"الكنيسة هي خلاصك وملجأك، أنها مرتفعة أكثر من السماء
وواسعة أرحب من الأرض أنها لا تقدم ولا تشيخ لكنها دائما في بهاء" (القديس يوحنا ذهبي الفم)
************
كثير من الناس اليوم يعتقدون أن الكنيسة هي مبنى. ولكن ذلك ليس هو التعريف الكتابي للكنيسة. فكلمة كنيسة تأتي من الكلمة اليونانية "اكلاسيا" وهي تعني الجماعة أو المدعوون. فأصل معنى الكنيسة لا يشير الى المبنى ولكن الى الناس.
(رومية 5:16) "... أيضا سلام الي الكنيسة التي في بيتهم ..." فنرى هنا أن بولس يشير الى جماعة المؤمنيين الذين هم مجتمعون في منزل وليس مبنى الكنيسة.
الكنيسة هي ليست بناية أو طائفة. تبعا للكتاب المقدس،
الكنيسة هي جسد المسيح.
"وكل الذين يؤمنون ويثقون في يسوع المسيح للخلاص"
(يوحنا 16:03 و كورنثوس الأولى 13:12).
وهناك أعضاء من الكنيسة الكونية الجامعة (جسد المسيح) ممثلون في الكنيسة المحلية.
**
وقد بنيتم على أساس الرسل والأنبياء، والمسيح يسوع نفسه
هو حجر الزاوية الأساس، الذي فيه يتناسق البناء كله فيرتفع ليصير هيكلا مقدسا في الرب.
وفيه أنتم أيضا قد بنيتم معا فصرتم مسكنا لله (أو بيت الله) بوجود الروح.
(أفسس 2 : 20-22)
فمعنى بيت الله بحسب فكر الله في الكتاب المقدس تعني حضور الله،
أو تأثير الله الواضح على مكان معين ومحدد في الأرض.
هو المكان الذي يمتلئ من حضور الله، المكان الذي يتشبع من محضر وحضور الله.
الكنيسة في المسيحية هي "كنسية الحياة" أي الحياة التي
تحمل طبيعة وسمات الكنيسة. فالكنيسة هي الخلق الجديد للطبيعة البشرية التي سقطت في آدم
وتجددت في المسيح
وصار هو رأسا لها. وكل الترتيبات والصلوات والطقوس التي تتم داخل الكنيسة
إنما هي التعبير عن ممارسة هذه الحياة الجديدة بصورة عملية.
فنوال الخلاص وقبول الحياة الجديدة هو انضمام للكنيسة
"كان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع 47:2)
وعملية الضم هذا تتم بسر المعمودية:
"لأننا جميعنا بروح واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد ..
وجميعنا سقينا روحا واحدا" (1 كو 13 : 12)،
وكان كل الذين ينضمون إلى هذا الكيان الجديد "الكنيسة جسد المسيح"
كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع 42:2)،
وهذا هو سر الافخارستيا أو "القداس الإلهي"، والحياة الجديدة،
حياة الخلاص، هي حياة التسبيح "سبحوا الرب تسبيحا جديدا".
لذلك كان كل المنضمين إلى الكنيسة "كل يوم في الهيكل يواظبون بنفس واحدة
وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله"
(أع 46:2).
الكنيسة إذا ليست مفهوما عقليا مدرسيا وإنما حياة وتطبيق وممارسة،
ونحن نصف الحياة داخل الكنيسة بأنها حياة ليتورجية باعتبار أن صاحبها يعيش حياته الجديدة
بعضويته الدائمة في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، يحيا حياتها ويمارس أعماله
ا ويحمل سماتها ويستمد منها خلاصه ونموه وتقواه، ولذلك نحن لا نفرق
بين عبادة شخصية وعبادة ليتورجية، توبتي وعبادتي الشخصية تقوي "الكنيسة"
وليتورجيات الكنيسة تمدني بالحياة والخلاص والنمو والتقوى!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †