الغفران في المسيحية!

الغفران في المسيحية!

**********
أكثر ما يلفت انتباهي هذه الايام الفكر الانتقامي. ولعل ثقافتنا وتربيتنا ومجتمعنا هم من أدخلوا علينا هذا الفكر.

لكني جرحت! وقد أهنني صديقي! ووالدي ضربني! وربما قتل أحدهم فرد من أفراد عائلتي... كيف أغفر؟

"قبل أن تعرف كيف تغفر لابد أن تدرك انه هناك أعداء للغفران"

العدو الاول: الكبرياء:
--------------------
وهو قوة هدامة داخلية. تمثل العدو الاول للتسامح. فالكبرياء يستثير الغضب،
كلما خمدت جذوته، مدعية أن الانتقام كرامة والتسامح هوان.
ان الكبرياء يبعث في داخلنا الرغبة في الثورة من أجل استرداد كرامتنا التي أهينت.
وهيبتنا التي ضاعت، والواقع أن التسامح يزيد كرامة الانسان ويرفع من قدره بل وشأنه.

العدو الثاني: الشيطان:
------------------------
وهو قوة هدامة خارج الانسان، وهي التي تحرضه على مقابلة الشر بشر والعين بعين
والسن بسن. وهي دعوة تلقى صدى كبير عند الانسان الضعيف.
(وللعلم) فالشيطان كما يوضحه الكتاب المقدس يريد أن يشعل الدنيا نارا وغضبا وحنقا وكراهية وموتا. فكيف لا يحارب روح الحب والغفران النابعة من تعاليم المسيح

"من ضربك على خدك الايمن فحول له الاخر، ومن أراد أن يأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضا".

العدو الثالث: انتقاد المحيطين:
--------------------------------
كثيرا ما يتعرض المتسامح لنقد شديد من المحيطين به. الذين يحرضونه على رد الإساءة، وإظهار القوة حتى لا يصبح ألعوبة فى يد أعدائه، او حتى لا يدوس عليه الجميع .. وإن لم يستجب المتسامح لهم، اتهموه بالضعف والجبن وانعدام الشخصية وانعدام الكرامة.

العدو الرابع: عدم تجاوب المسيء:
------------------------------------
وهذه عقبة رابعة فى طريق التسامح، فكثيرا ما لا يتجاوب المسيء مع روح الغفران،
ولا يستطيع أن يرتفع إلى مستوى المتسامح.

عوامل تساعد على الغفران:
-----------------------------
1 - حاول أن تجد عذرا لمن أساء اليك .. فقد يكون قد أساء تحت ظروف نفسية قاسية وسيئة، او يكون قد خدعك أحد ونقل له معلومات خاطئة عنك.

2 - اهزم كبرياءك .. تذكر أنك بشر ككل البشر. تصيب وتخطئ. وربما أخطأت الى آخريين وأسأت اليهم من قبل بأكثر مما أسيء اليك.

3 - غير فكرك عن التسامح .. المتسامح ليس بضعيف ولا عديم الشخصية ولا يداس من المجتمع ولا تهدر كرامته. انما هو يملك نضج كافي ووعي، وضبط للنفس، وقوة ارادة، واتساع افق، ونظرة شمولية للحياة ... يجب أن تعرف أيضا ان المظلوم حين يغفر للظالم فانه أكثر منه قوة، بل وأرفع منه شأنا.

4 - أطلب من الله قوة للغفران إن القدرة على الغفران لا تدخل في ملكات النفس، لذلك فنحن نحتاج قوة سماوية تقهر فينا روح النقمة، وتملأنا بروح الغفران.

5 - أجعل الغفران اسلوب حياتك: أكثر الصلوات التي نصليها (أبانا الذي...) بها جملة رائعة وهي:
واغفر لنا ذنوبنا (كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا). اختار الوحي السماوي فعل مضارع لأننا نغفر اليوم و كل يوم.

6 - تذكر انك ان فعلت هذا فإنك حتما ستشابه صورة المسيح .. ففي وسط كل الامه صلى طالبا المغفرة للذين صلبوه وقتلوه.

7 - أغفر ولو كرر الطرف الآخر الإساءة او الاهانة عدة مرات، فعدما سأل بطرس السيد المسيح قائلا: كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟

قال له يسوع: "لا أقول لك إلى سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات."

† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ينقل الى المواضيع المكررة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شكرا لتعبك و لمجهودك استاذنا