بدلا من أن تلعنوا الظلام، أضيئوا شمعة!
************
لقد أرسلك الله إلى الأرض، لكي تنشر فيها الخير.
أما الشر الذي في الأرض، فاتركه، لا تقاومه.
أنها سياسة حكيمة أعلنها لنا الرب في مثل الزوان. ( مت 13)
لقد قال له عبيده:
"أتريد أن نذهب ونجمعه؟"
فقال (لا) لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه دعوهما ينميان معا إلى يوم الحصاد.
وهكذا بقي الزوان في الأرض.
ولم يسمح الرب له فقط بأن يبقى، وإنما أيضا أن ينمو
ويظل ينمو إلى يوم الحصاد، وليس علمنا أن نجمعه.
*****
وأنت، أتراك تعبت من قلع الزوان، ولا يزال في الأرض.
تراك خسرت روحياتك في نزع الزوان وما نزعته، وما ربحت لنفسك...
بل لعلك وجدت حنطتك قد نزعت معه، وقد صارت تشبه الزوان!
في الغضب، وفقدان السلام، وربما في فقدان بعض من المحبة!
إن تعبت، تعال نزرع الحنطة معاً
نبذر بذور الخير في كل مكان نغرس غرساً جديدة، ونسقيها من الماء الحي،
ونصلي إلى الله أن ينميها طالبين إليه في صلواتنا وقداساتنا،
أن يصعدها كمقدارها بنعمته، وأن يفرح وجه الأرض، ليروى حرثها، ولتكثر أثمارها.
الق بذار الخير في كل مكان
ولا تتضايق إن وقع بعضها على أرض محجرة، ووسط الشوك انس هذا كله،
وأفرح ببعض البذار التي وقعت على أرض جيدة فنبتت.
هذه هي نصيبك من كل تعبك. وهي أيضا نصيب الرب.
لا تضيع وقتك، ولا تضيع أعصابك، ولا تضيع روحياتك في انتزاع الشر من الأرض،
بل كن إيجابيا في الخير.
ما أجمل المثل القائل:
-----------------------
بدلاً من أن تلعنوا الظلام، أضيئوا شمعة.
إن النور لا يتصارع مع الظلام.
ولكن مجرد وجود النور يكفي، فلا يكون ظلام.
من كتاب كلمة منفعة (البابا شنوده الثالث)
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †