طريق الخلاص
نقرأ أيضاً في هذه النشرة: لقد وعَد يهوه أن يمنح كل من يفتش عن البرّ ملجأً أميناً يركن إليه في أثناء الانقلابات المخيفة، التي ستحل بالعالم قريباً.
وطبعاً لذلك، أوكل الله نشر هذه الرسالة إلى الناس يطيعون الوصايا الإلهي...ة، حتى بواسطتهم يستطيع كل من يرجو نوال البرّ، أن يجد طريق الخلاص» (صفحة ٤ و٥)
إنّ سيطرة الشيطان وقواه، وصلت إلى نهايتها. بينما سلطة المسيح ملك البر قد ابتدأت، بحيث أنّ الذين يهربون باتجاه الملكوت سيحيون، وسيحصلون على التبرير باسم يهوه .
فيا لها من مزاعم تقف بنا أمام تناقض هائل بين تعليم شهود يهوه المعقّد العسر الفهم، وبين تعليم الكتاب المقدس السهل، الذي يبسط طريق الخلاص بغاية من الوضوح، إذ يقول:
لأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلإِيمَانِ» (أفسس ٢: ٨)
فليتنا نحترس لأنفسنا من التفاسير الخادعة، التي تحاول أن تغيّر وجه الحق وتوقع بالبسطاء.
ولنذكر قول الرسول بولس:
أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ ٱلْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هٰكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ ٱلْبَسَاطَةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ» (٢ كورنثوس ١١: ٣)
ولربّ مستوضح يسأل: إذاً ما هو طريق الخلاص الحقيقي الذي عيّنه الإنجيل؟
إنّه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي قال:
أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنّا ١٤: ٦)
والمؤسف في الأمر، أنّه فيما يوجّه الكتاب المقدس الأنظار إلى شخص ربنا يسوع، يطلب شهود يهوه بإلحاح الانتساب إلى منظمتهم، مدّعين بأنها الوسيلة الوحيدة التي تتيح الخلاص (ليكن الله صادقاً ص٤٣)
بينما الكتاب المقدس يشير إلى يسوع، ويقول صراحة:
وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال الرسل ٤: ١٢)
وهناك نقطة مهمة يجب الإشارة إليها، وهي أنّ شهود يهوه يربطون بين الخلاص بالانتساب إلى شيعتهم وبين الغاية من مجيء المسيح الثاني (ليكن الله صادقاً صفحة ٣٢٩)
وهذا الزعم ليس له نصيب من الحقيقة، لأنّ الخلاص صار للبشر نتيجة مباشرة لمجيء المسيح الأول، ليصنع الفداء بذبيحة نفسه. ولنا في العبارة الأخيرة التي تلفّظ بها المسيح على الصليب :
قَدْ أُكْمِلَ» (يوحنّا ١٩: ٣٠)
أكبر الأدلّة على أنّ الخلاص أُكمل بمجيء المسيح الأوّل.
ويقيناً أنّه لا توجد عبارة في الكتاب المقدس، تقول إنّ الرب يُرجئ خلاصنا إلى أن تنتهي سلطة إبليس على الأرض.
لأنّ برّه وحقّه يأبيان ترك البشر عرضة للحيرة، أو تحت رحمة تفاسير شهود يهوه.
يكفي أن نفتح الكتاب المقدس لكي تطل علينا آياته البيّنات التي تؤكد لنا أنّ المسيح بذبيحة نفسه :
قَدْ أَكْمَلَ إِلَى ٱلأَبَدِ ٱلْمُقَدَّسِينَ» (عبرانيين ١٠: ١٤)