التحرّش الجنسيّ بالاطفال
قد لا يروق البعض أن يتكلم كاهن في التحرّش الجنسي،
وذلك كي يظل هذا الكاهن، في نظرهم، فوق كل الأمور الدنيوية.
ولكن كيف للكاهن أن يكون خارج الأحداث الساخنة إذا كان مربياً وراعياً؟
سأتكلم في المسألة باقتضاب على رجاء التوسع في التفاصيل، في كتيّب يصدر قريباً.
لقد هالني جداً عندما كنت اتابع العنوان أعلاه على احدى الشاشات الصغيرة.
كنت ألاحظ الحديث يدور بطريقة وصفية لم تأت، ولو للحظة، على تشخيص الأسباب الداعية إلى التحرش.
ما هي الأسباب الداعية إلى التحرش؟ أعدّد بعضها تاركاً التفاصيل للكتيب الوشيك.
1- الطفل أو القاصر كائن ضعيف قوةً وادراكاً ويمكن استغلاله والاحتيال عليه.
2- مرض نفسي يعاني منه المتحرشون فيستسهلون العلاقة مع الصغار دون الكبار البالغين.
3- الشك بأنفسهم في اختبار الجنس فيلجأون إلى من لا يتسبّب لهم بالإحراج.
4- موجة شهوانية عارمة تجتاح الشاشتين الكبيرة والصغيرة، باسم الحرية.
5- مشكلات اقتصادية تحول دون الزواج، ببساطة.
6- مراهقة صعبة، طويلة، تجعل هواجس الجسد أقوى تأثيراً من ايحاءات العقل الفتي.
7- تقصير الوالدين عن الإحتضان والمتابعة التربوية اللصيقة لصغارهم،
الأمر الذي يُفضي إلى خروج الأولاد إلى المجتمع الواسع بدون توجيه ومناعة.
8- بنظر المتحرش، الطفل هو موضوع متعة لا أكثر، بينما الحقيقة هي أنه على صورة الله مخلوق.
9- طغيان الهاجس الجنسي على مرافق الحياة وأنشطتها.
10- انعدام الحشمة وغيرها......
سأكتفي بنقطة واحدة أتوقف عندها.
- تقصير الوالدين عن متابعة أمور أولادهم.
1- نصيحتي إلى الأهل أن يكتفوا بالضروريات من أمور الحياة
كي لا يعملوا كثيراً فيضطرون للعمل لتأمين رفاهيات العيش أيضًا، فهذا يُغيّبهم عن أولادهم،
ويحرم الأولاد الحنان الوالدي.
أعطوا صغاركم القليل الضروري لا الرفاهيات الخانقة.
2- صادقوا أولادكم حتى إذا تعرضوا إلى خبرة من هذا القبيل (التحرش)،
تكون المصارحة ممكنة والنجاة أكيدة، وبدون ثمن قاتل.
3- راقبوا رفاق صغاركم، سلوكهم، تصرفاتهم والعبارات الصادرة عنهم،
والغريبة عن البيت، دون اعتماد وسائل التجسس الرخيصة التي تُرتّب عليهم ضغطاً ولا تنفعهم.
4- عيشوا فضائل الإنجيل أمامهم، كي يقتدوا بكم ويتحصنوا أمام فخاخ الحياة الكثيرة.
5- لا تقضوا أمسياتكم على التلفزيون فيهمَّش الصغار. بل تحدثوا اليهم عن أعمال النهار ونشاطات المدرسة.
وفي هذا شكل من متابعة واحتضان لهم ولحياتهم الحاضرة والمستقبلية بآن.
6- عوّدوهم على الكتاب المقدس المصوّر كي يألفوه لاحقاً بدون صور، لأن الله شخص جميل وليس فكرة.
نحن في الشرق لا نرفض الله، إلا أن مشيئته لا تعنينا لأنه بنظرنا فكرة مقبولة وليس شخصاً محباً ومحبوباً.
7- درّبوا أولادكم على الحس النقدي، لا على التلقّي المدرسي القاتل. فهذا ينفعهم لنموّ فضيلة التمييز في نفوسهم.
الحس النقدي مهم لهم عندما يجلسون أمام التلفزيون وسواه. في الحقيقة،
الناس اليوم لا يفكرون أن انعدام الحشمة سبب كبير للكثير من المشاكل الإجتماعية.
انهم يرون في الصرعات والغرائب وجوه حداثة وتطور، وهذا غير صحيح البتّة.
في الختام أردت كلمتي بسيطة وموجزة علّها تكون نافعة لنا ولعائلاتنا، فتسلم عائلاتنا وبيوتنا،
وننمو نحن ببركات نعم الرب. آمين.