم تتعب في مقاومته، بل أبدأ أنت واشغل فكرك بالتاملات والأفكار الصالحة، وبمشاعر الحب نحو الله والناس، حتى يستحى منك ذهنك إن أراد الشيطان أن ينجسه أو يسقطه. لذلك انشغل دائمًا بكل ما هو نافع...[/rtl]

[rtl]واعرف إن الله يقرأ أفكارك ويفحصها. لذلك ينبغي أن تخجل من نفسك كلما استسلمت للفكر الخاطئ. وإن سقطت في الفكر فلا تيأس وتستمر. بل أسرع وقوّم أفكارك. وليكن الله معك، يهبك نقاوة الفكر كعطية إلهية من عنده.[/rtl]


يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:26 pm



الذات او الانا
[rtl]نود أن نتحدث في هذا المقال عن خطوة حرب الذات روحيا . مما يشمل محبة الذات، والشعور بالذات، ومحاولة تمجيد الذات، وجعلها فوق الكل، وما ينتج عن كل ذلك من خطايا.[/rtl]

[rtl]من أولى الخطايا التي تلدها ( الانا) الكبرياء.[/rtl]

[rtl]فالمهتم (بالأنا) يريد باستمرار أن يكبرّ ذاته. فتكون ذاته كبيرة في عينيه، وأيضًا كبيرة في أعين الآخرين. ويكون في ذلك معجبًا بذاته. وقد يقع في ما يسمونه (عشق الذات) فنفسه جميلة جدًا في عينيه، كمن يحب باستمرار أن ينظر في مرآة، ويتأمل محاسنه..![/rtl]

[rtl]ومن هنا، فالذي يقع في محبة الذات، قد يقع أيضًا في الغرور.[/rtl]

[rtl]ويظن في ذاته أكثر من حقيقة نفسه. أنه يحسّب أنه شيء، وأن له أهمية خاصة، أو له مواهب خاصة، أو أنه يمتاز على غيره: يفهم أكثر، أو له مركز أكبر. وهذا الشعور يعطيه ثقة زائدة بالنفس يريد أن يفرضها على الآخرين، وبهذا الشعور ينقاد إلى العظمة والى محبة المتكآت الأولى.[/rtl]




[rtl]ومن هنا فإن محبة الذاتقد تقود إلى الغيرة و الحسد:[/rtl]

[rtl]وفى هذه الغيرة يريد أن كل شيء يصل إليه هو. فيصل إليه كل المديح والمال، وكل الإعجاب بالنجاح والتفوق، وكل الاهتمام.[/rtl]

[rtl]إنه ليس فقط يحب لذاته أن تُمدح، بل أن يكون المديح كله له وحده! وإن مدحوا غيره، تتعب نفسه ويتضايق، كما لو كان ذلك الغير الذي مدحوه قد اغتصب منه حقًا موقوفًا عليه..![/rtl]


[rtl]ونلاحظ أن المهتم بذاته يركز على تحقيق ذاته:[/rtl]

[rtl]إنه لا يفكر في ملكوت الله، إنما في ملكوته هو! فملكوت الله لا يشغله، إنما تشغله ذاته وكيف يحقق لها وجودها وطموحها! حتى في صلاته يرى أن عمل الله له، هو أن يبنى له ذاته، ويكبّر له ذاته على الارض وفي السماء. وهكذا لا تشمل صلواته سوى عبارات أريد.. وأريد...[/rtl]

[rtl]والذي يركز على ذاته يريد أن الكل يعملون على تحقيق ذاته:[/rtl]

[rtl]فالمجتمع الذي يحيط به، عليه أن يحقق له ذاته. وحتى الكنيسة مثلًا واجبها أن تحقق له ذاته. وإذا لم يحدث هذا يثور على الكل! وربما يبتعد عن الوسط الديني كله، لأنه لم يجد ذاته فيه!![/rtl]

[rtl]بل أن كل شخص لا يحقق له ذاته، يبتعد عنه، حتى الله نفسه! وهذا يذكرنا بالوجوديين الذين كل واحد منهم يبحث عن وجوده هو، وكيف يتمتع بهذا الوجود. ولسان حاله يقول: من الخير أن الله لا يوُجد، لكن أوجد أنا..![/rtl]

[rtl]ومعنى الوجود عنده هو التمتع باللذة. فإن كانت وصايا الله تقف ضد متعته الجسدية والمادية، فلا كان الله ولا كانت وصاياه!.. إلى هذا الحد تقود الانا والذات.[/rtl]


[rtl]وفى كل هذا، يكون المهتم بذاته وحدها، بعيدًا كل البعد عن التواضع![/rtl]

[rtl]ذلك لأن محبته للكرامة قد تقف حائلًا أمامه في الوصول إلى حياة الاتضاع. فهو يرى في التواضع إقلالًا من شأنه، وإبعادًا له عن العظمة التي يريدها لنفسه! إنه يحب لذاته أن تُحترم من الجميع. بل يلذ له أن يكون المحترم الوحيد! وأن يكون هو الوحيد الذي هو موضع اهتمام الناس وتقديرهم.[/rtl]


[rtl]و محبو الذات: كل فرحهم في الأخذ لا في العطاء:[/rtl]

[rtl]يظنون أنهم بالأخذ يبنون الذات ويكبرونها ويضيفون إليها جديدًا...! أما العطاء فيقوم به الانسانالذي يخرج من الاهتمام بذاته إلى الاهتمام بغيره، ويؤمن بقول السيد المسيحمغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.[/rtl]


[rtl]وبهذا ممكن أن الانسان المهتم بالأخذ، يقع بالتالي في البخل:[/rtl]

[rtl]فهو يريد أن تزيد أمواله لكي تتمتع بها الذات، فيصعب عليه أن يعطى. ويرى أن العطاء يُنقص المال الذي تعب هو في جمعه.[/rtl]

[rtl]ولهذا فإن كثيرًا من الأغنياء يريدون باستمرار أن تكثر أرصدتهم في البنوك، ويفتخرون بذلك. ولهذا يرى من الصعب عليه أن يدفع حتى العشور أو الزكاة أو حق الله عليه في أمواله. ونرى أن غالبية التبرعات يدفعها الفقراء ومتوسطو الحال، إلا ما ندر.[/rtl]


[rtl]والذي يثق بذاته أكثر مما يجب، قد يقع في الاعتداد بالنفس. وفي ذلك يبعد عن الطاعة والمشورة، لأنه لا يطع إلا فكره، ولا يثق إلا برأيه...[/rtl]

[rtl]وهو في كل ذلك لا يعتمد إلا على نفسه. فهو حكيم في عيني ذاته: يعرف كل شيء، فلماذا يلجأ إلى المرشدين؟! ولماذا يستشير؟! أي شيء جديد سوف يأخذه من الاستشارة؟!.. ولهذا إن أشار عليه أحد الكبار بشيء، لا يقبل ذلك بسهولة بل يجادل كثيرًا ويحاور. وهكذا أيضًا مع أبيه بالجسد...[/rtl]

[rtl]لهذا فالإنسان المعتد بذاته، يكون صلب الرأي عنيدًا...[/rtl]

[rtl]وما أسهل ما يختلف مع الآخرين. ويعتبر أن كل من يخالفه في الرأي، هو بالضرورة على خطأ. وهو أن دخل مع أحد في نقاش، فليس من السهل عليه أن يقتنع، لأن الذات عنده لا يمكنها أن تتراجع![/rtl]

[rtl]* بل المعتد بذاته يكون عنيدًا حتى في علاقته مع الله نفسه![/rtl]

[rtl]وبهذا لا يستطيع أن يحيا حياة التسليم، ومن الصعب أن يقول للرب "لتكن مشيئتك" بل مشيئتي يا رب اطلب منك أن تنفذها...[/rtl]


[rtl]ولأنه بار في عيني نفسه، لذلك لا يعترف إطلاقًا بخطأ وقع فيه:[/rtl]

[rtl]وإن كان خطؤه واضحًا، فإنه يحول المسئولية في ذلك إلى غيره! فإن رسب في امتحان، يعلل ذلك بصعوبة الأسئلة، أو بشدة المصححين. أو أنه يلوم الله الذي لم يساعده بل قد تخلى عنه، فرسب...[/rtl]

[rtl]أما إن نجح في الامتحان، فإنه ينسب ذلك إلى ذاته وإلى مجهوده وذكائه، وفى ذلك لا يشير مطلقا إلى معونة الله له، ولا يشكر... وإن سألته في هذا، يقول لك: أشكر من؟ وعلى أي شيء ؟! لقد فعلت كل شيء بنفسي ونجحت بمجهودي الخاص بدون أية معونة من أحد!! فلا داعي أذن لعبارة الشكر هذه...[/rtl]



[rtl]وبعد، إن هناك الكثير مما نقوله عن الذات، فإلى اللقاء في عدد مقبل إن شاء الرب وعشنا.[/rtl]

يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:32 pm

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-10-2006

الذات تلد جمهرة من الخطايا



1- لعل أول خطية للآن هي الأنانية:

وفيها الإنسان يتمركز حول ذاته، لا يفكر إلا فيها هي، وأن يكون لها كل ما تريد. وفي ذلك يفضلها على الكل. فإذا اصطدمت ذاته بمحبة إنسان، يفضّل ذاته على هذا الإنسان. وإن تعارضت رغبات ذاته مع بعض المبادئ أو القيم، فإنه يضحى بكل المبادئ والقيم لكي يحقق ما ترغبه ذاته. بل إن اصطدمت ذاته بمحبة الله أو بطاعة وصاياه، فإنه يفضلها على كل وصايا الله، ويكسر تلك الوصايا لأجلها.

وطبعًا لكل هذا نتائجه في حياته بصفة عامة...



2- أيضًا المحب لذاته قد يصبح لحوحًا يتعب غيره:

إنه يريد أن ينفذ فكره أو رغبته بكافة الطرق وبكل سرعة! لذلك يلجأ إلى الإلحاح الشديد الذي يتعب أعصاب غيره. وذلك بتكرار الطلب، والضغط على تنفيذه الآن، وكما هو، وبسرعة، مهما كانت هناك عوائق تمنع من ذلك، ومهما كان الوقت غير مناسب!! ولكن الأنا تريد، ولا يهمها إحراج من تطلب منه، أو إعاقته عن عمله.. وإذا اعتذر، لا يهمه عذره، وتعاود الإلحاح مرة أخرى، وتضغط...


صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة "أنا" في اللغة العربية

وبهذا يصبح التعامل مع مثل هذه الأنا صعبًا جدًا...



3- والذات تقود كذلك إلى الرياء:

فالذي يحب ذاته، يريد أن الناس يرون هذه الذات في أجمل صورة، وأن يراه الناس على غير حقيقته، فيبدو أمامهم فاضلًا وبارًا، مهما كان في داخله عكس ذلك، ومهما كانت له خطايا مخفاة! وهكذا ينال منهم مديحًا لا يستحقه. وهو لا يهمه التقدير الحقيقي لذاته، إنما يكفيه المظهر الخارجي مهما كان خادعًا للناس. وكل هذا رياء. على أن الرياء لابد أن ينكشف ولو بعد حين. وكما قال الشاعر:

ثوب الرياء يشفّ عما تحته... فإذا التحفت به فإنك عارٍ


4- وفي سبيل محبة الذات يقع أيضًا في الكذب:

والمعروف أن الكذب هو غطاء للذات، تغطي به أخطاءها ونقائصها، حتى لا تنكشف أمام الآخرين. فتنكر ما فعلته من خطأ. وإن انكشف إنكارها، تخفيه بكذب آخر... وهكذا لكي تبدو ذاتها بلا عيب!

كذلك قد يكون الكذب أحيانًا هو وسيلة الذات التي توصلها إلى أغراضها. فتلتمس الحيل وتخترع الأسباب لكي تصل إلى ما تريد...

وسواء كان الكذب هو وسيلة للذات في أغراض آثمة تريدها، أو لإخفاء أمور آثمة لا تحب أن تنكشف.. فالذات هي الدافع في كليهما...



5- ومحبة الذات تكون بعيدة دائمًا عن العطاء والبذل وخدمة الآخرين:

فالذي يحب ذاته لا يريد أن يعطي، لأنه باستمرار يريد أن يأخذ ويزداد، لا أن ينقص ما عنده، بالعطاء. وإن حدث أنه أعطى في يوم ما، إنما لكي يأخذ من وراء ذلك مديحًا أو سمعة طيبة، وليس حبًا في الناس وإراحتهم. وهو لا يعرف خدمة الآخرين، لأنه لا يحس باحتياجاتهم بسبب تمركزه حول ذاته. وإن دخل ذات يوم في مجالات الخدمة العامة، فلا يكون ذلك إلا بحثًا وراء السلطة والشهرة والنفوذ والمظهر الخارجي، لكي ينال اسمًا في المجتمع!!


6- ومحبة الذات تقود إلى الإنفراد بالسلطة:

فمحب الذات إذا دخل في إدارة ما، يريد أن يجمّع كل السلطات في يديه. ويقول لا يتم شيء إلا بإذني وبمشورتي وفكري. فالقرار هو قراري، والتدبير هو تدبيري، وهكذا لا يشترك معه أحدًا في النفوذ. يذكّرنا بإمبراطور فرنسا الذي قال L'Etat est moi أي الدولة هي أنا.

وهكذا فإن الحكم الديكتاتوري في التاريخ أساسه الذات، لأنه حكم الفرد الواحد، أي الذات المنفردة بالسلطة...



7- والمحارب بالأنا من الصعب أن يتعاون مع أحد:

لأنه يريد أن عقله هو الذي يسود. فالمتعاون معه إما أن يكون خاضعًا لفكره أو على الأقل متماشيًا معه، وإلا يصطدمان أو ينفصلان!

* أيضًا من الأنا وعنادها تتولد الانقسامات والصراعات...

ومن الأنا تتسبب الخلافات العائلية، حيث يتسبب كل فرد برأيه. وقد يصل الأمر إلى المحاكم والقضايا، وما يسبق ذلك من شقاق وشجار وانفعال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي كل ذلك لا يفكر أي شخص في سعادة غيره ولا في إرضائه. بل هي الذات التي لا تفكر إلا في راحتها، ولو تبني راحتها على تعب الآخرين! ولا تفكر إلا في كرامته هي وحقوقها سواء كان ذلك داخل الأسرة أو خارجها.

بل من الذات أيضًا تتسبب الحروب، ولكن على مستوى الدول...



8- والمحارب بالذات، ما أسهل أن يصير عدوانيًا:

فيقف موقفًا عدوانيًا ضد كل من يقف في طريق ذاته موقفًا معارضًا أو منافسًا، أو من يظنه كذلك. ذلك لأنه لا يحب أن ينافسه أحد! لذلك فإن معارضة الغير له تسبب له غضبًا، ويتحول الأمر إلى خصومة. وتشتد الخصومة فتتحول إلى حقد. ذلك لأنه لا يستطيع أن يغفر الإساءة بسهولة! وإذا طال الوقت، وشعر أن ذاته لم تنل حقها... حينئذ قد يفكر في إرضاء ذاته بالانتقام. وهنا يصبح عدوانيًا...

ولا شك أن كل جرائم الأخذ بالثأر سببها الذت

9- الإنسان الواثق بذاته، يفرض هذه الذات وطلباتها على الله نفسه!

فهو لا يقول للرب في صلاته "اكشف يا رب ما تريد في أن أفعل... ولتكن مشئيتك". ولا يطلب إرشاد الله له، إنما يفرض على الله طلباته! وكأنه يقول "هذا الموضوع الذي أعرضه اليوم عليك يا رب: أنا قد درسته جيدًا. وبقى عليك أن تنفذه لي. وأن تفعل كذا وكذا لي!! وليس فقط يفرض مشيئته على الله دون أن يطلب معرفة مشيئة الله! بل بالأكثر يطلب أن يكون ذلك بسرعة وبغير إبطاء!!

وهو أيضًا يراقب أعمال الناس، ويحاول أن يفرض إرادته عليهم!


10- والذي يحاول أن تكبر ذاته في عينيه، يتخيل ذلك في أحلام اليقظة:

وهى محاولة لتكبير الذات ولو في عالم الخيال. أو هي صورة للذات التي لا يشبعها الواقع الذي تعيش فيه، فتلجأ إلى إشباع ذاتها بأحلام اليقظة. فتتخيل أنها صارت كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا. ونالت من الناس ألوانًا من الإعجاب والتوفير والتمجيد!! وهكذا تعيش في جو من المجد الباطل Vain glory. ثم تصحو منه لترى أنه ليست لها القدرة لتصل إلى ما تخيلته في أحلامها!!
يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:34 pm



اتجاهات ثلاثة :الفردي _الاجتماعي_نحو الله



[rtl]أمام البشر جميعًا ثلاثة اتجاهات في الحياة هي الاتجاه الفردي، والاتجاه الجماعي، والاتجاه نحو الله... وقد يختار البعض اتجاهًا واحدًا من هذه الثلاثة يسلكون فيه ويركزون عليه. وقد يجمع البعض بين اتجاهين. وما أقل الذين يسلكون في الاتجاهات الثلاثة كلها بحكمة[/rtl]
[rtl]أما الاتجاه الفردي واجبات الانسان نحو نفسه وحدها. بينما الاتجاه الاجتماعي فيشمل واجبات الشخص نحو المجتمع الذي يعيش فيه. كما أن الاتجاه الثالث فيهتم الإنسان بواجباته نحو الله في العبادة والسلوك الروحي.[/rtl]

[rtl]الاتجاه الفردي[/rtl]
[rtl]فيه يهتم الانسان كيف يبنى ذاته في كل ما يرفع مستواه:[/rtl]
[rtl]* كأن يهتم بعقله وذكائه وفهمه. وينمى مواهبه في ذلك، كما يعمل على اكتساب مواهب أخرى. وربما يدخل في تدريبات عقلية لتنمية الذاكرة أو الفهم، أو الاستنتاج، أو سرعة البديهة، أو حل مشكلات عقلية أو ألغاز لتنمية الذكاء أو قوة الملاحظة... فيصير بهذا كله شخصًا لماحًا، يدرك بسرعة ما لا يدركه غيره. وينظر إلى الأمر الواحد من عدة زوايا. ويحسب توقعات لكل ردود الفعل لكل عمل يقوم فيه. وبهذا يكتسب فراسة تنفعه...[/rtl]


[rtl]* وقد يهتم أيضًا بأن تكون له نفسية سويّة، بعيدة عن الخوف والاضطراب والقلق. وما إلى ذلك من الأمراض النفسية. وإن كان يحاربه شيء من هذا كله، يحاول أن يحلله ويعرف أسبابه ويعالجه، حتى لا يقع فيه... وهكذا يصل إلى الصفاء النفسي...[/rtl]
[rtl]* وقد يهتم البعض برفاهية نفسه ومتعتها، فيحيطها بكل ما يمكنه من أسباب التسلية والمتعة، بحيث أن تكون بريئة. وهكذا يقضى وقته في ألوان من الترفية من قراءات والعاب وموسيقى ومن سائر الفنون... والبعض يجد متعة في نوع من الرياضة يمارسه أو ينبغ فيه أو يكتفي بالفرجة على أبطاله.[/rtl]
[rtl]* وربما يهتم البعض بقوة جسده أو صحته، ويرى أن ذلك يساعده على رفاهية الحياة والبعد عن المرض والألم. لذلك يضع لنفسه نظامًا ثابتًا للراحة، ونظامًا يوميًا للرياضة، ونظامًا في التغذية والتقوية...[/rtl]
[rtl]إن كان رجلًا يهمه قوة جسده وصحته. وإن كانت امرأة فإنه يهمها جمال جسدها ورشاقته. وكل من الاثنين يبذل وقتًا من أجل الاهتمام بالجسد.[/rtl]

[rtl]وغالبية الناس- من الناحية الفردية- يهمهم النجاح في الحياة:[/rtl]
[rtl]سواء الطالب في دراسته، أو الموظف في عمله، أو رجل الأعمال في مشروعاته، وبالمثل العالم والمفكر. كذلك رب الأسرة وصاحب أي مسؤلية، يهمه النجاح في مسؤليته.[/rtl]
[rtl]ولكن يختلف الناس في مستوى النجاح الذين يسعون إليه: هل هو نجاح عادى أم متفوق أم عبقري، أم له رقم قياسي... كما يختلفون في طريقة الوصول إلى هذا النجاح. والبعض يقيس نجاحه بالمركز الذي يصل إليه في حياته العملية. والبعض الآخر يقيس نجاحه بمدى إتقانه للعمل الذي يعمله مجردًا من عنصر المكافأة عليه.[/rtl]
[rtl]كل هذا وما يشبهه يدخل في الاتجاه الفردي.[/rtl]

[rtl]الاتجاه الاجتماعي:[/rtl]
[rtl]وفيه الفضائل التي يمارسها الانسان وسط الناس أو في علاقته معهم.[/rtl]
[rtl]ومنها: فضيلة الاحتمال وعدم الغضب أو النرفزة:[/rtl]
[rtl]سواء الغضب داخل نفسه من تصرفات تحدث له من آخرين، أعنى الغضب المكبوت. أو غضب آخر ثائر لا يستطيع ضبطه، ويكون له أثره في علاقته مع غيره. يضاف إليه ما يصاحب هذا الغضب من أخطاء ومن قرارات لها خطورتها...[/rtl]
[rtl]* فالإنسان الفاضل على المستوى الاجتماعي يضبط نفسه وقت الغضب[/rtl]
[rtl]ويحرص ألا تصدر منه إهانة لغيره أثناء غضبه، ولا جرح لشعوره. لا بكلمة شتيمة ولا بكلمة تهديد. كما يحرص ألا يفقد أعصابه ويعلىّ صوته.إنما يكون متزنًا مالكًا لنفسه. لا تزعزعه إهانة من غيره، ولا تهبط بمستواه. كذلك في غضبه لا يستخدم العنف الجسماني، كالذي يدخل في عراك يستعمل فيه الضرب واللكم أو ما هو أسوأ من ذلك. فإن هذا كله يهبط بمستواه الاجتماعي، وهو ضد كرامته وسمعته وسط الناس.[/rtl]

[rtl]* البعد عن الغضب فضيلة سلبية، تقابلها إيجابيًا البشاشة والوداعة:[/rtl]
[rtl]فالإنسان الفاضل اجتماعيًا يكون بشوشًا له ملامح مريحة تجعل الآخرين يحبونه. وقد يتصف بالمرح البريء وبالطف وبروح الدعابة، فيفرح من يختلط به، وتلذ له عشرته. ويبسط على جلسته مع الآخرين روح الصفاء والود.[/rtl]
[rtl]وهو يتصف بالوداعة وطيبة القلب، وسعة الصدر في التعامل مع الآخرين. ولا يسمح بأن تتأزم الأمور بينه وبين غيره . وما أسهل أن يرد على إساءة الغير بفكاهة تجعله يبتسم، وتزول روح التوتر..[/rtl]
[rtl]وهكذا ينطبق عليه المثل العامي بأنه (إنسان بحبوح).[/rtl]
[rtl]* وعكس ذلك كله -من الناحية الاجتماعية- الانسانالنكدي...![/rtl]
[rtl]الذي بروح النكد يخسر الناس. فالآخرون يبعدون عن عشرته خوفًا من أن يفقدوا معه سلامهم الداخلي. ومن أمثلة ذلك الزوجة النكدية التي في كل مرة تقابل زوجها بالبكاء والحزن، والتحقيقات الكثيرة، و العتاب الشديد على أتفه الأمور..! وبهذا تجعل زوجها يهرب من منزله، ويفضّل قضاء الوقت مع أصدقائه بعيدًا عن النكد..![/rtl]

[rtl]3- الرجل الفاضل، يتصف أيضًا بالتعاون، وحسن التعامل، وخدمة الغير[/rtl]
[rtl]فهو لا يعيش لنفسه فقط، إنما يكون خدومًا للآخرين، يساهم معهم في أمورهم ويتعاون معهم. ولا يدخل في مشاكل مع أحد. ويتحاشى كل ما يضر بالغير. يجد فيه الناس حسن التعامل، فيطمئنون إليه ويحبونه.[/rtl]
[rtl]ويتبادلون معه نفس الروح والأسلوب. ويرتبط بالصداقة مع كثيرين...[/rtl]

[rtl]4- والإنسان الفاضل اجتماعيًا، يتميز بالكلام الطيب:[/rtl]
[rtl]حقًا إن الانسان: بكلامه يتبرر، وبكلامه يدان. والرجل الفاضل لا تصدر منه إلا الكلمة الحلوة التي تجذب الناس إليه. وله اللسان النقي، الذي لا يجرح ولا يُحرج...[/rtl]
[rtl]* وهو يتميز أيضًا بالصدق. وصدقه يجعله موضع ثقة الناس. فهم يطمئنون إلى صحة كلامه، وصحة ما ينقله إليهم من الأخبار، وبخاصة إذا ما كان يتميز أيضًا بالدقة التامة وعدم المبالغة. أما الكذوب فيفقد ثقة الآخرين وبخاصة إذا انكشف، وهو يفقد احترام الناس مهما كان مركزه.[/rtl]
[rtl]* والرجل الفاضل يتميز أيضًا بعفة اللسان:[/rtl]
[rtl]فهناك ألفاظ لا يستطيع الانسان العفيف أن ينطق بها، إن كانت خارجة عن حدود الأدب أو الذوق، أو تخدش مسامع الفضلاء! لهذا فهو مهذب في ألفاظه، ينتقيها انتقًاء. وهو يبعد عن الألفاظ الجنسية، وعن الفكاهات الرديئة وعن ألفاظ المجد، وعن الشتيمة والسباب، وعن التشهير ومسك سيرة الآخرين، أو تناولهم بالتهكم والحط من قيمتهم...[/rtl]
[rtl]*والإنسان الفاضل يستفيد الناس من علمه ومعرفته وحتى من أسلوب كلامه.[/rtl]
[rtl]وهو لا يضيع وقت غيره في ثرثرة، ولا يتحدث في أمور ليست من اختصاصه، ولا من تخصصه. بل يقول الكلمة المتزنة الموثوق بها التي لها مراجعها، والكلمة التي تضيف إلى سامعه ما ينفعه وما يحتاج إليه...[/rtl]

[rtl]5- الانسان الفاضل من صفاته أيضًا الشفقة و العطاء:[/rtl]
[rtl]كما لو كان كل من يقابله يأخذ منه شيئًا... إن لم يكن نفعًا ماديًا، فعلى الأقل يحس أنه يشعر باحتياجاته وظروفه ويتعاطف معه في إشفاق وبإخلاص...[/rtl]

[rtl]6- كذلك الانسان الاجتماعي الفاضل هو إنسان عادل منصف:[/rtl]
[rtl]يعطى كل ذي حق حقه. لا يظلم أحدًا، ولا ينحاز إلى أحد ضد أحد. بل هو منصف في كل أحكامه ومعاملاته. ويأخذ للآخرين حقهم حتى من نفسه! ولا يمكن أن يرتفع على حساب غيره، أو ينال راحته على تعب غيره. وهو مستعد أن يعتذر لأي إنسان له حق عليه، فينصفه ويعطيه حقه...[/rtl]

[rtl]7- والإنسان الاجتماعي الناجح يتصف بالنشاط والحيوية:[/rtl]

[rtl]إنه لا يكون خاملًا أبدًا في المجتمع الذي يعيش فيه. بل هو شعله من نشاط. أينما حلّ يملأ المكان حركة وبركة. وكل مسئولية يقوم بها، يظهر فيها إنجازه وإنتاجه، ويشعر الكل أنه دائمًا يعمل. وهو لا يكسل ولا يبحث عن راحته، بقدر ما يسعى إلى نجاح العمل. وهكذا يعجب الناس بحيويته، ويصبح موضع ثقة في كل ما يتولاه من مسئوليات، غير شهوته لمسئوليات أكبر..[/rtl]

يتبع :study: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 11:36 pm



الالتزام..صفاته وعناصره





[rtl] الانسان الفاضل يلتزم بكل كلمة يقولها، وبكل وعد يعد به، وبكل اتفاق يبرمه مع آخرين، وبكل نظام يخضع له...[/rtl]

[rtl]كما يلتزم بكل عهد بينه وبين الله. ويلتزم بقيم وأخلاقيات وقواعد روحية. وهو يحيا حياة على مستوى المسئولية. لذلك فهو محترم من الكل. إن قال كلمة، تكون لها عند الناس أهميتها ووزنها، بل تكون أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق. حتى إن لم يقل كلمة، بل هز رأسه بعلامة الموافقة، يدركون تمامًا أنه سيلتزم بهذه الموافقة، بدون شهود وبدون إمضاء!![/rtl]

[rtl] التزامه هذا دليل على الرجولة، ودليل على احترام الكلمة، واحترام الوعد والاتفاق. إنه سلوك شريف...[/rtl]

[rtl]والإنسان الفاضل يلتزم أيضًا بما يقرره ويفرضه على نفسه. وكذلك بما يقرره النظام العام، وما توجبه المبادئ السليمة. وكذلك يشعر أن هناك التزامًا تفرضه وصايا الله بما يلزم لها من طاعة...[/rtl]


[rtl]الوفاء بالوعود والعهود:[/rtl]

[rtl]إنك في حياتك كلها يا أخي لاشك قدمت لله الكثير من التعهدات في مناسبات متعددة. فهل وفيّت بهذه الوعود أمام الله؟ وهل كنت في كل ذلك على مستوى الاتزام بما وعدت الله به؟! كم من مرة وقعت في ضيقة شديدة، وتعهدت أمام الله -إن هو أنقذك منها- أن تفعل كذا وكذا... فهل أنت قد التزمت بكل ما تعهدت به أمام الله في ضيقتك؟ وكذلك ما تعهدت به أثناء مرضك؟![/rtl]



[rtl]وهل أنت التزمت بكل نذر نذرته أمام الله؟[/rtl]

[rtl]وكم مرة -أثناء مشاعر التوبة التي مرت بك- تعهدت أن تترك الخطيئة نهائيًا ولا تعود إليها... فهل التزمت بتلك التعهدات؟[/rtl]

[rtl]وكم مّرت عليك مناسبات مقدسة، أو مناسبات تاريخية، وقفت فيها أمام الله تعده بوعود كثيرة. فهل التزمت بكل ما قلته من وعود؟ أم أن لسانك كان يردد قول الشاعر:[/rtl]

[rtl]كم وعدتُ الله وعدًا حانثًا ليتني من خوف ضعفي لم أعِدْ[/rtl]


[rtl]وإن كان هذا هو مدى التزامك بمواعيدك في علاقتك مع الله، فماذا نقول بالأكثر عن التزامك بالوعود وبالمواعيد في علاقتك مع الناس؟![/rtl]

[rtl]راجع نفسك بدقة وحاسبها عن مبدأ الالتزام في كل حياتك العملية... وضع أمامك في هذه المحاسبة مضار عدم الالتزام.[/rtl]


[rtl]عدم الالتزام[/rtl]

[rtl]* إن عدم الالتزام يحوى في داخله لونًا من اللامبالاة، ومن التسيبّ، والتحلل من كل رباط، وكل شرط وكل اتفاق... بطريقة لا تدعو إلى الاحترام! وعدم الالتزام ليس فيه أي شعور بالمسئولية أمام الله وأمام الناس وأمام الضمير. وليست فيه جدية. بل هو دليل على الضعف...[/rtl]

[rtl]وغير الملتزم يحاول أن يتفطن بالحجج والاعذار ,ليفلت من المسؤلية ![/rtl]

[rtl]نعم، ما أكثر أن يعتذر بالعوائق والموانع، وبأن الأمر قد خرج تمامًا من نطاق إرادته وقدرته، أو أن الظروف لم تسمح! أو أنه قد نسى، أو لم يجد الوقت، ولم يجد الإمكانية...! وغالبًا ما يكون السبب الحقيقي هو أنه لم يتعود على أن يحيا حياة الالتزام ، وأن يحترم كلمته!![/rtl]

[rtl]أما الانسان الروحي الملتزم، فإنه يبذل كل جهده للانتصار على العوائق إن وجدت! وأن ينفذ التزامه مهما حدث، ومهما كانت الصعوبة... كرجل على مستوى المسئولية... بل إنه يشعر في داخله باحتقار لنفسه، حينما يقدم عذرًا لإعفائه من الالتزام![/rtl]

[rtl]* لذلك فإنك تشعر بالراحة، حينما تعمل مع إنسان يتميز بالالتزام...[/rtl]

[rtl]إن اتفقت معه على شيء، تتوقع تمامًا انك تتفق على أمر مضمون سيأتي بنتيجة سليمة... إنك في عملك مع الملتزمين تنام مستريحًا، واثقًا بأنك تعمل مع من يقّدر الموقف ويحترم الاتفاق.[/rtl]


[rtl]* أما غير الملتزم، فإنه يسلك بحسب هواه، ولا يبالى بأمر ولا بنظام. ويحاول أن يتملّص من كل ما يراه قيدًا...[/rtl]

[rtl]وهو لا يخضع لشيء من النظام العام، شاعرًا بأن له حريته الخاصة، مهما كسرت هذه الحرية في طريقها من نظم أو قواعد! لذلك فإن غير الملتزم لا يفهم المعنى الحقيقي للحرية، ظانًا أن الحرية هي لون من التسيب لا يلتزم فيه بشيء! ومعتقدًا أن النظم هي قيود تقيد فكره وإرادته وعمله!! بينما الحرية الحقيقية هي أن يتحرر من الشهوات والرغبات والعادات التي تقيده...[/rtl]

[rtl]* وإذ يتحلل من الالتزام باسم الحرية، يضطر المجتمع أن يلزمه بالقوة. فيخرج من الالتزام إلى الإلزام... وهكذا تلزمه القوانين والعقوبة . ويحتاج من المجتمع إلى مراقبة ومحاسبة ومتابعة وتفتيش. فإن أصرّ على عدم التزامه، يتعرض للجزاء. فيضطر إلى أن يلتزم على الرغم منه![/rtl]


[rtl]صفات الملتزم[/rtl]

[rtl]الملتزم لا يلتزم بالعمل فقط، وإنما أيضًا بنوعية ممتازة في أدائه..[/rtl]

[rtl]وبهذا يحالفه النجاح في كل ما يعمل، لأنه يعمل بجدية وإخلاص. ولا يحتاج مطلقًا إلى رقيب، يكفى ضميره ونيته الطيبة.[/rtl]

[rtl]وهو يشعر أن أي تقصير في التزامه، إنما يسبب حرجًا له ولكل العاملين والمتعاونين معه، مما لا يرضاه لنفسه ولهم...[/rtl]

[rtl]* وهو خارج محيط العمل مع الناس، يسلك بالتزام في حياته الخاصة ، في كل ما يمس روحياته، في كل عبادته من صلاة وتأمل، وكل علاقته مع الله تبارك اسمه في طاعته والعمل بوصاياه... ويكون ملتزمًا في كل نظام روحي يضعه لنفسه، فلا يتهاون فيه ولا يقصّر...[/rtl]

[rtl]* وهكذا يكون الملتزم باستمرار قدوة ودرسًا لغيره، يتعلمون من حياته الجدية.[/rtl]

[rtl]* والملتزم يحرص على كل طاقاته، لكي يستطيع الوفاء بالتزاماته... فهو يحرص كل الحرص على وقته، لأنه يحتاج إلى هذا الوقت في القيام بالمسئوليات التي تلقى على عاتقه... لذلك فهو حريص ألا يضيّع هذا الوقت في تفاهات تعرض له، أو تسليات يمكنه الاستغناء عنها...[/rtl]


[rtl]* ولأن الملتزم لا يحب أن يقف النسيان عقبةً في طريق وفائه بالتزاماته، لذلك فهو يذكّر نفسه باستمرار بما يجب عليه عمله..[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعاد
الادارة العامة
الادارة العامة
سعاد


عدد المساهمات : 17886
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
الموقع : لبنان

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)    مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  I_icon_minitimeالخميس فبراير 20, 2014 1:00 pm

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)  2xqu
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام (15)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمة البابا شنودة الثالث في الذكرى الأولى لنياحة البابا كيرلس السادس
» اسم البابا شنودة الثالث يتكون من : 17 حرف.
» أتحبني - البابا شنودة الثالث
» الصليب - البابا شنودة الثالث
» لا تقتل - البابا شنودة الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: القسم الروحى :: المواضيع المتكاملة-
انتقل الى: