أهم الأمراض الواردة في الإنجيل المقدس
ورد في الإنجيل المقدس حوادث شفاء عديدة قام بها السيد المسيح، حيث شفى مرضى كثيرين،
بشكل افرادي أو جماعي. فقد شفى كثيرين ممن كانوا مصابين بأمراض وعلات مختلفة.
وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنّهم عرفوه(مر 1: 34).
وأيضاً ورد: «وجاء اليه جموع كثيرة، معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون»
(مت 15: 3). وفي هذه المقالة استعرض بعض الأمراض التي وردت في الإنجيل،
مع تصنيفها والتعليق عليها:
1ـ الصرع:
وهو مرض قديم معروف، وله أسباب عديدة، التقدم الطبي الحديث وضّح لنا حقائق كثيرة عنه،
وخفّف الكثير من معاناة المصابين.
هناك سرد واضح لحالة الصرع في إنجيل مرقس «حيثما ادركه يمزقه فيُزبِد ويصر بأسنانه وييبس»
(مر 9: 18). وهذا وصف واضح لهجمة الصرع كما يصفها الكتاب الطبي.
وداء الصرع مذكور بالاسم في إنجيل متى، حيث ورد مايلي:
«فاحضروا اليه جميع السقماء والمصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين
والمفلوجين فشفاهم» (مت 4:34). وهناك أيضاً ذكر لحادثة شفاء الابن المصروع
(مت 17: 14 ـ 18)، وحادثة شفاء ابنة المرأة الفينيقية المصابة بالصرع(مر 9: 27).
2ـ العمى:
إن حوادث اعادة البصر للعميان ترد كثيراً في الإنجيل المقدس، فقد جاء في إنجيل مرقس مثلاً:
«اذهب، ايمانك شفاك، فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق» (مر1: 52).
كما وردت حوادث آخرى، منها الاعمى منذ الولادة (يو 9: 1)، وشفاء الاعمى في بيت صيدا
(مر 8: 25)، وفي أريحا (لو 18: 35 ـ 43).
من الصعب تصنيف أسباب العمى وأسبابها في ذاك العصر، ولكن في اعتقادي،
أغلبها كان ناتجاً عن التهابات مثل مرض التراخوما المعدي، والذي خفّ انتشاره كثيراً،
بسبب المضادات الحيوية. والسبب الثاني الشائع للعمى هو مرض الساد (المياه البيضاء)،
وهي كثافة في العدسة، يحدث مع تقدم العمر.
السبب الولادي يمكن أن يكون إلتهاباً منتقلاً من الأم إلى الجنين اثناء الحمل، وهي عديدة،
أو بسبب رضي للدماغ اثناء الولادة (نقص الأوكسجين).
3ـ النزيف الدموي:
ورد ذكر المرأة التي لديها نزيف منذ عشر سنوات، والتي أنفقت معيشتها للأطباء (لو 8: 34).
اعتقدت هذه الحالة نزيف مزمن وراثي، ناجم عن نقص في عوامل تخثر الدم أو اضطراب في الخلايا
الدموية. ويحتمل أن تكون هذه الحالة مرض فون ويلي براند
VON WILLEBRAND وهي حالة نادرة جداً.
4ـ البرص:
وهو مرض غير وراثي، يؤدي إلى بقع بيضاء في الجلد، نتيجة فقد صبغية الجلد.
وهو مرض غير مُعدٍ باللمس، وكثيراً ما اختلط بالجذام الذي يبقع الجلد ويشوه الاطراف والوجه.
مرضى الجذام عزلوا في الماضي في المجذمة. ولهذا السبب مرضى البرص عانوا من العزلة الاجتماعية،
لأنهم اعتبروا موبوئين.
ورد في إنجيل مرقس: «أريد أن تطهرني» (مر 1: 40) دلالة على ذلك.
5ـ الحمّى:
الامراض الحموية (الالتهابية) كانت وما تزال شائعة في البلاد المختلفة والنامية.
ورد ذكر حادثة شفاء حماة سمعان بطرس (مر 1: 30،ومت 8: 14 ـ 15)،
واعتقد هذه هي حالة الحمى التيفوئية (التيفوئيد)، والتي مازالت شائعة في حوض البحر المتوسط.
6ـ الفالج (الشلل):
وردت حوادث عديدة لشفاء المشلولين، وفي اعتقادي أغلبها كان ناجماً عن شلل الأطفال،
المرض الذي قلّ انتشاره بفضل توفر اللقاحات.
والحالة المشهورة في الأنجيل هي عندما قال يسوع للمشلول: «قم واحمل سريرك وامشِ»
(مر 2: 11)، وأيضاً شفاء ابن القائد في كفرناحوم (مت 8: 5).
7ـ الصم:
وله اسباب عديدة، وأغلبها التهابي تحدث اثناء فترة الطفولة. توفر المضادات الحيوية لمعالجة
التهاب الأذن الجرثومي قلل كثيراً من هذه الاصابات.
وردت حادثة شفاء الاخرس (مر 7: 32 ـ 37)، والانسان الأخرس والمجنون (مت9: 32)،
واعتقد أن هذه الحالة الاخيرة هي بسبب رضّ دماغي اثناء الولادة مترافقة مع تأخر عقلي مثل
CEREBRAL PALSY.
8ـ الامراض العقلية والنفسية:
تعتبر الامراض النفسية والعقلية عبئاً على العائلة والمجتمع، بسبب صعوبة علاجها.
وصفت هذه الامراض بالجنون، وأدت بالمصاب إلى رفضه من المجتمع،
وعزله من العائلة والعشيرة، لاعتقادهم انها متسببة عن أرواح شريرة.
هناك عدة أمثال، منها شفاء المجنونين من القبور (مت 4: 1 ـ 8)،
وأيضاً شفاء ابنة المرأة الكنعانية (مت 15: 21 ـ 28).
يبدو أن وضع هؤلاء المرضى كان مأساوياً لرفض المجتمع التعامل معهم.
يسوع برهن للناس أنه مهتم بأمور كل طبقات المجتمع بدون استثناء.
هذا عرض سريع لما جاء في العهد الجديد من أمراض وعلل،
ولو أحصينا ايضاً الأمراض التي وردت في أعمال الرسل، لوجدناها كثيرة ومتعددة.
الأنجيل المقدس، لذلك يعتبر وثيقة تاريخية قديمة لبعض الأمراض الشائعة منذ 2000 سنة.