رسالة صاحب الغبطة
البطريرك غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم المَلَكيِّين الكاثوليك
بمناسبة الصَّوم الأربعيني الكبير المقدَّس
2014
من غريغوريوسَ عبدِ يسوعَ المسيح
برحمةِ الله تعالى
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
والاسكندريَّة وأورشليم
إلى الإخوة السَّادة المطارنة، أعضاء المجمع المقدَّس الموقَّرين
وسائر أبنائنا وبناتنا بالمسيحِ يسوع، إكليروسًا وشعبًا،
المدعوِّين قدِّيسين، مع جميع الذين يَدعُون باسم ربِّنا يسوع المسيح، ربِّهم وربِّنا
نعمةٌ لكم وسلامٌ من الله أبينا، والرَّبِّ يسوع المسيح (اكور: 1-3).
نعمةُ الصِّيام!
نعمةُ الصِّيام!
"إنَّ نعمةَ الصِّيامِ الكاملِ الوقارِ هي فائقةُ المجد"
بدأتُ أفكِّر بموضوع رسالة الصَّوم لهذا العام، وفتحتُ للحال عشوائيًّا كتاب الصَّوم (التريوذي) فوجدتُ نشيدًا مطلعهُ هذه العبارة: "نعمةُ الصِّيام!" فرأيتُ في ذلك إشارةً من الرُّوح القدس. وأصغيتُ إليه. وقرَّرتُ أن يكون موضوع تأمُّلي ورسالتي حول معاني الصِّيام المقدَّس الجميلة.
فهذه المرحلة من العام ومن حياتنا المسيحيَّة هي من أقدس مراحل السَّنة، ولها مكانةٌ مميَّزةٌ لدى جميع المسيحيين في كنيستنا، بالرَّغم من التفسيحات الكثيرة التي خفَّفت من عبء الشقِّ الجسديّ من فريضة الصَّوم المقدَّسة.
الصَّوم الرُّوحيّ والصَّوم الجسديّ متلازمان
للصَّوم شقَّان: الشقّ الجسدي والشقّ الرُّوحي. والشقَّان مرتبطان الواحد بالآخر. ولا يجوز فصل الصَّوم الجسديّ عن الصَّوم الرُّوحيّ. وكما لا يجوز تفضيل الصَّوم الجسديّ على الرُّوحيّ ولا الرُّوحيّ على الجسديّ. الكتاب المقدَّس، والتقليد الكنسي المسيحي، والمنطق الإنساني والحكمة الطبيعيَّة.... كلُّها تشير إلى أهمِّيَّة الصَّوم الجسديّ والصَّوم الرُّوحيّ. وهما فرضُ عبادةٍ وبرهانُ إيمانٍ بالله، وفعلُ محبَّةٍ لله وللقريب، ولا سيَّما الفقير والمحتاج والضعيف.
بالأسف هناك مَن يقول: أنا أعطي الفقير حسنةً، وهذا يُعفيني من الصَّوم. وأنا لا أدخِّن أيَّام الصَّوم، وهذا يُعفيني من الصَّوم. وأنا لا آكل شوكولا، وهذا يُعفيني من الصَّوم. كلُّ هذه أعمالُ فضيلةٍ جميلة، ولكنَّها لا تُغني عن الصَّوم الجسدي التقليدي. بل هي مكمِّلةٌ له ومعبِّرةٌ عنه وجزءٌ منه.
وللصَّوم شقٌّ عائليّ مسيحيّ اجتماعيّ وراعوي: الفرد يصوم والعائلة تصوم مجتمعةً (الرجل، المرأة، الأولاد...)، والحيُّ (حيث مسيحيُّون متواجدون) يصوم، والرَّعيَّة تصوم.... بحيث يدخل الصَّوم بروحانيَّته وهدفه وكلِّ مظاهره، يدخل الصَّوم إلى قلب الإنسان ونفسه وجسده وعقله ومخيِّلته ومشاعره، إلى كلِّ حواسه. فيصوم الفم، ويصوم اللِّسان، وتصوم العين، ويصوم السَّمع، ويصوم النَّظر، وتصوم الأذنان، وتصوم اليدان والرِّجلان... ويصوم الإنسان بكلِّ مكوِّناته الجسديَّة والرُّوحيَّة والنَّفسيَّة وبكلِّ قِواه...
وإلى هذا تشير صلواتنا التي تشمل نفسنا وجسدنا. منها هذه الصَّلاة الجميلة من ليترجيَّا الأقداس السَّابق تقديسها (البروجيازمينا): "أيُّها الإله العظيم الحميد. يا من بموت مسيحه المحيي نقلنا من الفناء إلى البقاء. أنت أعتِقْ جميع حواسّنا من الأهواء المميتة. مقيمًا لها العقل الباطنيَّ مرشدًا. لتبتعدْ عيوننا عن كلِّ نظرٍ شرِّير. ولا تطرقْ مسامعَنا الأقوالُ البطَّالة. ولتتنزَّهْ ألسنتُنا عن الأقوال غير اللائقة. نقِّ شفاهنا التي تسبِّحكَ يا رب. إجعل أيدينا تمتنع عن الأفعال القبيحة. ولا تفعلْ إلاّ ما يرضيك. وحصِّن بنعمتكَ كلَّ أعضائنا وأذهاننا".
صلواتنا الطَّقسيَّة الكنسيَّة تشير تكرارًا إلى ذلك. هكذا نصلِّي في الصَّلاة الشعبيَّة الجميلة: "يا مَنْ هو في كلِّ وقتٍ وكلِّ ساعة [...] قدِّس نفوسنا. نقِّ أجسادنا. قوِّم أفكارنا. طهِّر نيَّاتنا". ونصلِّي تكرارًا: "قدِّس نفوسنا وأجسادنا" ونمسح المريض بالزَّيت قائلين: "لشفاءِ النَّفس والجسد...".
وتدعونا الكنيسة في صلواتها إلى الوقوف والجلوس والرُّكوع والسُّجود وانحناء الرأس والجسد والرُّكَب والتصفيق والهتاف والبكاء وقرع الصَّدر... ونُدْهَن بالميرون المقدَّس على كلِّ حواسنا وأعضاء جسدنا: الجبهة والعينَين والمنخَرَين والفم والأذنَين والصَّدر واليدَين والرِّجلَين. وكذلك يصير عند دهن الطِّفل المعتمد بالزَّيت قبل تغطيسه في جرن المعموديَّة المقدَّسة.
وهكذا القول عن الصَّوم في شِقَّيه الرُّوحي والجسدي. ولهذا فإنَّ ممارسة فضيلة وفريضة الصِّيام الجسدي، أعني الامتناع عن المآكل من نصف اللَّيل حتى السَّاعة 12,00 ظهرًا، والقطاعة عن أطعمة معيَّنة (ما يسمَّى بالزَّفرَين، زفر اللَّحم وزفر البياض من البيض والجبنة والحليب)، وممارسة فريضة الصَّوم الرُّوحي أي ممارسة الفضيلة والقيام بالأعمال الصَّالحة ومساعدة الفقراء والتضامن مع الآخرين... هي كلُّها مترابطة ومكمِّلة ومتمِّمة للفريضة الواحدة: الصَّوم!.
وأحبُّ أن أشرح أحد معاني "نعمة الصَّوم" من خلال مقاطع من رسالة قداسة البابا فرنسيس، بابا الفقراء عن الصَّوم للعام 2014:
الضِّيقُ الأدبيّ وحضورُ اللهِ في حياتنا
"وليس الضِّيق الأخلاقي القائم على أن يصبح المرءُ عبدًا للرَّذيلة والإثم، بأقلَّ غمَّاً عندنا. فَرُبَّ عائلةٍ تلطُم، لأنَّ أحد أفرادها – من الشباب غالبًا – أسيرٌ للكحول والحشيشة والميسر والخلاعة! ورُبَّ إنسانٍ فَقَدَ معنى الحياة، وخلا من أيِّ تطلُّعٍ إلى المستقبل، وأضاع الرَّجاء. بل رُبَّ إنسانٍ زَجَّت به ظروفهُ الاجتماعيَّة القاهِرة في هذا الضِّيق، أو ضآلة فرص العمل التي تفقده الكرامة التي تمنحه أن يحمل خبزًا إلى بيته، بسبب نقصٍ في المساواة، فيما يتعلَّق بالحقِّ في التربية وفي الرِّعاية الصِّحيَّة. في هذه الحالات جميعًا، يُدعى الضِّيق الأخلاقي انتحارًا ناشئًا. وهذا الضرب من المضايق، الذي هو أيضًا علَّة انهيارٍ اقتصادي، يرتبط دائمًا بالضِّيق الرُّوحيّ الذي يحلُّ بنا عندما نجافي الله، ونرفض حبَّه. إن حسبنا أنفسنا أنَّنا لا حاجة بنا إلى الله، الذي يمدُّ يده إلينا في شخص المسيح، لاعتقادنا بأنَّه في وسعنا أن نقوم بأوَدنا وحدنا، نسلك في درب الإفلاس. فالله هو الوحيد الذي يخلِّص ويحرِّر حقَّاً".
الضِّيقُ المادِّيّ
"أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لعلَّ الزمن الأربعيني يلقى الكنيسة جمعاء مستعدَّةً ومتأهِّبةً للشهادة، أمام الذين يعيشون في ضيقٍ مادِّيّ وأخلاقيّ وروحيّ لرسالة الإنجيل، التي تختصر بإعلان محبَّة الآب الرَّحيم والجاهز لمعانقة كلِّ إنسانٍ في المسيح. إنَّنا نستطيع القيام بهذا الأمر كلَّما تشبَّهنا بالمسيح، الذي افتقر فأغنانا بفقره. والزَّمن الأربعينيّ هو زمنٌ جُعِلَ من أجل التجرُّد. كم يجدر بنا أن نسأل أنفسنا ما عسانا نتجرَّد عنه، لكي نساعد آخرين ونُغنيهم بفقرنا. ولا ننسَ أنَّ الفقر الحقيقيّ يؤلم، فإنَّ أيَّ تجرُّدٍ يخلو من بُعد التوبة هذا، لن يكون تجرُّدًا صادقًا. أرتابُ في الصَّدقة التي لا تكلِّف صاحبها، ولا تسبِّب له بعض الألم".
"ليعضُدْ الرُّوح القدس الذي بفضله "نحسَبُ كأنَّنا فقراء، ولكنَّنا قادرون أن نُغني كثيرين، وكأنَّنا أناسٌ معوزون، ولكنَّنا نحوز كلَّ شيء" (2 كو 10:6)، فليعضُدْ نوايانا هذه وليشدِّد داخلنا الانتباه والمسؤوليَّة بإزاء الضِّيق البشريّ، حتى نصبح رحماء وفاعلي رحمة".
(إلى هنا رسالة البابا فرنسيس).
الصَّلوات الطَّقسيَّة مدرسةٌ روحيَّة
الصَّلوات الطَّقسيَّة مدرسةٌ روحيَّة، وهي دليلنا إلى نعمة الصَّوم بشقَّيه الجسديّ والرُّوحيّ. النشيد المذكور أعلاه في مطلع هذه الرِّسالة ينطلق من الصَّوم الجسديّ إلى معانيه الرُّوحيَّة. وهذا نصُّه: "إنَّ نعمة الصِّيام الكامل الوقار هي فائقةُ المجد. فبها وجد إيليَّا النبيّ مركبةً ناريّة. وموسى أخذ لوحَيّ الشريعة. ودانيال صار عجيبًا. وأليشع أقام ميتًا. والفتيان أطفأوا سعير النَّار. وكلُّ أحدٍ يتخصَّص لله. فلنتنعَّم به ونهتف قائلين: مباركٌ أنت أيُّها المسيح إلهنا الذي هكذا ارتضى المجد لك".
وهكذا يبدو جليَّاً أنَّ الصِّيام ليس فريضةً خارجيَّةً فحسب، بل هو بالأحرى نعمةٌ لها مفاعيلٌ روحيَّة متعدِّدة الجوانب، كما يبدو من النشيد.
1- نعمة الصَّوم تساعد على الارتقاء الرُّوحيّ، وإلى هذا الارتقاء ترمز مركبةُ إيليَّا الذي صام أربعين يومًا قبل صعوده بالمركبة الناريَّة إلى السَّماء.
2- ونعمة الصَّوم تجعل الإنسان يتفهَّم بعمقٍ معاني الشريعة الإلهيَّة ومعنى الوصايا العشر التي هي التعبير العمليّ عن خُلقيَّة الإنجيل المقدَّس، وهي التي تقبَّلها النبيُّ العظيم موسى على جبل حوريب في سيناء، حيث بقيَ أربعين يومًا في الصَّوم والصَّلاة.
3- ونعمة الصَّوم قوَّت النبي دانيال وألهمته رؤاه العجيبة.
4- ونعمة الصَّوم تصنع العجائب كما فعل أليشع بإقامة الأموات.
5- ونعمة الصَّوم جعلت الفتيان الثلاثة في بابل يتسلَّطون على لهيب الأتُّون البابليّ ويُطفؤنه!
6- والنِّعمة الكبرى التي تهبنا إيَّاها ممارسة الصَّوم المقدَّس أنّها تجعلنا نتخصَّص لله، وكأنَّنا من خلال الصَّوم ننال درجة دكتوراه أو ماجستير أو ليسانس وعنوانها وموضوعها "التخصُّص لله!" فيكون موضوع تخصُّصنا الرُّوحيّ، الله تعالى نفسه...
إلى هذه تدعونا صلوات زمن الصَّوم المقدَّس بعباراتٍ متنوِّعة ومتكرِّرة على مدى أسابيع الصَّوم المبارك. وقد وضعتُ وطبعتُ كُرَّاسًا خاصًّا بصلوات الصَّوم الكبير بعنوان: "ابتهالاتٌ مشرقيَّة" لزمن الصَّوم المبارك. وضمَّنته مختاراتٌ من هذه الصَّلوات. وفي هذه الرِّسالة أريد أنّ أختبئ خلف هذه الصَّلوات. وأقدِّمها باقةً روحيَّةً عطِرة لكلِّ مَن ستصله رسالتي الصِّياميَّة. وآمل أن تكون هذه الرِّسالة رفيقًا روحيًّا لهم في مرحلة الصَّوم المقدَّس. (المختارات في ملحق الرِّسالة)
الصَّوم الجماعي
أدعو إلى صومٍ جماعيّ. وأُشجِّع الأُسَر والشباب والشابَّات على الصَّوم. وآمل أن يخلق الصَّوم المقترن بالصَّلاة في البيت وقراءة الكتاب المقدَّس، جوًّا عائليًّا بمشاركة كلِّ أعضاء الأسرة، ويُسهم في تمكين وتوطيد وتعميق الرَّوابط والعلاقات الرُّوحيَّة والأسريَّة والاجتماعيَّة في العائلة، ويعمل على وحدتها التي هي أساس سعادتها وتجنِّبُها المخاطر التي تتهدَّدها اليوم أكثر من أيِّ وقتٍ مضى.
فالأسرة المسيحيَّة مدعوَّة إلى رسالةٍ خاصَّة مميَّزة في حمل بشرى الإنجيل المتجدِّدة داخل الأسرة وخارجها. وإلى هذا تدعو الوثيقة الأساسيَّة لأجل تهيئة سينودس الأساقفة الخاصّ في تشرين الأوَّل 2014 وعنوانه: "التحدِّيات الرَّعويَّة التي تواجه العائلة في إطار حمل بشرى الإنجيل المتجدِّدة".
ونأمل أن يكون الصَّوم مناسبةً جيِّدة لكي تجتمع الأسرة يوميًّا حول أيقونة السَّيِّد المسيح والسَّيِّدة العذراء للصَّلاة ومطالعة الكتاب المقدَّس ولا سيَّما الإنجيل المقدَّس. وأقترح أن تُتلى بخشوعٍ وجوٍّ تأمُّليّ مقاطعٌ من الصَّلوات المختارة الواردة في ملحق هذه الرِّسالة. وليكنْ الصَّوم برنامجًا عائليًّا مشتركًا ودربًا إلى القداسة المسيحيَّة.
الصَّوم والأوضاع الرَّاهنة
ندعو إلى تكثيف ممارسة الصَّوم في شقَّيه الجسدي والرُّوحي، في هذه الأوضاع المأساويَّة الدَّمويَّة القاسية في بلادنا العربيَّة عمومًا، ولاسيَّما في سورية ولبنان والعراق ومصر والأردن والأرض المقدَّسة. إنَّ معاناة رعايانا وجميع المواطنين كبيرةٌ جدًّا. ونحتاج إلى سلاح الصَّوم والصَّلاة أكثر من أيِّ وقتٍ مضى. كما قال لنا السَّيِّد المسيح: "هذا الجنس لا يخرج إلَّا بالصَّلاة والصَّوم".
ندعوكم أن تلجأوا إلى سلاح الرُّوح، وسلاح الإيمان، وسلاح الرَّجاء، عندما تتابعون الأوضاع المأساويَّة من خلال التلفزيون وباقي وسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي... ولا تنجرُّوا إلى اليأس والإحباط، وربَّما إلى أفكار الكفر وفقدان الرَّجاء بالله وبعنايته ومحبَّته ورحمته!
وقد دعانا البابا فرنسيس قائلاً:
"لقد قضى الصِّراع في سورية على حياة الكثيرين في الفترة الأخيرة، مغذِّيًا الحقد والثأر. فلنواصل الصَّلاة إلى الرَّبّ كي يجنِّب الشعب السُّوريَّ الحبيب المزيد من الآلام، وكي تضع الأطراف المتناحرة حدًّا للعنف، وتضمن الحصول على المساعدات الإنسانيَّة. لقد اختبرنا قوَّة الصَّلاة! ويسرُّني أن ينضمَّ اليوم إلى ابتهالنا لأجل السَّلام لسورية مؤمنون ينتمون إلى مختلف الطَّوائف الدِّينيَّة. دعونا لا نفقد أبدًا شجاعة الصَّلاة! شجاعة القول: يا ربّ امنح سلامك لسورية والعالم كلِّه. وأدعو غير المؤمنين أيضًا للتَّوق إلى السَّلام، مع رغبتهم هذه التي توسِّع القلب: جميعنا متَّحدون، أكان بواسطة الصَّلاة أو من خلال الرَّغبة. جميعنا متَّحدون من أجل السَّلام.
ولنترك قلبنا يتأثَّر، دعونا لا نخشى هذا الأمر. دعونا لا نخشى أن يتأثَّر قلبنا! نحن نحتاج لأن يتأثَّر قلبنا. لنترك حنان الله يدفئه، إنَّنا بحاجة إلى ملاطفاته. ملاطفات الله لا تسبِّب الجراح. ملاطفات الله تعطينا السَّلام والقوَّة. نحن نحتاج إلى ملاطفاته. الله عظيمٌ في المحبَّة، وله التسبيح والمجد مدى الدُّهور! الله سلام: لنطلب إليه أن يساعدنا على بناء السَّلام يوميًّا، في حياتنا، في عائلاتنا، في مدننا وأممنا، في العالم كلِّه. لنترك أنفسنا نتأثَّر بطيبة الله ".
(إلى هنا رسالة البابا).
لا بل نقول لكم بدورنا وبصراحة: إنَّني أنا تنتابني المشاعر نفسها التي تشعرون بها... وأنا (ونحن رعاتكم) معرَّضون أيضًا للإحباط واليأس والثورة الدَّاخليَّة وفقدان الرَّجاء... فأنتم ونحن من طينةٍ واحدة: معاناتنا واحدة، وآلامنا واحدة، وآمالنا واحدة مشتركة. لا بدَّ أن نشجِّع بعضنا بعضًا بهذه العواطف والدَّعوات، ولا ننغلب لمشاعرَ هدَّامةٍ للنَّفس والجسد. وهذا أيضًا جزءٌ من عمل الصَّوم المقدَّس: إنَّه يبعث فينا الأمل والرَّجاء...
ومع البابا نقول لكم: "إن حَسِبْنا أنفسنا لا حاجة بنا إلى الله (في هذه المآسي) الذي يمدُّ يده إلينا في شخص المسيح، لاعتقادنا بأنَّه في وسعنا أن نقوم بأَوَدِنا وحدنا، نسلك في درب الإفلاس. فالله هو الوحيد الذي يخلِّص ويحرِّر حقًّا ".
ومع الكنيسة نُصلِّي: "إنَّ نعمة الإمساك ذات النُّور الإلهيّ التي أشرقت اليوم أبهى من الشَّمس، تنير نفوسنا مبدِّدةً شهوات الخطايا تبديد الغيوم. فلنبادر كافَّةً بنشاطٍ ونصافحها، ونكمل ميدانها الإلهيَّ بفرح. ونصرخ إلى المسيح ونحن متنعِّمون بسرورها: قدِّس أيُّها الصَّالح الذين يُكمِّلون الصِّيام بإيمان." (يوم الإثنين من الأسبوع الرَّابع من الصَّوم)
صومٌ مبارك مقدَّس ومقدِّس للجميع
مع بركتي ومحبَّتي ودعائي
+ غريغوريوس الثّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيين الكاثوليك
ملحق
روحانيَّة الصَّوم في صلوات الكنيسة
الصَّوم وأعمال الرَّحمة والعدالة الاجتماعيَّة
"أيُّها المؤمنون العارفون وصايا الرَّبّ. لِنَسلك هكذا: لنطعمْ الجياع ونسقِ العطاش. لنكسِ العُراة ونُضِف الغرباء. ونَعدِ المرضى ونزُر المحبوسين. حتى إنَّ الذي سيُدين كلَّ الأرض يقول لنا أيضًا: هلمَّ يا مباركي أبي. رثوا الملكَ المعدَّ لكم" (يوم الأحد من أسبوع مرفع اللَّحم).
"هكذا يجب علينا أن نصوم: لا بالغدر والخصام. ولا بالحسد والشَّحناء. ولا بالعجب والخيلاء. والغشِّ والرِّياء. لكن بعزمٍ متواضع كما علَّم المسيح".
إنَّ راحمي الفقراء يقرضون المخلِّص بعقلٍ حصيف. كما قيل. فيا له فرحًا لا يوصف. لأنَّه يمنحهم بسخاء جزاء الحسنات إلى جميع الدُّهور" (يوم الثلاثاء، من أسبوع مرفع اللَّحم).
"مع صومنا أيُّها الإخوة جسديًّا لنصمْ أيضًا روحيًّا. ونحلَّ كلَّ وثاقٍ ظالم. ونفكَّ عُقَدَ المعاملات الابتزازيَّة. ونمزِّق كلَّ صكٍّ جائز. ونُعطِ الجياع خبزًا. ولنضِفِ المساكين الذين لا مأوىً لهم. لكي ننال من المسيح الإله الرَّحمة العظمى" (يوم الأربعاء من أسبوع مرفع اللَّحم).
"هلمَّ أيُّها المؤمنون نعمل في النُّور أعمال النُّور، ونسلك متجمِّلين بالأدب سَيرنا في النَّهار. ولنقتلعْ من أذهاننا كلَّ حكمٍ جائزٍ على القريب، غير واضعينَ عثرةَ شكّ. ولننبذْ ملذَّات الجسد. ونُنمِ مواهب النَّفس، ونُعطِ المحتاجين خبزًا. ونتقدَّم إلى المسيح بتوبةٍ هاتفين: يا إلهنا ارحمنا" (السَّبت الأوَّل من الصَّوم: القدِّيس ثيوذورس).
"ليس ملكوت الله طعامًا وشرابًا. بل برٌّ ونسكٌ مع قداسة. فلا يدخله الأغنياء، بل الذين يخزنون كنوزهم في أيدي المساكين. هذا ما يعلِّمه داوود النبيُّ بقوله: إنَّ الرَّجل البارَّ الذي يرحم كلَّ النهار، المتنعِّمَ بالرَّبِّ والسَّالكَ في نورهِ، لا يَعثُر. كلُّ ذلك كُتِب لوعظنا، لنصوم ونعمل الصَّالحات. فيمنحنا الرَّبُّ السَّماويَّات بدلَ الأرضيَّات" (يوم الأحد من الأسبوع الخامس من الصَّوم).
"هلمَّ أيُّها الإخوة جميعًا نتقدَّم قبل الانقضاء بقلبٍ نقيٍّ إلى الإله المتحنِّن. مطَّرحين المهمَّات العالميَّة. ممارسين الاهتمام بالنُّفوس. رافضين بالإمساكِ لذَّات المآكل. مواظبين على عمل الرَّحمة، لأنَّ بها قومًا أضافوا ملائكةً من حيث لم يشعروا كما كتب. فلنعُلْ بواسطة المساكين من عالنا بجسده. ولنُلبِسْ بهم الملتحفَ بالنُّور كالثَّوب. لكي نحصل بشفاعة والدة الإله، الأمِّ البتول الطَّاهرة، على غفران الخطايا. ونهتف له بخشوعٍ: نجِّنا أيُّها الرَّبُّ من حكمِ حزب الشمال. وأهِّلنا للوقوف عن ميامنك. بما أنَّك رحيمٌ ومحبٌّ للبشر" (يوم الخميس من الأسبوع الخامس من الصَّوم).
"هلمُّوا أيُّها المؤمنون نعمل للسَّيِّد بنشاطٍ. فإنَّه يوزِّع الثروة على عبيده. وليضاعف كلٌّ منَّا وزنة النِّعمة بحسب طاقته. فعلى الواحد أن يزيِّن حكمته بالأعمال الصَّالحة. وعلى الآخر أن يُضفي على خدمته مسحةً من البهاء. على المؤمن أن يُشرِك الجاهل في الكلمة. وعلى الآخر أن يوزِّع ثروته على البائسين. فهكذا نضاعف القرض، ونؤهَّل للفرح السَّيِّدي، كوكلاء أمناء للنِّعمة. فأهِّلنا له أيُّها المسيح الإله بما أنَّك محبٌّ للبشر" (الثلاثاء العظيم المقدَّس).
الصَّومُ والتَّوبة
"لنسبِق أيُّها الإخوة فنُطهِّر أنفسنا لاستقبال التَّوبة ملكة الفضائل. فها قد وافت جالبةً لنا ثروة الصَّالحات، مُخمِدةً نهضات الشَّهوات، مصالحةً الأثمة مع السَّيِّد. فلنستقبلها بسرورٍ هاتفين إلى المسيح الإله. يا قائمًا من بين الأموات إحفظنا غير مدينين نحن ممجِّديك. أنت العادمَ الخطأ وحدك". (يوم الأحد من أسبوع مرفع اللَّحم).
"يا نفسُ. لِيَصِر لكِ نهارُ الصِّيام ابتعادًا عن الخطايا ومَيلاً نحو الله واتِّحادًا به. لكي تفرِّي من لُجَّة الشَّرّ. وتتوقي إلى المناهج التي تُبلِغُكِ وحدها الرَّاحة التي هنالك".
"أقبل الصِّيام والدُ العفاف، مُبكِّتُ الخطيئة ومساعد التَّوبة، سيرة الملائكة وخلاص البشر. فلنصرخْ أيُّها المؤمنون: يا الله ارحمنا" (ابتداء الأربعين المقدَّسة العظيمة. يوم الإثنين من الأسبوع الأوَّل من الصَّوم).
"أيُّها الإخوة الآخذون في الصِّيام الرُّوحيّ. لا تنطقْ ألسنتكم بالغشّ، ولا تضعوا للأخ عثرةَ شكّ. لكن فلننقِّ مصباح النَّفس بالتَّوبة. ولنهتف بعبَرَاتٍ إلى المسيح: إصفحْ عن أوزارِنا بما أنَّك محبٌّ للبشر" (يوم الأربعاء من الأسبوع الثاني من الصَّوم).
"أيُّها المؤمنون. لنُطهِرَنَّ الجسدَ بالصِّيام، والرُّوحَ بالإمساك، والنَّفسَ بالدُّموع. ولنستقبل الطَّاهر ونحن طاهرون مبتهجون. لنعاين الآلام الخلاصيَّة التي احتملها الفادي لأجلنا" (يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الصَّوم).
الصَّوم وأعمال الفضيلة
"هكذا يجب علينا أن نصوم: لا بالغدرِ والخِصام. ولا بالحسدِ والشّحناء. ولا بالعجب والخيلاء. والغشِّ والرِّياء. لكن بعزمٍ متواضع كما علَّمنا المسيح.
"إنَّ راحمي الفقراء يقرضون المخلِّص بعقلٍ حصيفٍ. كما قيل. فيا له فرحًا لا يوصف. لأنَّه يمنحهم بسخاءٍ جزاء الحسنات إلى جميع الدُّهور" (يوم الثلاثاء، من أسبوع مرفع اللَّحم).
"ها قد وافى الزَّمان فاتحةَ الجهادات الرُّوحيَّة، والغلَبَة على الشياطين، وسلاحُ الإمساك، وجمالُ الملائكة، والدَّالةُ لدى الله. لأنَّ موسى بالصَّوم صار كليمًا للخالق، وسمع بأذنَيه صوتًا من غيرِ أن يرى. فيا ربّ. أهِّلنا بواسطتهِ أن نسجدَ لآلامك وقيامتك المقدَّسة. بما أنَّك محبٌّ للبشر".
"لنفتتح زمن الصِّيام بحبور. باذلين أنفسنا في الجهادات الرُّوحيَّة. ولنُنَقِّ النَّفس ونطهِّر الجسد. صائمين عن الشَّهوات صومنا عن الأغذية. متنعِّمين بفضائل الرُّوح، التي نستحقُّ بتتميمنا إيَّاها بشوقٍ، أن نشاهد آلام المسيح الإله الكاملة الوقار، ونعاين الفصحَ المقدَّس مبتهجين روحيًّا" (أحد مرفع الجبن).
"لنبتدئ بالإمساك الكامل الإكرام مسرورين. متلألئين بأشعَّةِ أوامر المسيح إلهنا المقدَّسة، بضياءِ المحبَّة السَّاطع، وبَرْقِ الصَّلاة، وطهارةِ العفاف، وقوَّةِ الشجاعة. لكي نَبْلُغ مضيئين بنور عدم الفساد، إلى قيامة المسيح المقدَّسة، الثلاثيَّة الأيَّام المبهجة المسكونة" (يوم الإثنين من الأسبوع الأوَّل من الصَّوم. ابتداء الأربعين المقدَّسة العظيمة).
"عبثًا أفرحُ بالامتناع عن الأطعمة. أنا المتَّخذ الشرَّ مأكلي، والتَّهاون مشربي، والمقيمَ في كلِّ شيءٍ على الاعوجاج. لأنَّ الربَّ يقول: إنَّ مثلَ هذا الامتناع ليس صومًا".
"لنقبلْ فريضة الصِّيام بحبورٍ. لأنَّ الجَدَّ الأوَّل لو حفظها، لما طُرِدنا من عدنٍ. فالثمرة التي أماتتني كانت بهيَّةً للنَّظر. لذيذةً للأكل. فلا نغترَّ بالظَّاهر، ولا يلتذَّ حلقنا بالأطعمة الطيِّبة المعتبرة الآن، المحتقرة عند استعمالها. ولنهرب من النَّهم، ولا نكن عبيدًا للشَّهوات التي تتبع الشَّبع. بل لنصطبِغْ بدمِ المسوقِ إلى الموتِ طَوعًا من أجلنا. فلا يدنو منَّا المفسِد. ونأكل فصح المسيح الإلهيّ، لخلاص نفوسنا" (يوم الجمعة من الأسبوع الأوَّل من الصَّوم).
"إنَّ الصَّوم النَّقيَّ هو الابتعادُ عن الخطيئة واجتنابُ الشَّهوات، والمحبَّةُ لله، والمواظبةُ على الصَّلاة والعَبَرات مع الانسحاق، والاهتمامُ بالمساكين كما أمر المسيح في الكتب" (يوم الإثنين من الأسبوع الثاني من الصَّوم).
"لِنَصُمْ للرَّبِّ صومًا حقيقيًّا بالإمساك عن المآكل وضبط اللِّسان، والابتعاد عن الغضب والكذب وكلِّ هوىً آخر. حتى نستقبل الفصحَ أنقياء" (يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الصَّوم).
"يا نفسُ صومي عن الرَّداءة والشَّرّ، واَلجُمي الغضب وشراسة الخلُقِ وكلَّ خطيئة. لأنَّ يسوع إلهنا المحبَّ البشر إنَّما يريدُ مثلَ هذا الصِّيام" (الإثنين من الأسبوع الثالث من الصَّوم).
الصَّوم والحياة الرُّوحيَّة
"إنَّ نعمة الصِّيام المقدَّس المنيرة قد أشرقت، باعثةً لنا أشعَّةً مطهِّرةً تموُّجَ الأفكار، ومبعدةً ظلام الخيلاء. فلنصافحهُ إذاً يا مؤمنون بنشاط".
"يا نفسي عبثًا تفرحين بالإمساك، إذا صُمتِ عن المآكل ولم تَطهري من الشَّهوات. لأنَّه إن لم يكن الصِّيام سببًا لتحسين السِّيرة. يمقتُكِ الله ككاذبة، وتشبهينَ الشياطين الأشرار، الذين لا يأكلون البتَّة. فلا تُدنِّسي الصِّيام بارتكاب الخطيئة، بل اِلبَثي ثابتةً بإزاء صدمات التجارب القبيحة. عازمةً أن تقفي مع المخلِّص المصلوب. بل بالأحرى أن تُصلَبي مع الذي صُلِب لأجلك صارخةً إليه: أذكرني يا ربّ إذا أتيتَ في ملكوتكَ" (يوم الأربعاء من أسبوع مرفع اللَّحم).
"أيُّها المؤمنون. لنجعلْ هذا اليوم الحاضر ابتداء سيرةٍ نقيَّة، ونهيئ أنفسنا بنشاطٍ للجهاد. مقدِّمين لسيِّدِ الجميع أتعاب الجسد وخصبَ النَّفس" (يوم الجمعة من أسبوع مرفع اللَّحم).
"لنقدِّمْ للذي تواضعَ لأجلنا، صيامًا وصلاة، ودموعًا وخُلُقًا وضيعًا. لكي يُكلِّلنا في يوم الإمساك بالعفو عمَّا اجترمناه" (يوم الجمعة من أسبوع مرفع اللَّحم).
"لنبتدئْ أيُّها الشعوب بالصَّوم النقيِّ الطَّاهر. الذي هو خلاص النُّفوس، ونخدم الرَّبَّ بخوف، وندهن رؤوسنا بزيت الإحسان، ونغسل وجوهنا بماء العفاف. لا نكثر الكلام في الصَّلاة، لكن لنَصرُخ كما تعلَّمنا: يا أبانا الذي في السَّماوات. إغفر ذنوبنا بما أنَّكَ محبُّ البشر" (يوم الثلاثاء في الأسبوع الأوَّل من الصَّوم).
"يا نفسُ صومي عن جميع الشُّرور. متنعِّمةً بالمحبَّة الإلهيَّة. وافتحي الباب لجميع الأفكار الصَّالحة. مُغلِقةً مدخل الشُّرور والإمساك والتَّضرُّع" (يوم الجمعة من الأسبوع الثاني من الصَّوم).
الصَّوم والارتقاء الرُّوحي
لنصعد كلُّنا بالصِّيام إلى طور الأعمال الحميدة. مغادرين عثرات اللَّذَّات الأرضيَّة. وبِولوجِنا في غمام المناظر العقليَّة الشريفة نشاهد جمال المسيح المشتهى وحده. متألِّهين بالمراقي الإلهيَّة سرِّيًّا. (يوم الثلاثاء من الأسبوع الأوَّل من الصَّوم).
"هلمَّ نُجنِّح بالإمساكِ نفوسنا، محلِّقين جميعنا نحو السَّماوات. ونُقدِّم للرَّبِّ صلواتٍ حسنة القبول.
هلمَّ يا نفسُ مرتقيةً بأجنحةِ الفضائلِ بالصِّيام. وتعالي عن الشَّرِّ الأرضيّ. وتنعَّمي بالمناظر المنيرة، المسبِّبة نعيم الصَّالحات. وتشبَّهي بالله بالإيمان.
هلمَّ نصعد بالصِّيام إلى جبل الصَّلوات فنعاين الله نحن أيضًا بقلبٍ نقيّ، متقبِّلين كموسى لوحَي الوصايا في داخلنا. مُشرِقي الطَّلعة بمجدِ محبَّته" (يوم الثلاثاء من الأسبوع الأوَّل من الصَّوم).
لِنتوقنَّ إلى الصِّيام الذي يضمرُ بمؤازرة الرُّوح أهواء النفس العاتية، ويقوِّي على إتيان الأعمال الإلهيَّة، ويرفع العقل إلى السَّماوات، ويسبِّب الغفران. الذي يمنحه الإله الرَّؤوف عن الخطايا التي اجترمناها" (الإثنين من الأسبوع الثالث من الصَّوم).
ختام
أيُّها الإخوة والأخوات!
إليكم تحيَّتي القلبيَّة في هذا الصَّوم المبارك الذي يحمل لنا السَّلام والأمان والاطمئنان. إنَّ الصَّلوات المختارة التي أوردتُها لكم، تُعبِّر عن خبرةٍ روحيَّةٍ عميقة عاشها آباؤنا في مرحلة الصَّوم المبارك، وصاغوها من خلال هذه الصَّلوات. أدعوكم إلى الصَّوم وبالأخصّ إلى عيش هذه الخبرة الرُّوحيَّة التي تعبِّر عنها هذه الصَّلوات.
وأقترح أن تكون هذه المختارات رفيقًا روحيًّا في أيَّام الصِّيام في مختلف نشاطات العمل الرَّعوي. بحيث تعمل منها نسخ وتوزَّع في الاجتماعات.
+ غريغوريوس الثّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك
[/