محبّة الخطأة
1 –لا تسخط على أولئك الخطأة الضالين. إبحثْ في أمورهم بهدوء. ليس شيء أقوى من الاعتدال واللطف. هذا ما ينصح به الرسول بولس بقوله:
" وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع" (2تيمو 2 : 24 ). علينا إذاً أن نكون ودعاءَ ليس فقط مع إخوتنا بل أيضاً مع جميع الناس. " بقدر استطاعتكم سالموا كلَّ الناس" ( رو 12 : 18 )
2 – " أوصيكم أن تكونوا طيّبين مع الذين خرجوا عنكم (أهل البدع)، قاربوهم بكلام لطيف… الجراح الساخنة تخشى مرورَ اليد عليها لذا يستخدم الأطباء إسفَنْجَةً ناعمة لغسل مثلِ هذه الجراح. هي نفوسٌ مجروحة مسمومة مدمّاة. لنتشبه بالذي يستخدم لها إسفنجية ناعمة مبلولة بالماء الصافي… أيقابلون عنايتكم بالإهانات وحتى بالضربات؟… مهما فعلوا، أنت أيها الحبيب لا تتخلَّ عن هدف علاجك لهم إنّه سبب آخر لمزيد من الشفقة عليهم…"
3 – " هؤلاء الضالون قابعون في لجّة الإلحاد. لا نكوننّ غيرَ مبالين لحالتهم. لا تقسّوا قلوبكم أمام هذا المشهد المحزن… السامري لم يقل أين الكهنة واللاويّون وأطباء اليهود؟… لقد استغلّ الفرصة السانحة ليُسرعَ ويخطف الطريدة النادرة… أنتم أيضاً عندما ترون إنساناً مريضاً في نفسه وفي جسده، تمثّلوا بالسامري تَجِدوا في عنايتكم للخاطئ والغريب المحتاج كنزاً فريداً. اسكبوا عليه الزيتَ المليّن، الكلمةَ الصالحة. تصيّدوه بمحبّتكم، اشفوه بطول أناتكم، يُغنيكم أكثر من الكنز. " من يُخرج الذهب من الرصاص يصبح كفم الله طاهراً مقدّساً كفم الله".
4– " … علّموا بلطافة أولئك الحائدين عن الحق. هذا لكي تحثّوهم على التوبة والخروج من مكائد الشرّير… " ( 2تيمو 2 : 25 – 26 ). أظهروا أنكم مستعدّون لنقل ما عندكم من الخير… إن سمعكم هذا الذي انحرف يشفى ( حز 3 : 21 ). هكذا تكونون قد أنقذتم نفساً. إن حدث وأصرّ على خطيئة وبّخوه بلطافة… لا تحقدوا عليه، عاملوه بمحبّة. " هكذا يعرفون أنكم تلاميذي بمحبتكم بعضكم لبعض." ( يو 13 : 35).
" إن كانت لي نبوّة وأعلم جميع الأسرار وكلَّ علم وان كان لي كلُّ الإيمان حتى أنقلَ الجبال ولكن ليس لي محبّة فلستُ شيئاً" (1كور 13 : 2 ).
5 – " … أسمع كثيرين يقولون لي: أنا لا أشعر بأيّ حقد تجاه الذين أساؤوا إليّ. لا يطلب منك اللهُ أن لا يكون لك علاقة معهم، يطلب بالأحرى أن يكون لك علاقةٌ كبيرة، لذلك هو يدعو عدوَّك " أخاك ". لا يقول فقط سامح أخاك إن أساء إليك بل يقول: " اذهبْ أوّلاً واصطلح مع أخيك" ( متى 5 : 24 ). إن كان هناك شيءٌ ضدّك لا تنسحب قبل أن تُعيد الوحدة بينكما".
6 – " الله طيّبٌ تجاه كلّ الناس. وهو طيّب بصورة خاصة تجاه الخطأة. أتودّون سماعَ قولٍ غريب؟ … يظهر الله قاسياً على الصدّيقين في حين لا يكنّ للخاطئ إلاّ كلَّ مودّة ورحمة. يقول عن الذي وقع:
" هل الذي وقع لا يقوم؟ هل الذي انحرف عن الدرب القويم لا يعود فيجده؟" ( ارميا 8 : 4 ). " عودوا إليّ أعود إليكم" (زخريا 1 : 3). وفي موضع آخر بداعي محبّته الكبرى يُقسم بأنه سوف ينقذ الخاطئ والتائبَ. يقول:
" طالما حييتُ يقول الربّ لا أريد موتَ الخاطئ إلى أن يعودَ ويحيا" ( خر 33 : 11 ).
7 – " … كيف تنتظرون الرحمةَ والمسامحةَ من الله عندما لا يرى منكم الإخوة الصغار سوى القساوة والعتوّ…؟ أأساء إليك أخوك؟ أنت أيضاً أسأتَ إلى الله مراراً. ربّما أساء أخوك بعد الإساءة إليه. لمن أنت أسأتَ؟ إلى الله الذي يغدق عليك خيراته ليلاً نهاراً ولم يسئ إليك ابداً…"
8 – " سقط العبد على قدميه وقال له: " اصبر عليّ قليلاً وأنا أوفي لك الدينَ كلّه"… العبد يتوسل عارياً ويلتمس الشفقةَ من سيّده.
ونحن أيضاً في صلواتنا لا نيأسنّ أبداً. إن كان ليس لكم ثقة بإنسان فقابلوه مع ذلك ولا تخافوه… أَبعِدوا عنكم كلَّ فكرة لليأس. لنهرع إلى الله دائماً ونصلِّ له كما فعل ذلك العبدُ.