"سأجعلك صياد بشر"!
***********
قبل الفين عام تقريباً قال سمعان بطرس للمسيح:
"أنت المسيح ابن الله الحي" (مت 16:16)
فأجابه يسوع: طوبى لك يا سمعان ابن يونا، فأنه ليس لحم ولا دم كشف لك هذا،
ولكن ابي الذي في السموات. (مت 17:16)
عظيم هذا الكلام ونحن متفقون عليه كلنا. فهذا هو بطرس الذي كشف له الله عن حقيقة الانسان الذي كان يتبعه.
بطرس الصياد الفقير ينال هذا الشرف, بطرس هو الشخصية التي انكرت المسيح عند صلبه، وقبلها كشف له الله عن حقيقة يسوع المسيح. وبعدها يصبح من الرسل العظيمين بنشر الانجيل.
بطرس كان عاطفي جدا، ولكن عاطفة اتبعت الحق والنور. فهو حين انكر المسيح
وصاح الديك ثلاث مرات هم على وجه باكيا بكاء مر.
نعم قام يبكي ذلك الرجل الصياد الخشن الطباع، والذي لا يبكي باقسى الظروف.
خجل من نفسه كيف لم يستطع ان يدافع عن يسوع، كيف اصبح لا يعرفه خلال لحظات.
انت يا بطرس يا سيد الرجال، هنيئا لدمعك دموع الندم على نكران المسيح.
نعم ابكي يا بطرس فليتنا كل يوم نبكي ونصبح بعدها مثلك يا بطرس.
نعم اريد ان ابكي مثل بطرس واعتذر كثيرا للرب.
بطرس اعتذر كثيرا بقلبه للرب، والرب قبل اعتذاره ومسح دموعه وجعلها دموع فرح
ليعيد لبطرس ثقته بنفسه لان وراء بطرس عمل كثير.
ونحن اليوم هل نستطيع ان نبكي مثل بطرس عندما نخطأ؟
هل نستطيع ان نندم ونعود عودة حقيقة للرب؟
بطرس برغم عاطفته كان انسان قوي الارادة عندما تبع المسيح وترك مهنة صيد السمك.
فالرب قال له: "سأجعلك صياد بشر"، صفات ليتنا نملكها العاطفة وقوة الارادة.
لنكون عطوفين ونبكي على اخطائنا ونعترف بها ونمحيها مثل بطرس.
نبكي بدموع او من غير دموع، نبكي وليس بالخفاء, فليرى العالم بكائنا فلا عيب
ان كانت دموع من اجل اخطائنا بحق الرب.
ولتكن ارادتنا قوية، نتبع المسيح دائما بحياتنا نجعله فيها، بكلامنا نستمد من اقواله الحكم، بروحنا نحبسه ونبني حوله اضخم اسوار من الحب والايمان.
احزنتني دموعك يا بطرس وافرحتني في نفس الوقت. فأنت لم تهرب، بل أتيت بعدها واقفا تحت الصليب. لانك تعرف من هو المصلوب!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †