: القديسة الشهيدة أفدوكية البعلبكية (القرن الثاني الميلادي): 1 آذار
March 1,
أفدوكية الكلمة معناها "الرغبة". كانت أفدوكية سامريّة الأصل، استوطنت مدينة بعلبك زمن الإمبراطور الروماني ترايان. لم تكن مسيحية أول أمرها بل وثنية.
وإذ تمتّعت بجمالٍ آخّاذ امتهنت الفجور وجمعت لنفسها ثروةً كبيرة. سلكت أفدوكيا على هذا النحو سنين إلى أن مرّ بها رجلٌ مسيحي غيّر لديها مجرى الأمور.
اسم هذا الرجل جرمانوس، وقيل أنه نزل يوماً في بعلبك لدى امرأة مسيحية يقع بيتها بقرب بيت أفدوكية.
أثناء الليل قام الرجل وتلا بصوتٍ مرتفع مزاميره كما اعتاد، ثم قرأ نصّاً في كتابٍ حول الدينونة الأخيرة وعقاب الخطأة وثواب الأبرار. وإذ بلغت تلاوته أذني أفدوكية فتح الله قلبها فاستفاقت واستيقظ ضميرها فاستغرقت في أسىً عميق على نفسها وذرفت الدمع طوال الليل
. في الصباح خرجت مسرعةً إلى رجل الله ورجته بلهفٍ أن يدلّها على سبيل الخلاص. فبشّرها بالمسيح وعلّمها الصلاة.
واعتمدت أفدوكية على يد ثيودوتوس، أسقف بعلبك. وللحال سلّمت ثروتها إلى أحد الكهنة ليوزّعها على المحتاجين.
أما هي فسلكت درب العذارى وأسلمت نفسها بالكليّة إلى الإله القدير. وقد جرت على يديها عجائب جمّة.
ولم يمضِ زمنٌ طويل على هداية أمة الله حتى ذاع خبرها وبلغ آذان بعض الذين عرفوها في زمن غربتها فساءتهم مسيحيتها.
وقام عدد منهم إلى الولاة فوشَوا بها، أنها انقلبت على دين أمتها وأنها تمدُّ يد العون، بما أوتيت من ثروة، إلى المسيحيين المتآمرين على الإمبراطورية وآلهتها.
وقد قبض عليها أحد حكام بعلبك المدعو منصور، وعمد جنده من دون محاكمة، إلى قطع هامتها وهكذا نالت إكليل الشهادة. فبشفاعاتها أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلّصنا. آمين