القديس الشهيد في الكهنة خرالمبُس (10 شباط)
سنكسارالقديس البار زينون القيصري
(+416 م)
أصله من قيصرية الكبادوك، موطن القديس باسيليوس الكبير. انتفع من تعليم هذا الأب الكبير وأعطى منه ثماراً يانعة. كان من عائلة معتبرة وشغل وظيفة مهمة في دائرة البريد الملكي أيام
الإمبراطور والنس (364- 378م). إثر وفاة هذا الأخير غادر القصر الملكي واستقر في مقبرة في ضواحي أنطاكية. هناك أقام سنين طويلة، وحيداً، يلبس أسمالاً حقيرة. كان يكتفي من الطعام
بخبزة واحدة كل يومين ويخرج إلى مكان بعيد ليأتي بالماء. شاهده أحد القوم مرة وهو تعب في حمل الماء فرغب في نقله عنه فلم يشأ فأصر فتركه يفعل ما يريد. فلما وصل بالماء إلى باب القلاية
سكبه القديس على الأرض وخرج يطلب الماء بنفسه. عاش في فقر كامل. همه الأول والأخير كان أن يرفع عيني قلبه، بالصلاة الدائمة، إلى السماء. كان، كل يوم أحد، يخرج إلى الكنيسة ويختلط
بالناس ثم يتناول القدسات ويعود على قلايته التي اعتاد تركها مفتوحة لكل قادم إليه. دنت من موضعه، مرة، عصابة من الإيصوريين ممن فتكوا بالعديدين، رجالاً ونساء، فلم يشأ الرب الإله أن
يسلمه إليهم فمروا بقلايته ولما يلاحظوها. امتد نسكه أربعين سنة. رقد بسلام في الرب.
سنكسار القديس الشهيد في الكهنة خرالمبوس
(القرن 3م)
زمن حياته:
عاش القديس خرالمبوس في زمن الإمبراطور الروماني سبتيموس ساويروس (194- 211م) وحاكمية لقيانسٍ لمدينة مغنيزية القريبة من أفسس حيث عاش خرالمبوس. كان خرالمبوس
كاهناً للمسيحيين في مغنيزية.
استشهاده:
إندلعت على المسيحيين في زمن خرالمبوس موجة من الإضطهادات، اتُّهم خلالها خرالمبوس بإثارة الشغب واعتُبِرَ خطراً على أمن الدولة فتمَّ القبض عليه واستياقه إلى لقيانس. كان بثوبه
الكهنوتي فيما يبدو. فهدَّده الوالي بأشد العقوبات. فأجاب: أنت لا تعرف ما هو نافع لي. لذا أقول لك، ليسَ أطيب إلى قلبي من مكابدات العذابات لأجل المسيح. فأنزل بجسدي الهرم هذا، وبأسرع ما
يكون، أيَّاً تشاء من العذابات التي تحسبها مستحيلة الحمل لتعلم قدرة مسيحي التي لا تُقهر. فجرَّدوه من ثيابه ومزَّقوا جسده بمخالب من حديد فلم تخرج منهُ أنَّة واحدة بل قال: "أشكركم يا إخوتي
لأنكم بتمزيقكم جسدي الهرم تُجدِّدون روحي وتعدّونها للطوبى".
أذاقوه من التعذيب ألواناً شتَّى فكانت كأنها تنزل بغير جسده. وقد ورد أنه جرت به آيات عِدَّة وأنَّ لقيانس اهتدى لمرآه وقوة نفسه ونعمة الرَّب الإله عليه. كذلك اهتدى اثنان من جلاَّديه،
برفيريوس وبابتوس، وثلاثة نساء وغالينة ابنة الإمبراطور. أيضاً ورد أنه مثل أمام الإمبراطور في أنطاكية بيسيدية وأنه أخرج شيطاناً من أحد الممسوسين لديه.
أخيراً بعدما نفذ صبر الإمبراطور أمر بخرالمبوس فجرى قطع رأسه. وقد وارته غالينة، ابنة الإمبراطور الثرى، جمجمته محفوظة اليوم في دير القديس إستفانوس في الميثورة في اليونان، فيما
بقية أعضاءه موزَّعة في أمكنة عدَّة بينها جبل آثوس وفلسطين وقبرص والجزر اليونانية وكريت وتركيا. وله في بلاد اليونان إكرام جزيل وتنسب إليه عجائب كثيرة.