"قلبا نقيا اخلق فيا يا الله" مغفرتنا للمسيئين!
******************************
إننا نطلب من الله المغفرة. والله من جانبه مستعد أن يغفر ولكن المهم:
هل نحن مستعدون من جانبنا لقبول هذه المغفرة؟
هناك شروط: فما هي؟ ...
نقول في الصلاة "اغفر لنا.. كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا".
إذن مغفرتنا للآخرين شرط، أو هي اتفاق بيننا وبين الله. ونلاحظ أن الله اهتم
بهذا الشرط جدًا. فهذه الطلبة هي الوحيدة من بين الطلبات السبع في الصلاة الربانية التي علق عليها الوحي الإلهي. وتكلم الرب عنها بعد أن علمنا إياها.. ففي الإنجيل لمعلمنا متى البشير، يقول الرب بعد هذه الصلاة مباشرة:
فإنه أن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضًا أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا
للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم" (مت 6: 14،15).
ويوضح هذا في الأنجيل لمعلمنا مرقس الرسول، فيقول:
"ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا إن كان لكم علي أحد شيء، لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السموات زلاتكم، وأن لم تغفروا أنتم لا يغفر أبوكم الذي في السموات أيضًا زلاتكم" (مر 11: 25، 26).
ونفس المعنى يتكرر في الإنجيل لمعلمنا لوقا الرسول، فيقول الرب:
"لأنه بنفس الكيل الذي به تكليون، يكال لكم" (لو 6: 37، 38). إذن أن أردنا أن يغفر الرب لنا، علينا أن نغفر نحن أيضًا لمن أذنب إلينا مهما كانت إساءاته، ومهما كثرت، حتى إلى سبع مرات سبعين مرة في اليوم، كما أجاب الرب تلميذه بطرس الرسول.
وأن لم نغفر فإننا باب المغفرة أمام أنفسنا ونكون نحن الخاسرين..
من تلقاء نفسك، أغفر، وبالأكثر إن آتاك المذنب إليك معتذرًا، لا تحقق معه، وإنما اغفر له. تذكر كيف أن السيد المسيح وهو على الصليب غفر لصالبيه وقدم عنهم للأب عذرًا، فقال:
"يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".
فأنت حينما تغفر، إنما تعطي المغفرة لنفسك.
أسأل نفسك إذن هذا السؤال: حينما تعطي مغفرة للآخرين هل أنت تعطي مغفرة، أم أنت تأخذ مغفرة! لا شك أنك تعطي وتأخذ ولكن إذا كنت لا تغفر، فإنك تمنع المغفرة عن نفسك.
لأن الرب يقول: "إن لم تغفروا للناس زلاتهم لكم أبوكم السماوي".
إذن فأنت تغلق باب المغفرة على نفسك بعدم مغفرتك لغيرك.
وإذا لم تغفر، هل تظن أن الله يعتمد عدم مغفرتك؟
----------------------------------------------------
استمع إلى قول الرب في عظته علي الجبل، حيث يقول:
"بالكيل الذي به تكيلون، يكال لكم" (مت 7: 2).
فكما تعطي الناس، الله يعطيك. والقياس مع الفارق. إن أعطيت الناس مغفرة، يعطيك مغفرة. وإن عاملتهم بقسوة، يقول لك إنك لا تستحق المغفرة. ولا تظن
أنك إن عاملت غيرك بالقسوة، يعاملك الله باللين.
أنت يا أخي هو ذلك الشخص الذي ترك له الرب الدين الكبير الذي عليه، ولم يطرحه إلى العذاب الأبدي. فأغفر إذن لأختك. أن كنت لا تريد السيد أن يغضب عليك.
لأنه غفر لك أكثر بكثير مما ستغفره أنت لأخيك. على الأقل أنت ستغفر لأخيك ما فعله معك، أما الرب، فقد غفر لك أكثر من هذا: خطايا الفكر، ومشاعر القلب، وكل ما ارتكبته ضد الله وضد الناس وضد نفسك، ومشاعر القلب، وكل ما ارتكبته ضد الله وضد الناس وضد نفسك.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †