أثر الغضب
كان محسن دائم الغضب والثورة، مقدمًا الأعذار. وكان والده يشجعه أن يحيا كسيده الذي لا يصيح ولا يسمع أحد صوته.
كان يردد كلمات القديس يوحنا ذهبي الفم: "لا يُعالج الخطأ بخطأ أعظم". فإن الغضب خطأ خطير. لا ندافع عن الحق بالغضب.
في أحد الأيام أعطى الأب لابنه مجموعة من المسامير، وقال له: كلما غضبت ضع مسمارًا في سور الحديقة، ثبته بقوة.
وفي أول يوم أحصى عدد المسامير فوجدها تقارب الخمسين. ذهل محسن...
من نفسه كيف يثور حوالي خمسين مرة في يومٍ واحدٍ.
كان يصرخ إلى الله لكي يعينه على ممارسة الهدوء والاحتمال عوض الغضب والثورة.
بالفعل صار الرقم يتنازل تدريجيًا حتى جاء اليوم الذي فيه لم يغضب مرة واحدة طوال اليوم.
فرح الأب بابنه وقدم له هديه عظيمة، ثم سأله أن يذهب إلى السور ويقتلع كل المسامير.
بالفعل اقتلع محسن المسامير وهو متهلل القلب. وجاء محسن إلى أبيه
يقول له: "أشكر الله أنه قد نزع عني خطية الغضب التي أفسدت عيني زمانًا هذا مقداره".
انطلق الاثنان نحو السور، وفي اعتزاز قال محسن لأبيه: "انظر يا أبي فإنه لم يعد يوجد مسمار واحد في السور".
فرح الأب بما بلغه ابنه. لكنه قال له: "انظر، لقد زالت المسامير، لكن أثرها لا تزال على السور.
قد يتخلص الإنسان من الغضب، لكن أثاره القديمة يصعب إزالتها.
انزع عنى روح الغضب،
فأسلك كما يليق بابن لك يحمل روح الوداعة وطول الأناة.
من يغضب على أخيه لا يقدر أن يمارس برك.
لتهبني برك فلا أخطئ.
إذا يا أخوتي الأحباء ليكن كل إنسانٍ مسرعًا في الاستماع، مبطئا في التكلم، مبطئا في الغضب (يع 1: 19)