ما هي الصورة التي يقام بها الأموات؟
************
هناك من يسأل ما هي الصورة التي يقام بها الأموات؟
لأن الميت عندما يوضع في التراب ويتحلل ويصبح ترابا وسمادا، وتزرع زروع وتتغذى على السماد،
ويطلع زرع، ويؤكل ويذهب في المصارف والترع، وعظامه تتحلل وينتهي،
ولا يبقى له أثر. فهل من الممكن أن تتم إقامة هذا التراب بعد آلاف السنين.
وقد رد معلمنا بولس الرسول على هذه المشكلة وقال:
"لكن يقول قائل كيف يقام الأموات وبأي جسم يأتون، الذي تزرعه
لا يحيا إن لم يمت" (1 كو 15: 35، 36).
فعندما تتم زراعة شجرة، لا تزرع الشجرة كاملة. ولكن تزرع بذرة صغيرة،
وهذه البذرة الصغيرة تحمل طبيعة الشجرة الكبيرة. هذه البذرة الصغيرة تصير شجرة،
ويخرج منها أيضا ثمر يحمل بذورا مثل البذور التي تمت زراعتها أولا،
فإن كانت هذه الشجرة شجرة تفاح مثلا، فإن البذور تكون بذور تفاح أيضا.
لأن بها نفس صفات الشجرة الأصلية.
فإن كنا نستطيع أن نزرع بذرة صغيرة، لكي تخرج لنا شجرة كبيرة بقدرة الله،
فمن الممكن أيضا بقدرة الله أن أي رماد أو بقايا صغيرة من أثر هذا الجسم ينتج عنه الجسم الأصلي كله.
وبصورة مشابهة لما يحدث عند زرع بذور النبات في الأرض.
فإن "الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت" (1 كو 15: 36).
فتوضع البذرة في الأرض وتشرب الماء ثم ينفجر غلافها الخارجي وتفقد خصائصها كبذرة،
ثم تخرج جذرا ثم ساقا إلى أعلى. والبذرة نفسها تتضائل حتى تذبل وتنتهي،
ولا يبقى غير الساق والجذر، وتبدأ تخرج شجرة جديدة،
فالبذرة نفسها تكون قد اندثرت وتحولت إلى شيء آخر.
قال السيد المسيح: "الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض
وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو 12: 24).
وكذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "والذي تزرعه لست تزرع الجسم
الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة أو أحد البواقي" (1 كو 15: 37).
الحنطة هي البذرة، وأحد البواقي هي أنواع من الشجر التي يؤخذ منها جزء من الفرع
ويزرع في الأرض ليخرج شجرة أخرى. "ولكن الله يعطيها جسما كما أراد.
هكذا أيضا قيامة الأموات ...
يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.
يزرع في هوان ويقام في مجد.
يزرع في ضعف ويقام في قوة.
يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا!
هكذا مكتوب أيضا. صار آدم الإنسان الأول نفسا حية وآدم الأخير روحا محييا
(1 كو 15: 38-45).
في اليوم الأخير سوف يتغير الأحياء في لحظة، وفي طرفة عين.
ويتحول جسد الموت والفساد والآلام إلى جسد القيامة.
مثل جسد السيد المسيح القائم من الأموات، جسد غير قابل للآلام والفساد.
جسد يتفق مع طبيعة الروح، جسد روحاني.
"كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضًا.
وكما هو السماوي هكذا
السماويون أيضًا. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي"
(1كو15: 48، 49).
فالترابي هو آدم الأول، والسماوي هو آدم الأخير الذي هو الرب يسوع المسيح
الذي نزل من السماء متجسدًا في أحشاء البتول مريم،
وظهر في ملء الزمان لكي يهب الخلاص والحياة للعالم.
ثم صعد إلى السماء بجسد القيامة في حالة ممجدة!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †