| أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الجمعة مارس 14, 2014 7:52 pm | |
| للمثقفين فى كل مكان طقوس معينة يلتزمون بها أثناء لحظات الإبداع فهذا يحب الكتابة فى مكان معين وذاك يحرص على أن يمسك بقلم معين عندما يكتب وآخر يلوح له شيطان الإلهام أن يظهر بمظهر معين.
فمثلا الكاتب السويسرى دويرنمات كان منزله عبارة عن فيلتين صغيرتين واحدة يقرأ ويكتب فيها والثانية للأسرة أما غرفة مكتبه فهى عبارة عن ترابيرزة كبيرة وأمامها نافذة زجاجية كبيرة تطل على الجبل فقط.
أما الأديب الأمريكى أرنست همنجواوى فكان يضع على أرضية الغرفة التي يكتب فيها عشرات الأقلام الرصاص التى يستعملها، وعلى أرض الحجرة أيضا عشرات الأحذية التى يرتديها أثناء الكتابة وهو من حين لآخر يترك المكتب ويروح يضع قدميه فى هذه الأحذية حيث يحاول أن ينشغل عن متابعة الكتابة بأى شىء.
أما الفيلسوف الوجودى مارتن هيدجر فقد كان منزله فى قلب الغابة السوداء وهذه الفيلا لا يفسرها إلا الأحجار البيضاء والتى تحدد الطريق إليه أما المكتب فهو تحت النافذة المفتوحة على الغابة والضوء يغمر جانبا من الغرفة التى لا يضع فيها إلا المكتب ولا شىء فيها من الورق أو القلم فهو يتأمل فيها ثم يذهب لمكان آخر لكى يكتب فيه.
وكان أديب نوبل الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ يصحو من النوم مبكرا وبعد إفطار خفيف يجلس للكتابة ثم يخرج للشارع لرياضة المشى ثم يكتفى بهذا القدر ثم يجلس ليكتب ساعتين بانتظام بعكس بعض الكتاب الذين يكتبون فى أوقات غير معينة، أما هو فكان يلزم نفسه بالكتابة فى وقت معين ولا ينتظر لحظة الإلهام كما يقولون وهذا صحيح لحد ما ففى أية لحظة يأتى له إلهامات فى داخله يختزنها ثم يقوم بتسجيلها مخزنة للمستقبل وليس للوقت الحالى، فالأفكار تختزن حتى يخلص من تجربته ثم يتحول لتجربة أخرى وكان يحرص أثناء الكتابة ويجلس إلى مكتبه الخاص وبوضع معين، وكان حين يذهب إلى الإسكندرية فى موسم الصيف لا يكتب إطلاقا فهو يكتب فى موسم الكتابة الذى هو الموسم الشتوى حتى أثناء وظيفته فهو يصحو للكتابة ثم يذهب للعمل.
أما الكاتب الروائى خيرى شلبى فهو يكتب فى المدافن وسبب اختياره لهذا المكان - كما يقول - هو الهدوء والبعد عن ثرثرة الناس ومشاكلهم.
ويضيف: "فى الوقت نفسه أشعر أن الأيام قليلة أيضا لذلك أكتب إنجازات مشرفة وأيضا أشعر فى هذا المكان من أنا بالقياس للناس العظماء الذين ماتوا من آلاف السنين لذلك مشاعر كثيرة يثيرها هذا المكان، بالإضافة إلى الهدوء والتركيز الذى يمنحه هذا المكان، كما أنه يخلق ألفة مما يزيد من خيالى كمبدع وهذا مكان حميم بالنسبة لى ولا تتحقق هذه الحميمية فى كل المقابر، ولكن فى مقبرة بعينها خاصة بى فى قلعة قايتباى لأنه كان جزءا من قاهرة القرن التاسع عشر لذلك أشعر أننى فى هذا العصر بطراز حياته ونظام شوارعه وحواريه اللولبية وأيضا طراز معين من الناس ولذلك فهذا المكان على وجه التحديد هو الذى اكتب فيه ومعظم أعمالى الكبيرة خرجت من هذا المكان مثل رواية (الشطار) (رباعية الأمانى) و(وكالة عطية) (موال البيات والنوم) (الوتد) (العراوى) ومجموعة (المنحنى الخطير) والكثير من الأعمال".
ويتابع: "أما بالنسبة لطقوسى فى الكتابة فهى لابد قبل الكتابة من القراءة فى الأعمال التى أحبها كنوع من التسخين ولابد أيضا من الكتابة فى أجندة وليس أوراق لأن الأجندة متصلة بالتاريخ والأيام كما أنها مرتبطة بالمذكرات الشخصية مما يعطينى إحساسا أننى أكتب شيئا خاصا مما يحقق نوعا من الانطلاق والحميمية لذلك كل ما يطرأ على ذهنى أكتبه فى هذه الأجندة وهذا بصفة مبدئية".
ويقول: "أما عندما اكتب رواية كبيرة تتكون خطوطها العريضة فى دماغى ثم بناء على هذه الخطوط اكتب إلى مالا نهاية، فالكتابة عندى نوع من الحفر حيث أتوسم فى منطقة معينة أن بها كنوزا لذلك أظل أبحث عن هذه الكنوز وأبدأ فى عملية الحفر التى قد تستغرق سنة أو أكثر واستمر والحفر أو عدمه يحدد ما يظهر أثناء الحفر فتبدأ معالم معينة فى الظهور كقطع من الفخار أو التماثيل الصغيرة مما يؤكد أننى بهذا الحفر سأصل إلى كنز معين حتى استمر وأحيانا بعد حفر طويل يتضح أن هذه الأرض ليس بها شىء فانصرف عنه".
وويضيف شلبي: "أثناء الحفر غالبا ما تقابلنى شخصيات إلى أن أملأ من 7 إلى 10 أجندات، مما يكون عندى مادة أقوم من خلالها بالعمل الذى أريده بعد القراءة عدة مرات ثم اختار منها الشىء الذى اقتنع به وهنا نبدأ الكتابة الحقيقية التى تتم فى كشاكيل وهى التى تتمثل فى الصياغة وهنا أبدأ فى مرحلة التفصيل ويمكن لهذه المادة الأولية بعد ذلك أن تتحول إلى كمية قليلة من الصفحات ثم تأتى بعد ذلك مرحلة الخياطة أى لحم هذه القطع فى بعضها وتحويلها إلى شىء متكامل وتتم هذه العملية فى ورق فلوسكاب لأن هذه المرحلة قد تتطلب وضع صفحات مكان صفحات أخرى، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة التبيض فى ورق سائب وهذا هو التبيض الأول الذى يكون فى أحيان نادرة التبييض النهائى، وقد يحدث تبييض آخر ويزداد فى شخصيات جديدة تقتضى تغيير البناء الدرامى وهنا اضطر إلى إعادة الترتيب من جديد، كما احتاج هنا إلى تبييض آخر، كما يمكن أيضا إعادة اللغة وحوار الشخصيات الذى قد لا يكون معبرا ولدى بالفعل رواية (الأوباش) التى قمت بتبيضها أربعين مرة".
ويؤكد الكاتب الروائى خيرى شلبى أن "الأديب يحتاج لحالة نفسية معينة لكى ينجز عمله فأنا مثلا عندما اكتب فى المرحلة الأولية قد لا يتعرف على من حولى لأننى اتحول إلى شخص آخر فيمكن مثلا ألا اتكلم مع صديق حميم يجلس إلى جوارى لساعات طويلة ويمكن أن أتحول إلى كائن عصبى وعدوانى أيضا ويمكن أن انفعل وقد يصل الأمر إلى ما لايحمد عقباه وأثناء الكتابة يمكن ألا أظهر فى البيت حتى لا اصطدم بهم وأحيانا أخرى لا استطيع الخروج من الجو الذى أعيش فيه، فمثلا فى رواية (وكالة عطية) بعد أن انتهت كنت أتحدث بنفس أسلوب شخصيات الرواية، كما كنت أعيش فى الحياة الكئيبة التى وردت بها، كما تتأصل الكآبة بداخلى لشهور طويلة ولا أخرج من هذا الجو إلا بعد الانشغال بفكرة فذة وهنا تصيبنى فرحة وهذه هى أحسن المراحل التى أمر بها، حيث أتحول إلى طفل صغير وتصبح كل الأمور من حولى سهلة وخصوصا فى لحظات اكتشاف فكرة أو عالم جديد وهذه أحسن حالاتى النفسية".
ويختتم حديثه "أحيانا تعود الكآبة بسرعة بعد أن اكتشف تفاهة هذه الفكرة وهنا أتحول مرة أخرى لإنسان بشع فى حالة توتر وغضب وعدم رغبة فى الاحتكاك بالآخرين ومن حسن الحظ أن هذه الفترات قليلة لذلك فمن السهل التنازل عن فكرة معينة".
أما الكاتب الأديب يسرى الجندى فيؤكد أنه "بعيدا عن فكرة الإلهام بشكلها الرومانسى لاشك أن لكل فرد ملابسات أفضل للكتابة والتركيز وأنا شخصيا لابد من توافر الهدوء أثناء الكتابة وهذا لا أجده إلا فى الليل بالإضافة إلى السجائر وفنجان القهوة والشاى".
ويضيف: "أحيانا تنتابنى درجة من التدفق غير مرهون بالمناخ الذى أعيشه ولكنه حالة داخلية وأحيانا يحدث العكس، حيث تندر الكتابة فالكاتب ليس ماكينة "فيشار" ولابد من وجود توافق مع الذات من حيث الموضوع ذاته لوجود أشياء فى العالم الخارجى تشوش على كظروف عامة أو مسائل عادية، ولكن تواصل المبدع مع موضوعه تواصل مهم جدا لأن الإبداع ليس حرفة آلية أو ميكانيكية".
ويتابع الجندي: "قد يحدث مبالغات فى السينما فى تصوير المبديعن لأنه إنسان متميز لا يخضع للمألوف بسهولة ولا يتوافق مع الواقع بشكل كامل، ولكنه مختلف معه فالمبدع له رأى فى قصور الواقع ونقائصه، ولكن الإنسان العادى يتوافق مع واقعه، ومن هنا تأتى صورة المبدع أنه غير طبيعى فى السينما المصرية ولكنى أؤكد أنه شخص طبيعى يتعامل مع المشكلات الواقعية".
أما الكاتبة صافى ناز كاظم فتؤكد أن "الكتابة تفاجئني فى أى وقت وأى مكان لذلك اضع ورقة وقلما فى كل مكان على المخدة، المطبخ، المكتب على باب الشقة وفى كل الأمكان لأنه يمكن أن تخطر ببالى جملة أو فكرة أدونها ثم تصاغ هذه الأفكار بعد ذلك وأحيانا أخرى قد أصحو من النوم لأكتب جملة ثم أنام بعد ذلك".
وتتابع: "أما لحظة التبييض فدائما أبدأها بالدعاء (اللهم قدرنى على الكتابة والعمل)، لأننى كاتبة مقلة وأكتب بعنت شديد وظروف عملى تساعدنى على هذه الرفاهية فى الكتابة وعندما تنتابنى حالة من السعادة لا أكتب فى حين أننى عندما أتضايق أكتب وبعدها أكافئ نفسى بعمل احتفال خاص لأننى نسيت هذا العمل".
وتؤكد صافى ناز "لاشك أن الوحى كلمة مجازية، ولكن هناك لحظات فتح فقد يكون لدى موضوع مهم وأفكاره كثيرة ولكنى لا أستطيع الكتابة لذلك انتظر حتى يتدفق الموضوع من داخلى ولا أستطيع أن أشده عنوة حتى لا يتشوه ومن هنا عندما أحاول أن أقرأ قد أعانى كقارئة لأننى أجد بعض الأعمال المشوهة غير الجيدة، أما إذا وجدت عملا جيدا أرسل لصاحبه برقية تهنئة على كتابته هذا العمل".
أما الفنان عمر النجدي فيرى أنه عندما يبدأ الرسم لابد أن يكون ذلك فى الاستوديو الخاص به فى بيته وأيضا له أدواته الخاصة التى يحب الرسم بها.
وعن عاداته وتقاليده يقول إنه "لا يوجد مبدع لا يتأثر بحالته النفسية لأن الإبداع غالبا ما ينبع من الألم وما أشعر به أثناء الرسم لابد أن يشعر به الناس، كما أريده تماما وألا أكون فشلت فى تحقيق هدفى وفى رأيى أن تجسيد ما أشعر به هو الإبداع بعينه".
ويرى النجدي أن السينما قامت بتصوير المبدع على أنه إنسان مجنون وهذا تصوير خاطئ، فالمبدع إنسان حساس ومرهف أكثر من الإنسان العادى.
ويتابع: "وقبل الرسم قد أكون مرتديا البيجامة والروب وعندما أشعر بأننى أريد أن أرسم أدخل للرسم بصرف النظر، عما ارتدى ولحظة الإبداع يكون الفنان فى حالة نسيان لكل شىء أى ليس فى وعيه، ولكن هذه الحالات لا تستمر كثيرا ولكنها للحظات ثم تنتهى بعد أن يتهى العمل الإبداعى أى بعد أن تترجم الأحاسيس إلى لوحة موسومة على الورق".
أما الدكتور رفيق الصبان السيناريست المعروف فيرى أن البشر كما هم مختلفون فمنهم العصبى والهادئ والعقلانى والعاطفى وأيضا منهم المبدعون ومن الأفلام الجيدة التى صورت المبدعين بشكل طبيعى فيلم (شبق الحياة) عن فان جوخ وهو فعلا يعرف بجنونه.
ويضيف الصبان: "لكن الفيلم استطاع أن يصوره على أنه إنسان طبيعى وجنونه شىء معقول ونابع من شخصيته الفنية، وأيضا الفيلم الذى قدم حياة موديلانى الفنية فى حين أن بعض الأفلام الأخرى أظهرت المبدعين كمجانين، كما حدث فى فيلم (أجاديوس) الذى أظهر موتسارت على أنه مجنون وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثير من السينمائيين عندما يظهر الفنانون التشكيليون أو الأدباء أو الرسامون على أنهم بشر مهزوزون مضحكون كما كان يقدمهم عبد السلام النابلسى وهذا لا يمنع أن الأفلام التى تبقى وتتحدى الزمن ليست هى التى تظهر هؤلاء الفنانين بشكل كوميدى هزيل ولكن التى تظهرهم على طبيعتهم كفنانين كبار".
| |
|
| |
نصيف خلف قديس خادم الكل
عدد المساهمات : 6708 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : الكويت
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الجمعة مارس 14, 2014 8:09 pm | |
| | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . السبت مارس 15, 2014 1:22 am | |
| |
|
| |
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . السبت مارس 15, 2014 7:21 am | |
| شكراااااا لك كثيرااااا أستاذنا الفاضل نصيف مرورك زاد من روعة موضوعي لك تحياتي الصّباحيّة | |
|
| |
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . السبت مارس 15, 2014 7:26 am | |
| شكرااااا لمرورك الغالي أختي حنين نوّر بك المكان | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الجمعة مايو 02, 2014 4:05 pm | |
| |
|
| |
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . السبت مايو 03, 2014 6:14 am | |
| | |
|
| |
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الثلاثاء مايو 06, 2014 5:13 am | |
| | |
|
| |
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الثلاثاء مايو 06, 2014 5:13 am | |
| | |
|
| |
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الثلاثاء سبتمبر 09, 2014 5:53 am | |
| | |
|
| |
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . الأربعاء سبتمبر 10, 2014 9:56 am | |
| | |
|
| |
| أغرب طقوس الإبداع عند الفنّانين والأبداع . | |
|