الكتاب المقدس
:cherry:
عن كتاب استحاله تحريف الكتاب المقدس للقمص مرقص عزيز كاهن كنيسه العذراء مريم
جولة فى ربوع الكتاب المقدس
+ لقد صمد كتاب الله الحى أمام قوات الجحيم فلم تقو على زعزعته ولا أسقطت نقطة أو حرفاً منه، ولا نالت منه المهاجمات والانتقادات أى منال... بل كانت قوات كل من تصدى له والكهان والوثنيين والفلاسفة والملحدين والحكومات تتدافع مت**رة عليه كما تت**ر أمواج البحر الهائجة على الصخور الصلبة... كل هذا وكتابنا المقدس صامد ثابت يسخر منها ويهزأ بها وهو يشاهد زوالها مودعاً إياهاً ومستقبلاً غيرها ليودعها **ابقتها وداع الأحياء للأموات الذين يسكنون القبور. فما هو هذا الكتاب العجيب الذى تلاشت أمامه الأمم والممالك ...
كوين الكتاب المقدس :
حرص الله على تكوين كتابه المقدس بكل حكمة وفطنة، بحيث يستطيع متتبع العهد القديم أن يرى الأسفار الإلهية تعلن لنا أنه تكون خلال ثلاثة أدوار :
الدور الأول : من آدم إلى موسى :
يخبرنا الكتاب المقدس الموحى به من الله، أن الله أعطى آدم وصية وأنه أحضر إليه حيوانات البرية وطيور السماء ليرى ماذا يدعوها (تكوين 2 : 15 – 19 ) إلا أن هذه العبارات لم تخبرنا كيف كان الله يكلم الإنسان فى البدء. ولهذا يلجأ معظمنا إلى قواه الذهنية للتكهن، ويعطى المجال لخياله ليحكم على التاريخ المقدس، ناسياً أن آلاف بل وربما ملايين السنين تفصلنا عن الأحداث المدونة فى الفصل الأول من سفر التكوين .
كذلك الأسفار المقدسة لم تحدد الزمن الذى بدأت فيه إعلانات الله للبشر، ولكن نصوصها تساعدنا على الاستنتاج. فأخنوخ الذى ورد ذكره فى الأصحاح الخامس من سفر التكوين يخبرنا عنه الرسول يهوذا أنه كان نبياً، وأنه كان السابع من آدم (رسالة يهوذا 14). ويذكر الكتاب أنه سار مع الله (تكوين 5 : 24). فالنبى أخنوخ، ولا شك كانت لديه أخبار عن الماضى. وأنه بحسب تسلسل الكتاب المقدس عرف آدم وتحدث إليه. وكذلك متوشالح بن أخنوخ بقى الى زمن نوح الذى كان باراً وكاملاً فى أجياله، وسار مع الله .
ولاشك أن نوح الذى كرز بالبر والحق، أوصل الأنباء المقدسة إلى أجيال ما بعد الطوفان (2بطرس 2 : 5) وعاش بعد الطوفان 350 سنة (تكوين 9 : 28). إذاً عاش نوح إلى زمن إبراهيم (تكوين 10: 21 ، 11: 10-26). ويخبرنا الكتاب المقدس أن الأنباء المقدسة نُقلت إلى إبراهيم فنقرأ فى (غلاطية 3: 8)والكتاب إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم، سبق فبشر إبراهيم "أن فيك تتبارك جميع الأمم" فهذه الآية تؤكد لنا أن إبراهيم حصل على معطيات واضحة من الأحداث السالفة. وإبراهيم بدوره أحاط أبناءه علماً بما كان فى معرفته، إذ نقرأ "لأنى عرفته، لكى يوصى بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ليعملوا براً وعدلاً، لكى يأتى الرب لإبراهيم بما تكلم به" (تكوين 18 :19) ويتضح من هذا النص وجود الاتصال المتسلسل بين إبراهيم وموسى .
الدور الثانى : عصر موسى :
ابتداء من سفر الخروج نجد تسجيل الأحداث فى الأسفار المقدسة، لأن الله أمر موسى بذلك "اكتب هذا تذكاراً فى الكتاب، وضعه فى مسامع يشوع" (خروج 17: 14) .
وبالفعل فإننا نقرأ أن موسى " أخذ كتاب العهد وقرأ فى مسامع الشعب "(خروج 24: 7) وكتب موسى أخبارهم ورحلاتهم حسب أمر الرب (خروج 34: 27). فعندما أكمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة فى كتاب إلى تمامها، أمر موسى اللاويين حاملى تابوت عهد الرب قائلاً:"خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب عهد الرب إلهكم، ليكون هناك شاهداً عليكم" (تثنية31: 24-26) .
الدور الثالث : من يشوع إلى ملاخى :
قال الله ليشوع:"لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً، لكى تتحفظ للعمل، حسب كل ما هو مكتوب فيه" (يشوع 1: 8).
"وكتب يشوع هذا الكلام فى سفر شريعة الله" (يشوع 24: 26) .
"فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه فى السفر، ووضعه أمام الرب" (1صموئيل10: 25)
وفى آخر أيام الملوك، على عهد يوشيا الملك، أحدثت الكتابة المقدسة نهضة روحية حين قرأها شافان الكاتب، وبأمر من حلقيا الكاهن العظيم (2ملوك 22: 8-13) .
إشعياء النبى أهاب بالشعب أن يعودوا إلى كلام الله ليقرأوه مؤكداً لهم عصمته إذ قال : "فتشوا فى سفر الرب واقرأوا. واحدة من هذه لا تفقد لأن فمه هو قد أمر، وروحه هو جمعها" (إشعياء 34: 16). وكذلك إرميا النبى، صدر إليه أمر الرب أن يكتب كلامه النبوى فى السفر "خذ لنفسك درج سفر، واكتب فيه كل الكلام الذى كلمتك به على إسرائيل وعلى يهوذا وعلى كل الشعوب"(إرميا 36: 1-2) .
وكذلك دانيال النبى ضمن سفره النبوى شهادته عن الكتب المقدسة، وقال : "فهمت من الكتب عدد السنين التى كانت عنها كلمة الرب إلى إرميا النبى لكماله سبعين سنة على خراب أورشليم" (دانيال 9: 2) .
فى أيام أرتحشستا ملك فارس، عكف عزرا ونحميا على دراسة وشرح ناموس موسى الذى أعطاه الرب. ويقول الكتاب إن عزرا، وهو كاتب ماهر، هيأ قلبه لشريعة الرب والعمل بها (عزرا 7: 1-10) . ونقرأ أيضاً فى سفر نحميا "ولما استهل الشهر السابع... اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلى الساحة التى أمام باب الماء... فأتى عزرا الكاتب بالشريعة أمام الجماعة من الرجال والنساء وكل فاهم... وقرأ فيها... من الصباح إلى نصف النهار" (نحميا 8: 1-3).
وكان كلام الرب إلى زكريا "هكذا قال رب الجنود قائلاً. اقضوا قضاء الحق واعملوا إحساناً ورحمة، كل إنسان مع أخيه، فأبوا أن يصغوا... بل جعلوا قلبهم ماساً،لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذى أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين" (زكريا 7: 8-12) .
وتكلم ملاخى عن كتاب الله الذى دعاه (التذكرة)هكذا"حينئذ كلم متقو الرب كل واحد قريبه،والرب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمفكرين فى اسمه"(ملاخى3: 16) .
مما تقدم يتضح لنا أن السيد الرب سهر على تكوين كتابه المقدس عبر الأجيال، موحياً إلى رجاله القديسين ما كتبوه من نبوات وتعاليم لخير البشر. وهذا الإله الحي الذى أوحى بشرائعه لابد أنه حفظها وفقاً لإرادته ووعوده - فليس من المعقول أن يعلن الله ذاته وإرادته للبشر، ثم يترك ذلك عرضة للتغيير والتبديل، فيضل البشر الذين يريد الله هدايتهم. ومن يتصور أنه قد حدث أى تغيير، يتهم الله بالعجز عن حفظ كلمته، ويفترى على الله بالكذب !
+ الكتاب المقدس هو مجموع الكتب الموحى بها من الله(2بط 1: 21) والمتعلقة بذات الله وخليقته وقصة الإنسان ومعاملات الله معه، ففيه سجل تاريخى يوضح كيف خلق الله الإنسان.. وكيف سقط الإنسان ثم وعد الله له بالفداء.... وكيف أتم الله فداءه العجيب فى شخص ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، إنه كتاب فريد فى كماله وتكوينه... إنه يحدثنا عن كيفية خلقه العالم وتكوينه كما يخبرنا عن سائر المخلوقات الأخرى والملائكة الأبرار والأشرار 000 الخ .
كذلك نجد فيه الأدب الرفيع والشعر الرقيق، وفيه سير الكثيرين من أبطال التاريخ . وفيه الحكمة والقانون .
+ يمتاز الكتاب المقدس بأنه سجل راق ورفيع للأخلاق فى العالم بأسره، لنتأمله وهو يتحدث عن الجنس مثلاً. إنه لا يستخدم ألفاظاً خارجة أو جارحة أو فاضحة أو مكشوفة بل يتحدث بأسلوب مهذب نظيف حيث يقول : "وعرف آدم امرأته حواء" مما لا يجرح الحياء فى الرجل أو المرأة ولا يسجل ألفاظاً نخدش كرامة العلاقات الإنسانية .
+ انه كتاب ذو قوة مغيرة فهو يغير الحياة إلى الأفضل دائماً... إنه يرفع الخطاة والأشرار من وهدة الهلاك والنجاسة إلى قمة المجد والقداسة. لذلك نجد أن قوته قد اجتازت الموانع والعوائق.... فقد عبر المحيطات ووصل إلى كل الشعوب ولم تكن لغة أو لون الأنسان حاجزاً لانتشاره بل تخطى كل هذا وحيثما وصل الكتاب المقدس لشعب من الشعوب كان يرافقه دائماً التقدم والنمو الروحى والاستنارة القلبية والعقلية. فكم قدم هذا الكتاب للوثنيين من نعم وبركات مما لم تستطع كافة الكتب أن تقدمه لهم .
المواد المستخدمة فى تجهيز الكتاب المقدس :
(1) مواد الكتابة :
أ- ورق البردى : وهو ورق مصنوع من نباتات البردى التى كانت توجد فى المياه المصرية. ونظراً لأن السفن الكبيرة المحملة بالبردى كانت تصل ميناء بيبلوس السورى فقد جاءت الكلمة اليونانية (بيبلوس) بمعنى كتب والكلمة الانجليزية Paper بمعنى ورقة من الكلمة اليونانية التى تعنى البردى، واستمر استعمال ورق البردى حتى القرن الثالث بعد الميلاد .
طريقة صنع ورق البردى : تؤخذ سيور صغيرة بالطول من نبات البردى - تدق ثم تلصق كل طبقتين منهما على بعضهما. الطول على العرض. توضع فى الشمس لتجف - يتم تنعيم سطحها بحجر .
أقدم مخطوطات البردى : يرجع تاريخها إلى 2400 ق. م، ولا يمكن لمخطوطات الكتاب المقدس المصنوعة من ورق البردى أن تستمر طويلاً إلا إذا كانت محفوظة فى أماكن خاصة، كصحارى مصر أو كهوف وادى قمران، حيث اكتشفت مخطوطات البحر الميت.
ب- الرقوق : وهى من جلود الماعز والأغنام والغزلان والحيوانات الأخرى بعد نزع الشعر منها ومسحها لتصير مادة كتابية ويجئ اسم الرقوق فى اللاتينية من مدينة برغامس فى آسيا الصغرى حيث اشتهرت بعملها .
جـ- الـرق : وهو اسم جلد الفحل الذى كانوا يصبغونه باللون الأرجوانى ويكتب عليه باللون الفضى أو الذهبى وتوجد مخطوطات قديمة منه ترجع إلى 1500 ق. م .
د- الفخار والاحجار : وقد كثر وجوده فى مصر وفلسطين. وقد ترجمت الكلمة فى الكتاب المقدس (شقفة) (أى 2: 8)وكانوا يكتبون على الأحجار بأقلام من حديد .
هـ- اللوحات الطينية : وكان يكتب عليها بأدوات حادة ثم يجففونها لتكون وثيقة (إرميا 17: 13، حزقيال 4: 1) وهذه أرخص وسيلة وأبقى الوسائل عمراً .
و- لوحات من الشمع : وكانوا يكتبون عليها بأقلام من الخشب المغطى بالشمع.
(2) أدوات الكتابة :
أ- قلم حديدى للحفر على الحجر .
ب- قلم معدنى مثلث الجوانب مسطح الرأس للكتابة على لوحات الطين أو الشمع
جـ- قلم مصنوع من الغاب وطوله من 16-19 بوصة له سن مسنون وقد استعمله أهل ما
بين النهرين .
د- الريشة وقد استعملها اليونانيون فى القرن الثالث (إرميا 8:8) .
هـ- الحبر وكان يصنع من الفحم - الصمغ – الماء .
أشكال الكتب القديمة :
أ- الدرج : وكان يصنع بلصق صفحات من ورق البردى ببعضها. ثم طيّها على خشبة أو عصا وكانت الكتابة تتم على جانب واحد من الورق وأحيانا من الجانبين (رو5: 1)وأطوال الأدراج كانت تختلف فقد وجد درج طوله 144 قدماً ولكن متوسط الطول كان من20-34قدماً وظل الكُتاب يكتبون على الدرج حتى القرن الثالث
ب- الكتاب: وكان لتسهيل القراءة حيث كانوا يضعون أوراق البردى على بعضها ويكتبون عليها من الجهتين وكانت المسيحية هى الدافع الأساسى لتطوير شكل الكتاب إلى الشكل الذى نعرفه اليوم.
أنواع الكتابة :
الكتابة المنفصلة : وتتم بحروف كبيرة منفصلة عن بعضها. ومن هذا النوع المخطوطة الفاتيكانية، السينائية .
الكتابة المشبكة : وتتم بحروف صغيرة مترابطة، وقد بدأ استعمالها فى القرن التاسع الميلادى .
ما يتكون الكتاب المقدس
+ يتكون الكتاب المقدس من عهدين (العهد القديم، والعهد الجديد) .
أولا : العهد القديم
يتكون من 64 سفراً يرجع تاريخها إلى 3500 سنة مضت.. وهى موضحة كالتالى حسب نوعية السفر .
(أ) أسفار التوراة : عددها (5) وتشمل التكوين - الخروج - اللاويين - العدد – التثنية .
(ب) أسفار تاريخية : عددها (16) وتشمل يشوع - القضاة - راعوث - صوئيل الأول والثانى - ملوك الأول والثانى - أخبار الأيام الأول والثانى - عزرا - نحميا - أستير - طوبيا - يهوديت - مكابين الأول ومكابين الثانى .
(جـ) أسفار شعرية : عددها (7) وتشمل - أيوب - المزامير - الأمثال - الجامعة - نشيد الانشاد - حكمة سليمان - حكمة يشوع بن سيراخ .
(د) أسفار نبوية : عددها (18) مقسمة إلى قسمين :
1- الأنبياء الكبار: وعددها (5) وتشمل : إشعيا - إرميا - مراثى إرميا - حزقيال – دانيال .
2- الأنبياء الصغار : عددها (13) وتشمل : هوشع - يوئيل - عاموس - عوبديا - يونان - ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا - حجى - زكريا - ملاخى – باروخ .
+ يختلف عدد أسفار العهد القديم بين اليهود والمسيحيين نتيجة إدماج اليهود لبعض الأسفار مع بعضها - دون المساس بها أو إحداث أي تغيير أو تبديل أو نقص أو زياده أى حرف من الحروف - فهم يدمجون أسفار الأنبياء الثلاثة عشر ويعتبرونها سفراً واحداً... ويدمجون سفرى الملوك الاول والملوك الثانى معاً وكذلك سفرى أخبار الأيام الأول والثانى وسفرى صموئيل الأول والثانى، وسفرى نحميا وعزرا حيث يسميان بعزرا... والجدول الموجود فيما بعد يوضح الفارق بين عدد الأسفار لدى كل من اليهود والمسيحيي :
الأسفار عددها لدي المسيحيين عددها لدي اليهود
التكوين-الخروج-اللاويين-العدد-التثنية . 5 5
يشوع-القضاة - راعوث . 3 3
صموئيل الأول- صموئيل ثاني . 2 1
الملوك الأول – الملوك الثاني . 2 1
أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني . 2 1
عزرا – نحميا . 2 1
استير-أيوب-المزامير-الأمثال-الجامعة-نشيد الإنشاد. 6 6
إشعياء – إرميا - مراثى إرميا – حزقيال – دانيال . 5 5
هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان – ميخا –ناحوم–حبقوق – صفنيا – حجي – زكريا – ملاخي . 12 1
طوبيا – يهوديت – حكمة سليمان – حكمة يشوع ابن سيراخ – باروخ – مكابين الأول – مكابين الثاني . 7 7
إجمالي عدد الأسفار . 46 31
ترتيب الأسفار وتقسيمها :
+ لم يكن فن الطباعة معروفاً عند اليهود، فكانوا يكتبون كل سفر فى درج خاص لتعذر كتابتها جميعاً فى درج واحد، ولكن مما لا جدال فيه أن سفر التكوين هو أول الأسفار (تاريخياً) وأن سفر ملاخى والأسفار السبعة القانونية الثانية (1) هى آخرها. أما ترتيب الأسفار الباقية فهو مأخوذ عن التقليد اليهودى .
+ كانت الأسفار تكتب متصلة العبارات باستثناء سفر المزامير الذى فصلت آياته منذ القدم كمقطوعات شعرية للإنشاد والتسبيح وقد قسم اليهود الناموس إلى 54 فصلاً حسب عدد أيام السبوت فى السنة اليهودية الكبيسة، ولكنهم لم يقسموا الأسفار النبوية أقساماً مضبوطة على الرغم من أنها كانت تقرأ مع الناموس كل سبت .
+ فى عهد عزرا على الأرجح قسمت أسفار موسى إلى 669 جزءاً. وفى القرن الثالث بعد الميلاد إعتنى عمونيوس الشماس الاسكندرى بتقسيم الأناجيل الأربعة إلى أجزاء معينة: فكان الإنجيل للقديس متى 355 جزءاً، وللقديس مرقس 235 جزءاً، وللقديس لوقا 342 جزءاً، وللقديس يوحنا 232 جزءاً، وفى سنة 800 قسمت الأسفار تقسيماً آخر فكان بالتكوين مثلاً 82 فصلاً وفى الخروج 139 فصلاً وفى العدد 47 وفى التثنية 35،... وفى الإنجيل للقديس متى 81، وللقديس مرقس 46، وللقديس لوقا 73، وللقديس يوحنا 35، والأعمال 74،... وفى الرؤيا 22 .
+ ويرجع الفضل فى تقسيم الكتاب المقدس إلى أصحاحات، كما هو الحال الآن، إلى الكاردينال هوجو فى سنة 1040 م. وفى تقسيم أصحاحات العهد القديم إلى آيات إلى الراهب بنجينوس سنة 1527 ميلادية وفى تقسيم أصحاحات العهد الجديد إلى آيات إلى الأستاذ روبرت استيفن الفرنسى الأصل سنة 1545 .
كيف وصلنا العهد القديم :
+ استودع موسى التوراة إلى يشوع (خر 14:17) وهذا سلمها إلى شيوخ بنى إسرائيل ومنهم إلى الأنبياء... ومن الأنبياء إلى مجمع السنهدريم الذى أسسه عزرا الكاهن وكان الله يضيف إلى كتابه سفرا بعد سفر حتى تم اكتمال العهد القديم .
+ وكانت أسفار موسى النبى والأسفار التى كتبها الأنبياء بعد ذلك فى يد جميع الأنبياء بدءاً من يشوع بن نون وحتى عزرا الكاتب (444 ق.م) فقد كانت أسفار موسى ويشوع مع القضاة (3: 4) ومع صموئيل(1صم12 :6)وداود وابنه سليمان(1مل2: 3)وإشعياء(63: 11-12) وإرميا(15: 1) وميخا (6: 4) ودانيال(9: 11) وملاخي (4:4) وغيرهم من الأنبياء. ويبين زكريا النبى سنة (518 ق.م) أن جميع أسفار الأنبياء السابقين له كانت معه ومع الشعب. "الشريعة والكلام الذى أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين" (زك7: 12) .
وكان جميع الأنبياء بالإضافة إلى اطلاعهم واحتفاظهم بكتب بعضهم البعض، يكملون بعضهم البعض لأن الروح الذى كان يتكلم بواسطتهم هو روح واحد، الروح القدس، فقد اشترك كل من إشعياء النبى وميخا الذى عاش معه فى نفس الزمن فى نبوة واحدة عن السيد المسيح بنفس الكلمات تقريباً (إش2:2-4 ، ميخا4: 1-4) وختم يشوع سفر التثنية وبدأ سفره كاستمرار له (تث33 :34) وأنهى كل من سفر الملوك الثانى وسفر إرميا بنهاية واحدة بنفس الكلمات (2مل25: 27-30 مع إر 52: 31-34) .
ويبدأ سفر عزرا بنفس موضوع وكلمات خاتمة سفر أخبار الأيام الثانى (عز1:1-4 مع 2أخ36: 22-23) ويشهد سفر الملوك لأمثال سليمان الحكيم (1مل4: 30-32) ويقتبس سفر الملوك الثانى أربعة فصول من سفر إشعياء (2مل18: 13-20) مع (إش36 :39) .
وكانت جميع أسفار موسى والأنبياء والمزامير مع المسبيين فى بابل (607 ق.م - 537 ق.م) فقد كانوا مجتمعين فى منطقة تل أبيب على نهر خابور(حز3: 15) وكان معهم كهنتهم وشيوخهم فأقاموا المجامع كبديل للهيكل وكانوا يحتفظون فيها بالأسفار المقدسة ويدرسونها فى كل السبوت والأعياد وانتتشرت بينهم هذه المجامع (1) والتى يقول عنها الفيلسوف اليهودى المعاصر للسيد المسيح فيلو (26م) إنها كانت "بيوتاً للتعليم حيث كانت تدرس فلسة الآباء وجميع الفضائل" .
هل فقد العهد القديم أثناء السبى :
+ يحاول البعض أن يصوروا أن بنى إسرائيل لم يكن لديهم سوى نسخة واحدة من التوراة، وأن هذه النسخة كانت معرضة للضياع... وعلى هذا يقولون إن التوراة قد فقدت فى سبى بابل-الذى تم على يد نبوخذ نصر-وللرد على هذا الزعم الباطل نورد بعض الأمثلة التالية:
1- أمر موسى اللاويين بأن توضع التوراة بجانب تابوت العهد (تث 21: 24-26) وإن ينسخ منها نسخاً تكون لدى الكهنة والقضاة وتقدم نسخة منها لكل ملك يجلس على كرسى مملكته (1).
كما أمره الرب أن يوصى بنى اسرائيل بحفظ الشرائع والناموس عن ظهر قلب وتعليمها للأجيال قائلاً :"فضعوا كلماتى هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم،وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون فى بيوتكم وحين تمشون فى الطريق وحين تنامون وحين تقومون،واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك"(التثنية11: 18-20). وفعلاً كانوا يتبارون فى تعريض عصائبهم (وهو ما يعرف الآن بالعقال فوق الرأس) بكثير من الصفحات المطوية .
وكانت أسفار موسى والأسفار التى كتبها الأنبياء بعد ذلك فى يد جميع الأنبياء بدءاً من يشوع بن نون وحتى عزرا الكاتب(444ق.م)فقد كانت أسفار موسى ويشوع مع القضاة (3: 4) ومع صموئيل (1صم12: 6) وداود وابنه سليمان (1مل2: 3) (وإشعياء63: 11-12 وإرميا15: 1 وميخا6: 4 ودانيال9: 11 وملاخى4:4) وغيرهم من الأنبياء، ويبين زكريا النبى سنة (518ق.م) أن جميع أسفار الأنبياء السابقين له كانت معه ومع الشعب. "الشريعة والكلام الذى أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين" (زك7: 12) .
2- كما كانت الأسفار المقدسة مع المسبيين عند نهر خابور كانت مع دانيال النبى فى القصر . فى العاصمة سواء فى شبابه أو فى شيخوخته عندما صار رئيساً لوزراء بابل وكان يدرس فيها باستمرار، ويقول دانيال النبى "فهمت من الكتب عدد السنين التى كانت عليها كلمة الرب إلى إرميا"(دانيال 9: 2،11: 4 )
3- قرأ عزرا الكاهن سفر الشريعة أمام الجماعة عقب عودتهم من السبى (1) أمام الساحة من الصباح حتى منتصف النهار (نح8: 1-6 ) .
4- كانت التوراة موجودة أيام داود وسليمان(2)(مز 119: 97-103 و1مل 2: 2 ،3) لقد أمر موسى الكهنة واللاويين بوضع نسخة التوراة التى كتبها إلى جوار تابوت العهد الموضوع داخل خيمة الاجتماع. ولما بنى سليمان الهيكل الأول وضع فيه مع التابوت أسفار موسى وبقية الأسفار التى كتبت حتى ذلك الوقت. وعندما أعاد زروبابل بناء الهيكل للمرة الثانية وضع فيه بشهادة العلماء والتقليد اليهودى الأسفار التى جمعها وأعاد نسخها عزرا الكاتب والمكتبة التى عملها نحميا من أسفار الكتاب المقدس للعهد القديم ولما أعاد هيرودس الكبير تجديد وبناء الهيكل للمرة الثالثة سنة 19-20 ق.م. واستمر بناؤه ستاً وأربعون سنة (يو2: 20) وضع فيه هذه النسخة مرة أخرى وظلت فيه إلى أن دمر الرومان الهيكل سنة 70م وقد حصل على هذه النسخة مرة أخرى وظلت فيه إلى أن دمر الرومان الهيكل سنة 70م. وقد حصل على هذه النسخة يوسيفوس المؤرخ اليهودى واستخدمها فى كتابته مجموعته "عاديات أو العصور القديمة لليهود The Antiquity of the Jews“ويقول يوسيفوس نفسه إنه بسماح من تيطس الرومانى حصل على النسخة المعتمدة للأسفار المقدسة التى كانت فى الهيكل "وحصلت على الكتب المقدسة أيضاً"(أنظر All The works of Josephus 837 ) .
وهذه النسخة هى التى عرفها السيد المسيح وتلاميذه والتى كان الكهنة والكتبة والفرق الدينية فى عصره ينقلون عنها نسخهم، ونقلها يوسيفوس فى كتبه، وكتبه مازالت موجودة فى أيدينا وموجود بين أيدينا أيضاً نسخ من المخطوطات الأخرى النقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةة منها مباشرة .
5- كانت التوراة موجودة أيضاً عند رحبعام (2أى 12: 2) وعند أسا بن أبيا (2أى 14: 4) وعند يهوشافاط بن آسا (2أى 17: 9 ) .
6- كانت التوراة موجودة فى زمن يواشى بن يورام بن يهوشافاط (2أى 23: 18 ، 24: 6 ، 9 ) وفى زمن أمصيا ابنه (2أى 25: 2) وفى زمن حزقيا (2أى 31: 3، 4) .
7- فى أيام يوشيا الملك وجد حلقيا الكاهن سفر شريعة الرب مكتوباً بيد موسى وسلمه لشافان الكاتب الذى أتى به إلى الملك وقرأ فيه أمامه (2أى 34: 14-26، 2مل 22: 8-13)... الخ.
+ لقد جمع عزرا الكاهن أسفار العهد القديم ما عدا سفرى عزرا ونحميا ونبوة ملاخى (لأنهم لم يكونوا قد كتبوا بعد) وقام شمعون الورع الذى توفى سنة 292 ق. م بضمها للكتاب المقدس.
هل تم حرق الكتاب المقدس وملاشاته أيام المكابيين :
يقول البعض إنه فى أيام المكابيين حاول الملك السورى انتيوخس الرابع (ابيفانس) (175 –164 ق.م) أن يستأصل اليهودية من جذورها فأصدر أمراً بتمزيق وحرق الأسفار المقدسة " وما وجدوه من أسفار الشريعة مزقوه وأحرقوه بالنار. وكل من وجد عنده سفر من العهد أو اتبع الشريعة كان يقتل بأمر الملك" (1مك1: 56-57) فهل بالفعل تم ملاشاة الكتـاب المقــدسنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بالطبع لا. فالله حافظ لكتابه المقدس. فبرغم كل ذلك كالنت الأسفار المقدسة موجودة مع الغيورين من الشعب وقادته الدينيين والمدنيين فاجتمعوا على المصفاة على بعد 13 كم من أورشليم "ونشروا الشريعة" (1مك3: 48). ولما انتهت الحرب يقول سفر المكابيين: "جمع يهوذا (المكابى) كل ما يعثر من الأسفار فى الحرب التى حدثت لنا وهو عندنا " .
ويذكر سفر المكابيين الثانى الذى كتب سنة 70 ق.م أسفار العهد القديم وانتشارها بغزارة فى أيامه ويدعوها بـ (الكتاب المقدس) و(الشريعة والأنبياء) (2مك15: 19) .
مما سبق يتضح لنا أن الأسفار المقدسة كانت جميعها منتشرة بين أيدى الشعب وقادته الروحيين والمدنيين فور كتابتها مباشرة، كما كانت فى المجامع المنتشرة فى العديد من الدول ومع الفرق الدينية الكثيرة سواء التى عاشت فى الجبال أو فى وسط الشعب وكان الكثير من أفراد الشعب يحفظونها غيباً فضلاً عن احتفاظ البعض بنسخها المكتوبة .
وبرغم قسوة الملوك المرتدين أمثال منسى وأمون وإيزابل الوثنية زوجة الملك آخاب فلم ينته المؤمنون بالله. ولما ظن إيليا أنه لم يعد فى زمانه نبياً غيره " أنا بقيت للرب نبياً وحدى" (1مل18: 22) كان هناك "مئة نبى" قد خبأهم عوبديا كل خمسين "فى مغارة وعالهم بخبز وماء" (1مل18: 4) ولما ظن إيليا أنه لم يعد من يؤمن بالله قال له الله إنه قد أبقى سبعة آلاف مؤمن بعد(1مل19: 10-18)
وفى نهاية ارتداد منسى وأمون ظهرت نسخة أسفار موسى الأصلية فى الهيكل. وكانت الأسفار هى سند الشعب المؤمن فى مقاومته للمرتدين عن عبادة الله وملاذهم وقت الحروب وأثناء السبى، كما كانوا يبحثون فيها عن الأمل فى مستقبل أفضل .
شهادة السيد المسيح ورسله الأطهار لأسفار العهد القديم :
أشار السيد المسيح ورسله الأطهار إلى صحة كل كلمة وكل حرف وكل حدث مذكور فى أسفار العهد القديم واقتبسوا منها واستشهدوا بما جاء فيها حوالى 250 مرة وشهدوا لكل سفر وكل فصل فيها. وقد ذكر السيد المسيح بنفسه منها حوالى 31 مرة مؤكداً أنها أسفار مقدسة وكلمة الله التى نطق بها على أفواه الأنبياء وأنها كتبت بوحى الروح القدس وأنه لن يزول منها حرف واحد أو نقطة واحدة وأنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب فيها كما دعاها بالكتب المقدسة :
"لأن داود نفسه يقول بالروح القدس" (مر12: 36). "الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل"(متي5: 18)
كما أكد ذلك تلاميذ السيد المسيح ورسله وأشاروا إلى هذه الأسفار باعتبارها "ما تكلم به الأنبياء وموسى أنه عتيد أن يكون" (أع26: 22) و "الناموس والأنبياء" (2تى3: 14 ) .
وقد أشار السيد المسيح وتلاميذه إلى موسى ككاتب التوراة حوالى خمسين مرة (مر12: 19) وإلى يشوع وأعماله (أع7: 35، عب4: 8)وصموئيل النبى (أع3: 24 ، 13-20) وإلى داود كاتب المزامير " داود نفسه يقول فى كتاب المزامير" (لو20: 41) وإلى سليمان (متى12: 42) وإلى أيوب وصبره (يع5: 11) وإلى إشعياء ككاتب سفره "لكى يتم ما قيل بإشعياء النبى" (متى3:3) وكذلك إرميا " حينئذ تم ما قيل بإرميا النبى القائل" (متى2: 18) وإلى دانيال ككاتب سفره "رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى" (متى24: 5) وإلى هوشع "كما يقول هوشع أيضاً" (رو5: 9) وإلى يونان وحوته (متى12: 39-41) هذه وغيرها الكثير من الإشارات والاقتباسات التي بلغت 250 مرة .
وهذا يؤكد لنا إلى جانب ما سبق أن ذكرناه أن أسفار العهد القديم جميعها من موسى إلى المسيح كانت وماتزال سليمة وكاملة ولم يطرأ عليها أى زيادة أو نقص أو تحريف. ونظراً لأن النسخ التى لدينا من أسفار العهد القديم يرجع أقدمها إلى ما قبل المسيح بمئات السنين فهذا يعنى أن ما لدينا الآن هو نفس ما كان مع المسيح ورسله ومعاصريه وما سبقوه لا أكثر ولا أقل .
الحرص الشديد على سلامة الكتاب المقدس وحفظه :
+ لقد أوصى مجمع السنهدريم بالحرص الشديد على حفظ الكتاب المقدس وسلامته لذلك نجده يضع الوصايا التالية :
الوصية الأولى : احترس من القضاء .
الوصية الثانية : علم كثيرين .
الوصية الثالثة : كن حصناً حصيناً للتوراة .
وعلى هذا الأساس سلمت الوديعة من جيل إلى جيل حتى أنهم كانوا يعرفون عدد مرات تكرار كل حرف من الحروف فى كل أصحاح أو جزء ثم عدد مرات تكرار الحرف فى السفر بأكمله وفى الكتاب المقدس بأكمله... فقيل مثلاً إن حرف الألف ورد فى التوراة العبرية 2277 مرة... وحرف الباء ورد 38218مرة... الخ وعلى سبيل المثال نجد أن الترجمة البيروتية الأمريكية للعهد القديم المترجمة عن اللغة العبرانية، والكلدانية وهما اللغات الأصلية للعهد القديم توضح لنا الآتى :
يتكون سفر التكوين من 50 أصحاحاً مكونة من 1542عدداً وتشمل 21967 كلمة
بينما يتكون سفر الخروج من 40 أصحاحاً مكونة من 1224 عدداً وتشمل 16773 كلمة .
وسفر اللاويين من 27 أصحاحاً مكونة من 859 عدداً وتشمل 12007 كلمة... الخ .
وهكذا نجد أن الحرص المتناهى على سلامة الكتاب المقدس جعلهم يرتبون إحصائيات بعدد الأصحاحات والآيات والكلمات بل والحروف أيضاً حتى لا يتطرق الشك بأى صورة من الصور إلى صحة وسلامة كتاب الله المقدس .
ثانياً : العهد الجديد
+ ويشمل العهد الجديد 72 سفراً بيانها كالآتى :
أولاً : الأناجيل الأربعة :
1- الإنجيل للقديس متى : كتب حوالى سنة 45 ميلادية ويعتقد آخرون أنه كتب نحو سنة 60 ميلادية، وعدد أصحاحاته 28 ، وعدد آياته 1071 مكونه من 13508 كلمة... وقد كتب لليهود ليبين لهم أن يسوع المسيح"هو المسيا المنتظر ".
2- الإنجيل للقديس مرقس : كتب حوالى سنة 61 ميلادية، وعدد أصحاحاته 16 مكونة من 671 آية تحوى 8614 كلمة وكتب للرومان ليبين لهم قوة المسيح .
3- الإنجيل للقديس لوقا : كتب نحو سنة 63 ميلادية، وعدد أصحاحاته 24 مكونة من 1153 آية تحوى 14461 كلمة... وكتب لليونان ليبين لهم خدمة المسيح .
4- الإنجيل للقديس يوحنا : كتب نحو سنة 98 ميلادية، وعدد أصحاحاته 21 مكونة من 876 آية، وتحوى 12211 كلمة وكتب للجميع ليبين لاهوت السيد المسيح .
ثانياً : سفر تاريخى :
وهو سفر أعمال الرسل، كتبه القديس لوقا نحو عام 63 ميلادية، وهو سجل لتاريخ جهاد الكنيسة وتحقيق بركات الفداء وانتشار الكرازة، وعدد أصحاحاته 28 مكونة من 1007 آية وتشمل 15005 كلمات .
ثالثاً : الرسائل : وتشمل :
1- رسائل القديس بولس الرسول :
وعددها 14 رسالة كتبت فى الفترة ما بين سنة 50-67 ميلادية وتتكون من 106 أصحاحات، وتشمل 2323 آية تحتوى على 31347 كلمة .
2- الرسائل الجامعة (الكاثوليكون) :
وعددها 7 رسائل هى (يعقوب - رسالتان لبطرس - ثلاث رسائل ليوحنا - رسالة ليهوذا) وجميعها كتبت فيما بين سنة 60 و 65ميلادية وهى مكونة من 21 أصحاح وتشمل 432 آية تحتوى على 9371 كلمة .
رابعاً : سفر نبوى (سفر الرؤيا) :
وقد كتبه القديس يوحنا الحبيب ما بين سنة80-96م قبل نياحته وتركه للعالم سنة 100م .
كيف وصلنا العهد الجديد :
خرج تلاميذ السيد المسيح بعد صعوده إلى السماء وحلول الروح القدس عليهم ليبشروا العالم بالبشارة المفرحة وكانت هناك دعائم لكرازتهم وهى :
(1) حياة وأعمال السيد المسيح له المجد :
والتى كانت جوهر البشارة المفرحة، الإنجيل الذى حمله الرسل للعالم أجمع، فالسيد المسيح هو كلمة الله الذاتى النازل من السماء والذى لم يكن فى حاجة لرسالة تأتيه من السماء عن طريق ملاك أو أى نوع أو طريق من أنواع وطرق الوحى المتنوعة (عب1:1). فهو أعظم من الملائكة والأنبياء وبقية البشر، والذى تسجد له جميع المخلوقات السمائية والأرضية، وهو صاحب الاسم الأعظم "وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب"(فى2: 9-11) وقد عاشت الكنيسة بكلمته "متذكرين كلمات الرب يسوع" (أع20: 35) "هكذا أمر الرب" (1كو9: 14). " لأننى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً" (1كو11: 23) .
(2) الروح القدس روح الله وروح ابنه :
" أرسل روح ابنه" (غلا4: 6) "روح المسيح" (1بط1: 11) الذى تكلم بواسطة الأنبياء فى القديم إذ كان يحل عليهم ويتكلم بأفواههم (2صم23: 1-2) وجعلهم يتنبأون عن المسيح "الذين تنبأوا عن النعمة التى لأجلكم باحثين أى وقت أو ما الوقت الذى يدل عليه روح المسيح الذى فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التى للمسيح والأمجاد التى بعدها " (1بط1: 11) هذا الروح، الروح القدس، وعد السيد المسيح تلاميذه أن يرسله ليحل عليهم ويكون فيهم ويمكث معهم إلى الأبد ويكون لهم القائد والموجه والمذكر والمعلم والمرشد يتكلم فيهم وبهم والذى أوحى لهم بكتابة أسفار العهد الجديد كما أوحى الأنبياء فى القديم بكتابة العهد القديم " كل الكتاب هو موحى به من الله" (2تى3: 16) .
(3) أسفار العهد القديم :
والتى شرح السيد المسيح كل ما جاء بها من نبوءات عنه والتى فهمها تلاميذه فى ضوء رسالته وكانت منطلق الرسل فى شهادتهم للمسيح " وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه أنبيائه أن يتألم فقد تممه هكذا" (أع3: 18) .
(4) السلطان الرسولى :
الذى منحه لهم السيد المسيح " وأقام اثنى عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا. ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين" (مر13: 13-14) ومنحهم معرفة أسرار ملكوت الله فرأوا ما لم يره الأنبياء والأبرار قبلهم وسمعوا ما لم يسمع به غيرهم " أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات وأما لأولئك فلم يعط.. طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع فإنى الحق أقول لكم إن أنبياء وأبرار كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا " (متى13: 11، 16-17).. " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيكم به" (متى28: 19-20) .
ومن ثم فقد صار الرسل "أعمدة" الكنيسة الأولى (غل2: 19) وكانت كلمتهم مساوية لكلمة الأنبياء فى القديم لأن كليهما من روح واحد هو الروح القدس. "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف2: 20) .
معجزة الأعداد والأرقام بالكتاب المقدس
+ من الحقائق الجوهرية أن الكتاب المقدس فى مجموعه يمثل وحدة متكاملة حيث نجد فيه وحدة أدبية وتاريخية ونبوية وبنائية.. الخ.. كذلك نجد فيه وحدة عددية .
+ ومن الحقائق المذهلة أن للأعداد بالكتاب المقدس معانى روحية عميقة.. لذلك يجدر بنا أن نقف قليلاً لندرس معانى هذه الأرقام ورموزها لنعرف المقصود منها. ولكننا قبل ذلك نعرض بعض الحقائق العددية الهامة ..
+ الكتاب المقدس مبنى على نظام السباعيات..أى أن مجموعة حروفه ومجموع كلماته تمثل مضاعفات للرقم 7 وقد أشار الكتاب المقدس إلى ذلك فى سفر حبقوق قائلا (سباعيات سهام كلمتك...) وهنا تظهر المعجزة الحقيقية فى الوحى الإلهى حيث تظهر الوحدة العددية بكيفية تفوق إدراك البشر وأفهامهم علاوة على صدق كل ماكتب فيه من نبوات لا يستطيع إنسان مهما كانت مكانته العلمية أن يتصور التطابق العجيب الحادث بين كتابات موسى فى العهد القديم وكتابات بولس الرسول فى العهد الجديد فى الوصف والتركيب الحسابى .
+ وهل يتصور العقل كيف تم تدوين الوحى الإلهى وكتاباته الحرف فية تلو الحرف والكلمة فيه جوار الأخرى وتكون النتيجة آيات وأصحاحات وأسفاراً ويكون مجموعها هو مكرر للرقم 7 . والأكثر من هذا تكون هذه الأسفار ذات معان سامية وتكون بها الحياة والنجاة، والسماء والأرض تزولان ولكن حرفاً من هذه الحروف لا يزول .
+ فى اللغة العبرية واللغة اليونانية لا توجد أعداد تدل على الأرقام .. بل إن أعدادها حروف . ونفس هذا الشىء نجده فى اللغة القبطية أيضاً، فنجد مثلاً حرف الألفا يساوى 1 وحرف البيتا 2.. الخ .
وبالرجوع إلى الإنجيل المكتوب باليونانية وللعهد القديم المكتوب بالعبرية نجد الآتى :
[i: