الاعتراف بالرب
بقلم أحد رهبان دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا - دمشق
النص الإنجيلي:
"وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. 9وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. 10وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ. 11وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ 12لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ" (لو 12: 8- 12).
إن الرب في هذا النص الكتابي يطلب من المؤمنين به أن يعترفوا به أمام الناس. فكيف يكون هذا الاعتراف؟
من الناحية الخارجية الاعتراف هو: أن يعترف المرء أمام الناس بأنه مسيحي وأنه يؤمن بالرب يسوع بأنه هو ابن الله الذي أتى وخلصنا من عقاب الخطية والموت.
أما من الناحية العملية فالاعتراف هو: تجسيد صورة المسيح فيه أمام للناس. أي بمعنى آخر أن يظهر المسيح فيه، في كل تصرفاتنا وفي كل كلامه. لأن الرب يقول ليروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السماء. فعندما يُجسد المسيح فيه تكون كل أعماله صالحة مثله وكلامه سيكون من كتابه المنير. وهكذا سيُعلن للناس عن المسيح عملياً وليس بالكلام فقط.
فهل نحن اليوم نعترف بالمسيح إن كان بالكلام أو بالفعل أمام الناس جميعاً؟ أم إننا بتنا ندعي الحكمة المُزيفة التي تقول أن لا نتحدث بهذه الأمور أمام غير المسيحيين، لكي لا نُثير استفزازهم لأنهم قد لا يُعجبهم هذا الكلام؟
أو إننا نُجاهر بهذا الإيمان أمام القاصي والداني من دون خجل أو تردد لما قد يحدث بعد هذا الكلام.
على كل الأحوال فالرب سيتعامل معنا كما تعاملنا معه. أي إن اعترفنا به أمام الناس فهو سيعترف بنا أمام أبيه وإن خجلنا به فسيخجل هو أيضاً. إذاً الأمر بيدنا والقرار يعود لنا. لأننا نحن من سيتحمل نتيجة قرارنا.
آية للحفظ:
"وَلَكِنْ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا" (2كو7:4).
-----------------------------------
كتاب: سنة مع الرب، قيد الطبع.