عظة في أحد الإبن الضاّل .
.....................................
يقول أشعيا النبي 53 : 6 ( كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقه...)
يا احبتي:
تقودنا الكنيسة يوم بعد يوم وأحد بعد آخر لتدفعنا الى النهوض من كبواتنا لترفعنا من واقع الخطيئة الى التوبة ، من العبودية الى حرية أبناء الله ، ومن الموت الى الحياة .
إن قراءتنا لكل انجيل أو صلاة نقوم بها ، أو توبة نقدم عليها بصدق . في كل من هذه يضع الرب في قلوبنا بذار جديدة للسلام الروحي والسعادة ، التي تنمو وتكبر كشجرة تتمدد اغصانها في حياتنا وتثمر في أعمالنا واقوالنا في الخفية والعلن بين الناس أو مع ذواتنا .
أن يشعر كل انسان مسيحي أنه خاطئ هو امر طبيعي ، لأن المسيح يكشف هشاشة كل أعمالنا التي نعتقدها كبيرة ، إذا ما قارناها مع عمل الله المجيد الذي عملهه لإجلنا نحن البشر . لذلك لاشك أن الشعور بالضعف والخطأ يشكل بداية تحرك نحو المسيح . ويشكل حافزاً يدفعنا الى التوبة والإعتراف والإقرار بضعفنا وحاجتنا ليسوع ليغسلنا بغفرانه وينتشلنا من هوة ضعفاتنا وشهواتنا البشرية . وهذا لايتم بقوة وفاعلية إن لم يكن تحركنا مقودا بشوق عارم للعودة الى بيت ابونا السماوي والحياة في ضاه .
من منا بلا خطيئة ؟ طبعاً البعض خطيئته صغيرة والبعض الآخر صغيرة جداً وايضا البعض كبيره . والبعض لايشعر انه خاطئ لأن ما فيه من خطيئة هي خطيئة بيضاء أوكذبة بيضاء >... الخ . الشيطان يعلمنا تلوين الخطايا لتبدو لنا جميلة ومقبولة ويساعدنا في تبريرها واختلاق الحجج لتشريعها وان الله يغض الطرف عنها لانها بيضاء . فهناك عند البعض سرقة بيضاء واحتيال ابيض واتهام ابيض . وزنى ابيض . وحتى عند البعض هناك قتل ابيض ، الذي هو مايسمونه جريمة الشرف.
ولكن في المسيحية الله لا ينظر الى الألوان ولا الى المسببات . ولا يأخذ بالمبررات . ولكن ينظر الى مطبخ الخطايا ومركز الإعداد والتحضير لها . إلى القلب والعقل والفكر إلى النوايا . وإن كنا نريد الله أن يترك لنا خطايانا فسيتركها حتماً ، ولكن بقدر ما نتركها نحن ونتخلا عنها . ، كما في الصلاة الربية ( وترك لنا ما علينا كما نترك نحن أيضاً ... ) فبقدر ما ننسى الخطيئة ينساها هو . ولا يعود اليها إلا إذا عدنا نحن ويطالبنا بكل الماضي وسندفع الثمن القديم والجديد معاً .
التوبة هي اعادة ترميم ما هدمته الخطايا من كياننا الروحي . ولذلك نقول وطلب :
( قلباً نقيا اخلق فيَّ يا الله وروحا مستقيماً جدد في داخلي).
الميسحي المؤمن مهما كان قربه ما الله الخاطئ الكبير كما الصغير وحتى الذي يعتقد انه لم يرتكب معصية كبيرة وتستأهل الإعتراف والتوبة . كل هؤلاء يصرخون بصمت قلوبهم ويهمسون في خلواتهم ويقولون : اغفر لي يا أبتي أنا قد أخطأت اليك ... سامحني كالإبن الشاطر ، و اقبلني كأحد اجرائك .. علمني فأتعلم كالإبن الأكبر أنا محتاج أن ترفعني من مذلتي وعيشتي البهيمية . و ان تردني من غربتي اليك ، أنا مشتاق لدفئ صدرك . ولذراع تضمني اليك وتربت على كتفيَّ بحنان.
انا مشتاق لكلماتك تشدد عزيمتي .
هذا الشوق بالتخلص من الخطيئة مهم جداً وهو بدابة الطريق بالعودة الى البيت الأبوي ،الذي غادرناه الى دنيا الخطيئة والضعفات .
كل مؤمن مهما بلغ درحة عليا من الطهارة يشعر في داخله بأنه غير مستحق للكرامة التي أغدقها الله عليه بالفداء . لذلك يصلي معترفا في كل حين قائلاً : (ايها الرب يسوع المسيح يابن الله الوحيد ارحمني أنا الخاطئ. ) التوبة الدائمة والإعتراف هما اعلان حاجتنا لوجود يسوع في حياتنا . القول : انا خاطئ تساوي أنا احتاجك يا يسوع . أنا اريدك في حياتي . تعال واسكن فيَّ .
اليوم على كل منا أن يقول مع الإبن الشاطر :
يأ أبتي القدوس ، إن الخطيئة عرتني من كل وقار ، فاسترعورتي يا ابتي برداء غفرانك .
الخطيئة يا أُبيَّ سلبتني كرامتي وتوشحتني المهانة والذل : البسني ياسيدي خاتم سلطانك لأَسودَ على شهواتي وادوس كل فخاخ التجارب البغيضة .
غشيت الخطيئة على بصيرتي ففقدت الطريق اليك يا بابا . تنازعتني الأهواء حتى مشيت على جمر العار والعبودية واشتهيت الموت فلم أجده. ولكن وحدها محبتك وحنانك كانا شمعة الأمل التي أنارة عتمة غربتي . فألبسني يا ربي وإلهي حزاء الإقدام والثبات على طاعتك كي أدوس حيل المعاند الشرير ، واسرع الخطى أى كريق خلاصك كل حين .
صالحني يارب مع نفسي ، ومع عائلتي ومع إخوتي وجيراني ومن هم في حياتي . صالحني مع من أخطأ إليّ ومن أخطأت أنا إليه .
يا أبتي أخطات امامك ، ولست مستحقاً أن ادعى لك إبناً ، فاجعلني كأحد أُجرائك وحسبْ . آمين .
الأب + بطرس الذين