"أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ سَوْسَنَةُ الأَوْدِيَةِ. كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ كَذَلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ الْبَنَاتِ"(نش 2)
(بقلم القس ميلاد يعقوب - )
الكنيسة الحقيقية في هذا العالم هي كسوسنة الاودية بين الشوك.... السوسنة جميلة ورائعة، لكنها صغيرة ومحتقرة في عين العالم.. وهي في الاودية ، اي ان العالم لا يعتبرها ولا يقدّرها، والعالم يتجاهلها ويتجنبها.. لكنها تبقى جميلة.. هي سوسنة، اي ضعيفة في عين العالم .. وديعة لا تقاوِم.... سهل الدوس عليها....لكن السوسنة وضعها الله بين الشوك... اولا لاظهار مدى جمالها... فهي اجمل بين الاشواك.. ثم لاظهار مدى نعومتها امام الاشواك... رغم انها في الاودية وبين الاشواك ورغم صغرها ، لكنها تبقى غالية في عيني الرب وتبقى جميلة وجذابة ورائعة... ويوما ما سيقطفها الخالق ويأخذها ليضعها الى قلبه.. فلا يبقى الا الشوك الذي لا يفيد شيئا الا للحرق.... هل تعلم ان الرب لم يحرق الشوك حتى الان بسبب السوسنة.. هل يعلم العالم انه بسبب المؤمنين الحقيقيين الذين ما زالوا في العالم، لم يحرق الرب الجميع.؟.... لكن قريب هو اليوم الذي سيقطف الرب الذين هم له ويحضنهم الى السماء.... صديقي، ما زال الرب ينتظرك لتقرر .. انت سوسنة ام انت من الاشواك؟.. ما اكثر الاشواك وما اقل السوسن!....يقول الانجيل بوضوح كثيرون يبدون اليوم سوسن، لكن سرعان ما سيكشف الرب عنهم ، فتظهر حقيقتهم انهم شوكا... افضل ان ابقى سوسنة صغيرة مخفية يحبها الرب، على ان اكون شوكا عاليا متكبرا ومتعجرفا يكره الرب..