.
العفة
قال أنبا أيليا السائح:
" أنه كان في مغارة قرب دير الخصبان، فلم يأت نصف النهار في شدة الحر في شهر أغسطس،
حتى قرع انسان على مغارته، فخرج وأبصر أمراة، فقال لها:
ماذا تضعين ههنا؟
قالت له: أنا بقربك في مغارة على ميل واحد، أسير سيرتك، وفيما كنت أدور في البرية
عطشت من شدة الحر، فاصنع حبا يا أبي واسقني قليل ماء.
ثم قال: فسقيتها وأخليت سبيلها، فلما أنصرفت تملكني قتال الزنى، فهزمت له،
وأخذت عصاى ومضيت سائراً إلى مغارتها في ساعة حر صعب،
فلما دنوت من مغارتها والشهوة تلهبني، سهوت فأبصرت الأرض
قد أنفتحت وظهر من تحتها أجساد موتى كثيرين منتنة جدا، وكان أنسان بهي يريني تلك الأجساد ويقول لي:
" هذا جسد أمرأة، وهذا جسد صبى فاشف الأن شهوتك من أيهما شئت،
وأبصر كم من الأتعاب تريد أن تهلك من أجل هذه الشهوة تلهبني
وتحرم نفسك ملك السماء! أيى لهذا الإنسان الذي يضيع تعبه من أجل شهوى بطالة".
ومن شدة رائحة النتن وقعت على الأرض، فأقامني ذلك الرجل، وأزال عني القتال،
ورجعت إلى معارتي أسبح الله وأمجده على خلاصي ".
فانظروا يا أخوتي، كيف أن القرب من النساء هو مهلك،
ويسبب القتال حتى للرجال الأبرار المتعبين بالنسك طوال أيامهم.
-----------------------------