تعليم السيد المسيح عن العطاء.
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ
هذه العبارة الجميلة قالها الرب يسوع المسيح أثناء خدمته على الأرض، ولكن لم يكتبها الإنجيليون الأربعة بل ذكرها القديس بولس الرسول إذ قال: "متذكرين كلمات الرب يسوع المسيح أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35).
حول العطاء
لقد أوصى السيد المسيح في تعاليمه بعدم محبة المال. وأوضح أنه من العسير أن يخدم الإنسان الله والمال. وكذلك أوصى بالعطاء بلا حدود في قوله: "من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" (مت5: 42). وكذلك في قوله: "من سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين" (مت 5: 41). وأوصى بالعطاء بلا مقابل فقال "أقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا" (لو6: 35).
ووعد السيد المسيح بمجازاة من يتنازل عن ممتلكاته فقال: "كل من ترك بيوتًا أو.. أو حقولًا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (مت 19: 29).
وفى قول السيد المسيح: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35) تحذير من الأنانية، ومن محبة النصيب الأعظم، ومن محبة العالم
فلسَي الأرملة
إنها قصة عجيبة حدثت في وجود الرب يسوع في الهيكل: جاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع. فدعا تلاميذه وقال لهم: "الحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة. لأن الجميع من فضلتهم ألقوا، وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12: 42- 44)
إن هذه الأرملة الفقيرة التي كانت غنية بمحبتها وتواضعها هي رمز للكنيسة التي ترملت بعد خروجها من الفردوس
والأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن عند قراءة هذه الواقعة المؤثرة هي كما يلي:
أولًا: كيف تتبرع أرملة فقيرة في خزانة بيت الرب وهى تحتاج إلى مساعدة؟!
ثانيًا: كيف تتبرع بكل ما عندها، كل معيشتها. مع أن الناموس طالبها بالعشور فقط؟!
ثالثًا: لماذا سمح السيد المسيح لهذه الأرملة أن تفعل ذلك، ثم تخرج وليس معها ما تقتات به وهى أرملة فقيرة؟!
رابعًا: لماذا لم يأمر تلاميذه بمنحها مبلغًا من المال لمساعدتها بعد أن صارت لا تملك شيئًا بل "ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر12: 44)؟
إن القصة قد بدأت هكذا: "جلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاسًا في الخزانة. وكان أغنياء كثيرون يلقون كثيرًا فجاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين قيمتهما ربع" (مر12: 41، 42)
هذه العبارة الجميلة قالها الرب يسوع المسيح أثناء خدمته على الأرض، ولكن لم يكتبها الإنجيليون الأربعة بل ذكرها القديس بولس الرسول إذ قال: "متذكرين كلمات الرب يسوع المسيح أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35).
وجاء يوم الفداء وقدّمت العذراء مريم راضيةً على الصليب ابنها الوحيد ناسوتيًا، وقدّمت الكنيسة كل ما عندها، كل معيشتها في خزانة الرب.. وقَبِلَ الآب تقدمة البشرية إليه، التي هي نفسها عطية الآب للبشرية.. وكانت أعظم تقدمة.. وكان سلم يعقوب.. وكان رضى الآب.