يعقوب البرطلي 1241+
لغوي ولاهوتي، ولد في برطلي - العراق وترهّب في دير مار متى وقرأ العلم على نفسه ورسم قساً،
أخذ علم النحو ومبادئ المنطق عن يوحنا ابن زعبي الراهب النسطوري،
ثم درس المنطق والفلسفة بالعربية على الفيلسوف كمال الدين بن يوسف الموصلي،
ثم رسم مطراناً لدير مار متى وآذربيجان وسمي سويريوس عام 1232 وتوفي عام 1241.
ومن مصنفاته:
كتاب الكنوز ويتضمّن أبحاثاً لاهوتية متنوعة، ولا يخلو من فوائد دقيقة في الجغرافية ورسم العالم،
وكتاب تفسير الرتب الكنسية والصلوات والأسرار البيعية، وكتاب الحق المبين في حقيقة النصرانية،
وكتاب الموسيقى البيعية بحث فيه عن الأشعار والألحان الكنسية وفنونها وناظميها وزمان دخولها إلى
الكنيسة، وهذه الكتب الثلاثة الأخيرة مفقودة وله كتاب الديالوغو أي المسائل والأجوبة
وهو أحسن مصنفاته يشتمل على النحو والفصاحة والبيان والشعر واللغة والمنطق والفلسفة،
وتناول في القسم الرياضي علوم الحساب والموسيقى والمساحة والفلك باختصار،
وله كتاب الأسجاع وسماه باليونانية هليكاوس أي الكلام الموزون على نمط الشعر،
وله رسائل وخطب، وقصيدتان منظومتان بالوزن السباعي قرّظ بهما الطبيبين الوجيهين السريانيين
فخر الدين ماري وتاج الدولة أبا طاهر.
وإتماماً للفائدة، وتكميلاً للموضوع نذكر أسماء العلماء الذين ظهروا من القرن الثالث عشر
وحتى أواخر القرن التاسع عشر، علماً أننا ذكرنا أسماء مشاهير العلماء الذين ظهروا في الكنيسة
أيضاً من أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا لدى الحديث عن الحياة العلمية في حاضرنا.
لاشك أنّ المآسي الاجتماعية، والحروب المجنونة، والحكام الطغاة، والأوبئة،
والكوارث الطبيعية التي سادت الفترة الواقعة ما بين القرن الثالث عشر وأوائل القرن العشرين
تضافرت لإخماد كل حركة علمية، وإزالة كل ظاهرة ثقافية،
لذلك لم يستطع السريان الإتيان بنشاطات فكرية وعلمية على مستوى العصور السالفة.
رغم كل تلك العوائق التي كانت تحول دون الاشتغال بالعلم والمعرفة
فقد كان يلوح خلال هذا التاريخ بين الحين والآخر فترات مضيئة اتّسمت بالهدوء والطمأنينة إلى حد ما،
فاستغلها السريان، واندفعوا لدراسة تراث آبائهم، والإحاطة بثقافة أجدادهم،
وأسست بعض المعاهد ملحقة بالكنائس والأديرة، وظهر جمهور من ذوي العلم والمعرفة.
قبل أن نأتي على ذكر مشاهير هؤلاء العلماء في هذه الفترة لابدّ لنا من الإشارة إلى الأمور التالية:
آ) كانت طبيعة الثقافة في هذه الفترة، التجميع والتعليق والاختصار أكثر من التوليد والإبداع،
أو بعبارة أخرى عمل الآباء العلماء على حفظ التراث السرياني الذي تسلموه من آبائهم في العصور
السالفة، وسعوا في بثّه ونشره إذ وجدوا في ذلك الكفاية.
ب) إن اللغة السريانية في هذه الفترة أخذت بالانحسار سيما الفصحى منها،
واعتصمت في الكنائس والمعابد، واختفت من البيوت والشارع،
وسادت بدلاً عنها في بعض أنحاء تركيا اللغتان الكردية والأرمنية.
ج) أضحت اللغة العربية لغة رسمية للسريان لا بل حلّت محل اللغة السريانية
فبادر العلماء إلى نقل التراث السرياني إليها.
أما العلماء الذين عرفوا في هذه الفترة فبلغ عددهم ستين شخصية علمية
بحسب ما جاء في كتاب اللؤلؤ المنثور للبطريرك أفرام برصوم
في الصفحات 537-582 طبعة ثانية – حلب 1956، بينهم البطريرك، والمفريان، والمطران، والربان، والخوري.
------------------------------------------