"أنت ابني. أنا اليوم ولدتك. أسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك".
****************
إن المسيح ذكر كنسب الملك مبرهنا أنه وارث شرعي لكرسي داود حسب النبوات. ثم ذكر ولادة الملك من بيت داود وفي مدينة داود (كما تنبأ ميخا) وسجود المجوس الذين حضروا من أقطار بعيدة خصيصا ليسجدوا للمولود ملك اليهود.
ثم بعد ذلك مسحة الملك بالروح القدس ثم حروب الملك وغلبته على الشيطان
ثم ذكر قانون (شريعة) الملك ثم البراهين المتنوعة على قدرته وسلطانه الملكي بعمل المعجزات وغيرها ثم الآلام التي كانت ضرورية لوقوعها على ذلك الملك قبل أن يدخل إلى مجده ثم موته وقيامته منتصرا على الموت ثم ظهوره حيا لتلاميذه بعد القيامة.
إن المسيح قد ذكر بالسلطان الإلهي المدفوع له من حيث أنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. وبرهن على ذلك بما أشار إليه داود في المزمور الثاني حيث قال:
"إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك
الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك".
ففي يوم "ولادة" المسيح المشار إليها هنا أي يوم قيامته من الأموات
(انظر أعمال 13 : 33)
كأنما قال المسيح لأبيه. يا أبي! بما أني أطعتك حتى الموت فاعطني أجرتي
(في 2 : 8-11). فقال له: قد أعطيتك الأمم ميراثا لك، وأقاصي الأرض ملكا لك، وأخضعت كل شيء تحت قدميك، ولم أترك شيئا غير خاضع لك (عبرانيين 2 : 8 ).
فحينئذ صرح المسيح بذلك لتلاميذه إذ قال لهم:
"دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض"
وأريد أن العالم كله يخضع لي، ولكن، بما أن مملكتي ليست من هذا العالم، فلذلك لا أخضعهم بالقهر أي بالسيوف والحراب والآلات الحربية كالممالك العالمية بل أستعمل سيف الروح الذي هو كلمة إنجيلي الذي يقدر أن يهدم حصون الشيطان ويهدي القلوب إلي بالمحبة والسلام ويخضع قلوب الناس لي خضوعا تطوعيا لا اضطراريا.
وكلمة الإنجيل هذه هي التي تنقل الناس من سلطان الظلمة، وتدخلهم إلى ملكوتي. فأمري لكم الآن يا تلاميذي:
"اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وتلمذوا لي جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس علامة تخصيصهم لي ولملكوتي وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر حتى يدخل في ملكوت الإنجيل جميع المعينين للحياة الأبدية ولا يترك منهم أحد".
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †