موسى مثال في الأيمان!
**************
ما هو الايمان؟
--------------
الإيمان بحسب الكتاب المقدس هو اقتناع راسخ بأمور لا ترى مؤسس على ادلة دامغة. ومن يؤمن بالله يثق كل الثقة انه يتمم جميع وعوده. وهناك المستوى العالي في الإيمان الذي يمكنه ان يصنع المعجزات ومثال ذلك إيمان موسي النبي الذي شق البحر الأحمر بعصاه. وكان واثقا ومؤمنا بانه حينما يضرب البحر بالعصا سينشطر شطرين وبهذا الإيمان ضرب لنا مثلا لم يحدث من قبل.
كيف اعرب موسى عن الإيمان؟
--------------------------------
تمحورت حياة موسى حول وعود الله. (تكوين 22: 15-18) فقد سنحت له الفرصة ان بتنعم بالترف والبذخ في مصر، لكنه رفض هذا العيش المريح و "اختار ان تساء معاملته مع شعب الله على التمتع الوقتي بالخطية".
(عبرانيين 11: 25) فهل اتخذ قراره هذا بتهور وعض اصابعه ندما بمرور الوقت؟
كلا. يقول الكتاب المقدس ان موسى "بقي راسخا كأنه يرى من لا يرى."
(عبرانيين 11: 27) فهو لم يتأسف اطلاقا على القرارات التي اتخذها مدفوعا بالايمان.
ماذا نتعلم من إيمان موسى؟
------------------------------
ماذا نتعلم من إيمان موسى؟
------------------------------
نتمثل بموسى حين نعيش حياة تتمحور حول وعود الله
فإلهنا يعدنا مثلا ان يعنى بحاجاتنا المادية شرط ان نولي عبادته المرتبة الاولى في حياتنا.
(متى 6: 33) طبعا، قد نستصعب السير بعكس الغالبية في ايماننا فلا نلهث وراء الامور المادية.
لكننا على يقين ان الله سيهبنا كل حاجاتنا ان نحن بذلنا غاية جهدنا في ابقاء عيننا بسيطة
ومركزة على عبادته. فهو يؤكد لكل منا:
"لن اتركك ولن اتخلى عنك". (عبرانيين 13: 5).
ينبغي لنا ايضا ان نساعد الآخرين على ترسيخ ايمانهم.
مثلا، يدرك الوالدون الحكماء ان لهم اليد الطولى في غرس الإيمان في قلوب اولادهم.
فعلى الصغار ان يعوا منذ نعومة اظافرهم ان الله حقيقي وقد زودنا بمقاييس للتمييز بين الصواب والخطأ.
ويجب ان يقتنعوا ان اتباع هذه المقاييس هو المسلك الأفضل في الحياة
(اشعيا 48: 17، 18) حقا، يمنح الوالدون اولادهم هدية نفيسة
عندما يساعدونهم على الايمان ان الله "موجود وانه يكافئ الذين يطلبونه".
(عبرانيين 11: 6)
والمؤمن الحقيقي يستطيع ان يصل إلى حياة التسليم اذ يسلم حياته في يدي الله وينساها هناك.
يفعل هذا وهو مطمئن لا يناقش الله فيما يفعله به. إنه لا ينشغل بالحاضر ولا بالمستقبل.
ولا تتعبه الأفكار والتكهنات. يكفي ان حياته في يد الله.
وهذا يجعله مستريح البال مطمئن القلب.
حقا ان بساطة الإيمان تؤدي إلى السعادة والراحة. عكس ذلك الذين لا يعيشون بالإيمان.
فهم دائمو التفكير، وتتعبهم أفكارهم، وتقودهم إلى الهم وإلي القلق،
وإلي البحث عن طرق وحيل بشرية تعينهم. وقد تكون طرقا فيها العديد من الخطايا!
وكل ذلك لأنهم اعتمدوا علي فكرهم البشري وحده وليس علي الإيمان بالله وعمله.
إن الإيمان يقود إلي السلام الداخلي وإلي الفرح بالله. والمؤمن الحقيقي
يري ان "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" ويطيعونه
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28).
وبهذه الثقة في خيرية الله وصلاح عمله، يكون المؤمن في سلام داخلي، مهما كانت الأمور في ظاهرها
غير ذلك! فهو يؤمن ان الله دائما يعمل معه خيرا. وإن هاجمه شر من الخارج،
فالله قادر ان يحول الشر إلى خير.
والمؤمن الذي يسلم حياته لله، لا يشترط عليه شروطا. ولا يطلب منه ضمانات،
ولا يضع أمامه تحفظات! إنما هو يسلم حياته لله، ولا يحمل بعد ذلك هما.
ولا تحاربه الشكوك والأوهام وذلك لأنه مؤمن تماما بان الله لابد سيصنع معه خيرا.
والمؤمن الحقيقي لا يخشى العقبات ولا يعترف بالمستحيل.
بل يؤمن ان الله قادر على كل شيء ولا يعسر عليه أمر.
فما دام الله يريد له الخير، وهو قادر أن يفعل ذلك، لذلك فإن المؤمن لا يضطرب ولا يحمل هما ولا يشك.
وكل شيء في دائرة الإيمان سهل وممكن.
إن المؤمن الحقيقي لا يؤمن فقط بوجود الله، بل يؤمن أيضا بكل صفات الله وبكل
ما يخص الله ويتعلق به .. يؤمن بحكمة الله، وبمشيئته الصالحة.
ويؤمن بوصايا الله وبكل وعوده لنا ويؤمن بالمعجزات وبقدرة الله على كل شيء ويؤمن بالروح،
والخلود وحياة الدهر الآتي.
يؤمن بكل ذلك عن ثقة لا تقبل الشك وليست كأمور مفروضة عليه.
وتظهر نتيجة إيمانه في حياته وتصرفاته. فهو يقول بإيمان: لتكن مشيئتك يا رب.
فمشيئتك هي الصالحة لنا ولخيرنا حتى إن كنت أحيانا لا أدرك عمق حكمتك.
ولكن من كل قلبي أؤمن بان كل ما تشاؤه هو خير وحكمة.
ولهذا فإن المؤمن الحقيقي يعيش دائما في حياة الشكر. فحياة الإيمان
لا تعرف التذمر إطلاقا لان التذمر هو احتجاج على مشيئة الله، حتى ولو كان احتجاجا صامتا.
كما انه اعتداد بالفهم البشري الخاص، وفي هذا لون من الغرور.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †