... ««« ... خُبْزَكَ كَفَاةَ يَوْمِنَا!... »»» ...
الأربعاء، 26 شباط / فبراير 2014، من أسبوع تذكار الموتى المؤمنين.
إنجيل القدّيس لوقا 12/ 13- 21.
قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث».
فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ».
وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ.
فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟
ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي،
وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي!
فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟
هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».
.......................
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي 2/ 1- 12.
يا إخوَتِي، أَمَّا في ما يَخْتَصُّ بِمَجيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِٱجْتِمَاعِنَا لَدَيه، فَنَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة،
أَلاَّ تَتَسَرَّعُوا فَتَتَزَعْزَعُوا عَن صَوابِكُم، ولا تَرتَعِبُوا لا مِن نُبُوءَة، ولا مِنْ كَلِمَة، ولا مِن رِسَالةٍ كأَنَّهَا مِنَّا،
لَكَأَنَّ يَومَ الرَّبِّ قَد حَضَر.
فلا يَخدَعَنَّكُم أَحدٌ بِوَجْهٍ منَ الوُجُوه، لأَنَّ ذلِكَ اليَوْمَ لا يَأْتي إِذَا لَمْ يَأْتِ الجُحُودُ أَوَّلاً، وَيَظْهَرْ إِنْسَانُ ٱلإِثْم،
إِبنُ الهَلاك،
أَلمُتَمَرِّدُ المُتَشَامِخُ على كُلِّ مَنْ يُدْعى إِلهًا أَو مَعْبُودًا، حتَّى إِنَّهُ يَجلِسُ في قُدْسِ هَيكلِ الله، مُظْهِرًا نَفْسَهُ إِنَّهُ الله.
أَلا تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي، لَمَّا كُنتُ عِنْدَكُم، كُنتُ أَقُولُ لَكُم هذَا؟
والآنَ فأَنْتُم تَعْلَمُونَ مَا يَعُوقُهُ، إِلى أَنْ يَظْهَرَ في وَقتِهِ.
إِنَّ سِرَّ الإِثْمِ قَد بَدَأَ يَعْمَلُ في الخَفَاء، إِلى أَن يُرْفَعَ مِنَ الوَسَط ذلِكَ الَّذي يَعُوقُ الآنَ ظُهُورَهُ.
وعِندَئِذٍ يَظْهَرُ الأَثِيم، فَيُزِيلُهُ الرَّبُّ يَسُوعُ بِنَفخَةِ فَمِه، ويُبْطِلُهُ بِشُرُوقِ مَجيئِهِ.
ويَكُونُ مَجِيءُ الأَثِيم، بعَمَلِ الشَّيْطَان، مَصْحُوبًا بِكُلِّ قُوَّة، وبآيَاتٍ ومُعجِزاتٍ كاذِبَة،
وبِكُلِّ خِدَعِ البَاطِلِ للَّذِينَ يَهْلِكُون، لأَنَّهُم لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الحَقِّ فَيَخْلُصُوا.
ولِذلِكَ يُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِم عَمَلَ ضَلالٍ لِيُصَدِّقُوا الكَذِب،
حتَّى يُدَانَ جَمِيعُ الَّذينَ مَا آمَنُوا بِالحَقّ، بَلِ ٱرْتَضَوا بِالبَاطِل.
.....................
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 34 عن المزمور 150.
"الاغتناء بنظر الله"
يا إخوتي، راقبوا بتمعّن مساكنكم الداخليّة، افتحوا عيونكم وتأمّلوا بـمخزون حبّكم، ثم أضيفوا المجموع
الذي تكونون قد اكتشفتموه في أنفسكم. اسهروا على هذا الكنز لكي تكونوا أغنياء من الداخل. نحن نعتبر أنّ الممتلكات الثمينة هي تلك المرتفعة الثمن...
ولكن هل من أثمن من الحبّ، يا إخوتي؟ برأيكم، ما هو ثمن الحبّ؟ وكيف يمكننا أن ندفع هذا الثمن؟ إنّ
ثمن الأرض أو ثمن القمح هو مالُكَ؛ وثمن اللآلئ هو ذهبُك؛ لكنّ ثمن حبّك هو أنت بنفسك. إن أردت
شراء حقلٍ أو جوهرةٍ أو حيوانٍ ما، تبحث عن الأموال الضروريّة، تنظر حولك... أمّا إذا رغبت في امتلاك
الحبّ، فلا تبحث سوى عن نفسك، إذ عليك أن تجد نفسك فحسب.
ماذا تخشى إن وهبت نفسك؟ هل تخشى أن تضيع؟ العكس هو الصحيح؛ أنت تضيع حين ترفض أن تهب
نفسك. فالحبّ يعبّر عن ذاته من خلال الحكمة الإلهيّة ويخفّف بكلمة واحدة من وطأة هذه الكلمات: "عليك أن تهب نفسك!" فإن أراد أحدهم بيعك قطعة أرض، سوف يقول لك: "أعطِني مالك" أو "أعطِني
عملتك".
لكن اسمع ما قاله الحبّ بفم الحكمة الإلهيّة: "يا بُنَيَّ، أَعطِني قَلبَكَ ولتطِبْ عَيناك بِطرقي"
(أم 23: 26).
لقد كان قلبك في وضع سيّئ عندما كان ملكَك وفيكَ، إذ كنت فريسة الأمور السطحيّة والأهواء السيّئة.
أخرج قلبك من ذاك المكان! إلى أين تحمله؟ أين تقدّمه؟ قال الحكمة": "يا بُنَيَّ، أَعطِني قَلبَكَ!"... فليَكنْ لي وحينها لن تفقده أبدًا...
"أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ" (مت22: 37)... فمَن خلقَك يريدكَ بكليّتك.
.......................
أللهُ مَعَنَا، عِمَّانُوئِيْلْ:... «أَيُّهَا المَسِيحُ،... الَّذِي تَجَسَّدْتَ مِنْ أَجْلِنَا،... إِرْحَمْنَا!»...
إسمَعْ وَاصْغِ، فكِّرْ وتأمَّلْ، أَبصِرْ في قلبك، ضِعْ نفسَك داخل الكلمة، وانتظرِ الجواب من الربّ!...
الرجاء، أعِدْ قراءة كلمة الله ثانيةً، وتأمّلْ فيها بتروٍّ!...
وْأَلله مَعك!...