صورة للعذراء طبعتها، العذراء، بنفسها على قطعة من القماش الرقيق عندما ظهرت في جواديلوب بالمكسيك سنة 1531م لشاب يدعى جوان دييجو وهو ذاهب إلى الكنيسة علامة على أن ظهورها له كان ظهوراً حقيقياً. وما تزال هذه الصورة موجودة حتى الآن يشاهدها الجميع في كاتدرائية سيدة جواديلوب بمدينة المكسيك.
1- دراسة الظهورات والتحقق من صحتها
الظهورات الروحية للعذراء والقديسين والرؤى الروحية السماوية وغيرها من الظواهر الروحية التي تعلو على قدرات الإنسان وتفوق إدراكه المادي هي سمة من سمات المسيحية وجزء أساسي من عقيدتها، فهي إعلان مستمر عن وجود الله واهتمامه بخليقته، كما أنها وسيلة من وسائل الوحي الإلهي وإعلان من إعلانات الله عن ذاته وإرادته وقد ظهرت العذراء القديسة مريم في كل القارات،سواء لجماعات أو لأفراد، وشاهدها ملايين البشر، وشاهدها في مصر،في كنيسة العذراء بالزيتون، فقط، اكثر من أربعين مليون شخص من بلاد وجنسيات وديانات مختلفة.
هذه الظهورات والظواهر الروحية لم تتوقف بصعود السيد المسيح إلى السماء ولم ينته كذلك عصر المعجزات، كما يتصور البعض، بل على العكس تماماً فقد وعد السيد تلاميذه والكنيسة بإرسال الروح القدس ليمكث إلى الأبد في المؤمنين كما وعد بأنه سيكون معنا إلى الأبد وان المعجزات ستتبع المؤمنين دائماً، في كل مكان وزمان، بدون توقف (يو14-16؛متى20: 2؛مر17: 16)، وقد تم كلامه بصورة حرفية فاستمرت المعجزات تحدث في كل وقت وفي كل مكان. ويشهد تاريخ بصفة الكنيسة عامة , والكنيسة القبطية بصفة خاصة، على ذلك، ويسجل مئات المعجزات التي حدثت، وما تزال تحدث كل يوم، كما يشهد الوقت الحاضر حدوث عشرات المعجزات كل يوم. وفي نفس الوقت أيضاً كانت الظهورات تحدث وما تزال في مكان وزمان، خاصة، ظهورات العذراء التي كثرت في القرن العشرين وازدادت بصورة لم يسبق لها مثيل، نعم كثرت الظواهر الروحية، وظهورات العذراء القديسة مريم بصفة خاصة، في القرن العشرين، وفي القرن العشرين بالذات، بصورة كثيفة ومذهلة، فقد سجل المهتمون بهذه الظهورات اكثر من 300 ظهور متكرر في كل أنحاء العالم منذ بداية هذا القرن وحتى اليوم، وهناك عشرات بل ومئات الظهورت التي ظهرت فيها العذراء لأفراد وعملت معهم معجزات ولم تسجل بصفة رسمية، بل رووها فقط لآبائهم الروحيين أو لأقاربهم والمقربين إليهم، كما سجُل الكثير منها في نبذ وكتيبات وكتب ومجلات دينية وغير دينية وجرائد محلية وعالمية. ولغات وديانات مختلفة. وارتبط ظهورها بحدوث آيات ومعجزات وخوارق غير عادية فوق القدرات البشرية سواء العادية أو العلمية، وتتعارض مع قوانين ونواميس الطبيعة وتفوق كل الأجهزة المعملية والعلمية الحديثة ويقف أمامها العلماء في حيرة وذهول، فقد حدثت فعلاً ولكنهم لا يجدون لها تعليلاً!! مثل قوة الشفاء في مياه لورد التي أنبعتها العذراء، وتحرك الشمس تجاه الأرض في فاتيما، وظهور أنوار وأضواء قوية مصاحبة لكل الظهورات تقريباً، وطيران كائنات روحية على شكل حمام ليلاً، وانتشار روائح ذكية، وروائح بخور وورد وروائح عطره، في الجو، قبل وأثناء وبعد الظهور، مثلما حدث في الزيتون، وخروج دموع بشرية ودماء بشرية وزيت من صورها وتماثيلها، وشفاء مرضى بأنواع كثيرة ومختلفة من الأمراض، والإعلان عن معجزات والأنباء عن أحداث ستحدث في المستقبل وقد تحقق أكثرها والباقي يحدث الآن، أو في طريقه للحدوث. كما صاحبت الظهورات نهضات روحية وانتعاش للإيمان، فتقوى إيمان الكثيرين من الذين كانوا ضعافا في الإيمان ورجع بعض الملحدين إلى الإيمان وآمن البعض من غير المؤمنين بالمسيحية، وذلك إلى جانب الحالات الروحية التي كانت تنتاب مشاهدي الظهورات من فرح داخلي ودهش وفقدان للإحساس بالزمان والمكان والوعي والرشد وارتفاع في الهواء وتغير القلب والحياة الداخلية.
2- موقف الكنيسة الرسمي منها
على عكس ما يتصور البعض ويتخيل تأخذ الكنيسة، دائماً، موقفاً حذراً تجاه هذه الظهورات، بل والأكثر دقة نقول، تأخذ الكنيسة موقف الشك عندما يبلغها أحد عن ظهور من هذه الظهورات عملاً بقول الكتاب المقدس " لا تصدقوا كل روح " (1يو1: 4)، و " امتحنوا كل شيء " (1تس21: 5). وفي العادة لا تسرع الكنيسة وراء كل من يبلغ عن ظهور سواء للعذراء أو لغيرها من القديسين، وإنما تنتظر إلى حين، فإذا تكررت هذه الظهورات ونتج عنها ما يدل على أنها من الله تشكل الكنيسة لجنة من الدارسين والخبراء، من رجال الدين والعلم، المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والحياد، بحيث لا يكون لهم رأى مسبق، لكي يدرسوا ويفحصوا كل شئ بالتدقيق وبحيدة تامة، وذلك بأسلوب علمي مجرد. يدرسون الشخص أو الأشخاص الذين شاهدوا الظهور، أثناء الظهور وبعد انتهائه، ويشاهدون لظهور بأنفسهم إذا أتيح لهم ذلك، في حالة تكراره مرات كثيرة، ويدرسون المعجزات التي حدثت نتيجة ذلك والآثار المترتبة عليه والناتجة عنه (في حالة ظهور العذراء في كل من الزيتون وشبرا اعتمدت كل من اللجنتين البابويتين على مشاهدتهما الشخصية للظهور قبل أي اعتبار آخر). وفيما يلي أهم الاختبارات والقواعد التي وضعوها وطبقوها في دراستهم وفحصهم والنتائج التي توصلا إليها:
(ا) الشك في كل ظهور يبلغ عنه، وان لا يعلن عن حقيقة ظهور إلا بعد تقييمه تقييما علميا شاملا والتأكد من حقيقته بدون أي شك أو احتمال للخطأ، التأكد المطلق، فهذه الأمور لا تحتمل أي نسبة من الخطأ ولو بنسبة واحد في المليون.
(ب) عدم مراعاة الأشخاص مهما كانوا ومهما كانت مكانتهم أو صحتهم أو مظهرهم. وكانت نسبة عالية من الظهورات التي حدثت مع فرد واحد أو مع أفراد قليلين لأطفال بسطاء وليس لرجال دين أو حكم أو من أصحاب النفوذ والجاه.
(ج) لابد أن يوضع في الاعتبار ميل البعض للفت الأنظار أو للشهرة، أو الاحتياج المالي، لئلا يدعى أحد ويزعم انه شاهد العذراء لمجرد لفت الأنظار إليه أو ليستغل ذلك في جمع المال.
(د) الصدق الذي لابد أن يتصف به مشاهد الظهور وحالته الروحية أثناء وبعد الظهور ودوره في تقوية إيمان الآخرين. فهل هو من المعروفين بالصدق أم على العكس من ذلك؟ وهل يغير أو يبدل في روايته في كل مرة يرويها أم يجيب عن الأسئلة بثبات وبدون تردد أو تناقض أو تغيير في التفاصيل؟ وفيما يلي أهم النتائج التي توصلوا إليها:
1 - دراسة الأحداث المحيطة بالظهورات والملابسات المصاحبة لها، وميول الأشخاص الذين شاهدوها للظهور والتظاهر، فعادة لا يرغب مشاهدو الظهورات، خاصة الفردية، في تركيز الأضواء والانتباه عليهم. وقد انتقل بعضهم من هذا العالم بعد الظهورات بفترات قليلة، والذين عاشوا منهم أكثرهم كرسوا حياتهم لله والتحقوا بالأديرة مثل برناديت ولوسيا.
2 - برهنت الدراسات على أن معظم من شاهدو الظهورات، خاصة الفردية، كانوا عادة من الشباب الطبيعيين تماماً، نفسيا وجسدياً، والذين لم يكن لهم أي دور روحي من قبل ولم يصفهم أحد بالقداسة قبل حدوث الظهورات لهم، كما لم يكونوا بالضرورة من المتعلمين جيداً.
3 - حدثت معظم الظهورات في اغلب الأحيان في أماكن هادئة ومنعزلة كالمرعى والمغاور، وفي أوقات كان الدين فيها يواجه أو على وشك أن يوجه هجوم مضاد
من القوى الشريرة، خاصة الإلحاد، و ما يسمى بالفكر المتحرر.
4 - حدثت الظهورات، في بدايتها، وفي كل الأوقات لأشخاص لم يتوقعوها أبداً، فقد كانت مفاجئة ومباغتة دائما وغير متوقعة منهم على الإطلاق، فلا برناديت ولا أطفال فاتيما الثلاثة ولا عمال هيئة النقل المسلمين الذين كانوا أول من شاهدوا العذراء في الزيتون، كانوا يتوقعون الظهور عندما شاهدوه للمرة الأولى.
5 - وغالبا ما كان يواجه هؤلاء المشاهدون اضطهاداً وسخرية من العامة ورجال الأمن، مثلما حدث مع برناديت وأطفال فاتيما، بل ومن رجال الدين أيضاً الذين كانوا دائماً آخر من يهرع لمشاهدة الظهور وآخر من كان يصدقه بعد الفحص الدقيق والدراسة العلمية الطويلة.
6 - وقد حذرت العذراء معظم من شاهدوا ظهوراتها بأنهم لن يكونوا سعداء في هذا العالم.
7 - يروى كل من شاهدوا الظهورات قصصاً واضحة ومنسجمة مع نفسها ومتناسقة وثابتة دائما ولم يناقضوا أنفسهم أبداً مهما أعادوا وكرروا رواية الأحداث التي شاهدوها حتى ولو في جزئية صغيره، مهما سئلوا ومهما تقدم بهم العمر، فهم يروون نفس الرواية ونفس التفاصيل، الكبيرة والصغيرة، بتناسق وترتيب ودقة في كل مرة ومهما بعد الزمن وتقدم بهم العمر، لأنها انطبعت في ذاكرتهم إلى الأبد.
8 - دائما تطلب العذراء في كل الظهورات أن يصلى المؤمنون دائما بكثرة وخاصة من اجل الخطاة لكي يتوبوا ويرجعوا إلى الله، وتحذر من عواقب الارتداد عن الله أو البعد عنه.
9- عادة ما يصاحب الظهورات أحداث إعجازية خارقة للطبيعة مثل شفاء المرضى بصورة إعجازية لا يمكن تعليلها.
10 - كما صاحبت الظهورات أحداث خارقة مستحيلة يعترف العلماء بحدوثها دون أن يجدوا لها تعليلا لأنها فوق كل قدرات البشر وقوانين الطبيعة، ولولا مشاهدة الألوف لها، ومنهم العلماء، لما تخيلها أحد، مثل تحرك الشمس تجاه الأرض وطيران الحمام ليلاً وارتفاعه لأعلى ثم أختفائة بصورة لا يمكن أن تحدث في الطبيعة عل الإطلاق.
11 - وهناك ظهورات تقع خارج مجال هذه النقاط والملاحظات ومن ثم يصعب على البحث الديني والعلمي التحقق منها سريعا ولذلك تأخذ وقتا ومجالا أطول للتحقق من صحتها وتقييمها، حتى لا يكون هناك أي احتمال للشك من جهتها.
صورة فوتوغرافية للعذراء رآها ملايين البشر
صورة فوتوغرافية للعذراء رأها ملايين البشر وبعد الوصول لهذه النتائج يعلن أسقف الأبرشية، إذا كان الظهور خارج نطاق أبرشية البابا، نتائج عمل اللجنة وحقيقة الظهور وانه لا يتضمن شيئاً ضد الإيمان والأخلاق وأنه موحى به وخارق للعادة وفوق نواميس وقوانين الطبيعة، وان من نتائجه تقوية الإيمان والعودة لله وإنكار الذات والصلاة. ثم يلي ذلك الاعتراف البابوي، حيث يعلن البابا بناء على ما سبق حقيقة الظهور ومحتوياته، وبعد مرور وقت كافي يسجل الظهور في تقويم الكنيسة الرسمي ويقرا على المؤمنين في ذكرى اليوم الأول للظهور من كل عام.
3- طبيعة الظهورات
ظهرت العذراء في مرات كثيرة لأفراد ولم يشاهدها أحد سواهم، ومع ذلك فقد شاهد المئات والألوف الظواهر والمعجزات التي كانت مصاحبة لها والحالة الروحية التي كانوا عليها أو النور الذي كان يصاحب الظهور. كما ظهرت أيضا للملايين الذين شاهدوها في أشكال مختلفة وشاهدو الظواهر الروحية التي كانت مصاحبة لها، وفي كل الأحوال فقد رأى المشاهدون العذراء في هيئة بشرية مألوفة لجسم له ثلاثة أبعاد (طول وعرض وارتفاع). وكان الرائي عادة ما يدرك كلامها بعقلة ويخاطبها بشفتيه فيسمع الحضور حديث الرائي ولا يسمعون حديث العذراء، كما حدث في ظهور العذراء في فاتيما، وكانت رسائلها دائما واضحة ومميزة وتبقى في ذهن الرائي ولا تغيب عنة مهما طال الزمن. وغالبا كان ينتاب الرائي حالة من الدهش الروحي أو الغيبوبة الروحية تجعله يفقد الحس والمكان والزمان، وكان عادة لا يستجيب لأي مثير أو منبه خارجي، مهما كان، مثل احتراق الشمعة في يد برناديت دون أن تحس بها أو تدركها أو تترك أي اثر عليها. وفي بعض الأحيان كانت تترك علامة مميزة مثل الصورة التي طبعتها على القماش في جواديلوب بالمكسيك، ومثل الصور الفوتوغرافية التي تم تصويرها لها في الزيتون. وفي حالات كثيرة نزفت تماثيل العذراء وأيقوناتها دماً مثلما حدث لتمثال العذراء في اكيتا باليابان والتمثال الذي جاء إلى إيطاليا من البوسنة وفي صورة المسيح التي بكت في بيت لحم وصورة العذراء الذي بكت دموعا في أمريكا. كما نضحت بعض صور العذراء زيتاً مثل صور ميرنا بسوريا والأسرة القبطية في أمريكا.
4- الظهورات والاعتراض عليها
هناك بعض الناس لا يؤمنون بهذه الظهورات لأسباب مختلفة، فمنهم من لا يؤمن بها لعدم إيمانه أصلا بوجود الله والعالم الروحي، ومنهم من لا يؤمن بها لأنه يدين بدين آخر غير المسيحية، ومنهم من يرفضها من المسيحيين لأسباب عقيديه، أو لعدم إيمانه بالشفاعة التوسلية للعذراء والقديسين مثل بعض الفرق البروتستانتية. يقول د. القس أكرام لمعي مدير كلية اللاهوت الإنجيلية في جريدة الميدان الصادرة في 2/9/97 " أن القديسين في الأساس بشر أدوا رسالتهم وهم الآن في السماء ممنوع عليهم الظهور. لأن الظهور في الأرض من صفات الله فقط فكيف يمكن لإنسان أن يكون في أكثر من مكان في الأرض وفي السماء في وقت واحد سوى الله عز وجل ... كما أن ظهور القديسين يعطيهم صفة إلهية ... فهل الهدف من ظهور القديسين هو تمجيد الله أم الشخص الذي يظهر؟! ". وتقول الجريدة " ويشير مدير كلية اللاهوت الإنجيلية إلى أن الكتاب المقدس ليس به آي نوع من الظهور سوى ظهور السيد المسيح...وبمجرد صعوده لم يذكر لنا الكتاب آي شئ عن ظهوره بعد ذلك. فإذا كان المسيح لم يظهر مثلما يحدث الآن فكيف يظهر القديسين ومكتوب أن الشيطان نفسه يقدر أن يظهر في صورة ملاك نور وغيرها من الأشكال "!!!
ويبدو أن مدير كلية اللاهوت الإنجيلية في حاجة إلى درس ليس في اللاهوت فقط وإنما في ابسط مفاهيم الكتاب المقدس لأن كل كلامه يدل على جهل بالكتاب المقدس وينسب له ما ليس فيه ويفسره على هواه!!
أولاً: من قال له أن القديسين ممنوع عليهم الظهور؟! ومن قال له أن القديس عندما يظهر يكون في السماء وعلى الأرض في آن واحد؟! ومن الذي علمه أن الكتاب المقدس ليس به أي نوع من الظهور سوى ظهور السيد المسيح؟!
(1) يذكر الكتاب المقدس عشرات الظهورات للملائكة مثل ظهور الملاك جبرائيل لزكريا والد يوحنا المعمدان، يقول الكتاب " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور. فلما رآه زكريا أضطرب " (لو11: 1،12) وظهوره للعذراء القديسة مريم " فدخل إليها الملاك وقال لها سلام لك أيتها المنعم عليها " (لو28: 1).
(2) كما ظهر كل من إيليا النبي، الذي صعد إلى السماء في مركبة نارية (2مل11: 2)، وموسى النبي الذين مات ودفن (تث5: 34،6)، مع السيد المسيح على جبل التجلي، يقول الكتاب "وفيما هو يصلى (المسيح) صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعاً. وإذا رجلان يتكلمان معهُ وهما موسى وإيليا اللذان ظهرا بمجدٍ " وقد شاهدهما التلاميذ "رأوا مجدُه والرجلين الواقفين معهُ " (لو29: 9،32).
(3) كما يذكر الإنجيل للقديس متى أنه عندما أسلم السيد المسيح الروح على الصليب أن " القبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " (مت52: 27،53). فهل كان هؤلاء في السماء وعلى الأرض في آن واحد؟! وهل كانوا آلهة؟، كلا، فهم جميعاً مخلوقات محدودة في كل شئ، ولكنهم رسل، رسل الله، سواء كانوا ملائكة أو بشر، وظهورهم على الأرض هو تكليف إلهي لهم لتأدية مهام محددة في مكان محدد وزمان محدد.
ثانياً: هل يتصور مدير كلية اللاهوت الإنجيلية أن الشيطان هو الذي ظهر على قباب الكنيسة وجعل ملايين الناس تعود إلى الإيمان وتمجد الله وتسبحه في كنيسته؟؟؟!!! وصنع عشرات المعجزات التي أثبت الفحص الطبي إعجازها؟؟؟!!! فبدل أن يضللهم ويبعدهم عن الله يجعلهم يمجدون الله؟؟؟!!! والغريب بل والعجيب هو أسلوب عرضه لآيات الكتاب المقدس حيث يقول " ومكتوب أن الشيطان يستطيع أن يظهر في صورة ملاك نور وغيرها من الأشكال "، في حين أن نص الآية هو " ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيماً أن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر " (2كو14: 11،15). وهنا تعنى الآية خداع الشيطان ومكر أتباعه ولا تقصد أبدا الظهور في أي صورة مرئية يراها الناس!!! كما أنه يناقض نفسه ويظهر عدم فهمه للكتاب عندما ينفي كل ظهور غير ظهور السيد المسيح ويتجاهل ظهور الملائكة والأنبياء والقديسين الذي هو ثابت في الكتاب المقدس بينما يوحي بظهور الشيطان!! فهل الشيطان في نظره إلهاً؟؟!! وهل كان مساوياً للسيد المسيح؟؟!! ليته يدرك ما يقول.
ولا يسعنا هنا أن نقول لمثل هؤلاء سوى قول السيد المسيح " تضّلون إذ لا تعرفون الكتب ولاقوه الله " (مت29: 22).
ثالثاً: وقد جهل مدير كلية اللاهوت الإنجيلية أو تجاهل أو نسى أو رفض اعتراف كنيسته التي اعترفت بالظهور، الذي تحدث عنه العالم كله في حينه، بلسان رئيس الطائفة الإنجيلية السابق د. القس إبراهيم سعيد الذي أكد أن ظهورات العذراء في الزيتون حقيقة مؤكدة!!
وكان في مقدور جميع المعارضين الذهاب إلى مكان الظهور لمشاهدته، والتحقق من صحة المعجزات التي حدثت واختبار الذين شاهدوا الرؤى بأنفسهم، ولكنهم لم يفعلوا، إنما وقفوا يرفضون ويلقون بالاتهامات بلا دليل، ولا حجة لهم سوى القول أن عصر المعجزات قد انتهى!! والتشدق ببعض نظريات علم النفس وأقواله!! بل واتهم بعضهم الكنيسة بتأليف هذه الظهورات ونسوا أنه قد تم تصوير هذه الظهورات فوتوغرافياً وشاهدها الملايين على قباب الكنيسة، بل وكانت الكنيسة آخر من اعترف بها بعد البحث والدراسة والتأكد من حقيقتها وصحتها. كما اتخذ البعض من عدم ذهاب البابا بنفسه لمشاهدة الظهور، في أيامه الأولى، ذريعة للتشكيك في صحة الظهور!! مع أن العكس هو الصحيح لأنه كان على قداسته أن ينتظر حتى تثبت الأحداث حقيقة الظهور من عدمه، وحتى لا يسبب ذهابه قبل ذلك انطباعا عكسياً ويؤثر في الناس تأثيرا كبيرا، كما كان عليه أن ينتظر نتيجة عمل اللجنة البابوية المشكلة للبحث والتحقق من حقيقة الظهور والتأكد من صحته والإعلان الرسمي عنه، وقد علق قداسة البابا كيرلس السادس على ذلك في جريدة أخبار اليوم الصادرة في [url=tel/5/1968]11/5/1968[/url] بقوله " أنني لم أذهب لرؤية ظهور العذراء حتى أتيح للناس فرصة المشاهدة بأنفسهم دون تأثر بأي اعتبار ". وأكد قداسته " أن ظهور القديسين والملائكة ثابت في الكتاب المقدس ".
كما زعم أحدهم وادعى أن بعض المسيحيين بمصر استغلوا نكسة 1967م وادعوا أن العذراء ظهرت للناس وأعادت البصر للعميان والقوة للكسيح، ثم ينقل عن أحد الكتاب الغربيين زاعماً أن الذي ظهر ليس إلا انعكاساً ضوئياً!!! ونقول لهم جميعاً ونذكرهم أن البوليس المصري قام بفحص المنطقة المحيطة بالكنيسة، فحصاً دقيقاً، لمسافة 24 كيلو متر لكي يكشف عن أي نوع من الحيل يمكن أن يكون قد أستخدم لعمل مثل تلك الأشكال التي ظهرت بها العذراء حتى تأكد تماماً من حقيقة الظهور، وبعد ذلك ذهب رئيس الجمهورية بنفسه وشاهد الظهور وتأكد منه!! بل وكان أول من شاهدوا الظهور وتكلموا عنه مسلمين وليسوا مسيحيين، كما أن المعجزات التي صنعتها العذراء لم تفرق فيها بين المسيحي والمسلم، فقد حدثت المعجزات لكليهما وشاهد الظهور ملايين الناس، على مدى ثلاث سنوات، من ديانات وبلاد وجنسيات وثقافات مختلفة!!! فهل تواطأ هؤلاء جميعا معا؟؟؟!!! وهل خُدع هؤلاء جميعاً وعلى مدى شهور طويلة وسنوات ولم يستطيعوا التمييز بين انعكاس الضوء والهيئة الإنسانية التي ظهرت بها العذراء؟؟؟!!! ولماذا لم يذهب هؤلاء بأنفسهم ليتحققوا من حقيقة الظهور بأنفسهم؟
كما زعم البعض أن هذه الظهورات ما هي إلا خيال جماعي لأناس كانوا يرغبون ويتمنون ما زعموا انهم شاهدوه!!! أو انهم تخيلوا انهم شاهدوه!!! فهل يصدق عقل سليم هذا الهراء؟! فكيف يتخيل ملايين الناس الذين كانوا من بلاد كثيرة ومن جنسيات مختلفة ويتكلمون لغات مختلفة ولهم ثقافات مختلفة ومهن مختلفة وديانات مختلفة بنفس التفاصيل لشخص واحد وشئ واحد وفي وقت واحد؟؟؟!!! أليس هذا مجرد هراء؟ وضد العقل والمنطق والواقع؟ وقال بعض آخر " كل الكلام عن الظهورات والرؤى مرتبط أكثر بحالات نفسية وغالبا يصدر من بعض من لديهم انفصام في الشخصية "!!!
ونقول لمثل هؤلاء: تقول التقديرات أن من شاهدوا ظهورات العذراء على مدى ثلاث سنوات حوالي أربعين مليون شخص من جنسيات وأديان مختلفة، فهل كانهؤلاء جميعا لديهم انفصام في الشخصية أو لديهم حالات نفسية؟؟؟!!!!
هل يمكن أن تكون هذه الصورة الفوتوغرافية التي تحمل كل ملامح العذراء وفوقها ترف حمامة نورانية وهماً أو انعكاساً ضوئياً؟! أو خيالاً جماعياً؟! وهل يؤدى عدم الإيمان إلى إنكار الحق؟!
وقال المؤرخ د. يونان لبيب رزق " بعد نكسة 1967 بعام واحد كانت معنويات المصريين أقباطا ومسلمين في الحضيض وفجأة طهرت شائعات تقول بظهور العذراء في كنيسة الزيتون وتبين أن هذا مجرد وهم "!!! ونقول له متى تبين أن ذلك كان مجرد إشاعة ووهم؟؟!! وهل كانت كل هذه الملايين التي شاهدت الظهور على مدى ثلاث سنوات واهمة؟؟!! وهل كان تقرير اللجنة البابوية ومشاهدة قداسة البابا ورئيس الجمهورية وغيره من الرسميين والديبلوماسيين وهما؟؟!! وهل كانت الصحافة المصرية والعربية والعالمية ووكالات الأنباء العالمية التي صورت الظهور وأذاعته كحقيقة مؤكدة في جميع أنحاء العالم واهمة؟؟!! أم أنه هو يجلس في بيته ويعيش في وهم أفكاره ويتوهم أن الناس توهموا؟؟!!
وقال بعض آخر " أن كل الأديان الوثنية بل والإسلام أيضا بها روايات، أضعاف مضاعفة لمثل هذه الظهورات!!! ويقول أحدهم " طيب ما قولك في الخوارق التي يتحدث عنها البوذيون والهندوس والمسلمين وغيرهم "؟ وأقول له ؛ العبرة ليست بما يقال إنما العبرة بالدليل والبرهان. وقد جاء كل ظهور للعذراء بدليل وبرهان على حقيقته التي نبينها لكم في كل ظهور ولكن تتجاهلونها.
وقال البعض الآخر أنها مجرد أكاذيب يلفقها النصارى، وقال أحدهم أن هذه الظهورات تشبه ما ساد الحروب الصليبية وغيرها من روايات!!! وأرجع نفس الشخص نقلا عن الدكتور محمد جمال الدين أفندي الذي أرجع الظهور على كنيسة العذراء بالزيتون وما رآه الناس فعلاً لظواهر علمية طبيعية!!!!!
إذا فهناك ظواهر حدثت فعلا وصفها الدكتور محمد جمال بأنها ظواهر حقيقية، بل وهناك تقارير حقيقة عن ظهور أطياف وألوان ظهرت على كنيسة العذراء، ولكن من وجهة نظره، كانت خادعة فخدعت الجميع فأطلقوا عليها نفس الاسم الذي تحمله الكنيسة التي ظهرت النيران عليها، وهنا ظن القوم خطأ أنها روح مريم عليها السلام!!!
بل وقال أحدهم أن هذه الخدعة من تأليف المخابرات العامة لإلهاء الشعب الغاضب بعد نكسة 67م!!!!
ونقول لهم أرسو لكم على بر فهل نحن أصحاب خرافات مثل بقية أصحاب الأديان ومنهم المسلمين؟؟!! أم ملفقون مزورون لرواج ديانتنا؟؟!! أم خدعتنا، ومعنا المسلمين أيضا، الظواهر الطبيعية؟؟!! أم خدعتنا جميعا المخابرات العامة المصرية، وسكتت على خداعها وبلعت الطعم جميع مخابرات العالم الأخرى مثل الأمريكية والسوفيتية، وقتها، وغيرهما!! وإذا كانت المخابرات في ذلك الوقت بمثل هذه التكنولوجية والتقنية العالية التي فاقت بها جميع مخابرات العالم، فلماذا حدثت النكسة أصلاً؟؟؟!!!!
بل ونسأل هؤلاء جميعاً ونقول " هل الظهور هو خرافة من الخرافات، أم تلفيق من المسيحيين لرواج ديانتهم، في بلد أكثريته مسلمة، تقول إحصائياتها العامة أن عدد المسلمين بها أكثر من 90%، أم خدعة وتلفيق من المخابرات المصرية!!! وليسمحوا لنا أن نسألهم هذا السؤال أيضا ؛ لماذا تلفق مخابرات مصر الدولة الإسلامية والتي لا يوجد بها مسيحي واحد في مكان حساس في أجهزة الدولة المختلفة، وبصفة خاصة المخابرات العامة، ظهوراً للعذراء فوق كنيستها في الزيتون لتوهم الناس بأنها العذراء لجذب تفكير الشعب الغاضب من النكسة؟؟؟!!! لماذا لم تفعل ذلك من فوق أحد مساجد الأولياء الذين يكرمهم الشعب المصري مثل مسجد السيدة زينب أو مسجد الحسين؟؟؟!!! ألم يكن ذلك أجدى وأكثر نفعا؟؟!! ففي هذه الحالة يكون التأثير في الأغلبية وليس في الأقلية؟؟!!
والغريب أن هؤلاء يتجاهلون ما رافق الظهورات من خوارق للطبيعة مثل نبع لورد في فرنسا والموجود حتى الآن ومعجزات الشفاء التي صُنعت مع المئات من المسلمين والمسيحيين، والدرسات العلمية التي أجراها العلماء كل في تخصصه حول ما حدث مثل التحقق من حدوث المعجزات بمراجعة التقارير والفحوصالطبية المختلفة لمن حدث لهم معجزات شفاء؟؟؟!!!
وقال البعض أن أمر الظهور لم يرد في الكتاب المقدس وأن العذراء لم تكن تشفي وهى حية منذ ألفي سنة فكيف تشفي الآن؟ ونسى هؤلاء عدة حقائق ؛ وهى أن ظهورات العذراء والقديسين حقيقة واقعة وأمر وارد في كل مكان وزمان على مر التاريخ وأن العذراء القديسة مريم هي المكرمة والمفضلة على سائر نساء العالمين والممتلئة بالنعمة كما وصفها الملاك " سلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء ". فقد استحقت أن تكون أماً للكلمة المتجسد وسكن اللاهوت في أحشائها تسعة اشهر، وبالتالي صارت اعظم من الأرضيين والسمائيين، وإذا كان الأنبياء والرسل قد صنعوا المعجزات بقوة الروح القدس الذي حل عليهم وسكن فيهم، والعذراء قد حل عليها الروح القدس وسكن اللاهوت في أحشائها تسعة أشهر وما أن سلمت على اليصابات حتى حل الروح القدس عليها، اليصابات، كقول الوحي الإلهي " فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها. وامتلأت اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتى أم ربى إلىٌ. فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني " (لو41: 1،44)، إلى جانب إدراكها بالروح القدس، في عرس قانا الجليل، أن السيد المسيح سيصنع معجزة تحويل الماء إلى خمر فقالت له " ليس لهم خمر "، وقالت للخدم " مهما قال لكم فافعلوه " (يو3،5: 2)، وقد أطاعها السيد وحول الماء إلى خمر،بحسب إرادته الإلهية، فهل كان يستحيل عليها أن تصنع المعجزات بقوة الروح القدس الذي حل عليها وبقوة اللاهوت الذي سكن في أحشائها؟؟!! أن الكتاب لم يذكر أن العذراء شفت مرضى في حياتها كما لم ينفي ذلك أيضا، بل على العكس فأنه لا يستحيل على الله شيء، فإذا كان الروح القدس قد حل على اليصابات بمجرد سلام العذراء عليها، فهل يستحيل على الله أن يستخدمها في عمل معجزات أخرى، سواء في حياتها على الأرض أو بعد انتقالها إلى السماء؟ فكل شئ مستطاع لدى الله ولا يستحيل عليه شئ.
5- لماذا كثرت الظهورات في القرن العشرين؟
والسؤال الآن هو ؛ لماذا كثرت ظهورات العذراء في القرن العشرين؟ وعلام تدل؟ وماذا يريد أن يقول لنا السيد المسيح من خلالها؟ وماذا كانت تحمل العذراء من رسائل إلى العالم، وفي هذا القرن بالذات؟ ولماذا هذا القرن بالذات؟
تميز القرن العشرون عما سبقه من قرون بأنه تجمعت فيه كل العلامات كل العلامات التي قال عنها السيد المسيح والقديس بولس الرسول عن ضد المسيح، أو أضداد المسيح، والمجيء الثاني ونهاية العالم، مثل تأسيس دولة إسرائيل وكثرة الحروب، سواء الأهلية أو الدولية أو العرقية أو الدينية، بأسبابها المختلفة، وانتشار أخبار هذه الحروب والأوبئة والمجاعات والزلازل العظيمة والاضطهادات والارتداد عن الدين وكثرة الآثم والأنانية وبرود المحبة، كما رافق ذلك أيضا انتشار الكرازة في المسكونة كلها (انظر متى 24؛ مرقس 13؛ لوقا21؛ 2تس2). (اقرأ ذلك بالتفصيل في كتابنا المجيء الثاني وهل سينتهي العالم سنة2001 أو 2012م).
كماتميز هذا القرن بالارتداد الشديد عن الإيمان المسيحي، خاصة في الكاثوليكية والأنجليكانية وفي البلاد الأوربية! واتجه كثير من الناس إلى الإلحاد (عدم الإيمان بوجود الله) والمادية ومذهب المتعة والشيوعية، واعتبر البعض أن وجود الله غير ضروري في حياة الإنسان! واتجه البعض إلى عبادة الشيطان التي تنادى بعكس ما تنادى به المسيحية تماماً.
انتون لافي مؤسس عبادة الشيطان
يقول انتون لافي مؤسس عبادة الشيطان في مجلة المراهق الأمريكية عدد يونيو1993م "بدلا من أمر الأعضاء أن يقمعوا دوافعهم الطبيعية، نعلمهم انه يجب أن يتبعوها، ويشمل ذلك الشهوة الجنسية، والرغبة في الانتقام، والدافع للحصول على الممتلكات المادية " أي يحرضونهم على الزنى والقتل والسرقة 00 الخ، يحرضونهم على الشر، قال أحد عبدة الشيطان " أؤمن بأن يعيش المرء حياته إلى حدها الأقصى، أنا أرى قوتين في الطبيعة: الخير والشر. كل الأمور التي يقول الناس أنها شر هي الأمور التي تسعدك. فالخطايا تقود إلى المسرة العاطفية، الجسدية العقلية "!! وقال شيطاني آخر " ماذا هناك ليعيش المرء من اجله؟ سنعيش ليومنا ونفعل ما نريد، فليس هناك مستقبل ". وتتلخص عبادة الشيطان في أقوالهم الآتية:
* الصلاة لا فائدة منها ؛ فهي تبعد الناس عن النشاط المفيد!!
* استمتع باللذة بدلاً من التقشف ؛ مارس الخطايا المسيحية السبع المميتة بفرح!!
* الطمع، الكبرياء، الحسد، النهم، الشهوة، الكسل!!
* إذا لطمك إنسان على أحد خديك فألطمه أنت على الأخر!!
*افعل للآخرين كما يفعلون بك.
* مارس النشاط الجنسي وأستمتع به بحرية بحسب احتياجاتك (التي قد تتحقق افضل في الزواج الأحادي، أو بممارسة الجنس مع الكثيرين الآخرين ؛ أو باشتهاء أفراد الجنس المغاير ؛ أو باللواط (الشذوذ الجنسي ؛ رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة) أو ثنائي الجنس (المخنس) ؛ استخدم الولع الجنسي كما تريد ؛ بنفسك أو مع شخص آخر أو مع اكثر من واحد)!!
* الشيطاني لا يحتاج إلى قوانين تحكمه (كل شئ بالنسبة له مباح ولا يقيده شئ)!!
وللأسف الشديد فقد انتشرت هذه العبادة الشيطانية بين الكثيرين خاصة في البلاد المتقدمة والتي تعطى حرية بلا حدود. كما انتشرت أفكارها في العالم بين الذين لا يؤمنون بالشيطانية وبين الذين لا يعرفون شيء عنها أو حتى الذين لم يسمعوا عنها فلم يعد من الضروري بالنسبة للكثيرين في معظم بلاد العالم أن تكون الفتاة عذراء قبل الزواج! كما لم يعد الكثيرون يخجلون من العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة بل وبين الرجل والرجل والمرأة والمرأة، والتي أصبحت مقبولة في جزء كبير من المجتمع الغربي، على أساس أن ذلك من الحرية الشخصية!! وتقول إحصائية سنة 1997أن 95% من العلاقات الجنسية تحدث خارج الزواج!! (وللمزيد أنظر كتابنا المجيء الثاني وهل سينتهي العالم سنة 2001 أو سنة 2012م؟)
س - لماذا ظهرت العذراء بكثرة في القرن العشرين؟
والسؤال الآن هو: لماذا ظهرت العذراء بكثرة في القرن العشرين؟ هل ظهرت بكثرة فيه لتقود الكثيرين إلى الإيمان؟ وهل كان ظهورها في مصر، في الزيتون، من سنة 1968م إلى 1970م، في الفترة بين الهزيمة والنصر، هو تعزية ورجاء، وخاصة إنها كانت تمسك في يدها، غصن الزيتون؟ وهل كان ظهورها في شبرا سنة 1986م، والذي جاء سابقا لفترة من فترات الآلام بسبب الإرهاب هو أيضاً تعزية ورجاء؟ وهل كانت ظهوراتها للعالم المجروح والمنكوب هي تعزية أيضاً مع أمل ورجاءً، أم تحذير نهائي للعالم كله قبل فوات الأوان؟ أم كان ظهورها إعلان متجدد من الله عن حقيقة وجوده وحقيقة وجود الروح والعالم الآخر والحياة الأبدية وصحة الكتاب المقدس والإيمان المسيحي؟ هل هو تحذير للعالم المتردي قبل السقوط في الحفرة التي حفرها لنفسه، لكي يعود إلى رشده؟ أغلب الظن أنها ظهرت لكل هذه الأسباب وغيرها أيضاً.