قد تسألني ما هي أفضل طريقة لدراسة الكتاب المقدس كي تتغذى نفسي وأتمكن من النمو في محبة المسيح ومعرفته ؟
السر في ما أسميه (الانفراد بالله)
وفيه يبدء حديث ذو اتجاهين مع الإله الحي يكلّم الله أولاده في الكلمة المقدسة، وهم يجاوبونه بالصلاة بطريقة كتابية، وبإيمان عامرٍ بالتوقُّع. والصلاة (بطريقة كتابية) تعني أننا نستخدم ذات كلمات الكتاب التي قرأناها في صلاتنا، فنتأكد أننا نصلي بحسب مشيئة الله.
وعندما يجعل الروح القدس كلمة الله حية بالنسبة لنا، نستخدم كلمة الكتاب ونربطها ذهنياً وقلبياً باهتماماتنا، وهذا ينقذنا من شاهويات صلواتنا المتكررة، ويُدخلنا إلى حب ممتع بالله، ويشرح لنا اهتمامات الله وأهدافه لحياتنا.
إن الصلاة الحقيقية تُطوّع إرادتنا لإرادة الله، وليس العكس.
فبعدما عبر يشوع ببني إسرائيل نهر الأردن، أثناء فيضانه، بطريقة معجزية، لاقاه شخص لا يعرفه. وكان يشوع يعلم أن الله يريده أن يمتلك الأرض وأن يطهّرها من رجاسات الوثنية، فتقدم من الشخص الغريب والذي كان بيده سيفٌ مسلول، وسأله :
هل لنا أنت أو لأعدائنا؟
فكانت الإجابة الغريبة (كلا) فظنَّ يشوع أن الغريب محايد.
ولكن الغريب مضى يقول :
أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ ٱلرَّبِّ. ٱلآنَ أَتَيْتُ» (يشوع ٥: ١٣ و١٤)
وهنا أدرك يشوع أن الغريب ليس محايداً، لكنه سيد الموقف كله، فسقط على وجهه وسجد، لأنه علم أنه في حضرة رب الجنود، وأن المكان الذي كان يقف عليه مقدس (يشوع ٥: ١٥)
وبالطريقة نفسها، عندما نمثل في حضرة الله للصلاة لا يجب أن نملي عليه رغباتنا وطلباتنا، بل يجب أن نسجد أمامه، لنضبط قلوبنا على وقع رغباته وخططه وأهدافه.
الصلاة الكتابية إذاً هي الصلاة المتوافقة مع إرادة الله.
واقتباسنا لكلمة الله في صلاتنا يساعدنا على أن تتوافق إرادتنا مع إرادة الله.
فعندما تدرس كلمة الله مصلّياً، راغباً في سماع صوته، ستنمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح (٢بطرس ٣: ١٨)
وعندما تُميل أذنك وتأتي إليه (كما قال النبي إشعياء) ستسمعه فتحيا نفسك، وتستمتع وتأكل الطيّب.