لماذا تعيش الضفادع في الوحل؟
سأل تيموثي جدته: لماذا تعيش الضفادع في الوحل؟
قالت له الجدة:
في قديم الأيام أراد غزال أن يقيم وليمة ضخمة جدًا لكل الحيوانات والطيور، فدعا الجميع ماعدا النمر،
إذ كان النمر من ألد أعدائه. وكان كثير من الحيوانات والطيور تخشاه.
لقد خشي الغزال أن يدعو النمر فلا يستجيب للوليمة أحد من الطيور أو الحيوانات.
جاء المدعوين إلى بيت الغزال، وبدأ الغزال يرتبك متسائلًا، ترى من يجل...س على رأس المائدة؟
قال الغراب: إني أكثر الحاضرين سنًا، فأنا أستحق أن أجلس على رأس المائدة".
عندئذ قالت الضفدعة: "أنا أكبر منك سنًا، فأنا أجلس على رأس المائدة".
جلست الضفدعة على رأس المائدة، وجلست بقية الحيوانات والطيور.
لكن قبل أن يبدأوا في الأكل سمعوا صرخة قوية.
إنه صوت النمر يقسم انه سيفترس كل المدعوين، لأنهم حضروا إلى الوليمة وتجاهلوه.
خاف الكل وارتبكوا، عندئذ تطلع الغزال نحو الثعلب
وقال له: "نحن جميعًا نعلم أنك أنت وحدك تستطيع أن تهدئ من غضب النمر.
أسرع إليه قبل أن يأتي ويفترسنا!"
دخل الثعلب في حوارٍ مع الغزال وأخيرًا وافق أن يذهب إليه.
التقى الثعلب بالنمر فرآه غاضبًا، عندئذ بصوت هادئ
قال له: "سلام يا سيدي النمر، ما لي أراك اليوم حزينًا؟"
بروح الغضب قال: "لقد دعا الغزال كل الحيوانات والطيور ولم يدعوني. إني ذاهب لأنتقم لكرامتي!"
بابتسامة عريضة قال الثعلب: "إني متعجب أنك حزين، فإنهم إذ يكرمونك لم يدعوك إلى هذه الوليمة.
فإن الغزال قد أعد أعشابًا ونباتات للأكل، فكيف يدعو حاكم الجبال ليأكل هذا الطعام؟!
كلنا خدم لك. كيف يمكن للخدم أن يدعوا سيدهم لوليمة فقيرة كهذه؟"
استراح النمر للإجابة، وهز رأسه وهو يقول: "إنك على حق، فإني لم أكن أعلم ذلك". وانطلق النمر ليبحث عن فريسة.
عاد الثعلب إلى بيت الوليمة فوجد الغزال وحده، ولما سأله عن المدعوين،
أجاب: "لقد هربوا جميعًا، فقد خافوا أن يأتي النمر ويفترسهم".
انطلق الثعلب يبحث عنهم ويدعوهم للعودة إلى الوليمة إذ نجح في مهمته.
لكنه وجد الضفدعة التي كانت تحتل رأس المائدة قد غطست في الوحل مختفية وأصرت أن تبقى في الوحل ولا تعود إلى الوليمة.
حاول معها الثعلب فقالت إنها لا تأتمن النمر، فقد يعود فيفكر في الانتقام.
هكذا الضفدعة التي أرادت أن تحتل مركز القيادة في كبرياء نزلت إلى الوحل بروح الخوف.
هب لي يا أيها الوديع المتواضع القلب روح التواضع.
فأهرب من كل كرامة زمنية، ولا أطلب مجد العالم.
من طلب مجد العالم نزل إلى وحله،
وامتلأ بخوف الناس، لا مخافة الرب.
أنت هو كرامتي ومجدي