ليس لديك عذر أيها الإنسان! (رومية 1: 20)
*********
أيها القارئ العزيز نوجه إليك هذه الرسالة الشخصية راجين أن تقرأها لأن فيها أمور تهمك وتتعلق بحياتك ومستقبلك. نحن لا نتكلم عن أمورك الزمنية. فربما أن تكون أوضاعك المادية على أحسن ما يرام ولكن ما يهمنا كثيرا هو حياتك الأبدية.
نحن سواح في هذه الأرض ومهما طالت إقامتنا عليها فلا بد أن نغادرها.
الرب يسوع قال في إنجيل متى (16: 26):
"ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه".
قد تقول أن الوقت مبكر الآن للتفكير في هذه الأمور. قد تكون في مقتبل العمر وتعتقد أنه يوجد أمامك متسع من الوقت. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو من يستطيع أن يضمن نفسه كم سنة سيعيش؟
في إنجيل لوقا (12: 16-20) الرب يسوع ضرب مثلا قائلا:
"إنسان غني أخصبت كورته (أي أرضه) ففكر في نفسه قائلا ماذا أعمل لأن ليس لي موضع أجمع فيه أثماري. وقال أعمل هذا.
أهدم مخازني وأبني أعظم وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له الله يا إنسان هذه الليلة تطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون".
قد تقول أنني لم فعل شيء يغضب الله بل بالعكس أنا أحاول أن أرضيه لأنني أقوم بأعمال خيرية كثيرة وأساعد المحتاجين وأن الله يعرف القلوب، فأنا لا أضمر الشر لأحد بل أحب الخير ...
والحقيقة هي أننا جميعا خطاة أمام الله مهما حاولنا تبرير أنفسنا. فالكتاب المقدس يقول في رسالة الرسول بولس لأهل رومية
(3: 12) "الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد".
نحن ورثنا الطبيعة الساقطة (الخاطية) من أبينا الأول آدم لأنه عصى الله. فالطفل عندما يولد تولد معه هذه الطبيعة. لاحظ طفلين معهما لعبة واحدة. تجدهما يتخاطفانها كل لنفسه. فالأنانية متأصلة فينا.
وقد تقول ما ذنبي أنا بخطية آدم ..... ولكن، نحن لا نحاسب على خطية آدم ولكن بسبب سقوطه نحن نخطي ولا نستطيع عمل الخير. فمثلا كم مرة حلفت بالله؟
هل تعلم أنها تكسر وصية الله (الثالثة من الوصايا العشرة) التي تقول "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا" (خروج 20: 7).
وهل تعلم أن الكتاب المقدس يقول أن الذي عثر في واحدة من وصايا الله فقد عثر فيها كلها (رسالة يعقوب 2: 10-11). يعني الذي يحلف بالله يعتبر أمام الله أنه سارق وزاني وقاتل أيضا. نعطيك المراجع من الكتاب لتتأكد أن هذا الكلام ليس من تأليفنا أو من تأليف أي إنسان بل هو كلام الله.
ولكن ماذا عن الأعمال الخيرية والجيدة ألا تحسب شيئا؟ .. النبي أشعيا يقول (أشعياء 64: 6)
"قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل إعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وكل آثامنا تحملنا".
أي أننا كلنا نجسون وأن أعمال برنا مثل الثياب البالية والمتسخة.
لاحظ ما قاله يسوع في الجزء الثاني من الآية الأولى في هذه الرسالة: "
ماذ ينتفع الإنسان لو ربح العالم ...... أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه".
يعني الإنسان لا يستطيع أن يفدي نفسه بأي شيء البتة مهما عمل.
الكتاب المقدس يقول (رسالة رومية 6: 23) أن "أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله
فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا". يعني أنه حكم علينا بالموت (الجسدي والروحي)
بسبب الخطية. يعني بعد الموت مصيرنا الهلاك والعذاب الأبدي في جهنم.
يعتقد الكثيرين من البشر أن للإنسان فرصة ثانية بعد الموت حيث يمكنه (هو أو عائلته)
أن يكفر عن خطاياه. للأسف هذا كله من تعاليم البشر لا يمت لكلمة الله بصلة.
فالكتاب المقدس يقول (الرسالة الى العبرانيين 9: 27) "وضع للناس أن يموتوا مرة
ثم بعد ذلك الدينونة". و أيضا إنجيل لوقا (16: 31-19).
يعني لا توجد فرصة أخرى بعد الموت فالذي يموت دون أن يتوب ويأخذ الرب يسوع مخلصا له "
راحت عليه" وقضى الأبدية في جهنم.
قد تعترض قائلا أن الله محب وحنون ولا يرضى أن يرسل أحدا إلى جهنم. وهذا حق وصحيح "
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
الأبدية ....... الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد"
(انجيل يوحنا 3: 16-18).
الله الآب أرسل الرب يسوع على الأرض لكي يحمل دينونة خطايانا عنا.
فهو حمل الله الذي بلا عيب "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون
كل من علق على خشبة" (غلاطية 3: 13).
ماذا عليك أن تفعل إذا؟
-------------------------
1. يجب أن تندم على خطاياك وتطلب رحمة الرب.
في إنجيل لوقا (18: 10-14) قصة ذكرها الرب يسوع
"إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا واحد فريسي (رجل دين)
والآخر عشار (جابي ضرائب) أما الفريسي فوقف يصلي هكذا اللهم أنا أشكرك
إني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار.
أصوم مرتين في الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه
نحو السماء. بل قرع صدره قائلا اللهم ارحمني أنا الخاطئ.
أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبررا
دون ذاك. لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع".
2. عليك ان تعترف بأن الرب يسوع دفع ثمن خطاياك على خشبة الصليب وتعترف بأنه
مخلصك الوحيد وتطلب منه أن يدخل حياتك ويكون سيدا على قلبك.
إذا فعلا أردت أن تخلص من الدينونة وتغفر خطاياك نرجوك أن تصلي هذه الصلاة أو ما يشابهها
من كل قلبك:
"أيها الرب يسوع أنا أعترف أني إنسان خاطئ . أنا نادم عليها أرجوك
أن تسامحني وأن تدخل حياتي كمخلصي الوحيد وأن تتربع على عرش قلبي سيدا وربا لي.
باسم يسوع. آمين".
إذا صليت هذه الصلاة من قلبك فهنيئا لك لأن خطاياك قد محيت باسمه وصارت لك الحياة الأبدية.
الرب يسوع قال (يوحنا 5: 25):
"الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني
فله حياة أبدية"
والرسول بولس ذكر في رسالته إلى أهل رومية (9: 9) لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع
وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت".
نرجو يا عزيزي القارئ أن لا تؤجل أو تتهاون لكي تكون هذه الرسالة سبب خلاص لنفسك.
وإن رفضتها يقول الكتاب المقدس "أنت بلا عذر أيها الإنسان" (رومية 1: 20).
أخيرا أريد أن أذكرك مرة أخرى بكلمات الرب يسوع:
"ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه".
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †