زائر زائر
| موضوع: يهوذا ......وقبلة الموت الأحد فبراير 23, 2014 10:40 pm | |
| + يهوذا ......وقبلة الموت +
قال الرب يسوع لتلميذه يهوذا والذي أسلمه الى اليهود
"أ بقبلة .! , تسلّم ابن الإنسان ؟! " ..
الحب لا ينتهي بالفراق , الحب ينتهي بالخِيانة .
وربما بقبلة ..
تصبح الأشهر في التاريخ .......مثل يهوذا .
إذ أنّ الخائِن الذي يغرس خِنجره في القلب تماماً , لا يعرف أنّه قبل أن يطعننا طعنَ نفسه ;
لأنّه كان يسكن القلب , هناك حيث يصل نصلُ الخنجر ..
ويموت , ونموت , ويموت الحبّ .
لهذا أقول بعكس الاعتقاد السّائِد أن الخِيانة طعنة تأتي من الظّهر ;
أنا أعتقد أن الخيانة لا تأتي إلا من الأمام , ومن شخصٍ أسكنتهُ قلبك ,
وأعطيته حُضنك , وأدرتَ لهُ خدّك الأيمن ليصفعه .
الطعنة من الأمام تقتلك في اليوم ألف مرة , لا لأنّك رأيت وجه قاتلك .. لكن لأنّك تمنّيت لو لم ترَه .
لأنّ وجهه , وضحكه , وكلامه , وأحضانه , وقُبلاته , ودموعه , التي كانت ..
ستطاردكَ طول العمر , طول الجرح ..
وقتها ننسى الطّعنة , ونتذكّر اليدّ التي صافحناها .
ننسى الخنجر , ونتذكّر باقة الورد التي رتبناها .
ننسى حتّى اليوم الذي بصقوا فيه في وجهِنا , ونتذكّر الشفاه التي قبّلناها .
إنّ ما يقتلنا ; أنّنا وفي اللحظة التي نُطعن فيها , في هذه اللحظة الدقيقة والتافهة والقصيرة من عمر الوقت ,
وتحديداً أوّل ما يخترق رأس الخنجر أوّل طبقة من شغاف قلوبنا , .. في تلك اللحظة ; لا نُحسّ بألم الطّعنة ..
" تسرقنا السّكّينة " , في تلك اللحظة المُرعبة والمخيفة , لا نفكّر إلا في من أحببناهم , وكيف أحببناهم ,
ومتى أحببناهم , ولماذا هم الآن وفي هذه اللحظة الصّادمة , لماذا في هذه اللحظة تحديداً ; يذبحوننا ..
نفكر فيهم , بالضّبط في الوقت الذي يغرسون فيه أصابعهم العشرة بين أضلاعنا وينتزعون قلوبنا ,
وأكبادنا , وأرواحنا , ويُنهون قصّة حبّ في لحظة غدر .
الدمّ النازف منّا لا يقتلنا , إن ما يقتلنا حقيقة هو الذكريات الجميلة التي تنزّ من مكان الطعنة , ببطء شديد , ..
نظرة نظرة , ضحكة ضحكة , كلمة كلمة , لمسة لمسة , ضمّة ضمّة , قبلة قبلة ..
حبّنا كلّه ينزف من ذلك الثّقب الضيّق , الضيّق جداً , جداً ..
وهذا يؤلم ..
لذلك ; نحن ننسى أي مخلوق في الدنيا ; أسرع مما ننسى حبيب خائن ..
لأنّهم نظروا إلى أعيننا وهُم يغرسون خناجرهم في قلوبنا , وهم يطلقون علينا الرّصاص ,
وهم يركلون من تحتنا الكراسي لكي نموت شنقا وعشقا وحسرة ووحدة ..
نظروا إلينا بكلّ جرأة , وبكل قسوة , وبكلّ تحدّ , وبكل غدر , وبكل دناءة , وبكلّ صفاقة .! ..
ولهذا قبّل يهوذا المسيح قبل أن يسلّمه للرومان , كان يقبّله وكان يضمّه , و .. كان يخونه .! ..
وقال يا معلّم , ثم أشار إليه .
في تلك اللحظة الأكثر ألماً , والأكثر غدرا , والأكثر غرابة في التاريخ الإنساني ..
خان يهوذا المسيح من الأمام .
ولهذا قال يوليوس قيصر جملته الأشهر لما طعنه بروتوس من الأمام أيضا :
" حتّى أنت يا بروتوس , إذن فليمت قيصر " ..
ولهذا نموت كلّ يومٍ , وكلّ ساعة , وكلّ دقيقة , وكل ثانية ..
نموت ونحن نتلقّى القُبَل , والأحضان , ثمّ الخناجِر التي يدسّها الأحباب في صدورنا ..
عندما تحدث الخيانة ; تبدأ في ترتيب ذكرياتك مرة أخرى .
لأن الملاك في قصّة حبّك صار الشيطان , ..
لأنّ القبلة التي تلقيتها على خدّك صارت صفعة , ..
لأن الضحكة التي سمعتها صارت سخرية , ..
لأنّ الكلام كذب , لأن الغناء أنين , لأن الحُضن كفن .
الخيانة لا تحدث إلا من الأمام , من الأمام , من الأمام ..
إحفظوها جيّداً ..
حتّى إن سقطنا على الأرض يُمكن لهم أن يدوسوا على أقدامنا , على صدورنا ,
وعلى جباهِنا ويعبروا لقلبٍ آخر ..
|
|
نصيف خلف قديس خادم الكل
عدد المساهمات : 6708 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : الكويت
| موضوع: رد: يهوذا ......وقبلة الموت الإثنين فبراير 24, 2014 7:40 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: يهوذا ......وقبلة الموت الخميس فبراير 27, 2014 2:59 pm | |
| |
|